الخرطوم - سكاي نيوز عربية

للأسبوع الثاني على التوالي، تستعر معارك شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيطي قيادة المدرعات في منطقة الشجرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وسلاح المهندسين في مدينة أم درمان، شمال العاصمة، مما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لهما.

سلاح المدرعات

يقع سلاح المدرعات على بعد نحو 12 كيلومترا إلى الجنوب من القيادة العامة للجيش السوداني.


يمتد على مساحة 20 كيلومتر مربع ويضم ألوية مشاة ووحدات لسيارات مدرعة و5 كتائب دبابات من طرز "تي55 و72 و190" ويقدر عددها بنحو 75 دبابة صالحة للقتال.
كما يضم مهبطا بديلا للطائرات.
في جميع الانقلابات الأربع المكتملة التي شهدها السودان منذ استقلاله في عام 1956، لعب سلاح المدرعات الدور الحاسم في إنجاح تلك الانقلابات لما يمتلكه من قوة ضاربة.
أما في المعركة الحالية، فإن أهمية سلاح المدرعات الكبرى تكمن في أنه يعتبر النقطة الأخيرة الحاسمة الفاصلة بين تمركزات وإمدادات قوات الدعم السريع الحالية والقيادة العامة للجيش خصوصا بعد سقوط معسكر اليرموك وقيادة الاحتياطي المركزي في جنوب الخرطوم في يد قوات الدعم.

سلاح المهندسين
الاهتمام بسلاح المهندسين فيأتي من موقعه الجغرافي المتميز، فهو قريب من جسر "الفتيحاب"، أحد الجسور الرابطة بين مدينتي أم درمان والخرطوم.
هذا يسهّل وصول الإمدادات إلى منطقة القيادة العامة في شرق الخرطوم؛ كما تحيط به أحياء ذات أهمية تاريخية كبيرة وأخرى مكتظة بالسكان.
السودان.. حرب بنكهة خارجية
ووفقا لمحمد سليمان وهو ضابط متقاعد، فإن سلاح المهندسين يُعد واحدا من أهم أسلحة الدعم بالنسبة للجيش ويتميز بموقع جغرافي مؤثر جدا من الناحية العملياتية.
ويقول سليمان لموقع "سكاي نيوز عربية" إن سلاح المهندسين ليس من الأسلحة القتالية المباشرة إلا ان سقوطه يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على مدينة أم درمان، خصوصا قاعدة وادي سيدنا الواقعة في شمال المدينة والتي تعتبر واحدة من أهم المواقع العسكرية للجيش.
وإضافة إلى الأهمية الجغرافية، فإن سلاح المهندسين يقدم الدعم الفني واللوجستي للقوات المقاتلة ويساعدها في فتح الطرق والجسور المؤدية إلى مناطق العمليات.
كما يساعد في عمليات عزل العدو من خلال تعطيل الطرق والجسور لمنع وصول قواته والحصول على الإمدادات. ولسلاح المهندسين مهام كبيرة في أوقات السلم مثل إنشاء الطرق والجسور والمشاركة في عمليات الدفاع المدني ونزع الألغام.

