بوابة الوفد:
2024-09-07@04:05:04 GMT

التنمية الخضراء وتخضير التمويل (2-2)

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أن مبادرة التنمية العالمية التى أطلقت خلال اجتماعات الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل تحدى غير مسبوق أمام المسار التنموى، خاصة التمويلى، حيث قدرت الفجوة التمويلية للإستثمارات المناخية المطلوبة عالميًا 4,5 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2030، وأن حرص القيادة السياسية المصرية على ضرورة تعزيز العلاقة بين التنمية والمناخ، يأتى ضمن أهداف الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، ويأتى أيضًا من أجل سد فجوة تمويل التنويع البيولوجي، والتى تقدر بنحو 700 مليار دولار سنويًا، على مدار العقد المقبل.

وتأتى أيضًا من أجل الحاجة إلى سلوك نهج شامل فى إستراتيجية 2050، يتضمن تحقيق التوازن بين تخضير التمويل، والتمويل الأخضر. لذلك أصبح التوجه نحو تحقيق اقتصاد أخضر مستدام أمر لا بد منه بهدف رفع كفاءة إستخدام الموارد الطبيعية والحد من التلوث، وخلق فرص جديدة للأعمال وزيادة القدرة التنافسية للوصول إلى الأسواق ذات المنتجات الخضراء، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتى تحتاج للاستثمار فى مجالات مثل البنية التحتية والطاقة النظيفة والمياه والصرف الصحى والزراعة والمنتجات الموفرة للطاقة وغيرها من المجالات، التى يستهدفها التمويل الأخضر، مما يساهم فى تعزيز الاستقرار المالى للدول، والعمل على رفع مستوى الكفاءة فى قطاع الصناعة، والاعتماد على الطاقات المتجددة، وتوفير التمويل اللازم للاستثمار فى مجال الزراعة، مما يسهم فى الحفاظ على المناطق الزراعية ويعزز إنتاجيتها و كفاءتها، وخفض معدلات البطالة من خلال خلق فرص العمل، وتشير التقديرات إلى أن تبنى طرق أكثر استدامة فى إنتاج الغذاء، وبناء المدن ومرافق البنية الأساسية، وتوليد الطاقة، من الممكن أن يؤدى إلى عوائد تبلغ 10,1 تريليونات دولار سنويًا، فى هيئة فرص عمل جديدة، وهذا كفيل بخلق 395 مليون وظيفة بحلول عام 2030. وبالتالى فإن ما نؤكد عليه أن كل معجزة فى مجال التنمية منذ الخمسينيات من القرن الماضى سواء كانت اليابان ما بعد الحرب أو النمور الآسيوية أو أندونيسيا أو الصين كانت مدعومة بالتوسع السريع فى الصادرات الموجهة للدول الغنية والمتقدمة ذات الاستهلاك العالى، ما نؤكد عليه أنه لن تتاح مثل هذه الفرصة للدول التى تعتمد على منتجات شديدة التلوث، ومن بين القطاعات التى من المتوقع أن تشهد نموًا هائلًا فى السنوات المقبلة، السيارات الكهربائية والبطاريات والهيدروجين الأخضر، لذلك فإن مبادرة إبدأ التى أصدرها الرئيس فى أكتوبر من عام 2022 والتى تتكامل أهدافها مع الأهداف الوطنية لمصر والتزاماتها الدولية، والتى تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير الصناعة الوطنية، وتعميق المكون المحلى والمساهمة فى توفير حلول الطاقة النظيفة، والإبتكار بالمجال الصناعى، مع تعزيز دور القطاع الخاص وتوطين التنمية والابتكار فى القطاع الخاص، من أجل ضمان تحقيق النمو الاقتصادى والاجتماعى.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القطاع الخاص د علاء رزق حلول الطاقة النظيفة من أجل

إقرأ أيضاً:

فؤاد: تمويل المناخ أصبح حتميًا للدول لتحقيق أهداف التخفيف والتكيف

استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة السيدة إيلينا بانوفا الممثل المقيم للأمم المتحدة فى مصر، بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة الاتفاقيات متعددة الأطراف والدكتور تامر أبو غرارة مستشار وزيرة البيئة للعلاقات الدولية، لمناقشة آليات تعزيز التعاون المشترك بين وزارة البيئة ومؤسسات وبرامج الأمم المتحدة.

