لماذا يستعر القتال حول “المهندسين والمدرعات” بالخرطوم؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
الخرطوم - سكاي نيوز عربية
للأسبوع الثاني على التوالي، تستعر معارك شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيطي قيادة المدرعات في منطقة الشجرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وسلاح المهندسين في مدينة أم درمان، شمال العاصمة، مما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لهما.
سلاح المدرعات
يقع سلاح المدرعات على بعد نحو 12 كيلومترا إلى الجنوب من القيادة العامة للجيش السوداني.
يمتد على مساحة 20 كيلومتر مربع ويضم ألوية مشاة ووحدات لسيارات مدرعة و5 كتائب دبابات من طرز "تي55 و72 و190" ويقدر عددها بنحو 75 دبابة صالحة للقتال.
كما يضم مهبطا بديلا للطائرات.
في جميع الانقلابات الأربع المكتملة التي شهدها السودان منذ استقلاله في عام 1956، لعب سلاح المدرعات الدور الحاسم في إنجاح تلك الانقلابات لما يمتلكه من قوة ضاربة.
أما في المعركة الحالية، فإن أهمية سلاح المدرعات الكبرى تكمن في أنه يعتبر النقطة الأخيرة الحاسمة الفاصلة بين تمركزات وإمدادات قوات الدعم السريع الحالية والقيادة العامة للجيش خصوصا بعد سقوط معسكر اليرموك وقيادة الاحتياطي المركزي في جنوب الخرطوم في يد قوات الدعم.
سلاح المهندسين
الاهتمام بسلاح المهندسين فيأتي من موقعه الجغرافي المتميز، فهو قريب من جسر "الفتيحاب"، أحد الجسور الرابطة بين مدينتي أم درمان والخرطوم.
هذا يسهّل وصول الإمدادات إلى منطقة القيادة العامة في شرق الخرطوم؛ كما تحيط به أحياء ذات أهمية تاريخية كبيرة وأخرى مكتظة بالسكان.
السودان.. حرب بنكهة خارجية
ووفقا لمحمد سليمان وهو ضابط متقاعد، فإن سلاح المهندسين يُعد واحدا من أهم أسلحة الدعم بالنسبة للجيش ويتميز بموقع جغرافي مؤثر جدا من الناحية العملياتية.
ويقول سليمان لموقع "سكاي نيوز عربية" إن سلاح المهندسين ليس من الأسلحة القتالية المباشرة إلا ان سقوطه يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على مدينة أم درمان، خصوصا قاعدة وادي سيدنا الواقعة في شمال المدينة والتي تعتبر واحدة من أهم المواقع العسكرية للجيش.
وإضافة إلى الأهمية الجغرافية، فإن سلاح المهندسين يقدم الدعم الفني واللوجستي للقوات المقاتلة ويساعدها في فتح الطرق والجسور المؤدية إلى مناطق العمليات.
كما يساعد في عمليات عزل العدو من خلال تعطيل الطرق والجسور لمنع وصول قواته والحصول على الإمدادات. ولسلاح المهندسين مهام كبيرة في أوقات السلم مثل إنشاء الطرق والجسور والمشاركة في عمليات الدفاع المدني ونزع الألغام.
خريطة السيطرة
وبعد مرور نحو 4 أشهر من الاشتباكات العنيفة في الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى، لم يستطع أي من طرفي القتال إعلان النصر على الآخر.
لكن استنادا إلى حجم انتشار جنود كل طرف على الأرض، فإن قوات الدعم السريع تسيطر على نحو 70 بالمئة من مدينة الخرطوم التي تعتبر العاصمة الإدارية للبلاد وتشكل الضلع الثالث للعاصمة المثلثة التي تضم أيضا مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
وتضم مدينة الخرطوم أكثر من 95 بالمئة من المناطق الحيوية العسكرية والمدنية في البلاد والتي يسيطر الدعم السريع على معظمها بما في ذلك مطار الخرطوم الدولي.
