بوابة الوفد:
2024-09-07@04:00:42 GMT

الدولة العميقة فى أمريكا!!

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

خرج الرئيس الأمريكى جو بايدن من السباق الرئاسي، بعدما أطلق «تويتة» عبر حسابه الرسمى على موقع الرسائل القصيرة (X إكس) ليُسدل الستار على جدلٍ استمر عدة أشهر حول صحة الرئيس وإمكانية خوضه للانتخابات الرئاسية فى مواجهة «رامبو السياسة الأمريكية» الرئيس السابق دونالد ترامب.
انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة، أدى إلى دعم شخصيات بارزة فى الحزب الديمقراطى لترشح نائبته «كامالا هاريس»، بل ووصل الأمر إلى ممارسة هذه الشخصيات لضغوط واضحة على عدد كبير من السياسيين البارزين بالحزب- الأكثر كفاءة وقدرة ومالًا من هاريس- لمنعهم من التقدم للترشح بدلًا من نائبة الرئيس، ونتائج هذه الضغوط ظهرت فى بيانات تأييد تلفزيونية من قيادات الحزب لكامالا هاريس.


ومن الواضح أن هناك عناصر مؤثرة فى الحزب الديمقراطى قررت إدارة الانتخابات القادمة فى مواجهة ترامب والحزب الجمهورى دون استئذان من أحد.. وهذه العناصر تمثل الدولة العميقة أو رجال السلطة والسياسة والحكم (التى تنتمى للحزب الديمقراطى) وهى بالمناسبة عناصر يوجد ما يوازيها فى الحزب الجمهوري، وهو صراع داخلى مستمر منذ مائتى عام فى الولايات المتحدة، صراع يصنع التنافسية بين الحزبين الرئيسيين، ولا يخالف أحدهما الاتفاق الضمنى بالمنافسة الشفافة فى مواجهة الآخر، وقد حدث فى قضية «ووتر جيت» التى قام فيها الحزب الجمهورى بالتجسس على الحزب الديمقراطى أن تقدم الرئيس الجمهورى ريتشارد نيكسون باستقالته بعدما كشف الصحفى «بوب ودورد» الفضيحة التى هزت الرأى العام لسنوات.
إذن.. هى قواعد لا خلاف عليها، ولا تجاوز فيها.. فلا بد من المنافسة.. وإصرار الرئيس جو بايدن على خوض الانتخابات كان الرد عليه هو ضرورة انسحابه من المشهد.. بل إن هناك من يقول إن الـ«تويتة» التى كُتبت على الحساب الرسمى للرئيس قد تم فرضها على جهازه المعاون، بعدما تقرر خروجه من السباق بعد مشاورات بين كافة قيادات الحزب الديمقراطى، وكانت هذه هى الخطوة الأولى..عقب ذلك تم فرض «كامالا هاريس» كمرشحة عن الحزب، باعتبارها الأنسب لمواجهة «ترامب» الذى يستخدم عبارات يمكن وصفها بالوقحة ضد منافسيه، فهو رجل لا يمكن السيطرة على انفعالاته، وهو أيضًا كما وصفه كبير موظفى البيت الأبيض السابق جون كيلي- طبقًا لما ذكره الصحفى بوب ودورد فى إحدى كتبه–فإن (ترامب بمثابة «معتوه» و«أحمق» ومن غير المجدى محاولة إقناعه بأى شيء.. لقد انحرف عن السكة.. نحن فى عالم مجنون).
هذه هى استراتيجية الحزب الديمقراطى الآن.. إقناع الناخب أن ترامب رجلٌ مُختل.. وأن الولايات المتحدة لن تعرف طريقها معه.. ومهمة فريق إدارة الانتخابات بالحزب الديمقراطى ستكون مهمة تحويلية.. بمعنى أن الهدف هو تغيير نظرة الناخب وانطباعاته السلبية عن مرشح الحزب الديمقراطى المُعتذر جو بايدن (مثل كونه فى حالة صحية تؤدى إلى الخرف والزهايمر وعدم التركيز) إلى أمر إيجابى فى المرشحة كامالا هاريس باعتبارها أصغر سنًا وأكثر تركيزًا وقدرة على الأداء السياسى والإدارى.. أيضًا تحويل التعاطف الكبير الذى حصل عليه دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله إلى المرشحة الديمقراطية هاريس.. فهى سيدة وأيضًا ملونة.. وقطعًا سوف يهاجمها ترامب بضراوة وصفاقة.. وعندها سوف ينسى الناخب حادث اغتيال ترامب والتعاطف معه وسيتذكر أنه رجلٌ غير مهذب يهاجم سيدة.. وعنصرى يهاجم الملونين!!
وسيتبقى لفريق عمل إدارة الانتخابات الرئاسية فى الحزب الديمقراطى مهمة البحث عن مرشح لمنصب نائب الرئيس بشرط أن يكون رجلًا وأبيض اللون حتى لا تخسر هاريس أصوات الرجال وأصحاب البشرة البيضاء.
خروج بايدن من السباق ودخول كامالا هاريس أعاد الحزب الديمقراطى لمضمار السباق بعدما كانت المنافسة محسومة لدونالد ترامب، وقد تحدث مفاجأة بفوز هاريس.
دخول نائبة الرئيس فى السباق الانتخابى سيؤدى إلى تغيير سياسة الحزب الجمهورى الذى سيضطر لتغيير خطابه الإعلامي، فلم يعد المرشح المنافس عجوزًا مخرفًا.. بل على العكس تستطيع هاريس (٥٩ عامًا) أن تتحدث عن العمر المتقدم للمرشح المنافس الرئيس السابق دونالد ترامب(٧٨ عامًا) وتستطيع أن تقول (عنه هو) أنه مخرف بعدما كان الاتهام بالخرف يصيب الرئيس بايدن.
أما ترامب.. فسوف يدرك الآن.. أنه أخطأ بالهجوم المبكر على بايدن والكشف عن سلبياته.. فهذا الهجوم جعل الحزب الديمقراطى يُخرج الرئيس من السباق لتأتى مرشحة ستنافسه بشراسة.. فقد كان بايدن المنافس الأسهل الذى كان يستطيع ترامب التهامه.. ولكنه الآن سيواجه منافسة حقيقية وليس أمامه سوى تحميل هاريس مسئولية أخطاء بايدن باعتبارها نائبته وشريكته فى الإدارة.. خاصة فى الجانب الاقتصادى.. ومن ضمنها أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر دولة مدينة فى العالم، وأنها تقوم بطباعة تريليون دولار كل ثلاثة أشهر وهو خطر كبير نتيجته السلبية الأقل تأثيرًا هى التضخم.
سوف نتابع الانتخابات الأمريكية لنرى كيف ستُدار أشهر منافسة سياسية فى العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري الحزب الدیمقراطى کامالا هاریس من السباق فى الحزب

