اكتشاف مفاجأة في صخرة مريخية!
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
الولايات المتحدة – أصيب العلماء بالذهول عندما انكسرت صخرة بعد مرور المركبة الفضائية كيوريوسيتي المريخية التابعة لناسا فوقها، لتكشف عن شيء لم يسبق له مثيل على الكوكب الأحمر: “بلورات الكبريت الصفراء”.
وتقوم المركبة منذ أكتوبر 2023 باستكشاف منطقة من المريخ غنية بالكبريتات، وهي نوع من الأملاح تحتوي على الكبريت وتتشكل مع تبخر الماء.
وفي حين تم اكتشاف الكبريت من قبل، ولكن فقط كمكونات للمعادن القائمة على الكبريت، أي خليط من الكبريت ومواد أخرى، ولكن هذه المرة، كان الكبريت المكتشف نقيا، وهو الأول من نوعه.
وليس من الواضح ما هي علاقة الكبريت العنصري (الطبيعي الخام)، إن وجدت، بالمعادن الكبريتية الأخرى في المنطقة.
وبينما يربط الناس الكبريت برائحة البيض الفاسد (الناتجة عن غاز كبريتيد الهيدروجين)، فإن الكبريت العنصري عديم الرائحة. ويتطلب تكوينه شروطا محددة لم تكن مرتبطة سابقا بهذا الموقع المريخي. ومن ثم، فإن الكشف عن حقل كامل من الصخور اللامعة المحملة بالكبريت هو في الواقع أمر مثير للدهشة.
ولا يعد الكبريت في حد ذاته دليلا مباشرا على وجود الحياة، لكن وجوده يمكن أن يوفر أدلة مهمة حول الظروف البيئية الماضية التي ربما كانت مواتية للحياة.
وترتبط بعض التكوينات الكبريتية على الأرض بالنشاط البيولوجي، مثل الكائنات الحية الدقيقة، التي يمكنها إنتاج مركبات الكبريت أثناء عملية التمثيل الغذائي.
وقال أشوين فاسافادا، عالم مشروع كيوريوسيتي من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا: “إن العثور على حقل من الحجارة المصنوعة من الكبريت النقي يشبه العثور على واحة في الصحراء. لا ينبغي أن يكون هناك، لذا علينا الآن أن نفسر ذلك. اكتشاف أشياء غريبة وغير متوقعة هو ما يجعل استكشاف الكواكب مثيرا للغاية”.
ويعد هذا الاكتشاف الأخير واحدا من الاكتشافات العديدة التي توصلت إليها مركبة كيوريوسيتي أثناء القيادة على الطرق الوعرة داخل قناة Gediz Vallis، وهو أخدود ينحدر أسفل جزء من جبل شارب الذي يبلغ ارتفاعه 3 أميال (5 كم).
وتمثل كل طبقة من طبقات الجبل فترة مختلفة من تاريخ المريخ. وتتمثل مهمة كيوريوسيتي في دراسة أين ومتى كان من الممكن أن توفر التضاريس القديمة للكوكب العناصر الغذائية اللازمة للحياة الميكروبية، إن وجدت.
ويعتقد العلماء أن القناة تم نحتها بواسطة تدفقات من الماء السائل والحطام الذي ترك سلسلة من الصخور والرواسب تمتد لمسافة 2 ميل أسفل سفح الجبل في باطن القناة. والهدف هو تطوير فهم أفضل لكيفية تغير هذا المشهد منذ مليارات السنين.
ويجري الآن فحص العينات المسحوقة عن كثب لتحديد تركيبها، ما يعد بمزيد من الأفكار حول التاريخ الجيولوجي الغامض للمريخ. وكل اكتشاف جديد يجعلنا نقترب خطوة أخرى من فهم تاريخ المريخ وما إذا كان يأوي ذات يوم ظروفا مناسبة للحياة.
ويعزز اكتشاف عنصر الكبريت على المريخ فهمنا للكوكب المجاور لنا بينما يثير فضولنا حول ما يكمن أيضا في الكون. ومع كل خطوة جديدة تتخذها المركبة، نتعلم المزيد عن الكوكب الأحمر في محاولة للإجابة على السؤال القديم: “هل كانت هناك حياة على سطح المريخ؟”.
المصدر: Earth.com
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
اكتشاف دبابير عجيبة استخدمت بطونها لصيد الفرائس قبل 99 مليون سنة
اكتشف باحثون دبابير طفيلية منقرضة تعود للعصر الطباشيري الأوسط، محفوظة في الكهرمان، ويعتقد أنها استخدمت بطونها الشبيهة بنبتة فينوس لصيد الفرائس.
