القاهرة - أ ش أ:

أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، على حاجة الدول إلى أنظمة "الإنذار المبكر" باعتبارها ضمانة رئيسة للحد بفعالية من مخاطر الكوارث المناخية؛ مشيرا إلى أن الاستعداد للكوارث والقدرة على اتخاذ إجراءات استباقية في الوقت والمكان المناسبيْن يمكن أن يُنقذا حياة الكثيرين ويُقلِّلا حجم الخسائر الاقتصادية إلى أقل حد ممكن، وذلك في خِضم الأحداث المناخية المتطرفة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة.

واستعرض المركز - في تقرير جديد تناول من خلاله موضوع "أنظمة الإنذار المبكر"، ودورها في التكيُّف والاستجابة لمخاطر التغيُّرات المناخية - تجربة مُلهمة لإحدى الدول النامية في تعزيز منظومة الإنذار المبكر للتغيُّرات المناخية، وتقليل الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن الكوارث المناخية.

وناقش التحديات التي تقف عائقًا أمام تدشين نظم إنذار مبكر على قدر كبير من الفاعلية في مجالي التخفيف والتكيُّف مع التغيُّرات المناخية، بالإضافة إلى بلورة مسارات تحرُّك من أجل التغلُّب على مثل تلك التحديات، وتدشين منظومة فعَّالة للإنذار المبكر.

ونوه بأنه رغم الضرورة المُلحة التي تكشف عنها تقديرات المنظمات الدولية العامة والمتخصصة -المعنية بالتغيرات المناخية وحماية المجتمعات الهشَّة من تداعياتها- بشأن أنظمة الإنذار المبكر وفعاليتها في مواجهة الكوارث بشكل عام، والمناخية على وجه الخصوص، لا يزال نصف دول العالم لا تمتلك أنظمة للإنذار المبكر، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات في هذا الصدد، والتي منها: هل التكلفة العالية لنظم الإنذار المبكر تجعلها في غير متناول الدول النامية أم أن هناك حالة من عدم الاكتراث بأهمية منظومة الإنذار المبكر أو عدم وجود وعي كافٍ بفاعليتها في تقليل حجم الخسائر عن الحوادث المناخية المتطرفة؟

ولفت التقرير إلى تعريف أنظمة الإنذار المبكر للتغيُّرات المناخية، مشيراً إلى كونها أنظمة تهدف إلى إطلاق تحذيرات استباقية للأفراد والمجتمعات قبل حدوث الحوادث المناخية المتطرفة بالاعتماد على عدد من الأدوات والتقنيات المتطورة، مثل: أجهزة الاستشعار عن بُعد، ونظم المراقبة، والنماذج الجوية؛ بهدف رصد التغيُّرات في الظروف البيئية والمناخية، وتحليل المعطيات الراهنة، والتنبؤ بأية مستجدات في هذا الصدد ثم إطلاق التحذيرات الاستباقية للسكان قبيْل وقوع الكارثة المناخية بما يقود لتقليل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها.

وبين أنه بالنظر إلى ما تعانيه الدول النامية من خسائر بشرية ومادية باهظة جرَّاء الكوارث المناخية رغم أنها ليست المسؤولة عن التغيُّرات المناخية سريعة الوتيرة، نتبيَّن الضرورة المُلحة لتدشين وتطوير أنظمة الإنذار المبكر للكوارث المناخية في تلك الدول.

وتؤكِّد تقديرات الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن إعطاء إشعار قبل 24 ساعة فقط من وقوع كارثة وشيكة من شأنه أن يقلل الضرر بنسبة 30%، علاوة على ذلك، فإن تقديرات "اللجنة العالمية للتكيُّف" أوضحت أن استثمار 800 مليون دولار أمريكي فقط في نظم الإنذار المبكر في الدول النامية من شأنه تجنيب تلك الدول خسائر تتراوح بين 3 و16 مليار دولار أمريكي سنويًّا، ورغم الحاجة المُلحة لأنظمة الإنذار المبكر للكوارث المناخية، لا يزال ثلث سكان العالم -لا سيما في الدول الأقل نموًّا والدول الجزرية الصغيرة النامية- غير مشمولين بأنظمة الإنذار المبكر. وفي إفريقيا، الوضع يزداد سوءًا؛ ذلك لأن 60% من سكانها يفتقرون إلى التغطية بتلك الأنظمة.

