الجزيرة:
2024-09-07@04:23:32 GMT

مخاطر تدريب الرضيع على النوم وحده في سن مبكرة

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

مخاطر تدريب الرضيع على النوم وحده في سن مبكرة

قد يكون النوم لليلة كاملة بشكل متواصل من بين أكبر الآمال لدى الآباء والأمهات مع مولودهم الجديد، إذ يُعد الحرمان من النوم أمرا مرهقا وغير ممتع على الإطلاق.

وقد يجد الكثير من الآباء والأمهات أنفسهم يلجؤون إلى تقنيات مختلفة تعد بتدريب أطفالهم على النوم بعمق طوال الليل، وهو ما يُعرف بالتدريب على النوم. ولكن، هل هذه التقنيات آمنة فعلا؟

مدارس التدريب على النوم من خلال "البكاء"

تدريب الطفل على النوم له عدة مدارس، أشهرها وأكثرها تطرفا هو أسلوب "البكاء الحرّ"، أو ما يُعرف بـ(Cry it out).

وهو ينطوي على وضع الطفل في السرير وتجاهل صراخه، وفي بعض الأحيان يمكن التحقق بشكل دوري للتأكد من أن الطفل على ما يرام أو أنه لا يواجه أي مخاطر.

تدريب الطفل على النوم له عدة مدارس، أشهرها وأكثرها تطرفا هو أسلوب "البكاء الحرّ"، أو ما يُعرف بـ(Cry it out) (غيتي)

هناك أيضا نسخة معدلة من هذه المدرسة، والمعروفة غالبًا باسم تدريب النوم بأسلوب "البكاء المُتحكم فيه"، أو (Controlled crying)، تشير إلى أنه يجب على الآباء تجاهل بكاء طفلهم لفترة محددة من الوقت، قبل الاستجابة له لطمأنته، ويتم خلال ذلك زيادة مقدار الوقت المستغرق قبل الاستجابة للطفل بشكل تدريجي. والفكرة هي أن يُدرك الأطفال في النهاية أنه لن يأتي أحد ليساعده على الدخول في النوم، وبالتالي يبدؤون في النوم بشكل مستقل مع الوقت.

وهي مقاربة لطريقة فيربر (Ferber)، التي تعد شكلا من أشكال التدريب على النوم "التدريجي". ويتضمن هذا التكنيك زيادة تدريجية في مقدار الوقت الذي تترك فيه الطفل بمفرده حتى ينام، مع تقليل تدريجي لمقدار الوقت الذي تستغرقه لتهدئة الطفل.

مخاطر عديدة لبكاء الطفل حتى النوم

هناك العديد من المشكلات مع تدريب الطفل على النوم. أولها أنه من الممكن أن يشعر الأطفال بالأسى الشديد أثناء فترات البكاء الطويلة تلك، وهو ما يؤدي لارتفاع مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مثل الكورتيزول.

وفي هذه الأعمار الحساسة في تطور الطفل، يمكن للانفعال طويل المدى لنظام الاستجابة العصبي للتوتر أن يعطل جميع عمليات الجسم تقريبًا، ما يعرض الطفل لخطر الإصابة بالعديد من المشاكل العقلية لاحقا في حياته، منها القلق والاكتئاب، علاوة على تبعات صحية مثل:

مشاكل الجهاز الهضمي. توتر العضلات والألم المزمن. أمراض القلب والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم. مشاكل النوم المزمنة. زيادة الوزن والسمنة وأمراض السكري. مشاكل الذاكرة والتركيز وتطور الدماغ. عدم الاستجابة لبكاء الطفل يتعارض مع كل ما يُعرف عن بناء علاقات ارتباط إيجابية (غيتي)

بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الاستجابة لبكاء الطفل يتعارض مع كل ما يُعرف عن بناء علاقات ارتباط إيجابية، وفقا لمتخصصي علم النفس والتربية، كما يعرّض الأبوين أيضا للتوتر والقلق الحاد.

فالأطفال الذين يتعلمون أن شخصًا ما سوف يستجيب لاحتياجاتهم في سنوات عمرهم المبكرة، يطمئنون إلى وجود من يلبي نداءاتهم بطريقة مُحبة ومناسبة وداعمة، عادةً ما يحصلون على نتائج اجتماعية وعاطفية وتعليمية أفضل خلال حياتهم مستقبلاً، ويتعلمون الاستقلالية.

