الوحدة نيوز:
2025-01-16@19:53:42 GMT

ناصر قنديل*: حرب المدن ومقامرة نتنياهو

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

ناصر قنديل*: حرب المدن ومقامرة نتنياهو

– طوال شهور كانت المعادلة النارية قائمة على تولي البحرية الأميركية بكل طواقمها وبوارجها وحاملات طائراتها مهمة ردع الإسناد اليمني لغزة وشعبها ومقاومتها، وتوق استثنائي من حكومة بنيامين نتنياهو لاستدراج مشاركة أميركية في حرب على لبنان ومقاومته يصعب خوضها دون شراكة أميركية، لما تحتمله من مخاطر دمار العمق الإسرائيلي مقابل التوحّش الناري على المدن اللبنانية والمدنيين فيها، دون استبعاد التوغل البري، هذه المرّة لقوات المقاومة نحو مزارع شبعا المحتلة، وربما بالتنسيق والتشارك مع سورية والمقاومة العراقية نحو الجولان، دون استبعاد فرضية العبور الى الجليل.

– جاء 14 نيسان والردّ الإيراني الرادع، والدور الأميركي المحوري في حماية الكيان من دمار شامل، كما قال الرئيس جو بايدن، وبقي نتنياهو يحلم بالانخراط الأميركيّ معه في حرب على المقاومة في لبنان، بينما تتأكّد للأميركي استحالة تحمل تبعات هذه الحرب أميركيّاً وإسرائيليّاً، وكانت الترجمة في منع نتنياهو من المخاطرة بالردّ على إيران، التي قالت إنه إذا تمّ الرد سوف تردّ بما هو أشد قسوة، وإذا تدخلت أميركا سوف ينالها نصيب من الردّ. وبعد أخذ ورد وكلام عالي السقوف من نتنياهو وأركان حكومته حول الحرب على لبنان، جاء بيان الخارجية الأميركية التي يؤكد الوزير الذي يقودها أنتوني بلينكن، ليقول إن التفكير بحرب واسعة على لبنان يمثل خطراً على أمن «اسرائيل» ومستقبلها، واستمرّ نتنياهو يطلب ويضغط ويتمنّى، حتى حسم الأمر الجنرال تشارلز أبرامز رئيس أركان الجيوش الأميركيّة بقوله، إن المساعدة النوعية التي قدمتها القوات الأميركية في مواجهة الرد الإيرانيّ غير قابلة للتكرار إذا اندلعت مواجهة بين «إسرائيل» وحزب الله نظراً لطبيعة التموضع الجغرافي للقوات الأميركية بما يتناسب مع تقديم المساعدة في الحالة الإيرانيّة واستحالتها في الحالة اللبنانية، ونظراً لقرب بل التصاق المسافات بين نقاط انطلاق نيران حزب الله ونقاط أهدافها، قياساً ببعد المسافات في الحالة الإيرانية. وبعد كلام «جهينة» ابرامز، صمت نتنياهو عن التهديد بالحرب على لبنان، لأنه يعلم محدودية قدرة جيشه على تحمل تبعاتها وتداعياتها.

– كشفت المقاومة في غزة خطة نتنياهو المسماة بالمرحلة الثالثة، التي صنعها الأميركيون لمساعدته على إطالة أمد الحرب دون التسليم باتفاق يلبي شروط المقاومة، واكتشفت أنها محاولة للتأقلم مع استمرار الحرب لكن بخسائر معنوية ومادية وبشرية أقل، فرفضت اعتبارها تخفيضاً للتصعيد وترجمت ذلك بزيادة عملياتها، وفعل مثلها حزب الله بالنسبة لجبهة الإسناد وترجم ذلك أفعالاً ونيراناً. وجاءت المسيّرة اليمنية يافا لتضع النقاط على الحروف بإعلان سقوط المرحلة الثالثة قبل ولادتها، ووجد نتنياهو أمامه فرصة تبدو في الظاهر مناسبة، محورها استبدال الحرب على لبنان بالحرب على اليمن، واليمن صار عنوان إسناد غزة، وقضية البحر الأحمر قضية أميركا وهيبتها وقوة ردعها، بل هي قضية الغرب وأمان خطوط تجارته وتدفق الطاقة إلى الأسواق، وبدا أن هذا الاستبدال صفقة رابحة.