ودفع النقص الحاد في أنظمة الإنذار المبكر بالدول النامية الأكثر تضررًا من الحوادث المناخية المتطرفة إلى دق ناقوس الخطر بشأن ضرورة تدشين أنظمة إنذار مبكر بما يجعل سكان الدول النامية مشمولين بالحماية، ويُقلِّل من وقع الكوارث المناخية.

وتؤكِّد تقديرات المنظمة الأُممية أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء عاجل في هذا الصدد، فمن المُتوقَّع أن يصل عدد أحداث الكوارث المتوسطة أو الكبيرة الحجم إلى 560 كارثة سنويًّا -بمعدل 1.5 حادثة يوميًّا- بحلول عام 2030. ومن هنا، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" مبادرة "الإنذار المبكر" للجميع رسميًّا أثناء انعقاد قمة COP27 في شرم الشيخ في نوفمبر 2022.

هذا المحتوى من

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: انحسار مياه الشواطئ انسحاب بايدن نتيجة الثانوية العامة الطقس أسعار الذهب إسرائيل واليمن أحمد شوبير أحمد رفعت سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مخاطر الكوارث المناخية أنظمة الإنذار المبکر المناخیة المتطرفة الکوارث المناخیة الدول النامیة رات المناخیة

إقرأ أيضاً:

الملك الأردني يؤكد ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله

عمان - شدد الملك الأردني عبد الله الثاني، الاثنين 20 اكتوبر 2025، على ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وضمان تنفيذه بجميع مراحله.

جاء ذلك خلال لقائه مع رئيسة جمهورية سلوفينيا نتاشا بيرك موسار في العاصمة ليوبليانا، وفق بيان للديوان الملكي الأردني.

وذكر البيان أن الجانبين بحثا "علاقات الصداقة بين البلدين وأبرز مستجدات المنطقة".

وأكد الملك الأردني "الحرص على توسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية".

ولفت إلى "أهمية دور سلوفينيا في دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ضمن الاتحاد الأوروبي".

وعلى صعيد التطورات الإقليمية، شدد ملك الأردن على "ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة، وضمان تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب بجميع مراحله، وتدفق المساعدات الإغاثية، للحد من الأوضاع الإنسانية الحرجة في القطاع".

وتطرق اللقاء إلى مجمل الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة والقدس، إذ تم التأكيد على" ضرورة العمل باتجاه التهدئة الشاملة، ورفض الاستيطان الذي يخالف القانون الدولي ويقوض فرص تحقيق السلام".

بدورها، أكدت الرئيسة السلوفينية "التزام بلادها بتطوير علاقات الصداقة المتينة مع الأردن، وتعزيز التعاون في قطاعات الرقمنة والتكنولوجيا الخضراء والتعليم، والجهود الإنسانية"، وفق البيان ذاته.

وأشادت بـ"الدور الكبير" للمملكة في دعم الفلسطينيين وإرسال المساعدات لهم، وتسهيل وصول المساعدات من سلوفينيا عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.

وثمنت رئيسة سلوفينيا جهود الأردن المستمرة لتحقيق السلام، لافتة إلى دعم بلادها لحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) بحسب المصدر ذاته.

والثلاثاء، بدأ عاهل الأردن جولة أوروبية تشمل إيطاليا والفاتيكان وهنغاريا وسلوفينيا، وذلك لتعزيز مجالات التعاون معها.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري دخل حيز التنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، استنادا إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تقوم على وقف الحرب وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع سلاح "حماس".

وأنهى الاتفاق حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل بدعم أمريكي في 8 أكتوبر 2023، وخلفت 68 ألفا و159 قتيلا، و170 ألفا و203 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • زخم التقاضي المناخي عالميا يوقظ آمال تحقيق العدالة المناخية
  • غيبريسوس يؤكد ضرورة توفير احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة
  • الأمم المتحدة تحث على سد الثغرات في أنظمة الإنذار بالكوارث
  • ماكرون يؤكد على ضرورة السماح بدخول المساعدات إلى غزة
  • معلومات الوزراء يبرز جهود الدولة في تطوير القاهرة الخديوية واستعادة طابعها الحضاري
  • وزير المالية: التوترات الجيوسياسية وتغير المناخ تفرض ضغوطًا هائلة على الاقتصادات النامية
  • الملك الأردني يؤكد ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله
  • عاهل الأردن يؤكد ضرورة الالتزام بكل مراحل وقف إطلاق النار في غزة
  • البرلمان العربي يؤكد ضرورة مضاعفة الجهود لإعمار غزة
  • تجربة جديدة للتأكد من كفاءة أنظمة الإنذار لتنبيه السكان بالمناطق