إقرأ أيضاً:

أمريكا تحدد «الخطوط الحُمر» لحرب «حزب الله»

في زيارته الأخيرة إلى لبنان في منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، اجتمع المبعوث الأميركي آموس هوكستين مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وتناقل الإعلام اللبناني أخباراً عن حَمْل تحذيرات أميركية للبنان من تفاقم الوضع في الجنوب، مما سيؤدي إلى عملية إسرائيلية تدميرية ستطول جميع أنحاء الداخل اللبناني، وأن هوكستين نصح بفصل قضية لبنان عن حرب غزة. وقد نقل بعض الصحف أن الرئيس بري رد على ضيفه بالقول إن الرسالة أُرسلت إلى العنوان الخطأ، وإن على هوكستين الضغط على بنيامين نتنياهو لوقف جنونه.
ولكن وراء الكواليس، ومن مصدر مقرب جداً من بري، جاء أن «أهم هدف من الزيارة كان الطلب من رئيس المجلس النيابي نقل رسالة إلى قيادة (حزب الله) فحواها أن الرد على قتل القيادي فؤاد شكر أمر تتفهمه الولايات المتحدة، ولكن ضمن ضوابط و(خطوط حُمر) على (حزب الله) ألّا يتجاوزها، وإذا فعل، فإن الرد سيأتي فوراً من البوارج الحربية الأميركية والبريطانية التي هي على مسافة قريبة من الشاطئ اللبناني، وسيُستعمل في الرد ما سيُدهش (الحزب) بالتقنية الدقيقة المدمِّرة لكل ما فوق الأرض وتحتها». وضمن «الخطوط الحُمر» في الرسالة المطلوب عدم تجاوزها امتناع «الحزب» عن استعمال صواريخه المتوسطة وبعيدة المدى، وحصر العمليات في صواريخ «الكاتيوشا» وعدد محدود من المسيّرات؛ وعدم استهداف منصة «كاريش» لاستخراج الغاز؛ وعدم ضرب الأماكن السكانية المأهولة والمنشآت العامة، مثل المطارات والموانئ ومحطات الكهرباء والمستشفيات، وكذلك التبليغ عن موعد الضربة بواسطة وسيط قطري قبل 12 ساعة من حصولها». وقد أوفد بري بعد مغادرة هوكستين أحدَ المستشارين للاجتماع مع منسق الأنشطة في «حزب الله»، وفيق صفا، لإبلاغه الرسالة.
في فجر يوم الأحد 25 أغسطس (آب) الماضي أطلق الحزب 230 قذيفة «هاون» ومسيّرة، متفادياً منصة «كاريش» والمناطق السكنية والمنشآت المهمة، وأعلن «الحزب» عن إصابة مبنى جمع المعلومات الاستخباراتية في غاليلوت المسمى «مبنى 8200». وقد استبقت إسرائيل هجوم «حزب الله» بثلاث ساعات ووجهت ضربات سمّتها «استباقية» نفذتها طائرات «إف16»، واستهدفت مخازن أسلحة وذخيرة ومنصات إطلاق صواريخ في 30 بلدة لبنانية جنوبية.
وفي مساء يوم «المعركة»، أطل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، وألقى خطاباً أعلن فيه أن الرد على اغتيال فؤاد شكر قد حصل، وأنه ألحق هزيمة نكراء بجيش العدو، وبشّر اللبنانيين بأنهم يستطيعون العودة إلى قراهم وحياتهم الطبيعية، وانطلقت تظاهرات احتفالية في مناطق «الحزب» مهللة ومكبرة ومعظمة للأمين العام.
