الجزيرة:
2025-11-06@05:16:01 GMT

مخاطر تدريب الرضيع على النوم وحده في سن مبكرة

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

مخاطر تدريب الرضيع على النوم وحده في سن مبكرة

قد يكون النوم لليلة كاملة بشكل متواصل من بين أكبر الآمال لدى الآباء والأمهات مع مولودهم الجديد، إذ يُعد الحرمان من النوم أمرا مرهقا وغير ممتع على الإطلاق.

وقد يجد الكثير من الآباء والأمهات أنفسهم يلجؤون إلى تقنيات مختلفة تعد بتدريب أطفالهم على النوم بعمق طوال الليل، وهو ما يُعرف بالتدريب على النوم. ولكن، هل هذه التقنيات آمنة فعلا؟

مدارس التدريب على النوم من خلال "البكاء"

تدريب الطفل على النوم له عدة مدارس، أشهرها وأكثرها تطرفا هو أسلوب "البكاء الحرّ"، أو ما يُعرف بـ(Cry it out).

وهو ينطوي على وضع الطفل في السرير وتجاهل صراخه، وفي بعض الأحيان يمكن التحقق بشكل دوري للتأكد من أن الطفل على ما يرام أو أنه لا يواجه أي مخاطر.

تدريب الطفل على النوم له عدة مدارس، أشهرها وأكثرها تطرفا هو أسلوب "البكاء الحرّ"، أو ما يُعرف بـ(Cry it out) (غيتي)

هناك أيضا نسخة معدلة من هذه المدرسة، والمعروفة غالبًا باسم تدريب النوم بأسلوب "البكاء المُتحكم فيه"، أو (Controlled crying)، تشير إلى أنه يجب على الآباء تجاهل بكاء طفلهم لفترة محددة من الوقت، قبل الاستجابة له لطمأنته، ويتم خلال ذلك زيادة مقدار الوقت المستغرق قبل الاستجابة للطفل بشكل تدريجي. والفكرة هي أن يُدرك الأطفال في النهاية أنه لن يأتي أحد ليساعده على الدخول في النوم، وبالتالي يبدؤون في النوم بشكل مستقل مع الوقت.

وهي مقاربة لطريقة فيربر (Ferber)، التي تعد شكلا من أشكال التدريب على النوم "التدريجي". ويتضمن هذا التكنيك زيادة تدريجية في مقدار الوقت الذي تترك فيه الطفل بمفرده حتى ينام، مع تقليل تدريجي لمقدار الوقت الذي تستغرقه لتهدئة الطفل.

مخاطر عديدة لبكاء الطفل حتى النوم

هناك العديد من المشكلات مع تدريب الطفل على النوم. أولها أنه من الممكن أن يشعر الأطفال بالأسى الشديد أثناء فترات البكاء الطويلة تلك، وهو ما يؤدي لارتفاع مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مثل الكورتيزول.

وفي هذه الأعمار الحساسة في تطور الطفل، يمكن للانفعال طويل المدى لنظام الاستجابة العصبي للتوتر أن يعطل جميع عمليات الجسم تقريبًا، ما يعرض الطفل لخطر الإصابة بالعديد من المشاكل العقلية لاحقا في حياته، منها القلق والاكتئاب، علاوة على تبعات صحية مثل:

مشاكل الجهاز الهضمي. توتر العضلات والألم المزمن. أمراض القلب والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم. مشاكل النوم المزمنة. زيادة الوزن والسمنة وأمراض السكري. مشاكل الذاكرة والتركيز وتطور الدماغ. عدم الاستجابة لبكاء الطفل يتعارض مع كل ما يُعرف عن بناء علاقات ارتباط إيجابية (غيتي)

بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الاستجابة لبكاء الطفل يتعارض مع كل ما يُعرف عن بناء علاقات ارتباط إيجابية، وفقا لمتخصصي علم النفس والتربية، كما يعرّض الأبوين أيضا للتوتر والقلق الحاد.