وفي الوقت نفسه، أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الاستجابة السريعة للأب والأم لطفلهما "ترتبط في أغلب الأحيان بمهارات اللغة والتطور المعرفي والنفسي الاجتماعي"، بما في ذلك ظهور مشاكل سلوكية أقل وعدوانية أقل لاحقا في حياة الطفل، وتمتعه بذكاء أعلى وعلاقات عاطفية أكثر أمانًا.

متلازمة موت الرضع

علاوة على ما سبق، قد يؤدي تشجيع الأطفال الصغار، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، على النوم لفترة أطول وبسرعة أكبر من المعتاد في مرحلة نموهم لخطر متزايد للإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).

إذ يرتبط النوم العميق أو المطول بشكل غير عادي، والذي لا يستطيع الطفل الضعيف الاستيقاظ منه بسهولة، بزيادة خطر الإصابة بهذه المتلازمة مقارنة بأولئك الذين ينامون في نفس الغرفة مع أحد الوالدين، أثناء النهار والليل.

التأثير على الرضاعة الطبيعية

يمكن أن يقلل النوم لفترة أطول في الليل من فرص الرضاعة الطبيعية، إذ تلتزم بعض أنظمة تدريب النوم على ضرورة الفصل بين الرضاعة والنوم، بالرغم من أن الرضاعة الطبيعية ليلاً محورية في تعزيز استمراريتها والحفاظ عليها بسبب تأثيرها على الهرمونات اللازمة لدعم إنتاج حليب الثدي.

وفي حين أن معظم الرضعات يمكن تأجيلها للنهار عوضا عن الليل، فإن ذلك يمكن أن يمنع فسيولوجية الرضاعة لدى الأم، مما يؤدي إلى تضاؤل ​​إمدادات الحليب.

بالإضافة إلى التأثيرات الأخرى للفطام المبكر على صحة الرضيع، فإن التوقف المبكر عن الرضاعة الطبيعية يعد أيضًا عاملاً يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).

تدريب الطفل على "الاستسلام"

وفي دراسة أميركية أُجريت على عدد من الرضع الذين تراوحت أعمارهم بين 4 إلى 10 أشهر، وبعد 3 أيام من تدريبهم على النوم عبر "البكاء المتحكم فيه"، توقف الأطفال عن البكاء فعلا أثناء الليل، وانخفضت مستويات هرمون التوتر لدى الأمهات، لكن مستويات هرمونات الأطفال -على الرغم من حقيقة أنهم لم يعودوا يبكون- ظلت مرتفعة. ويشير هذا إلى أن سلوك الأطفال قد تغير، لكن وظائفهم الفسيولوجية لم تتغير.

الأطفال الذين يخضعون للتدريب على النوم هم في الواقع يتعلمون "الاستسلام" بدلاً من "الاستقرار بشكل مستقل" (بيكساباي)

وبالتالي خلصت الدراسة لتأكيد النظرية القائلة إن الأطفال الذين يخضعون للتدريب على النوم هم في الواقع يتعلمون "الاستسلام" بدلاً من "الاستقرار بشكل مستقل".

تقليل التوتر قد يكون هو الحل

وختاما، يمكن أن يؤدي تقليل التوتر الأبوي إلى إحداث فرق كبير في النوم سواء للطفل أو للوالدين أنفسهم. فكلما زاد قلقنا بشأن النوم، أصبح الأمر أكثر سوءا.

فالأشياء الصغيرة مثل قبول ما هو طبيعي بالنسبة لطفل رضيع، وتخصيص الوقت للرعاية الذاتية وقبول المساعدة من المقربين لحصول الأب والأم الجدد على الراحة اللازمة، لا تسهّل تحديات هذه المرحلة الحساسة فحسب، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على الطفل. فالأطفال بارعون في قراءة الحالات العاطفية والعقلية لمن حولهم، لذلك ربما يجد الآباء والأمهات أن طفلهم أسهل في النوم عندما يعتنون بسلامتهم العاطفية أولاً.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرضاعة الطبیعیة تدریب الطفل على على النوم فی النوم ما ی عرف یمکن أن

إقرأ أيضاً:

العدوان اللطيف.. لماذا نميل إلى عض خدود الأطفال؟

قد ينظر أحد الأقارب إلى طفلك الرضيع ويقول "إنه لذيذ، أريد أن آكله" الأمر ليس غريبا، ولا سيما أن الرُضع يمتلكون ملامح وسمات مميزة كعيون واضحة تعلو أنوف صغيرة فوق شفاه وردية مع رقبة ممتلئة وبشرة ناعمة، تجعلك تقع في حبهم وتنجذب إلى حملهم ورعايتهم، ليس هذا فحسب، بل تتسلل إليك رغبة قوية في قضم أصابعهم وقرص خدودهم الممتلئة أو حتى التهامهم من فرط الإعجاب والتعلق بهم.

