صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يخاف من الحوثيين.. ولو استطاع لتهرب من الرد هذه المرة أيضاً
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
الجديد برس:
أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يخاف من الحوثيين في اليمن، وأنه لو استطاع، لكان قد تهرب من الرد هذه المرة أيضاً، كما كان يفعل دائماً.
وفي مقال للمحلل الاقتصادي نحميا شترسلر، بعنوان “بيبي خائف أيضاً من الحوثيين”، استعادت الصحيفة لحظة دخول قوات صنعاء معركة طوفان الأقصى للمرة الأولى، في 19 أكتوبر 2023، من خلال إطلاق 4 صواريخ “كروز” وعدة طائرات مسيّرة على “إيلات” (أم الرشراش).
ورأت الصحيفة أن السفينة الحربية التي أرسلها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البحر الأحمر، لم تلحق ضرراً حقيقياً بالحوثيين، ففهم العالم على الفور أن “إسرائيل” ضعيفة ومستباحة.
“الصبي المضروب” في الشرق الأوسط
وبحسب شترسلر، فإن خوف نتنياهو، وإحجامه عن الرد بقوة غير متناسبة، وتركه الأمر للأمريكيين والبريطانيين لحماية “إسرائيل”، حوّل “إسرائيل” إلى “الصبي المضروب في الشرق الأوسط”، المحاط بحلقة من النار.
ورأى شترسلر أن الحوثيين أدركوا ضعف نتنياهو، فأطلقوا نحو “إسرائيل” 200 صاروخ وطائرة مسيّرة في الأشهر الـ9 الماضية، وهاجموا السفن في البحر الأحمر من أجل شل حركة الملاحة البحرية إلى ميناء “إيلات”، ونجحوا.
واعتبر شترسلر أن الهجوم اليمني على “تل أبيب” كان دليلاً دامغاً على أن “سياسة الاحتواء الجبانة” التي ينتهجها نتنياهو لم تفلح مع الحوثيين، كما لم تفلح مع حماس أو حزب الله أو إيران، مذكراً بادّعائه أن حماس مردوعة قبل 7 أكتوبر، وبتزود حزب الله بـ130 ألف صاروخ، وبفشل نتنياهو في مهمته الرئيسة ضد إيران وهي وقف برنامجها النووي.
وشدّد شترسلر على أنه لو كان باستطاعة نتنياهو التهرب من الرد هذه المرة أيضاً لفعل، ولكن الهجوم هذه المرة كان على المركز الاقتصادي – المالي – التكنولوجي لـ”إسرائيل”، وعلى الرغم من أن نتنياهو كان جباناً ضعيفاً، إلا أنه أدرك أنه إذا لم يرد، فستستمر الهجمات، وستصاب “تل أبيب” بالشلل، وسيجد الاقتصاد نفسه في أزمة ضخمة وبطالة رهيبة من شأنها أن تعرض كرسي نتنياهو للخطر.
وتوقفت الصحيفة عند ادعاء نتنياهو الدائم بأنه “الرجل القوي”، وعند الهوة التي تفصل بين خطابه وبين أدائه على الأرض، وذكّرت بهجومه على نفتالي بينيت ويائير لابيد، أثناء توليهما الحكم، من زاوية ضعفهما أمام إيران، ثم قوله الأسبوع الماضي “في الشرق الأوسط يقدرون القوي والمصمم، وليس الضعيف والواهن”.
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو ليس الأقوى والأكثر تصميماً، بل الأضعف والأوهن، وأن حماس هاجمت “إسرائيل” في 7 أكتوبر بعد أن فهم يحيى السنوار منذ فترة طويلة أنه لا توجد صلة بين تهديدات نتنياهو الخطابية وبين أفعاله على الأرض.
وبالعودة إلى العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة، أكدت الصحيفة أن سجالاً اندلع حول حفاظ “إسرائيل” على الغموض أو إعلان مسؤوليتها عن الهجوم علناً، وأن نتنياهو حسم الأمر لصالح نشر علني مكثف، لمبررات شخصية، حيث كان المهم بالنسبة إليه استعادة صورة “الرجل القوي” التي انهارت في 7 أكتوبر.