فالأطفال الذين يتعلمون أن شخصًا ما سوف يستجيب لاحتياجاتهم في سنوات عمرهم المبكرة، يطمئنون إلى وجود من يلبي نداءاتهم بطريقة مُحبة ومناسبة وداعمة، عادةً ما يحصلون على نتائج اجتماعية وعاطفية وتعليمية أفضل خلال حياتهم مستقبلاً، ويتعلمون الاستقلالية.

وفي الوقت نفسه، أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الاستجابة السريعة للأب والأم لطفلهما "ترتبط في أغلب الأحيان بمهارات اللغة والتطور المعرفي والنفسي الاجتماعي"، بما في ذلك ظهور مشاكل سلوكية أقل وعدوانية أقل لاحقا في حياة الطفل، وتمتعه بذكاء أعلى وعلاقات عاطفية أكثر أمانًا.

متلازمة موت الرضع

علاوة على ما سبق، قد يؤدي تشجيع الأطفال الصغار، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، على النوم لفترة أطول وبسرعة أكبر من المعتاد في مرحلة نموهم لخطر متزايد للإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).

إذ يرتبط النوم العميق أو المطول بشكل غير عادي، والذي لا يستطيع الطفل الضعيف الاستيقاظ منه بسهولة، بزيادة خطر الإصابة بهذه المتلازمة مقارنة بأولئك الذين ينامون في نفس الغرفة مع أحد الوالدين، أثناء النهار والليل.

التأثير على الرضاعة الطبيعية

يمكن أن يقلل النوم لفترة أطول في الليل من فرص الرضاعة الطبيعية، إذ تلتزم بعض أنظمة تدريب النوم على ضرورة الفصل بين الرضاعة والنوم، بالرغم من أن الرضاعة الطبيعية ليلاً محورية في تعزيز استمراريتها والحفاظ عليها بسبب تأثيرها على الهرمونات اللازمة لدعم إنتاج حليب الثدي.

وفي حين أن معظم الرضعات يمكن تأجيلها للنهار عوضا عن الليل، فإن ذلك يمكن أن يمنع فسيولوجية الرضاعة لدى الأم، مما يؤدي إلى تضاؤل ​​إمدادات الحليب.

بالإضافة إلى التأثيرات الأخرى للفطام المبكر على صحة الرضيع، فإن التوقف المبكر عن الرضاعة الطبيعية يعد أيضًا عاملاً يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).

تدريب الطفل على "الاستسلام"

وفي دراسة أميركية أُجريت على عدد من الرضع الذين تراوحت أعمارهم بين 4 إلى 10 أشهر، وبعد 3 أيام من تدريبهم على النوم عبر "البكاء المتحكم فيه"، توقف الأطفال عن البكاء فعلا أثناء الليل، وانخفضت مستويات هرمون التوتر لدى الأمهات، لكن مستويات هرمونات الأطفال -على الرغم من حقيقة أنهم لم يعودوا يبكون- ظلت مرتفعة. ويشير هذا إلى أن سلوك الأطفال قد تغير، لكن وظائفهم الفسيولوجية لم تتغير.

الأطفال الذين يخضعون للتدريب على النوم هم في الواقع يتعلمون "الاستسلام" بدلاً من "الاستقرار بشكل مستقل" (بيكساباي)

وبالتالي خلصت الدراسة لتأكيد النظرية القائلة إن الأطفال الذين يخضعون للتدريب على النوم هم في الواقع يتعلمون "الاستسلام" بدلاً من "الاستقرار بشكل مستقل".

تقليل التوتر قد يكون هو الحل

وختاما، يمكن أن يؤدي تقليل التوتر الأبوي إلى إحداث فرق كبير في النوم سواء للطفل أو للوالدين أنفسهم. فكلما زاد قلقنا بشأن النوم، أصبح الأمر أكثر سوءا.