ما قبل رسالة هوكستين مختلف عمّا يليها؛ إذ أصبح من الواضح أن مَن يحدد عمليات «الحزب» العسكرية و«الخطوط الحُمر» هي الولايات المتحدة بالمباشر، وبالتالي أصبح «السلاح وآلاف الصواريخ لردع العدو» ليس إلا تبريراً لحمله وردع معارضيه في الداخل إذا استطاع. ورغم إعلان نصر الله أن الرد على قتل القيادي شكر قد تم، فإن إسرائيل استمرّت في اعتداءاتها واغتيالها مقاتلي «الممانعة»، ضمن تعتيم قسري شامل من «الحزب»، إضافة إلى ما يحدث في جنوب لبنان. وقد قال أحد المواطنين الجنوبيين إنه خلال قيادة سيارته متجهاً من قريته إلى مدينة صيدا شمالاً اضطر إلى التوقف بعد أن سطع في وجهه ضوء قوي أصابه بالعمى الكامل، وقد سمع صوت مسيّرة على علوّ منخفض جداً، وبعد فترة ابتعدت، واستعاد الرجل نظره بعد نحو ساعة. وقد شرح خبير عسكري لبناني بأن العملية متكررة، وأنه من المرجح أنها نتيجة معلومات مخابراتية إسرائيلية، وفي حالة هذا الرجل كانت تتعلق بأحد قادة «حزب الله» الذي يتجول بسيارة شبيهة بتلك التي أُوقفت، وأنه بعد عملية تدقيق اتضح أن الأمر غير ذلك، فلم تُقصف. هذا هو وضع الجنوب اللبناني... أرض يسرح فيها الجيش الإسرائيلي، ويرتع قتلاً وتدميراً واعتداءً على المواطنين، وليس هناك من يردع، وإذا أراد «الحزب» الرد، فسيكون ضمن «خطوط حُمر» لا قدرة له على تجاوزها.
من المؤكد أن «حزب الله» يدرك أن ردع الإسرائيلي بات وهماً للداني من البيئة الحاضنة وللقاصي من اللبنانيين عموماً، وأن ما يسعى إليه هو سيطرته على القرار السياسي في لبنان، التي هي امتداد لسيطرة إيران المترامية على البحر الأبيض المتوسط. إلا إن معضلة «الحزب» وأسياده في طهران أنهم ينجحون بتفوق في السيطرة؛ ولكن يفشلون في إدارة ما يسيطرون عليه، فتعم الفوضى والجريمة، ويسود الفقر والعوز والتخلف.
من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى البناء على المكاسب الدبلوماسية التي تحققت لها من خلال تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل وسط حرب غزة، عبر الإشارة إلى رغبتها في إبرام اتفاق جديد مع القوى الغربية بشأن برنامجها النووي.
وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي الإيراني يوم 23 أغسطس الماضي، أشار وزير الخارجية المعيّن حديثاً، عباس عراقجي، إلى التحول في السياسة، مما جعلها تتماشى مع موقف الغرب عبر الاعتراف بأن أجزاءً من «خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)» المتفق عليها في عام 2015، أصبحت غير صالحة بمرور الوقت. وقال عراقجي إن «(خطة العمل الشاملة المشتركة) في شكلها الحالي غير قابلة للإحياء»؛ لأنه لم يتم الوفاء بالمواعيد النهائية الرئيسية في الاتفاق، مما يستلزم إجراء محادثات بشأن إعادة فتح هذه البنود وإجراء تغييرات.

مقالات مشابهة

  • هل تختلف كامالا هاريس حقا عن جو بايدن؟
  • من سيدعم إسرائيل أكثر: هاريس أم ترامب؟
  • السباق الانتخابي بين ترامب هاريس يدخل اليوم "مرحلة مهمّة"
  • بعدما استخدمه هانتر بايدن لتجنب المحاكمة.. ما هو إقرار ألفورد؟
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • "لديها ضحكة معبّرة ومعدية".. بوتين يكشف عن دعمه لكامالا هاريس في انتخابات أمريكا
  • بوتين يكشف من تدعم روسيا بين ترامب وهاريس مؤكدا: بايدن كان المفضل لنا
  • 3 ولايات رئيسية تحسم السباق بين ترامب وهاريس
  • أمريكا تحدد «الخطوط الحُمر» لحرب «حزب الله»
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية