استرداد ضريبة القيمة المضافة: هل يسهم في تخفيف تكاليف المساكن في عمان؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أثير – ريما الشيخ
تعتبر ضريبة القيمة المضافة التزامًا ماليًا تفرضه الحكومات على المؤسسات والأفراد، ويتم تحصيلها من المستهلك النهائي، بنسبة معينة من قيمة السلع والخدمات. وعادة ما تُحدد الحكومات سلعاً وخدمات معفاة من الضريبة لتشمل قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم وغيرها.
وتُعد مواد البناء من السلع غير المعفاة من ضريبة القيمة المضافة في سلطنة عمان، مما يعني أن شراء الأسمنت أو الحديد أو المواد الصحية وغيرها، يخضع لضريبة بنسبة 5%، وذلك وفقًا لقانون ضريبة القيمة المضافة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 121/2020، ويؤثر التطبيق بشكل مباشر على تكلفة بناء المسكن الشخصي للمواطن، مما قد يزيد من الأعباء المالية عليه عند السعي لتحقيق الاستقرار السكني والحياة الكريمة.
حاورت “أثير” سعادة علي بن منصور العامري ممثل ولاية السيب في مجلس الشورى عن الرغبة المُبداة التي أقرها المجلس بشأن “استرداد ضريبة القيمة المضافة المدفوعة من قيمة العقار للمسكن الأول”، وقال العامري لـ “أثير” بأن هذا المقترح يأتي لتخفيف كلف الحصول على المسكن الأول من خلال إنشاءه أو شراءه، ويُعزز دور الحكومة لتوفير أحد أهم المتطلبات الأساسية للمواطن العماني، ويساعد استرداد الضريبة المضافة ليحقق سبل الرفاه والاستقرار للمواطن تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم.
وأضاف: تجدر الإشارة بأن من أدوار المجالس الأصيلة وفق المادة رقم 60 من قانون مجلس عُمان إبداء رغبات يقدمها للحكومة، وتقوم الحكومة بدراسة هذه الرغبة وإقرارها في حال ارتأت ملاءمتها مع الوضع العام وعمل طرق واليات لتنفيذها، مع العلم بأن “استرداد ضريبة القيمة المضافة من قيمة العقار للمسكن الأول” مطبق في بعض الدول الخليجية مثل الامارات والسعودية ولها مردود ايجابي كبير للمواطن.
ويأمل سعادته في حواره مع “أثير” من الحكومة النظر في هذه الرغبة لما لها من أثر اجتماعي واقتصادي حيث أنها ستضفي الكثير من الإيجابيات للمواطن وتساعده على البناء والاستقرار.
ما الآثار المتوقعة؟
أشار سعادته، بأن استرداد ضريبة القيمة المضافة له مردود إيجابي على مستوى الدخل المادي للمواطن، حيث يمكن استخدام الأموال المستردة في جوانب أخرى من المشتريات والمستلزمات غير مواد البناء، مما ينعكس إيجابيًا على إيرادات الدولة من خلال تحصيل الضريبة من هذه المشتريات، بالإضافة إلى ذلك، يُساهم الاسترداد في ضمان حماية اجتماعية للفرد والأسرة والمجتمع، وهو من مؤشرات الرفاه في الرؤية الوطنية عمان 2040، كما يمكن استخدام المبلغ الضريبي المسترد في بدء مشروع عمل صغير يخدم الاقتصاد المحلي.
وتُسهم هذه المبادرات أيضًا في خلق تنافس في أسعار السلع المباعة في السوق المحلي، من خلال تقليل التكاليف المالية على المواطنين، ما ينعكس إيجابيًا على المستهلك النهائي.
أما من الناحية الاجتماعية، يساعد استرداد الضريبة في خلق استقرار وضمان حق المواطن في خفض تكبد النفقات والتكاليف العالية، مما يخفف العبء المالي على المواطن لغرض امتلاك المسكن.
تجارب خليجية
قال سعادة علي: على الصعيد التشريعي، يمكن السعي لاستصدار قرار من جهاز الضرائب يعنى باسترداد ضريبة القيمة المضافة المدفوعة عن قيمة العقار للمسكن الأول، وهو ما يتماشى مع تجارب الدول المجاورة مثل الإمارات والسعودية.