فالأشياء الصغيرة مثل قبول ما هو طبيعي بالنسبة لطفل رضيع، وتخصيص الوقت للرعاية الذاتية وقبول المساعدة من المقربين لحصول الأب والأم الجدد على الراحة اللازمة، لا تسهّل تحديات هذه المرحلة الحساسة فحسب، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على الطفل. فالأطفال بارعون في قراءة الحالات العاطفية والعقلية لمن حولهم، لذلك ربما يجد الآباء والأمهات أن طفلهم أسهل في النوم عندما يعتنون بسلامتهم العاطفية أولاً.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرضاعة الطبیعیة تدریب الطفل على على النوم فی النوم ما ی عرف یمکن أن

إقرأ أيضاً:

التلفاز والأجهزة الذكية حلفاء ضد الأطفال.. هذه اضرارها على صحتهم!

5 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: أظهرت دراسة حديثة الأضرار التي يخلفها الجلوس وراء شاشات التلفاز والأجهزة الذكية على صحة الأطفال.
خلال الدراسة حلل باحثون من جامعة كوبنهاغن بيانات أكثر من ألف طفل، إذ شملت المجموعة الأولى أطفالا كان عمرهم 10 أعوام في عام 2010، بينما شملت المجموعة الثانية مراهقين بلغوا 18 عاما في عام 2000، وقام العلماء بقياس الوقت الذي قضاه المشاركون في مشاهدة التلفاز وممارسة ألعاب الفيديو واستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يوميا، وربطو هذه البيانات بمؤشرات الصحة عند الأطفال مثل: ضغط الدم، ومستوى الكوليسترول، وسكر الدم، ومؤشرات أخرى.

وكشفت الدراسة عن نتائج مقلقة للعلماء، إذ تبين أن الأطفال بعمر 10 سنوات يقضون في المتوسط 3.2 ساعة يوميا أمام الشاشات، بينما يقضي المراهقون بعمر 18 سنة في المتوسط ساعة، وأن وكل ساعة إضافية من الجلوس أمام الشاشات زادت من خطر الإصابة بمشاكل القلب والتمثيل الغذائي بمقدار 0.08 انحراف معياري للمشاركين الأصغر سنا، و 0.13 للمراهقين.
وقال رئيس فريق البحث الدكتور ديفيد هورنر:”هذا التغير في ازدياد خطر الإصابة بالمشكلات القلبية يكون بسيطا إذا كان الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة ساعة واحدة فقط يوميا، ولكن عندما يتراكم وقت الشاشة ليصل إلى ثلاث أو خمس أو حتى ست ساعات في اليوم، كما رأينا لدى العديد من المراهقين، فإن التأثير يتضاعف”.
وأضاف:”تحديد وقت الجلوس أمام الشاشات خلال الطفولة والمراهقة يمكن أن يحمي صحة القلب والتمثيل الغذائي على المدى الطويل. تظهر دراستنا أن هناك صلة قوية بين الوقت الذي يقضيه الشخص أمام الشاشات وأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يؤكد أهمية اتباع روتين يومي متوازن”.
كما أشار العالم إلى أن التأثير السلبي لقضاء الوقت أمام الشاشات يظهر بشكل أكبر عند الأطفال الذين يعانون من مشكلات في النوم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • باحثون يكشفون أضرارا صادمة للتلفاز والأجهزة الذكية على صحة الطفل
  • التلفاز والأجهزة الذكية حلفاء ضد الأطفال.. هذه اضرارها على صحتهم!
  • كيف يمكن التوقف عن الإفراط في تناول السكر بعد المناسبات؟
  • تحذيرات خطيرة من اللانشون والسلامي.. مكونات خفية تهدد صحة الأطفال والكبار
  • بين الرضاعة الطبيعية والصناعية.. كيف تختار الأم الطريقة الأنسب لطفلها؟
  • أخصائي طب الأطفال: لبن الأم دواء حي لا يمكن تعويضه بالرضاعة الصناعية
  • هولندا: استمرار القصف والمعاناة في غزة أمر لا يمكن للعالم القبول به
  • «وحدة حماية الطفل» تُطلق حملة توعوية لمواجهة "مخاطر التنمر" في المدارس
  • ما ‫مخاطر مشروبات الطاقة على صحة المراهقين؟
  • إطلاق المرحلة الثالثة من تدريب ميسّري برنامج “تيم أب” في إربد