أما الجيش فعلى الرغم من فقدانه السيطرة على معظم المناطق والمقار العسكرية، إلا انه لا يزال يسيطر على سلاح المدرعات ذو الأهمية الاستراتيجية من الناحية العسكرية والذي تدور حوله معارك ضاربة الآن.
ويسيطر الجيش في أم درمان، العاصمة الثقافية للبلاد على قاعدة وادي سيدنا والسلاح الطبي وسلاح المهندسين إضافة إلى نحو 60 بالمئة من مجمل أحياء المدينة، في حين يسيطر الدعم السريع على عدد من منافذ مدينة أم درمان ونحو 40 بالمئة من أحياؤها السكنية وطرقها الرئيسية.
وتحيط الكثير من الضبابية بمنطقة الخرطوم بحري التي تشهد معارك كر وفر متواصلة بين الطرفين، ففي حين تمكن الجيش مؤخرا من استعادة عدد من المواقع التي فقدها وتحديدا المناطق الشرقية والشمالية.
لكن المناطق الحيوية المدنية والخدمية والعسكرية في وسط وجنوب مدينة الخرطوم بحري ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ويمكن القول إن 60 بالمئة من مناطق لخرطوم بحري وشرق النيل تقع تحت سيطرة الدعم السريع فيما يسيطر الجيش على المناطق المتبقية ومن أهمها معسكر "الكدرو" الذي تدور حوله ايضا معارك طاحنة منذ عدة اسابيع.
ويتقاسم الجيش والدعم السريع السيطرة على الجسور السبع الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة، فيما يتفوق الدعم السريع نسبيا في السيطرة على المنافذ حيث يتحكم في مدخلي العاصمة من ناحيتي ولاية الجزيرة في الجنوب ومنطقة النيل الأبيض، كما يتقاسم مع الجيش السيطرة في مداخل مناطق شرق النيل التي تدور حولها معارك مستمرة ايضا.
ويسيطر الجيش على المنفذ القادم من شندي في الشمال عبر جصر المتمة ويؤدي إلى وادي سيدنا والكلية الحربية وبقية المعسكرات الواقعة في منطقة كرري.
ومن بين ولايات البلاد الثمانية عشر، لا تزال 9 ولايات خارج الصراع، بينما فرض الدعم السريع سيطرته على نحو 70 بالمئة من ولايات دارفور الخمس، بما في ذلك ولاية وسط دارفور الحيوية.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع سلاح المدرعات بالمئة من أم درمان
إقرأ أيضاً:
حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
اعترف قائد "قوات الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الجمعة، بخسارة قواته مناطق لصالح الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم.
ودعا حميدتي قواته في فيديو مسجل، إلى عدم الالتفات إلى المواقع التي استعادها الجيش وسيطر عليها مؤخرا.
وقال: "إلى كل القوات في كل المحاور، يجب عدم التفكير في ما أخذه الجيش منا في القيادة (وسط الخرطوم) وسلاح الإشارة (بمدينة بحري) وبلدة الجيلي (شمال الخرطوم) ومدينة ود مدني (عاصمة ولاية الجزيرة)".
ودعا حميدتي قواته إلى عدم النظر إلى ما خسروه أمام الجيش بل التركيز على ماذا يريدون السيطرة عليه.
وأضاف أنه قواته قادرة على طرد الجيش من الخرطوم مرة أخرى كما فعلت من قبل، على حد قوله.
#السودان | فيديو ???? | خطاب جديد لـ حميدتي :
سنطرد الجيش مرة أخرى وسبق أن طردناهم من الخرطوم في مناطق كثيرة.
الغربال «ناعم» وستتمايز الصفوف.
حقق جنودنا الآن أربعة انتصارات في أم درمان وهناك مناطق محددة سنقوم باستلامها.#برق_السودان pic.twitter.com/3Srd5DENIu — برق السودان???????? (@SDN_BARQ) January 31, 2025
وتأتي تصريحات حميدتي عقب انتصارات حققها الجيش خلال الأيام الماضية بفك الحصار عن قيادة الجيش وسلاح الإشارة، واستعادة السيطرة على معظم مدينة بحري شمالي الخرطوم ومدينة أم روابه بولاية شمال كردفان.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.