إنترسبت: هل تشكل مغادرة بايدن فرصة لتحول الموقف الأميركي تجاه فلسطين؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
تناول تقرير نشره موقف "إنترسبت" الأميركي تخلي الرئيس الأميركي جو بايدن عن الترشح للرئاسة مرة أخرى، متسائلا عما إذا كان من المحتمل أن تشكل مغادرته تحولا في الموقف الأميركي تجاه الفلسطينيين.
بدأ التقرير، الذي كتبه بريم ثاكر، بالقول إن قرار بايدن قد يبدد المخاوف واسعة النطاق حول ضعف منافسة الديمقراطيين للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن القضية التي كانت أهم من ذلك والتي أثارت احتجاجات جماهيرية ضد المرشح الديمقراطي ولا تزال تلوح في الأفق خلال الحملة الانتخابية، هي دعم بايدن غير المشروط تقريبا لحرب إسرائيل على غزة.
وأوضح التقرير أن البعض يرى أن رحيل بايدن يفتح المجال أمام إمكانية إعادة ضبط السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، وأورد تصريحات لعدد من المسؤولين والأفراد والجهات التي تعتقد ذلك.
ونقل الكاتب عن طارق حبش، المعين "سياسيا" السابق في وزارة التعليم الأميركية في عهد بايدن، والذي استقال في يناير/كانون الثاني احتجاجا على سياسات بايدن بشأن حرب غزة، القول إن نسبة لا يُستهان بها من الناخبين يشعرون بالفعل بخيبة أمل تجاه بايدن بسبب عدم رغبته في تطبيق القانون الأميركي ومحاسبة إسرائيل على انتهاكها القانون الإنساني الدولي.
وأعرب حبش عن أمله في أن يُظهر من يخلف بايدن في المنافسة الانتخابية للناخبين أن ثمة تحولا جوهريا في السياسة التي تنهي تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتدعم حقوق الإنسان الفلسطيني والقانون الدولي والسلام.
موقف بايدن من فلسطين السبب
وقالت "الحملة الأميركية من أجل حقوق الفلسطينيين"، في بيان لها، إن مناظرة بايدن الفاشلة ليست هي التي أظهرت أنه غير صالح للقيادة، بل عشرات الآلاف من القنابل التي أرسلها لقتل الفلسطينيين هي التي فعلت ذلك، وإن رفضه الالتزام بالقانون الدولي أو تطبيق القانون الأميركي أدى إلى تعميق الاحتلال العسكري الإسرائيلي غير القانوني.
وذكر رايلي ليفرمور، وهو رائد في سلاح الجو الأميركي استقال من الخدمة في يونيو/حزيران الماضي بسبب موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة، أن بايدن كان "متواطئا في الإبادة الجماعية" وأنه، بغض النظر عمن سيحل محله، فإن هذه اللحظة تمثل نقطة انعطاف محتملة لسياسة الولايات المتحدة بشأن حرب إسرائيل.
وقال أحد كبار المساعدين الديمقراطيين لموقع "إنترسبت" إنهم كانوا حذرين من العملية المتسرعة لتغيير بايدن بمرشح له علاقة بالرجل الذي دعم الحرب التي أودت بحياة 15 ألف طفل في غزة، والذي أضر بالفعل بفرصه بشكل لا يمكن إصلاحه بين كتل الناخبين الحاسمة، مضيفا أن أميركا بحاجة إلى الاستماع إلى مرشح مناهض للحرب يرى الفلسطينيين كبشر، "ومن المهم أن يتم اختيار مرشحنا التالي من خلال عملية ديمقراطية في مؤتمر مفتوح".
هاريس قد تبتعدثم تناول التقرير احتمال أن تبتعد كامالا هاريس نائبة بايدن، التي تجتذب حاليا مؤيدين كثيرين بين قادة الحزب الديمقراطي وقواعده، لترشيحها للرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني، وأشار إلى أن هناك دلائل على أنها قد تبتعد عن سياسة بايدن في غزة.
وأورد أنه في أواخر العام الماضي، أفادت تقارير بأن هاريس دفعت البيت الأبيض ليكون أكثر تعاطفا مع معاناة الفلسطينيين، وأكثر قوة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعيا لتحقيق سلام طويل الأمد.
وفي مارس/آذار، ألقت هاريس خطابا في مدينة سلما بولاية ألاباما، دعت فيه بقوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار" وحثت إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.
وفي حين بدا أن هذا الخطاب يمثل تغييرا في موقف الإدارة من الحرب، فقد ظهرت تقارير تفيد بأن مسؤولي مجلس الأمن القومي الأميركي قاموا بتخفيف أجزاء من خطابها.