خريطة السيطرة
وبعد مرور نحو 4 أشهر من الاشتباكات العنيفة في الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى، لم يستطع أي من طرفي القتال إعلان النصر على الآخر.
لكن استنادا إلى حجم انتشار جنود كل طرف على الأرض، فإن قوات الدعم السريع تسيطر على نحو 70 بالمئة من مدينة الخرطوم التي تعتبر العاصمة الإدارية للبلاد وتشكل الضلع الثالث للعاصمة المثلثة التي تضم أيضا مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
وتضم مدينة الخرطوم أكثر من 95 بالمئة من المناطق الحيوية العسكرية والمدنية في البلاد والتي يسيطر الدعم السريع على معظمها بما في ذلك مطار الخرطوم الدولي.
أما الجيش فعلى الرغم من فقدانه السيطرة على معظم المناطق والمقار العسكرية، إلا انه لا يزال يسيطر على سلاح المدرعات ذو الأهمية الاستراتيجية من الناحية العسكرية والذي تدور حوله معارك ضاربة الآن.
ويسيطر الجيش في أم درمان، العاصمة الثقافية للبلاد على قاعدة وادي سيدنا والسلاح الطبي وسلاح المهندسين إضافة إلى نحو 60 بالمئة من مجمل أحياء المدينة، في حين يسيطر الدعم السريع على عدد من منافذ مدينة أم درمان ونحو 40 بالمئة من أحياؤها السكنية وطرقها الرئيسية.
وتحيط الكثير من الضبابية بمنطقة الخرطوم بحري التي تشهد معارك كر وفر متواصلة بين الطرفين، ففي حين تمكن الجيش مؤخرا من استعادة عدد من المواقع التي فقدها وتحديدا المناطق الشرقية والشمالية.
لكن المناطق الحيوية المدنية والخدمية والعسكرية في وسط وجنوب مدينة الخرطوم بحري ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ويمكن القول إن 60 بالمئة من مناطق لخرطوم بحري وشرق النيل تقع تحت سيطرة الدعم السريع فيما يسيطر الجيش على المناطق المتبقية ومن أهمها معسكر "الكدرو" الذي تدور حوله ايضا معارك طاحنة منذ عدة اسابيع.
ويتقاسم الجيش والدعم السريع السيطرة على الجسور السبع الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة، فيما يتفوق الدعم السريع نسبيا في السيطرة على المنافذ حيث يتحكم في مدخلي العاصمة من ناحيتي ولاية الجزيرة في الجنوب ومنطقة النيل الأبيض، كما يتقاسم مع الجيش السيطرة في مداخل مناطق شرق النيل التي تدور حولها معارك مستمرة ايضا.
ويسيطر الجيش على المنفذ القادم من شندي في الشمال عبر جصر المتمة ويؤدي إلى وادي سيدنا والكلية الحربية وبقية المعسكرات الواقعة في منطقة كرري.
ومن بين ولايات البلاد الثمانية عشر، لا تزال 9 ولايات خارج الصراع، بينما فرض الدعم السريع سيطرته على نحو 70 بالمئة من ولايات دارفور الخمس، بما في ذلك ولاية وسط دارفور الحيوية.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع سلاح المدرعات بالمئة من أم درمان

إقرأ أيضاً:

إحراق قاعة الصداقة بالخرطوم.. من المسؤول؟

شهدت منصات التواصل الاجتماعي السودانية اتهامات متبادلة بين أنصار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول الجهة المسؤولة عن إحراق قاعة الصداقة الشعبية في العاصمة الخرطوم.

إذ ذكرت تقارير أن ميليشيا مسلحة قامت بحرق قاعة الصداقة في الخرطوم يوم السبت، 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتُعتبر هذه القاعة من أبرز المنشآت التي تُستخدم لعقد المؤتمرات والفعاليات السياسية والثقافية في السودان، وقد شهدت عبر التاريخ عديدا من الأحداث المهمة.

بالأمس سمع دوي انفجارات ضخمة من #قاعة_الصداقة وتصاعد ألسنة النيران وارتفعت سحب الدخان الكثيف مع احتدام العمليات العسكرية واقترابها من #القصر_الجمهوري بالعاصمة #الخرطوم ….. pic.twitter.com/grlUKDIEJY

— Dr- Hana Amin ???????????????? (@hanaelmeen1) February 13, 2025

وتداولت حسابات سودانية مقاطع فيديو تظهر تصاعد أعمدة الدخان من القاعة، ومع انتشار خبر احتراق القاعة بدأت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، إذ اتهم ناشطون قوات الدعم السريع بإحراقها.

تصاعد أعمدة الدخان جهة قاعة الصداقة لليوم الثاني pic.twitter.com/zWWaFbcMnr

— أبو علي طــــه (@6a7a_hussein) February 13, 2025

وقال مغردون إنه بعد هزيمة قوات الدعم السريع وسط الخرطوم وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، قامت كعادتها بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة وأشعلت النيران عمدا في قاعة الصداقة متعمدة إتلاف وتدمير البنى التحتية.

