بوابة الوفد:
2025-05-02@00:07:21 GMT

الدولة العميقة فى أمريكا!!

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

خرج الرئيس الأمريكى جو بايدن من السباق الرئاسي، بعدما أطلق «تويتة» عبر حسابه الرسمى على موقع الرسائل القصيرة (X إكس) ليُسدل الستار على جدلٍ استمر عدة أشهر حول صحة الرئيس وإمكانية خوضه للانتخابات الرئاسية فى مواجهة «رامبو السياسة الأمريكية» الرئيس السابق دونالد ترامب.
انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة، أدى إلى دعم شخصيات بارزة فى الحزب الديمقراطى لترشح نائبته «كامالا هاريس»، بل ووصل الأمر إلى ممارسة هذه الشخصيات لضغوط واضحة على عدد كبير من السياسيين البارزين بالحزب- الأكثر كفاءة وقدرة ومالًا من هاريس- لمنعهم من التقدم للترشح بدلًا من نائبة الرئيس، ونتائج هذه الضغوط ظهرت فى بيانات تأييد تلفزيونية من قيادات الحزب لكامالا هاريس.


ومن الواضح أن هناك عناصر مؤثرة فى الحزب الديمقراطى قررت إدارة الانتخابات القادمة فى مواجهة ترامب والحزب الجمهورى دون استئذان من أحد.. وهذه العناصر تمثل الدولة العميقة أو رجال السلطة والسياسة والحكم (التى تنتمى للحزب الديمقراطى) وهى بالمناسبة عناصر يوجد ما يوازيها فى الحزب الجمهوري، وهو صراع داخلى مستمر منذ مائتى عام فى الولايات المتحدة، صراع يصنع التنافسية بين الحزبين الرئيسيين، ولا يخالف أحدهما الاتفاق الضمنى بالمنافسة الشفافة فى مواجهة الآخر، وقد حدث فى قضية «ووتر جيت» التى قام فيها الحزب الجمهورى بالتجسس على الحزب الديمقراطى أن تقدم الرئيس الجمهورى ريتشارد نيكسون باستقالته بعدما كشف الصحفى «بوب ودورد» الفضيحة التى هزت الرأى العام لسنوات.
إذن.. هى قواعد لا خلاف عليها، ولا تجاوز فيها.. فلا بد من المنافسة.. وإصرار الرئيس جو بايدن على خوض الانتخابات كان الرد عليه هو ضرورة انسحابه من المشهد.. بل إن هناك من يقول إن الـ«تويتة» التى كُتبت على الحساب الرسمى للرئيس قد تم فرضها على جهازه المعاون، بعدما تقرر خروجه من السباق بعد مشاورات بين كافة قيادات الحزب الديمقراطى، وكانت هذه هى الخطوة الأولى..عقب ذلك تم فرض «كامالا هاريس» كمرشحة عن الحزب، باعتبارها الأنسب لمواجهة «ترامب» الذى يستخدم عبارات يمكن وصفها بالوقحة ضد منافسيه، فهو رجل لا يمكن السيطرة على انفعالاته، وهو أيضًا كما وصفه كبير موظفى البيت الأبيض السابق جون كيلي- طبقًا لما ذكره الصحفى بوب ودورد فى إحدى كتبه–فإن (ترامب بمثابة «معتوه» و«أحمق» ومن غير المجدى محاولة إقناعه بأى شيء.. لقد انحرف عن السكة.. نحن فى عالم مجنون).
هذه هى استراتيجية الحزب الديمقراطى الآن.. إقناع الناخب أن ترامب رجلٌ مُختل.. وأن الولايات المتحدة لن تعرف طريقها معه.. ومهمة فريق إدارة الانتخابات بالحزب الديمقراطى ستكون مهمة تحويلية.. بمعنى أن الهدف هو تغيير نظرة الناخب وانطباعاته السلبية عن مرشح الحزب الديمقراطى المُعتذر جو بايدن (مثل كونه فى حالة صحية تؤدى إلى الخرف والزهايمر وعدم التركيز) إلى أمر إيجابى فى المرشحة كامالا هاريس باعتبارها أصغر سنًا وأكثر تركيزًا وقدرة على الأداء السياسى والإدارى.. أيضًا تحويل التعاطف الكبير الذى حصل عليه دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله إلى المرشحة الديمقراطية هاريس.. فهى سيدة وأيضًا ملونة.. وقطعًا سوف يهاجمها ترامب بضراوة وصفاقة.. وعندها سوف ينسى الناخب حادث اغتيال ترامب والتعاطف معه وسيتذكر أنه رجلٌ غير مهذب يهاجم سيدة.. وعنصرى يهاجم الملونين!!
وسيتبقى لفريق عمل إدارة الانتخابات الرئاسية فى الحزب الديمقراطى مهمة البحث عن مرشح لمنصب نائب الرئيس بشرط أن يكون رجلًا وأبيض اللون حتى لا تخسر هاريس أصوات الرجال وأصحاب البشرة البيضاء.
خروج بايدن من السباق ودخول كامالا هاريس أعاد الحزب الديمقراطى لمضمار السباق بعدما كانت المنافسة محسومة لدونالد ترامب، وقد تحدث مفاجأة بفوز هاريس.
دخول نائبة الرئيس فى السباق الانتخابى سيؤدى إلى تغيير سياسة الحزب الجمهورى الذى سيضطر لتغيير خطابه الإعلامي، فلم يعد المرشح المنافس عجوزًا مخرفًا.. بل على العكس تستطيع هاريس (٥٩ عامًا) أن تتحدث عن العمر المتقدم للمرشح المنافس الرئيس السابق دونالد ترامب(٧٨ عامًا) وتستطيع أن تقول (عنه هو) أنه مخرف بعدما كان الاتهام بالخرف يصيب الرئيس بايدن.
أما ترامب.. فسوف يدرك الآن.. أنه أخطأ بالهجوم المبكر على بايدن والكشف عن سلبياته.. فهذا الهجوم جعل الحزب الديمقراطى يُخرج الرئيس من السباق لتأتى مرشحة ستنافسه بشراسة.. فقد كان بايدن المنافس الأسهل الذى كان يستطيع ترامب التهامه.. ولكنه الآن سيواجه منافسة حقيقية وليس أمامه سوى تحميل هاريس مسئولية أخطاء بايدن باعتبارها نائبته وشريكته فى الإدارة.. خاصة فى الجانب الاقتصادى.. ومن ضمنها أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر دولة مدينة فى العالم، وأنها تقوم بطباعة تريليون دولار كل ثلاثة أشهر وهو خطر كبير نتيجته السلبية الأقل تأثيرًا هى التضخم.
سوف نتابع الانتخابات الأمريكية لنرى كيف ستُدار أشهر منافسة سياسية فى العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري الحزب الدیمقراطى کامالا هاریس من السباق فى الحزب