وختمت الصحيفة بالتأكيد أن “الرجل القوي” الذي يبحث عنه الناخب الإسرائيلي كان سيهاجم اليمن في وقت مبكر من 19 أكتوبر، أو بعد ذلك مباشرة، عندما أمطر الحوثيون “إسرائيل” بـ200 صاروخ وطائرة مسيّرة، و”لأنه لم يفعل، فقد حصل الهجوم على تل أبيب، الذي أثبت مرة أخرى أن نتنياهو أحقر رجل في تاريخ إسرائيل، وأنه ضعيف ومسوف وجبان أيضاً”.
وكانت الطائرة المسيّرة اليمنية “يافا” قد اخترقت أجواء فلسطين المحتلة من جهة البحر، يوم الجمعة، وسقطت في شارع “شالوم عليكم” في “تل أبيب”، ما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة نتيجة اصطدامها بأحد المباني، واعترف الاحتلال بقتيل.
ووقع الانفجار في أحد أضخم شوارع “تل أبيب” وفي منطقة أمنية تعج بالأبراج والسفارات والدفاعات الجوية الإضافية، لا سيما القنصلية الأمريكية التي تبعد عشرات الأمتار عن مكان الانفجار.
وبعدها، استهدفت غارات إسرائيلية معادية، يوم السبت، منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة، غربي اليمن، في عدوان تبناه المتحدث باسم جيش الاحتلال، وأكدت وزارة الصحة بصنعاء أنه أسفر عن ارتقاء 6 شهداء وأكثر من 80 جريحاً.
وأكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يوم الأحد، أن “العدو الصهيوني اختار أهدافه في الحديدة في سياق استهداف الاقتصاد اليمني”، وأن “لديه هدفاً آخر، استعراضي، وهو مشاهد النيران والدخان المتصاعد لتصوير ضربته بصورة الإنجاز الكبير”، موضحاً أن “العدو يريد من مشاهد النيران أن يصور لجمهوره الغاضب والخائف أنه حقق إنجازاً كبيراً ووجه ضربةً موجعة لليمن”.
وعلى الرغم من العدوان الإسرائيلي، أكد الحوثي قائلاً إن “العدو لم يعُد آمناً في ما يسمى تل أبيب، وهي مشكلة حقيقية للعدو ومعادلة جديدة ستستمر بإذن الله، وتدل على فشل الحُماة والعملاء”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أن نتنیاهو هذه المرة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
خبراء: تصعيد الحوثيين يخدم أهداف نتنياهو في المنطقة .. واستهداف الحوثيين لإسرائيل جاء بتوجيهات ايرانية
في الوقت الذي كانت الهدنة بين إسرائيل وحماس تمر بمنعطفات حرجة، وتراوح مكانها مقاومة للبقاء رغم هشاشتها، كانت الآمال معقودة على استمرارها ولو في حدها الأدنى، غير أن إعلان الحوثيين استئناف استهداف السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي أشعل فتيل التوتر مجددا، الأمر الذي يخدم أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المنطقة، بحسب خبراء.
وبعد نحو شهرين من وقف إطلاق النار، وجدت إسرائيل في هذه التطورات ذريعة لإعادة إشعال الحرب على غزة، ليبرز على وقع ذلك "إعلان الحوثيين" كأحد الأسباب البارزة والمحورية التي جاءت كمتغير مفاجئ، أعاد خلط الأوراق، وانهار على إثره كل شيء.
هذه الفرضية طرحها العديد من اليمنيين، إذ رأوا أن مسارعة الحوثيين إلى إعلان استئناف عملياتهم العسكرية، حتى قبل أن تتجه فصائل المقاومة في قطاع غزة إلى هذا المنحى، قد أدت إلى حدوث هذه المتغيرات المتسارعة والمتصاعدة؛ ما فتح الباب أمام تساؤل مُلحّ ومهم للغاية: من يخدم الحوثيون؟ هل يخدمون غزة التي كانت ترى في الهدنة مكسبًا لها، أم إسرائيل التي وجدت في "إعلانهم" مبررًا لاستئناف عملياتها العسكرية؟
وربط الكثير من المراقبين والمتابعين اليمنيين أسباب استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة بتهديدات الحوثيين في اليمن. قد لا يكون ذلك سببا رئيسا، خصوصا وأن الهدنة كانت هشة وركيكة للغاية، إلا أن تهديدات الحوثيين أسهمت، بصورة أو بأخرى، في تسريع وتعجيل انهيارها.
في هذا الإطار، يقول المحلل السياسي أحمد عايض: "بالطبع، الكثير من المراقبين للتهديدات الحوثية تجاه الكيان الإسرائيلي يربطون، بواقعية كبيرة، بين هذه التهديدات وتسارع انهيار الهدنة التي كانت قائمة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي، وذلك عقب إعلان الميليشيا الحوثية عن استهداف السفن الإسرائيلية التي ستعبر مياه البحر الأحمر والبحر العربي".
ولفت عايض، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى "أن إسرائيل سبق أن فرضت حصارا منعت من خلاله دخول الأغذية وجميع المستلزمات والحاجيات إلى داخل غزة، لكن يبدو أنها وجدت مبررا في الادعاء بأنها باتت تعاني من خطر خارجي وداخلي، مما دفعها إلى استهداف بقايا حركة حماس داخل قطاع غزة".
وتابع أن "هذه التحركات التي قامت بها الميليشيا الحوثية، من تهديد واستهداف للكيان الإسرائيلي، لم تكن ناتجة عن قرار داخلي، بل جاءت في سياق التوصيات الإيرانية التي تهدف إلى إرباك منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف عايض، وفقا لوجهة نظره: "تسعى إيران إلى إلحاق أكبر ضرر بحركة حماس السنية، رغم أنها تحاول الظهور أمام العالم كداعم للمقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية وحركة حماس".
وأوضح: "كل المؤشرات التي برزت في المنطقة توحي بذلك، بدءًا من الموقف الإيراني الذي لم يستهدف إسرائيل بجدية حقيقية، مرورا بموقف حزب الله، الذي جدد حتى يوم أمس تأكيده على عدم الانخراط في أي مواجهة مع الجانب الإسرائيلي، وهو ما يوضح أن كل الشعارات التي رفعها في المرحلة الماضية حول وحدة المصير بينه وبين المقاومة داخل غزة لم تكن سوى تصريحات دعائية".
وبين: "اليوم، نرى حزب الله يتبرأ من حركة حماس والمقاومة الإسلامية ومن غزة بشكل عام، ليأتي الآن الدور الحوثي في إشعال فتيل التأزم في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها التسريع بانهيار الهدنة، أو إشعال فتيل استهداف المقاومة في غزة
مدير عام الإعلام الداخلي بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، فايد دحان، استهل حديثه بالتأكيد على أن "الحوثيين ميليشيا لا تستطيع العيش إلا على الحروب، وتسعى لإحداث أي خرق لأي هدنة أو إفشال أي مساعٍ للسلام".
وأضاف دحان لـ"إرم نيوز": "نتحدث هنا عن جماعة لا يعنيها أي هدنة، لا في اليمن ولا في غيرها، بل تتغذى على الحروب وتنتعش بها وحدها، وتسعى إلى إضفاء مشروعية على وجودها بأي وسيلة ممكنة".
وأشار إلى أنه "فور الإعلان عن الهدنة في غزة، وجدت الميليشيا الحوثية نفسها عاجزة عن تبرير الأمر للمواطنين المحاصرين تحت سيطرتها، بينما تواصل قياداتها الميدانية تنفيذ أوامر زعيمهم عبد الملك الحوثي في فرض الجبايات، تحت ذريعة دعم غزة".