وتشير عالمة الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، كاثرين ستافروبولوس إلى أن 70% إلى 75% من الناس يشعرون بهذه الرغبة وتزيد بين النساء.

كيف يفسر العلم هذه الظاهرة؟

حاول فريق دولي من الباحثين الوصول إلى سبب خلط العديد من الناس وربطهم بين الأطفال الصغار والطعام، وفي ورقة بحثية نشرتها دورية "فرونتيرز إن سيكولوجي" عام 2013، توصل الفريق إلى أن رائحة الرضع تُنشط أجزاء معينة في الدماغ وتثير استجابة فسيولوجية لدى النساء وبالأخص لدى أمهاتهم، تشبه تلك التي يشعر بها الأشخاص الجائعون عند تقديم وجبة لذيذة لهم.

رائحة الرضع تُنشط أجزاء معينة في الدماغ وتثير استجابة فسيولوجية لدى النساء وبالأخص لدى أمهاتهم (شترستوك)

وفي دراسة نشرتها مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم عام 2009، فإن الملامح الطفولية التي عرفها عالم السلوك كونراد لورينز بـ "مخطط الطفل"، تعزز نشاط الشبكات العصبية المرتبطة بالمكافأة في الدماغ وتنظم إطلاق الدوبامين (هرمون السعادة) بما يعُد حافزا إيجابيا لرعاية الطفل واحتضانه والاهتمام به.

وإذا كان "مخطط الطفل" يمثل حافزا إيجابيا من خلال زيادة الدوبامين وتوفير الدافع لرعاية الطفل، فإنه قد يزيد من نشاط أنظمة الدماغ المُعنية بالمكافأة ويعزز موجة من المشاعر الإيجابية المفرطة، مما يؤدي إلى رد فعل عدواني أو تعبير معاكس أو ما يعرف بـ "العدوان اللطيف".

ما العدوان اللطيف؟

"العدوان اللطيف" أو "التعبيرات الثنائية الشكل" هو مصطلح صاغه المختصون في علم دراسة السلوك البشري والتنظيم الاجتماعي للتعبير عن هذا التناقض الذي يجمع بين المشاعر الإيجابية "الإعجاب بالطفل والاهتمام به" والمشاعر السلبية "الرغبة في عضه والتهامه"، ومن أمثلته أيضا، البكاء وقت الفرح "دموع الفرح" أو إطباق قبضتي اليد عند تحقيق الفوز، أو الصراخ في الحفلات الغنائية والموسيقية وغيرها.

المشاعر المتناقضة والتعبير بطريقة مزدوجة أمر جيد ويعد آلية للتحكم في عواطفنا وإدارتها (شترستوك)

وقد صممت عالمة النفس أوريانا أراغون، عدة تجارب لفهم العدوان اللطيف، وفي عام 2014 ربطت دراسة أجرتها أراغون وزملاؤها من جامعة ييل الأميركية بين العدوان اللطيف وتنظيم المشاعر، وكجزء من الدراسة طلب الباحثون من المشاركين النظر إلى مجموعة من صور الأطفال الصغار.

وخلصت الدراسة إلى أن المشاركين الذين شعروا بمشاعر إيجابية قوية للغاية تجاه الصور، غالبا ما كانت لديهم استجابات عدوانية حيث أرادوا قرص خدود الأطفال والتهامها.

وتشير البيانات إلى أن أولئك الذين أظهروا ردود فعل عدوانية شعروا بانخفاض موجة المشاعر الإيجابية المفرطة بعد 5 دقائق من مشاهدة الصور، مما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن "العدوان اللطيف" كان سببا في إعادة التوازن العاطفي وتنظيم المشاعر.

العلم يفسر سبب هذه الرغبة

تخفيف التوتر: وفق أراغون، فإن هذه المشاعر المتناقضة والتعبير بطريقة مزدوجة أمر جيد ويعد آلية للتحكم في عواطفنا وإدارتها، إذ إن المشاعر الغامرة تكون مرهقة وضارة بصحة أجسامنا مثلها مثل المشاعر السلبية، وكلتاهما تعززان إفراز هرمونات التوتر، وقالت عالمة النفس إن ما يحدث هو وسيلة الدماغ لإعادتنا إلى نطاق العواطف الطبيعي بطريقة معاكسة أو بشكل عدواني لا يحمل أي نية للأذى، وأضافت أن "هذه الرؤى تعزز فهمنا لكيفية تعبير الناس عن عواطفهم والتحكم فيها، وهو ما يرتبط بشكل مهم بالصحة العقلية والجسدية، ونوعية العلاقات مع الآخرين، وحتى مدى نجاح الناس في العمل معا".