إقرأ أيضاً:

كامالا هاريس تهاجم دونالد ترامب في أكبر خطاب منذ خسارة الانتخابات الأمريكية

مايو 1, 2025آخر تحديث: مايو 1, 2025

المستقلة/- انتقدت نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، “تخلي” دونالد ترامب التام عن المبادئ الأمريكية خلال أول 100 يوم من توليه منصبه، في أكبر خطاب لها منذ هزيمتها في الانتخابات.

اتهمت السيدة هاريس الرئيس بـ”أكبر أزمة اقتصادية من صنع الإنسان في تاريخ الرئاسة الحديث” في أوسع تصريحات عامة لها منذ إقرارها بالهزيمة في نوفمبر.

وقالت إن سياسات ترامب أفادت الأغنياء، ووصفت “رؤيته الضيقة الأنانية” التي “تعاقب من يقولون الحقيقة، وتفضل الموالين، وتستغل نفوذهم، وتترك الآخرين ليتدبروا أمرهم بأنفسهم”.

وقالت السيدة هاريس يوم الأربعاء، بعد يوم من احتفال ترامب بمرور 100 يوم على توليه منصبه: “بدلاً من إدارة تعمل على تعزيز المُثل الأمريكية العليا، نشهد تخلياً تاماً عن تلك المُثل”.

خلال خطابها الذي استمر 15 دقيقة، تحدثت عن القلق والارتباك اللذين سيطرا على العديد من الديمقراطيين منذ هزيمتها في الانتخابات، محذرة من أن “الأمور ستزداد سوءًا على الأرجح قبل أن تتحسن” – لكنها شجعت على عدم اليأس.

وقالت: “إنهم يعتمدون على فكرة مفادها أنه إذا استطاعوا بث الخوف في نفوس البعض، فسيكون لذلك تأثير مخيف على الآخرين”.

وأضافت: “لكن ما أغفلوه هو أن الخوف ليس الشيء الوحيد المُعدي. الشجاعة مُعدية”.

ألقت خطابها أمام حشد في مدينة سان فرانسيسكو في فعالية استضافتها منظمة “إيميرج أمريكا”، وهي منظمة تُجنّد وتُدرّب النساء الديمقراطيات، والتي بدأت بعد ترشحها الأول في المدينة.

تُعزز نائبة الرئيس السابقة حضورها العلني في الوقت الذي يبحث فيه الديمقراطيون على الصعيد الوطني عن مسارٍ للمضي قدمًا بعد انتخابات العام الماضي، التي فاز فيها الجمهوريون أيضًا بالسيطرة على الكونغرس.

تُعتبر هاريس مرشحةً قويةً لمنصب حاكمة كاليفورنيا العام المقبل، إذا ترشحت، وقد تكون منافسةً رئاسيةً مجددًا.

وقالت: “لستُ هنا الليلة لتقديم جميع الإجابات”.

وأضافت: “لكنني هنا لأقول هذا: لستم وحدكم، فنحن جميعًا في هذا معًا”.

وأضافت: “الضابط الوحيد، والتوازن الوحيد، والقوة الوحيدة التي يجب ألا تفشل هي صوت الشعب”.

قبل خطاب الأربعاء، بالكاد ذكرت ترامب بالاسم منذ أن أقرت بالهزيمة أمامه.

هاجم الرئيس منافسه السابق في تجمعٍ انتخابيٍّ يوم الثلاثاء بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه.

وسماها ساخرًا بـ “قيصرة الحدود العظيمة” و”المرشحة العظيمة”، مكررًا بعض العبارات التي كان يرددها بانتظام خلال الحملة الانتخابية.

مقالات مشابهة

  • كامالا هاريس تخرج عن صمتها: رؤية ترامب تخدم الأثرياء
  • كامالا هاريس بعد غياب: رؤية ترامب أنانية وتخدم الأثرياء
  • كامالا هاريس تهاجم دونالد ترامب في أكبر خطاب منذ خسارة الانتخابات الأمريكية
  • هاريس تهاجم سياسات ترامب وقد تصبح مرشحة رئاسية في الانتخابات المقبلة
  • هاريس تعود للساحة السياسية وتهاجم ترامب
  • هاريس تهاجم ترامب في خطاب بارز .. تخلى عن مبادئ أميركا
  • المصريين الأحرار يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر بعيد العمال
  • ترامب في خطاب الـ100 يوم: العصر الذهبي لأمريكا بدأ.. سنقضي على الدولة العميقة
  • ترامب: كنا نخسر 5 مليارات دولار يوميًا في عهد بايدن
  • الرئيس اللبناني: قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا عودة فيه