مصرع وإصابة شخصين في حادث إنقلاب سيارة ربع نقل بالفيوم

وقد هنأت  ايلينا بانوفا الممثل المقيم للأمم المتحدة فى مصر، الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على تجديد الثقة بها في الحكومة الجديدة، مشيدة بما بذلته من جهود حثيثة طوال السنوات الماضية لدفع ملفات البيئة والمناخ، مؤكدة على أهمية مصر في أجندة المناخ العالمية، ومشيدة بالشراكة الممتدة مع وزارة البيئة في تنفيذ العديد من المشروعات والمبادرات، في إطار سعى الأمم المتحدة للعمل على المستوى المحلى لدعم الدولة لرفع الطموح وتحقيق الأهداف.

وقد ناقشت فؤاد، مع  ايلينا آليات دعم برامج الأمم المتحدة لمصر في تنفيذ خطة المساهمات الوطنية المحدثة، والتي أعلنتها مصر قبيل استضافة مؤتمر المناخ COP27 في ٢٠٢٢، وتم تحديثها مرة أخرى في ٢٠٢٣ لرفع طموح الوصول لهدف ٤٢٪ طاقة متجددة بخليط الطاقة بحلول ٢٠٣٠ بدلا من ٢٠٣٥، وذلك من خلال المجلس الوطني للتغيرات المناخية برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء، مؤكدة ان توفير تمويل المناخ هو خطوة فارقة لتحقيق الهدف.

وأكدت وزيرة البيئة على تزايد أهمية الوصول لهدف عالمي كمي جديد لتمويل المناخ مع تزايد التحديات والتي تتزايد معها آمال الدول النامية، آملة ان يكون عام ٢٠٢٤ علامة فارقة في تحدي تمويل المناخ، مثلما كان عام ٢٠١٥ الذي خرج فيه اتفاق باريس والأهداف العالمية للتنمية المستدامة، خاصة أن هذا العام يشهد عقد ثلاث مؤتمرات لاتفاقيات ريو الثلاث (تغير المناخ المناخ، التنوع البيولوجي ، التصحر) والتي تعد قلب مفهوم التنمية المستدامة.

وأشادت الدكتورة ياسمين فؤاد بمساهمات برامج الأمم المتحدة في دعم مصر في تنفيذ خطة المساهمات الوطنية،  حيث تتعاون في تنفيذ ٤٠ مشروع، لكن في الوقت ذاته يجب التفرقة بين تمويل المناخ والتمويلات التي تدعم التنمية، باعتبار مؤسسات الأمم المتحدة ليست جهة ممولة، ولكنها تتعاون مع الجهات التمويلية مثل صندوق المناخ الأخضر ومرفق البيئة العالمية، وصندوق التكيف، مع إمكانية تعميق التعاون خاصة بعد قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة الوطنية للسياسات البيئية والمناخية برئاسة وزيرة البيئة، بهدف إعداد مجموعة من الإصلاحات في السياسات في مجال البيئة والمناخ في مصر بمشاركة مختلف الأطراف ، والنظر في توصيات تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD في مجال سياسات النمو الأخضر في مصر.

كما ناقش الجانبان التعاون في إعداد المرحلة الثانية من استطلاع الرأي بالتعاون مع المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) للقياس مدى معرفة المصريين بقضايا البيئة والمناخ ، والذي تم اعلان نتائج الاستطلاع الأول منه في مؤتمر المناخ COP27 في ٢٠٢٢، حيث أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على أهمية محور البيئة والمناخ وخاصة بعد وضعه تحت هدف الأمن القومى ضمن برنامج الحكومة ٢٠٢٤/٢٠٢٧،  والذى أعطى مزيد من الدعم والطموح للمضي قدما فى هذا الملف،  وسيتم تنفيذ المحاور الخاصة بها ضمن المشروعات القائمة مع شركاء التنمية، مما يمنحها مزيد من القوة والاستمرارية، ويقدم نموذج للشراكة الحقيقية.

وأوضحت وزيرة البيئة أن ضمن آليات تنفيذ محور البيئة والمناخ فى برنامج الحكومة الجديد إجراء عددا من الحوارات المجتمعية، لمختلف طوائف المجتمع، فيمكن الاستفادة من نتائج الاستطلاع في سد الفجوات في الحوارات المجتمعية والتعرف على اهتمامات الجمهور، والاستفادة من الشراكة مع برامج الأمم المتحدة باختلاف اهتمامها في توفير الدعم الفني في عقد مناقشات عميقة حول آليات تغيير السلوك وتحقيق مزيد من إشراك المواطنين، بما يساعد على تحديد توقعات المجتمع والفجوات وآليات المضي قدما في موضوعات محددة، مضيفة ان إجراء الاستطلاع يتزامن أيضا مع جهود وزارة البيئة بالتوعية عن أضرار الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية وطرق الاستفادة منها بدلا من حرقها، في إطار مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة المعروفة بالسحابة السوداء.

ومن جانبها، أشارت السيدة ايلينا بانوفا إلى أهمية مصر في الاجندة العالمية للمناخ، لذا تهتم الأمم المتحدة بدعمها في خطة المساهمات الوطنية، من خلال إعداد مخطط تفصيلي لكيفية التنفيذ واعداد تقارير الشفافية والتخطيط وتقرير الحماية والانتقال وإعادة الإدماج، وآليات الدعم من خلال المشروعات المشتركة المختلفة، لمساعدة مصر على تحقيق أهدافها ورفع الطموح.


وأشارت ايلينا إلى أن هيكلة أنظمة تمويل المناخ أولوية، ومصر من أهم الدول التي تعمل باجتهاد في هذا المجال بإجراءات طموحة مع القطاع البنكي، وقد وجهت الدعوة لوزيرة البيئة للمشاركة في جلسة تشاورية خاصة مع مجموعة شركاء التنمية لمناقشة موضوع تمويل المناخ،  ضمن مجموعة من الجلسات التشاورية بين الوزراء والمجموعات المختلفة،  لتعرض تجربة مصر في إنشاء أنظمة تمويل المناخ، وآليات تمويل المناخ ومنها صندوق الخسائر والاضرار، خاصة أن تمويل المناخ الموضوع الرئيسي لمؤتمر المناخ القادم COP29. وقد رحبت وزيرة البيئة بالمشاركة في الجلسة خاصة وان مصر تنفذ مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ بالتعاون مع وكالة التنمية الفرنسية ، والجهة المنفذة هي برنامج الأمم المتحدة الانمائي.

مقالات مشابهة

  • فؤاد: تمويل المناخ أصبح حتميًا للدول لتحقيق أهداف التخفيف والتكيف
  • حبس متهمين بالتنقيب عن آثار داخل منزل بسوهاج
  • جرائمهم تفضحهم رغم حبكتها
  • الصين تتعهد بتقديم 50 مليار دولار للدول الأفريقية خلال 3 سنوات
  • «المشاط»: دفع التعاون مع تركيا لتبادل الخبرات في مجالات التمويل التنموي والعلاقات مع المؤسسات الدولية
  • 243 مليار جنيه إجمالي التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة للرقابة المالية نهاية الربع الثاني 2024
  • 243 مليار جنيه إجمالي التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة للرقابة المالية
  • الأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية وشيكة في اليمن بسبب نقص التمويل
  • الإمارات تقدّم 150 تقريراً من صور أقمارها الصناعية للدول المتأثرة بالكوارث
  • السفارة الإندونيسية: ليبيا تشارك في نشاط تدريبي للثروة السمكية للدول الإفريقية