وتابع: "لم تقتصر هذه الجبايات على المواطنين فحسب، بل امتدت إلى شركات الاتصالات، في مشهد عبثي يُجبر شعبا منهكا، لا يتلقى رواتبه، ويعيش تحت وطأة الغلاء والأمراض، على تمويل حرب لا يصله منها سوى صواريخ (بلاستيكية) تنفجر في أماكن فارغة، أو تستهدف سفنًا لا تعني شيئًا لإسرائيل".
ويرى فايد دحان أن "هذه مسرحية هزلية تُدار في اليمن بتواطؤ دولي، فقط لإطالة أمد الحرب، وربما تصبح ذريعةً لعودة المواجهات في غزة وانهيار الهدنة هناك، إذ إن أوجه التشابه بين الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الفارسي عبر مرتزقة الحوثي في اليمن باتت واضحةً للعيان، في رفض السلام وعدم احترام أي اتفاقيات للخضوع إلى الهدن المعلنة".
وشدّد في ختام حديثه على أنه "ما لم يتم استهداف قيادات الحوثي، كما حدث مع قيادات حزب الله، فإن هذه المعركة ستظل هزلية، يشوبها الكثير من الشكوك حول جديتها".
"كيف ساهم الحوثي في إنجاح خطط نتنياهو؟" بهذا السؤال عنوَن الباحث السياسي في مركز "صنعاء للدراسات الاستراتيجية"، حسام ردمان، مقاله التحليلي، الذي نشره عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك".
وقال ردمان في حديثه: "لقد كانت تفاعلات المنطقة تتجه نحو استعادة توازنها النسبي وتميل إلى تفعيل المسارات الدبلوماسية بدلًا من سياسات القوة"، مضيفًا: "ولم يعكّر هذا الاتجاه سوى مناورة نتنياهو اليائسة بفرض الحصار على غزة".
*دورة تصعيد غير متكافئة*
وتابع ردمان: "كان هناك خياران للتعامل مع هذه المناورة: إما الصبر الاستراتيجي وإرغام إسرائيل على المكوث في مسار المفاوضات، أي التكيف مع ضغوط نتنياهو التكتيكية مقابل إحباط أهدافه الاستراتيجية، أو الانخراط في دورة تصعيد غير متكافئة، ومن ثم الوقوع في فخ الحرب".
وأكد ردمان: "قرر الحوثيون المسارعة إلى الخيار الثاني، حتى قبل أن تبادر إليه حماس صاحبة الشأن"، متسائلًا: "فما الذي آلت إليه الأمور؟".
وأجاب الباحث السياسي بقوله: "واشنطن تحارب في اليمن بضراوة غير مسبوقة وتحشد قوتها العسكرية في عموم المنطقة، وإسرائيل تنتهز الفرصة لتعاود بعد أيام معدودة حربها في قطاع غزة، والعرب يخسرون الزخم الدولي والإسلامي الذي جرى حشده لأجل خطة إعادة الإعمار".
وواصل ردمان: "أما إيران، فتتنصل من التصعيد في اليمن وتتخلى عن سردية وحدة الساحات، وتترقب بخوف حدوث أي ضربة عسكرية مباشرة، مكتفية بالتأكيد على أنها ستكون صاحبة الضربة الثانية".
وخلص في حديثه إلى أن "الحوثي، مع كل دورة تصعيد، إنما يسهم في عسكرة المنطقة، بما يصب في مصلحة أمريكا، ويضعف الموقف الفلسطيني، ويشوّش على الجهود العربية".
ويرى ردمان أن "المستفيد الأكبر من تصعيد الحوثي هو بنيامين نتنياهو، الذي زودته جبهة الإسناد بما يحتاجه من ذرائع سياسية، كي يهرب من الضغوط المحلية والدولية الممارسة عليه، وهيّأت له المناخ الإقليمي الملتهب كي يستأنف وعده بتغيير توازنات الشرق الأوسط".