جزء من آلية الارتباط التطورية: يرى خبراء علم النفس أن "العدوان اللطيف" هو عملية تكيفية للبقاء والحفاظ على النوع، ولا سيما مع إسناد رعاية الطفل إلى غير الأم في كثير من الأحيان على مر العصور.

اختبار الروابط الاجتماعية: أفادت عالمة الرئيسيات سوزان بيري من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن "العض الاجتماعي" غير المؤذي هو أحد الطقوس الاجتماعية وسلوك ودي تتبناه العديد من الثدييات كوسيلة لاختبار الروابط الاجتماعية وإظهار النية الحسنة، ووفق أبحاثها، فإن قرود الكابوشين تعض بعضها بعضا بطرق حذرة لا تسبب أي ألم فترسل رسالة مفادها: "أنا جدير بالثقة إلى الحد الذي يجعلك تستطيع وضع إصبعك في فمي" وهذا ما يحدث بين الطفل ومقدمي الرعاية.

سلوك مكتسب لا ينتشر في جميع الثقافات

وعلى جانب آخر، عبّرت الأستاذة المساعدة في علم اللغويات في كلية ريد، كارا بيكر لموقع "نيويورك تايمز"، بأن الرغبة في التهام الأطفال مجرد سلوك مكتسب ينتشر في ثقافات عديدة ولكن لا يمكن تعميمه، وأضافت "يمكنك أن تجد مجتمعات حيث لا يتحدث الناس مع الأطفال الرضع".

وأشارت بيكر إلى دراسة أجريت على مقدمي الرعاية في ساموا ووجدت أنهم لا يتعاملون بهذه الطريقة مع الأطفال ولا يتحدثون إليهم، وأنهم أكثر ميلا إلى عقلية "لن أتحدث إليك حتى تتمكن من الرد".

الرغبة في التهام الأطفال مجرد سلوك مكتسب ينتشر في ثقافات عديدة ولكن لا يمكن تعميمه (بيكسلز)

وتتفق هيذر باكستون، أستاذة الأنثروبولوجيا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع الرأي القائل إن الأطفال لا يُنظر إليهم بهذه الطريقة في كل أنحاء العالم، وقالت إنه في جزيرة بالي على سبيل المثال، يُنظر إلى الرضع باعتبارهم أشخاصا مقدسين وليسوا بشرا بالكامل.

وأضافت باكستون، رغم أن الرغبة في قضم الأطفال وربطهم بالطعام عند تدليلهم يشير إلى علاقة حميمية، فإن طبيعة هذه التصرفات في بعض الثقافات قد يُنظر إليها باعتبارها تهديدا، وأوضحت أن الأمهات اليونانيات والأميركيات يستخدمن عادة عبارة "سآكل هذا الطفل"، ولكن في أجزاء من حوض البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، قد يكون هذا الحديث إشارة إلى الحسد أو يتضمن نوعا من التهديد الخبيث، ولهذا يتخذ أي شخص حذره عند مدح جمال الطفل، خشية أن يثير ذلك العين الشريرة".

مقالات مشابهة

  • العدوان اللطيف.. لماذا نميل إلى عض خدود الأطفال؟
  • عالم «الجيميرز» يسيطر على عقول الأطفال.. احمي ابنك بهذه الطرق
  • استشاري نفسي: الأشعة الصادرة من شاشات الهواتف والتلفزيونيات تخل باتزان هرموني النوم
  • المحتوى الهادف ينهض بالوعي لدى الأطفال
  • تعرف على ساعات النوم التي يحتاجها الجسم مع اختلاف العمر
  • «الطفولة والأمومة» يطالب بتقنين استعمال الهاتف للأطفال في سن مبكرة
  • مخاطر إضاءة الهواتف على رؤية الطفل بسن مبكرة.. منها الصداع وجفاف العين
  • دراسة جدلية حول تأثير استخدام الأطفال للهاتف على نومهم
  • نصائح وزارة الصحة للأطفال قبل بداية العام الدراسي 2024-2025
  • «الصحة»: يجب ضبط روتين نوم الأطفال قبل بدء الدراسة لتحسين التركيز لديهم