تناول تقرير نشره موقف "إنترسبت" الأميركي تخلي الرئيس الأميركي جو بايدن عن الترشح للرئاسة مرة أخرى، متسائلا عما إذا كان من المحتمل أن تشكل مغادرته تحولا في الموقف الأميركي تجاه الفلسطينيين.

بدأ التقرير، الذي كتبه بريم ثاكر، بالقول إن قرار بايدن قد يبدد المخاوف واسعة النطاق حول ضعف منافسة الديمقراطيين للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن القضية التي كانت أهم من ذلك والتي أثارت احتجاجات جماهيرية ضد المرشح الديمقراطي ولا تزال تلوح في الأفق خلال الحملة الانتخابية، هي دعم بايدن غير المشروط تقريبا لحرب إسرائيل على غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة غازيتا: ما الذي يستعد له الناتو بتأهبه الأقصى؟list 2 of 2تايم: لماذا تحظر فرنسا الحجاب في أولمبياد باريس؟end of list إعادة ضبط السياسة تجاه إسرائيل

وأوضح التقرير أن البعض يرى أن رحيل بايدن يفتح المجال أمام إمكانية إعادة ضبط السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، وأورد تصريحات لعدد من المسؤولين والأفراد والجهات التي تعتقد ذلك.

ونقل الكاتب عن طارق حبش، المعين "سياسيا" السابق في وزارة التعليم الأميركية في عهد بايدن، والذي استقال في يناير/كانون الثاني احتجاجا على سياسات بايدن بشأن حرب غزة، القول إن نسبة لا يُستهان بها من الناخبين يشعرون بالفعل بخيبة أمل تجاه بايدن بسبب عدم رغبته في تطبيق القانون الأميركي ومحاسبة إسرائيل على انتهاكها القانون الإنساني الدولي.

وأعرب حبش عن أمله في أن يُظهر من يخلف بايدن في المنافسة الانتخابية للناخبين أن ثمة تحولا جوهريا في السياسة التي تنهي تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتدعم حقوق الإنسان الفلسطيني والقانون الدولي والسلام.

موقف بايدن من فلسطين السبب

وقالت "الحملة الأميركية من أجل حقوق الفلسطينيين"، في بيان لها، إن مناظرة بايدن الفاشلة ليست هي التي أظهرت أنه غير صالح للقيادة، بل عشرات الآلاف من القنابل التي أرسلها لقتل الفلسطينيين هي التي فعلت ذلك، وإن رفضه الالتزام بالقانون الدولي أو تطبيق القانون الأميركي أدى إلى تعميق الاحتلال العسكري الإسرائيلي غير القانوني.

وذكر رايلي ليفرمور، وهو رائد في سلاح الجو الأميركي استقال من الخدمة في يونيو/حزيران الماضي بسبب موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة، أن بايدن كان "متواطئا في الإبادة الجماعية" وأنه، بغض النظر عمن سيحل محله، فإن هذه اللحظة تمثل نقطة انعطاف محتملة لسياسة الولايات المتحدة بشأن حرب إسرائيل.

وقال أحد كبار المساعدين الديمقراطيين لموقع "إنترسبت" إنهم كانوا حذرين من العملية المتسرعة لتغيير بايدن بمرشح له علاقة بالرجل الذي دعم الحرب التي أودت بحياة 15 ألف طفل في غزة، والذي أضر بالفعل بفرصه بشكل لا يمكن إصلاحه بين كتل الناخبين الحاسمة، مضيفا أن أميركا بحاجة إلى الاستماع إلى مرشح مناهض للحرب يرى الفلسطينيين كبشر، "ومن المهم أن يتم اختيار مرشحنا التالي من خلال عملية ديمقراطية في مؤتمر مفتوح".

هاريس قد تبتعد

ثم تناول التقرير احتمال أن تبتعد كامالا هاريس نائبة بايدن، التي تجتذب حاليا مؤيدين كثيرين بين قادة الحزب الديمقراطي وقواعده، لترشيحها للرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني، وأشار إلى أن هناك دلائل على أنها قد تبتعد عن سياسة بايدن في غزة.

وأورد أنه في أواخر العام الماضي، أفادت تقارير بأن هاريس دفعت البيت الأبيض ليكون أكثر تعاطفا مع معاناة الفلسطينيين، وأكثر قوة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعيا لتحقيق سلام طويل الأمد.

وفي مارس/آذار، ألقت هاريس خطابا في مدينة سلما بولاية ألاباما، دعت فيه بقوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار" وحثت إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.

وفي حين بدا أن هذا الخطاب يمثل تغييرا في موقف الإدارة من الحرب، فقد ظهرت تقارير تفيد بأن مسؤولي مجلس الأمن القومي الأميركي قاموا بتخفيف أجزاء من خطابها.

وقالت هاريس في وقت لاحق من ذلك الشهر: "يجب أن يكون لدينا هدف نبدأ العمل عليه الآن، من أجل السلام وتوفير قدر متساو من الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين. للفلسطينيين الحق في تقرير المصير، والحق في الكرامة، وعلينا أن نعمل على ذلك".

وقال الكاتب إن هذه التقارير لم تمر دون أن يلاحظها أحد من الأشخاص الذين يأملون حدوث تغيير في سياسة الولايات المتحدة.

ستغتنم الفرصة؟

وعاد لينقل عن ليفرمور قوله إنه متفائل بأن هاريس ستغتنم الفرصة لإحداث تغيير جذري في الموقف الأميركي تجاه إسرائيل، مضيفا أن هاريس أمامها الاختيار بين الاستماع إلى إنسانيتها والإرادة الساحقة للشعب الأميركي، أو الاستماع إلى المانحين ومجموعات المصالح الخاصة من خلال الاستمرار في جعل الإبادة الجماعية جزءًا من برنامجها، وتقويض شرعية أميركا على المستوى الدولي.

وقال القس مايكل ماكبرايد، أحد مؤسسي "لجنة العمل السياسي للكنيسة السوداء"، إن القادة مثله، وغيرهم من القادة الدينيين السود الذين وقّعوا رسائل مفتوحة للضغط على بايدن للدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، يعتقدون أن هاريس ستكون أكثر تعاطفا مع القضية الفلسطينية إذا تم ترشيحها، مضيفا أن هذا قد يساعد في تنشيط جزء من الناخبين الذين شعروا إلى حد كبير بالتضارب بشأن الإدلاء بأصواتهم لصالح بايدن.

سطوة أيباك

وأخيرا نقل التقرير رأيا لوليد شهيد، المؤسس المشارك لـ"الحركة الوطنية غير الملتزمة"، التي ضمت أكثر من 700 ألف شخص في جميع أنحاء أميركا أدلوا بأصوات احتجاجية ضد دعم بايدن لإسرائيل، قال فيه إن المعارضين لبايدن منفتحون على هاريس، وإن كثيرين منهم يشعرون بأنها ستكون أفضل من بايدن، الذي كانت له علاقات قوية بمنظمة "أيباك".

ومع ذلك، يقول التقرير، إن تحدي سلطة أيباك داخل مؤسسة الحزب الديمقراطي يظل مهمة هائلة بغض النظر عن هوية المرشح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أن هاریس

إقرأ أيضاً:

هاريس جمعت أضعاف الأموال التي جمعها ترامب في شهر.. ما أهمية ذلك؟

أعلنت حملة نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، الجمعة، أنها جمعت 361 مليون دولار في أغسطس، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف مبلغ 130 مليون دولار الذي جمعته حملة منافسها الجمهوري دونالد ترامب، ما يمنحها ميزة مالية واضحة قبل شهرين من يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست".