وقالت هاريس في وقت لاحق من ذلك الشهر: "يجب أن يكون لدينا هدف نبدأ العمل عليه الآن، من أجل السلام وتوفير قدر متساو من الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين. للفلسطينيين الحق في تقرير المصير، والحق في الكرامة، وعلينا أن نعمل على ذلك".
وقال الكاتب إن هذه التقارير لم تمر دون أن يلاحظها أحد من الأشخاص الذين يأملون حدوث تغيير في سياسة الولايات المتحدة.
ستغتنم الفرصة؟
وعاد لينقل عن ليفرمور قوله إنه متفائل بأن هاريس ستغتنم الفرصة لإحداث تغيير جذري في الموقف الأميركي تجاه إسرائيل، مضيفا أن هاريس أمامها الاختيار بين الاستماع إلى إنسانيتها والإرادة الساحقة للشعب الأميركي، أو الاستماع إلى المانحين ومجموعات المصالح الخاصة من خلال الاستمرار في جعل الإبادة الجماعية جزءًا من برنامجها، وتقويض شرعية أميركا على المستوى الدولي.
وقال القس مايكل ماكبرايد، أحد مؤسسي "لجنة العمل السياسي للكنيسة السوداء"، إن القادة مثله، وغيرهم من القادة الدينيين السود الذين وقّعوا رسائل مفتوحة للضغط على بايدن للدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، يعتقدون أن هاريس ستكون أكثر تعاطفا مع القضية الفلسطينية إذا تم ترشيحها، مضيفا أن هذا قد يساعد في تنشيط جزء من الناخبين الذين شعروا إلى حد كبير بالتضارب بشأن الإدلاء بأصواتهم لصالح بايدن.
سطوة أيباكوأخيرا نقل التقرير رأيا لوليد شهيد، المؤسس المشارك لـ"الحركة الوطنية غير الملتزمة"، التي ضمت أكثر من 700 ألف شخص في جميع أنحاء أميركا أدلوا بأصوات احتجاجية ضد دعم بايدن لإسرائيل، قال فيه إن المعارضين لبايدن منفتحون على هاريس، وإن كثيرين منهم يشعرون بأنها ستكون أفضل من بايدن، الذي كانت له علاقات قوية بمنظمة "أيباك".
ومع ذلك، يقول التقرير، إن تحدي سلطة أيباك داخل مؤسسة الحزب الديمقراطي يظل مهمة هائلة بغض النظر عن هوية المرشح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أن هاریس
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة دعم فلسطين: ترامب قد ينقلب على إسرائيل ونتنياهو يكرس لاحرب ولاسلم
علق الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن رفض بلاده دفع ثمن إطلاق سراح المحتجزين، موضحًا أن ترامب كان يقصد المحتجزين الأمريكيين، بينما ستتحمل إسرائيل تكلفة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وضمان الالتزام بوقف إطلاق النار.
وأوضح عبد العاطي، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل لم تحدد حتى الآن ملامح اليوم التالي في قطاع غزة، مما دفعها لطرح "خطة الفقاعة الإنسانية" كبديل للخطة المصرية التي تحولت إلى خطة عربية شاملة، لافتًا إلى أن هذه الخطة تهدف إلى فرض سيطرة الاحتلال على القطاع وإدارة ملف المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يدفع الأوضاع نحو حالة "لا حرب ولا سلم"، وهي وضعية تسمح له بخرق الهدنة متى شاء دون الوقوع تحت طائلة قانون الحرب الإسرائيلي، مستغلًا هذا الجمود للحفاظ على مكاسب سياسية وأمنية داخلية.
وأضاف عبد العاطي أن تصريحات ترامب الأخيرة أربكت حسابات إسرائيل، معتبرًا أن أي تغيير في السياسة الأمريكية قد يقلب الموازين في غير صالحها، وهو ما يدفع الاحتلال لمحاولة فرض رؤيته على مسار المفاوضات.
وفي سياق متصل، كشف عبد العاطي أن ترامب يسعى لتعزيز صورته كـ"منقذ" عبر التدخل في ملف الأسرى، مستغلًا ذلك سياسيًا بالتزامن مع خططه لزيارة المنطقة، وخاصة المملكة العربية السعودية، حيث يطمح لتأمين استثمارات سعودية بقيمة تريليون دولار على مدى أربع سنوات، ضمن ترتيبات قد تشمل دعم المسار العربي لحل الأزمة.