وفي الدراسة التي نشرت في 27 مارس/آذار في مجلة "بي إم سي بيولوجي" وصف المؤلفون نوعا من الدبابير يسمى "سيسنوبيثايلس تشاريبديس"، يعود تاريخه إلى 99 مليون سنة.
ويعتقد الباحثون أن هذا الدبور ربما يمثل عائلة جديدة من الحشرات، إذ أظهر تحليل 16 أنثى باستخدام التصوير المقطعي امتلاكها جهازا بطنيا فريدا بـ3 لوحات، ربما كان يستخدم لإمساك الفرائس أثناء وضع البيض.
وفي تصريح للجزيرة نت، يقول المؤلف المشارك في الدراسة "تايبينغ جاو" -الأستاذ المشارك في كلية العلوم الحياتية بجامعة كابيتال نورمال في الصين- إن العينات الأحفورية التي حللها الفريق البحثي من جامعة كابيتال نورمال في الصين ومتحف التاريخ الطبيعي في الدانمارك تشير إلى أن سيسنوبيثايلس تشاريبديس كان دبورا طفيليا، وهو نوع من الحشرات تتطور يرقاته داخل مضيف حي، وهذا يؤدي في النهاية إلى مقتله.
جهاز بطني ثلاثي الزوائدويوضح "جاو" في تصريحات أنه على عكس الدبابير الطفيلية الحديثة، كان لدى هذا النوع من العصر الطباشيري الأوسط جهاز بطني مكون من 3 زوائد متشابكة، حيث كانت الزائدة السفلية تأخذ شكل مجداف ومغطاة بشعيرات دقيقة.
إعلانويعتقد الباحثون أن هذه الآلية المعقدة كانت تستخدم لتقييد حركة الفريسة السريعة مثل الحشرات الطائرة الصغيرة أو القافزة مؤقتا.
وباستخدام تقنية التصوير المقطعي الدقيق، درس الفريق 16 عينة أنثوية من هذه الدبابير، محاصرة في كهرمان منطقة كاشين في ميانمار، والذي يعود تاريخه إلى 98.79 مليون سنة. وكشف تحليلهم أن هذا الدبور ينتمي على الأرجح إلى عائلة حشرية غير معروفة سابقا تسمى "سيرينوبيثايليدا"، بسبب التكوين الفريد للأوردة في أجنحته الخلفية.
وتشير آلية الإمساك التي يمتلكها إلى أنه كان من نوع طفيليات "الكوينوبيونت"، التي تسمح لمضيفها بالنمو حتى أثناء استهلاك يرقاتها له من الداخل. وبما أن الدبور المكتشف لم يكن قادرا على مطاردة فريسته لمسافات طويلة، يفترض الباحثون أنه كان يترصدها، مستخدما بطنه الفخي للإمساك بالمضيفين غير الحذرين.
يقول الباحث المشارك في الدراسة إن هذا التكيف الفريد مكن الدبور من استهداف فرائس سريعة الحركة، مثل الحشرات المجنحة أو القافزة، وهذا يمنحه ميزة تطورية مهمة. كما أن التنوع الكبير في الهياكل الجسمية بين أفراد الفصيلة الفائقة "الشخدبيات" خلال العصر الطباشيري يوضح أن هذه الحشرات الطفيلية طورت إستراتيجيات افتراس أكثر تنوعا مما كان يعتقد سابقا.
و"يعد كهرمان كاشين مصدرا غنيا للأحافير، حيث يوفر لمحة نادرة عن النظم البيئية القديمة والتفاعلات المعقدة بين الكائنات الحية" كما أضاف "جاو"، الذي أوضح أن هذا الاكتشاف يسهم في فهم أعمق للآليات التطورية التي سمحت لهذه الحشرات الطفيلية بالبقاء والازدهار عبر العصور. كما أن تقنية التصوير المقطعي الدقيق أتاحت تحليلا دقيقا للبنية التشريحية لهذا الدبور، ما يوفر نظرة تفصيلية على سماته غير العادية.
إعلانويرى "جاو" أن هذا البحث يعد خطوة مهمة في دراسة الأحافير الحشرية، إذ يساعد العلماء على إعادة بناء شبكات العلاقات البيئية في العصور القديمة. ويقول: "كما أن الدراسة تلقي الضوء على أهمية كهرمان ميانمار في الحفاظ على تفاصيل دقيقة للحياة القديمة، وهذا يفتح آفاقا جديدة لفهم تاريخ تطور الحشرات الطفيلية ودورها في الأنظمة البيئية القديمة".
ويشدد الباحث على أن بهذا الاكتشاف، تتعزز أهمية الدراسات الأحفورية في استكشاف التنوع البيولوجي المنقرض، وهذا يوفر رؤى جديدة حول كيفية تطور الكائنات الحية وتكيفها مع بيئاتها المتغيرة على مدار ملايين السنين.