ففي السعودية، تتحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة على مبلغ لا يتجاوز 850 ألف ريال سعودي (85 ألف ريال عُماني) من سعر شراء المسكن الأول، وتغطي الدولة ضريبة القيمة المضافة بحد أقصى 4250 ريالاً عمانياً أي ما نسبته (5٪)، وفي في حال تجاوزت التكاليف ٨٥ ألف ريال عماني، يتحمل المواطن مبلغ الضريبة الزائد.
أما الإمارات، فقد حددت شروطاً لاسترداد ضريبة القيمة المضافة عن بناء مساكن المواطنين، وتتضمن تقديم الطلب خلال 12 شهراً من تاريخ إصدار شهادة اكتمال أو انجاز المبنى، وتم تحديد البضائع ومواد البناء المؤهلة لاسترداد الضريبة، وتشمل الخدمات مثل التي يقدمها المقاولون والمهندسون والمعماريون، ومواد البناء والأجهزة المنزلية.
إمكانية التطبيق في سلطنة عمان
و أوضح سعادته بأن سوق بيع العقارات السكنية في عمان شهد ارتفاعًا بنسبة 39% في الربع الأخير من عام 2023، بعد آخر ارتفاع له منذ الربع الثالث لعام 2021، ويؤرق هذا الارتفاع المجتمع العماني بسبب تكبد المبالغ العالية لاقتناء المساكن في ظل ارتفاع حصيلة الضرائب على البضائع والخدمات -وذلك كما ورد في المستند- كما تتصدر محافظتا مسقط وصلالة المشهد من حيث أسعار المساكن والأراضي نظرًا لتكدس الوظائف والسياحة في هذه المناطق، وتشكل المباني السكنية ما نسبته 77% من إجمالي عدد المنشآت في السلطنة، مما يعكس التركيز الكبير للمواطن العماني على الاستقرار وبناء الأسرة بعيدًا عن المشاركة.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: استرداد ضریبة القیمة المضافة القیمة المضافة ا
إقرأ أيضاً:
تقلبات الأسعار تكبد الأسر الألمانية تكاليف إضافية بالمليارات
ألمانيا – أدت التقلبات الشديدة في أسعار السلع اليومية الأساسية إلى تكاليف إضافية كبيرة للمستهلكين الألمان عاما بعد عام.
ووفقا لحسابات مصرف “باركليز”، بلغ إجمالي هذه التكلفة الإضافية العام الماضي 73.2 مليار يورو، أي 1754 يورو لكل أسرة.
وعلى الرغم من أن هذا أقل بكثير من عام 2022 (5 آلاف يورو تكاليف إضافية لكل أسرة) وعام 2023 (2268 يورو)، فإن التكلفة الإضافية الناجمة عن تقلبات الأسعار في 2024 كانت أيضا أعلى من متوسط الأعوام من 2015 إلى 2021 والبالغ 1443 يورو.
ويستند التحليل إلى بيانات من مكتب الإحصاء الاتحادي تتعلق بحوالي 700 منتج وخدمة تشكل مؤشر أسعار المستهلك. وعبر التقلبات الشهرية في أسعار المنتجات والإنفاق الاستهلاكي الفعلي يحدد “باركليز” التكاليف التي يتحملها المستهلكون كل عام بسبب تقلبات الأسعار.
ويضطر المستهلكون إلى تقبل ارتفاع أسعار العديد من المنتجات، مثل المواد الغذائية والطاقة والنقل، وذلك نظرا لمحدودية قدرتهم على تحديد وقت شراء مثل هذه السلع والخدمات الرئيسية.
في المقابل، يختلف الوضع بالنسبة للسلع الاستهلاكية، حيث أظهر التحليل أن أسعار الملابس والأزياء في الشهر الذي شهد أدنى أسعار لتلك المنتجات في ألمانيا العام الماضي تراجعت بنسبة 9.5% مقارنة بالشهر الذي شهد أعلى سعر لتلك المنتجات في عام 2024.
وبالنسبة للسلع الكهربائية كان الفارق 5%، وبالنسبة للسلع المنزلية وأدوات الحدائق كان الفارق 4.9%. وشهدت أسعار السيارات وإكسسواراتها تقلبات بنسبة 3.6%.
المصدر: د ب أ
Previous المغرب: استثمارات الطاقات المتجددة تبلغ ملياري دولار Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results