– عندما يفحص نتنياهو جيداً ما هو ماثل أمامه، قبل التورّط عميقاً في لعبة النيران مع اليمن، يجب أن يدقق في الحفرة العميقة التي يقع فيها. فالحرب مع اليمن سوف تصبح حرباً مع اليمن والعراق، وخلف العراق إمداد إيرانيّ كميّ ونوعيّ لا يتوقف ولا يتأثر بالجغرافيا، وسرعان ما يكتشف نتنياهو أن المعادلة هي حيفا ومحطات الكهرباء وخزانات النفط فيها مقابل الحديدة، وتل أبيب مقابل صنعاء، لكن دون أن تكون بيروت ضمن بنك الأهداف، بحيث تبقى قوة حزب الله الصافية خارج الحرب بانتظار مرحلة لاحقة هي مرحلة العبور، التي يدّخر حزب الله قدراته كلها لخوضها، فيتولى اليمن والعراق إنهاك واستنزاف ما تبقى من قوة للكيان، حتى يدنو من لحظة الانهيار فيبدأ ما ليس في الحسبان. فهل يتراجع نتنياهو كما تقول الرسائل السريّة التي يحملها الوسطاء لليمنيين، أم يتورّط نتنياهو ويحفر قبر كيانه وحكومته معاً بيديه؟

 

**رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

 

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الحرب على على لبنان حزب الله ة التی

إقرأ أيضاً:

ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته

إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين  في المملكة الاردنية الهاشمية أيمن الصفدي بعد ظهر اليوم في دارته، في حضور السفير الاردني لدى لبنان وليد الحديد.
بعد الزيارة تحدث الوزير الصفدي فقال: الزيارة للبنان جاءت لنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى فخامة الرئيس جوزاف عون لاعادة تهنئته بتوليه مسؤولياته رئيسا  للجمهورية اللبنانية، وتأكيد تضامن الاردن المطلق مع لبنان الشقيق وأمنه واستقراره، وايضا نقل دعوة رسمية من جلالته الى فخامة الرئيس لزيارة الاردن.
كما التقيت دولة الرئيس نبيه بري وبحثنا سبل تعزيز علاقاتنا الثنائية واهمية المرحلة التي يشهدها لبنان الان في عملية اعادة بناء مؤسساته وتإكيد تضامن المملكة المطلق مع لبنان .
اضاف: تشرفت ايضا بلقاء دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي، على مدى السنوات الماضية، قام بجهد كبير لتعزيز العلاقات الثنائية الاردنية -اللبنانية، والحرص الذي لمسناه دائما من دولته على تعزير هذه العلاقات وخدمة لبنان الشقيق ومستقبله وامنه واستقراره. نثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته واستمعت منه الى تفاؤله بالمرحلة المقبلة، ليعيد لبنان الاعمار وبناء المؤسسات وليحافظ على امنه واستقراره،  وان شاء الله باتجاه الانجاز. كما نقلت ايضا تحيات جلالة الملك لدولته وتثمين الدور الكبير الذي قام به على مدى سنوات . 
وقال: العلاقات اللبنانية الاردنية اخوية وراسخة ومتجذرة وعلاقات مؤسساتية ونتطلع الى تعميقها بشكل اكبر ويستطيع اشقاؤنا في لبنان الثقة دائما بأن الاردن كما كان دوما بقيادة جلالته سيظل الى جانب لبنان.      

مقالات مشابهة

  • جنبلاط استقبل السفيرة الأميركية في لبنان.. هذا ما تم بحثه
  • الخزانة الأميركية تعلن فرض عقوبات على البرهان
  • الوكالة الأميركية للتنمية الدولية : نشاط جديد في لبنان بقيمة 10 ملايين دولار
  • ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • قنديل: اليمن هو العقدة الذي لا يُملك الأمريكي والإسرائيلي دوائها
  • هآرتس: مبعوث ترامب أجبر نتنياهو على قبول صفقة التبادل التي رفضها مرارا
  • «رصد خانة».. عرض مسرحي جديد لفريق قصر ثقافة كفر شكر في القليوبية
  • ما حجم الودائع السورية التي أثارها الشرع؟
  • المنطقة الوسطى الأميركية خرقت الاستشارات: نحن هنا وضماننا قائم