كما أنهت حملة هاريس الأكبر، التي تضم مئات الموظفين وعشرات المكاتب وميزانية إعلانية أكبر من ترامب، شهر أغسطس بمزيد من النقود في متناول اليد. وقالت حملتها إن لديها 404 ملايين دولار نقدًا لإنفاقها، مقارنة بـ 295 مليون دولار نقدًا في نهاية أغسطس والتي أعلنت عنها حملة ترامب، الأربعاء، وفقا للصحيفة.

ولا يمكن التحقق من الأرقام حتى يتم تقديم الإفصاحات المالية في وقت لاحق من سبتمبر الجاري.

وقال روب فلاهيرتي، نائب مدير حملة هاريس، عن حصاد أغسطس، والذي عزاه جزئيًا إلى العديد من الأحداث البارزة، بما في ذلك اختيار حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، كمرشح لمنصب نائب الرئيس، والمؤتمر الديمقراطي والحماس الشعبي لحملتها: "ما لدينا الآن هو نوع من الحماس الشعبي الذي لا يمكن شراؤه بالمال".

وأضاف أن حجم حملة هاريس، التي نمت لتشمل حوالي 2000 موظف ومئات الآلاف من المتطوعين، يعني أن المال مطلوب لإغلاق السباق الرئاسي. وتابع أنه "يمنحنا ميزة نقدية كبيرة حقًا، لكن هذه الميزة النقدية خادعة بعض الشيء لأن كل هذه الأموال موجهة إلى الأشياء التي نحتاج إلى القيام بها للفوز".

وقالت الحملة إن هاريس جمعت أكثر من 615 مليون دولار لحملتها واللجان الديمقراطية المرتبطة بها منذ توليها الحملة من الرئيس جو بايدن في 21 يوليو. وجاءت تبرعات أغسطس مما يقرب من 3 ملايين مانح، بما في ذلك 1.3 مليون مانح تبرعوا لأول مرة في هذه الدورة. وقال فلاهيرتي إن 3 من كل 4 من هؤلاء المانحين الجدد لم يتبرعوا لحملة بايدن خلال السباق الرئاسي لعام 2020.

وذكرت "واشنطن بوست" أن إجماليات الأرقام تشمل الأموال التي تُمنح في شيكات أصغر لحملة هاريس، فضلاً عن التبرعات الأكبر للجان الحزب الديمقراطي المرتبطة التي يمكنها تنسيق جهودها مع حملة هاريس. وقالت الحملة إن أكثر من 60 في المائة من المانحين في أغسطس كانوا من النساء وأن ما يقرب من خمس المانحين كانوا جمهوريين مسجلين أو مستقلين.

وبالنسبة لأهمية هذه الأموال، ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن التبرعات الغزيرة لنائبة الرئيس هاريس لها فائدة جانبية تتجاوز كل هذا النقد، فهي الآن حرة في السفر في جميع أنحاء البلاد، ولا تقضي الكثير من وقتها في جمع الأموال.

وذكرت أنه في حين من المتوقع أن تظهر هاريس في فعاليات جمع التبرعات الضخمة في نيويورك ولوس أنجيليس، سبتمبر الجاري، فقد أمضت الكثير من وقتها في السفر إلى الولايات المتأرجحة والاستعداد لمناظرة الأسبوع المقبل. وتجمع حملتها مجموعة من كبار الوكلاء الديمقراطيين، بما في ذلك الساسة والمشاهير، لجمع الأموال لها في الأسابيع المقبلة، وفقًا للدعوات التي استعرضتها "وول ستريت جورنال".

وأوضحت أنه في حين أن جمع التبرعات بالنيابة أمر شائع لكلا الحزبين في الانتخابات العامة، فإن هذه الأموال تمنح هاريس مجالًا أكبر للتوسع في الحملة فيما يسمى بالولايات الزرقاء حول البحيرات العظمى وفي ولايات حزام الشمس جورجيا ونورث كارولينا وأريزونا ونيفادا، لاسيما أن كل هذه الولايات حاسمة لنتيجة الانتخابات.