إعلان

وأشار آخرون إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بمسح أبرز المعالم في الخرطوم والسودان ككل، وعلق بعض المدونين على الحادثة بالقول "صحيح أن الجزء الأكبر من قاعة الصداقة تعرض للحريق والخراب اليوم، وهو أمر مؤسف ضمن سلسلة من الأحداث المؤسفة التي عاشتها البلاد"، معبرين عن حزنهم لما أصاب قاعة الصداقة، ولكنهم أكدوا أن الأرواح التي فُقدت خلال العامين الماضيين أغلى.

في المقابل، اتهم أنصار الدعم السريع الجيش السوداني بحرق قاعة الصداقة، قائلين إنه "في محاولة يائسة لعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، قامت قوات البرهان بشن هجوم وحشي على قاعة الصداقة مما أدى إلى تدميرها بالكامل"، ووصفوا هذا العمل الوحشي بأنه يعكس مدى خوف الجيش السوداني من أي تغيير سياسي قد يهدد سيطرته على السلطة.

استهداف قاعة الصداقة بالخرطوم ليس مجرد قصفٍ عشوائي، بل رسالة واضحة: الجيش لا يعبأ بالمرافق المدنية ولا القانون الإنساني الدولي.

— فاطمة (@mjd2095558) February 13, 2025

وتعد قاعة الصداقة مجمعًا متعدد الاستخدامات يضم قاعات للمؤتمرات والاجتماعات، وصالات معارض، ومسرحًا، وسينما، بالإضافة إلى مرافق أخرى. وهي من أبرز المعالم في العاصمة السودانية، حيث تستضيف عديدا من الفعاليات السياسية والثقافية المهمة، بما في ذلك مؤتمرات قمة دولية وإقليمية، واجتماعات وزارية، ومنتديات، وندوات، وأمسيات ثقافية وفنية.

قاعة الصداقة كانت تجمع السودانيين بمختلف توجهاتهم، واليوم، تحولت إلى رماد بسبب حرب لا يعرف أحد متى تنتهي.

— دعاء (@d8579646420491) February 13, 2025

وتقع قاعة الصداقة بالقرب من ملتقى نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض، مقابل جزيرة توتي التي تطل على النيل من الضفة الأخرى. وظلت قاعة الصداقة واحدة من أكثر المباني العصرية شهرةً في مدينة الخرطوم. تم إنشاء المبنى ضمن سلسلة من المشاريع التنموية التي نفذتها ومولتها دولة الصين خلال ازدهار العلاقة بين البلدين منذ سبعينيات القرن الماضي.

إعلان

وبعد زيارة الرئيس جعفر النميري للصين، تم اقتراح بناء قاعة الصداقة استجابة لطلب من السودان لإنشاء قاعة مؤتمرات متعددة الأغراض في الخرطوم. تم تصميم المشروع من قِبل الصين وأُطلق عليه اسم "قاعة الصداقة" تعبيرًا عن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتم افتتاح المشروع عام 1976 بحضور الرئيس نميري برفقة وفد صيني. وتجدر الإشارة إلى أن هذه القاعة كانت الثالثة في سلسلة من القاعات التي شيدتها الصين لدول أخرى، وهما جمهورية غينيا ودولة سريلانكا.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني ينجح في استعادة مقرات المخابرات العامة من أيدي ميليشيا الدعم السريع
  • بالفيديو .. الجيش السوداني يسترد مقر هيئة العمليات في كافوري من قوات الدعم السريع ويستولي على أسلحة ضخمة ومدافع تستخدم في قصف أم درمان
  • الجيش يعلن استعادة السيطرة على أكبر المناطق السكنية بالخرطوم
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على مقر ميليشيا الدعم السريع شرق الخرطوم
  • الجيش السوداني يصل اهم مناطق سكن واستقرار قوات الدعم السريع بالخرطوم
  • الجيش السوداني يوسع هجومه على قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم
  • تجدد معارك عنيفة بين الجيش و الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم
  • الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع بالفاشر
  • السودان: ضبط مصنع لمخدر الكبتاغون تابع للدعم السريع بالخرطوم
  • إحراق قاعة الصداقة بالخرطوم.. من المسؤول؟