وقال النائب السابق بارني فرانك (ديمقراطي، ماساتشوستس)، الذي من المقرر أن يرأس حدثًا في منطقة بوسطن لصالح هاريس، سبتمبر الجاري: "إنها ميزة ضخمة من حيث استخدام وقتها. عندما تترشح لمنصب منتخب أو تشغله، فإن أندر مواردك هو الوقت".

ووفقا للصحيفة، يعترف المقربون من الرئيس السابق بميزة جمع التبرعات التي يتمتع بها الديمقراطيون ويشيرون إلى عجز ترامب في جمع التبرعات في عام 2016 ضد هيلاري كلينتون، التي هزمها في الانتخابات العامة، كدليل على أن المزيد من المال لا يساوي النصر دائمًا.

وتستعين هاريس بعدة حكام وأعضاء في الكونغرس لجمع الأموال لها. ومن المقرر أن يترأس حاكم ولاية ماريلاند، ويس مور، حدثًا في لوس أنجيليس، الجمعة، في حين من المقرر أن تعقد حاكمة ولاية ماساتشوستس، ماورا هالي، حدثًا حول الطاقة النظيفة في بوسطن، الثلاثاء. ومن المتوقع أيضا أن تعقد حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشن ويتمر، حملة لجمع التبرعات، إلى جانب حاكم ولاية مونتانا السابق ستيف بولوك في جاكسون هول بولاية وايومنغ، في 15 سبتمبر.

ومن المفترض أيضا أن يجمع اثنان من الديمقراطيين في سباقات غير تنافسية لمجلس الشيوخ، النائبة ليزا بلانت روتشستر (ديمقراطية، ديلاوير) والنائب آندي كيم (ديمقراطي، نيوجيرسي)، الأموال لهاريس، في سبتمبر. ومن المخطط أن يعقد السناتوران كريس مورفي (ديمقراطي، كونيتيكت) وكريس فان هولين (ديمقراطي، ماريلاند) أحداثًا منفصلة. ومن المنتظر أن يظهر السناتور مارك كيلي (ديمقراطي، أريزونا) في حملات لجمع التبرعات في فورت وورث بولاية تكساس ولوس أنجلوس.

كما ستحصل هاريس على مساعدة من أعضاء إدارة بايدن بصفتهم الشخصية. فقد جمعت وزيرة التجارة جينا رايموندو، حاكمة رود آيلاند السابقة، أموالاً لحملة هاريس في هامبتونز مؤخرًا ومن المقرر أن تظهر في حدث في واشنطن العاصمة في 12 سبتمبر، بينما من المنتظر أن تظهر الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي في حفل استقبال لحملة هاريس في نيويورك في 16 سبتمبر.

وظهرت سوزان رايس، التي شغلت منصب كبير مستشاري السياسة المحلية لبايدن، في حفل لجمع التبرعات لهاريس، الخميس، في واشنطن، بينما تصدرت سالي ييتس، نائبة المدعي العام السابقة في إدارة أوباما والتي شغلت منصب المدعي العام بالإنابة في بداية إدارة ترامب، حفل جمع تبرعات، الخميس، ذي الطابع القانوني لهاريس في لوس أنجيليس.

مقالات مشابهة

  • هل تختلف كامالا هاريس حقا عن جو بايدن؟
  • حماس: ممارسات الاحتلال في سجن مجدو تعكس حجم الحقد تجاه الفلسطينيين
  • هاريس جمعت أضعاف الأموال التي جمعها ترامب في شهر.. ما أهمية ذلك؟
  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • باحث فلسطيني: مصر تقوم بدور وطني ومسئول تجاه الفلسطينيين وهذا يتعارض مع توجهات نتنياهو
  • انترناشيونال بيزنس تايمز: لحكومة ستارمر فرصة تغيير استراتيجية لندن تجاه ليبيا
  • بوتين ينتقد الموقف الأميركي غير المحايد تجاه فلسطين
  • بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل خلال 8 أشهر؟
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية