اليمنيّون في الوعي الشعبي الغزّي: إنّهم منّا.. لقد أضاءُوا المَظلمة
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
يوسف فارس – غزة
في ذلك الصباح، شقّ صوت أحد البسطاء الهدوء الاستثنائي في مخيم جباليا وهو يهتف: “يا أهل جباليا: اليمنيون ضربوا تل أبيب، الله أكبر، خلّي نتنياهو يعرف إنو الله موجود”. أما جارنا، فدقّ الباب مسرعاً ليزفّ البشارة، ولو لم يكن أبو فادي تجاوز الستين من العمر، لاعتقدت أنه جاء يخبرنا بأنه تفاجأ لتوّه بإنجاب زوجته مولوداً ذكراً على رغم أن كل الصور الطبية كانت تؤكد أن الجنين أنثى.
على الرغم من أن الخذلان والتآمر، عربياً وإسلامياً، هما أمر لم نكن نتوقع سواه، لكن طعمه كريه، مرٌّ وحامض. وحين ظهر اليمنيون في هذه الحرب، كانوا أجمل هدايا القدر، ليس لأنهم عملة نادرة في زمن الانحطاط العربي فقط، بل لأن أكثر الغزّيين لا يعرفونهم، أو بالأحرى ضُللوا في التعرّف إليهم. الفارق في حكايتنا مع “أنصار الله” هو صدمة المفاجأة، هم خرجوا دفعة واحدة من حيّز التشويه والشيطنة، إلى أعلى مراتب البطولة والسموّ والشرف، وهم الذين كانوا دخلوا مساحة الوعي الجمعي في عام 2014، يوم تصدّر “أنصار الله” نشرات الأخبار حينما فرضوا سيطرتهم على صنعاء. حينئذ، التقى الخصوم السياسيون في كل بلاد العرب والغرب، على دعم ما عُرف حينها بـ”عاصفة الحزم”، وغرق بعض الغزّيين في السردية المشوهة ذاتها.
أتدري ما الذي يعنيه أن تشرح الحقيقة للبسطاء؟ يعني أن تقف وحدك، بشخصك فقط، في مواجهة كل القنوات التلفزيونية والصحف العربية والأجنبية، ومن خلفها جيش من الكتاب والمحللين وأصحاب الرأي، وأيضاً الإذاعات المحلية، التي تنقل الخبر اليمني أسوة بكل الأخبار الدولية، عن القنوات العالمية والإقليمية، من دون تمحيص ولا محاولة لإبداء الرأي. لقد ظُلم اليمنيون كثيراً، ولم تغيّر مشاهد التظاهرات المليونية المتضامنة مع فلسطين، في كل مناسبة في الماضي، صورتَهم المشوَّهة. ظلّوا حتى قبل طوفان الأقصى في الذهن الجمعي: “الحوثيين الذين يقصفون الكعبة.. يستهدفون مكة المكرمة بالصواريخ البالستية”.
وفق حجم كل ذلك التنميط وذاك الافتراء كانت مفاجأة الغزيّين بهم. والآن، دعونا نُعِد صياغة حضورهم في الوعي الشعبي بعد عشرة شهور من الحرب: شعب فقير عزيز، ينطلق في نصرتنا بلا حسابات وسقوف، تفصله عن فلسطين ألفا كيلومتر، لكنه يشعر بالواجب، بينما يشارك عرب في حماية ظهر “إسرائيل” وسمائها، ويكسرون الحصار اليمني البحري عنها عبر الجسور البرية.
في قلب هذه المفارقة، حصل اليمنيّون على تعويضهم المعنوي، وحصلوا على اعتذار الشارع عن أعوام التشويه والتعمية. “يشبهنا اليمنيّون كثيراً”، يقول الحاج أبو معين لـلميادين نت، ويُسهب موضحاً: “هم أذكياء جداً ومحترفون في الحرب، شجعان ويقدمون المبدأ على المصلحة، ونصرة المظلوم على السلامة. هؤلاء هم العرب، الذي نعتز بالانتساب إليهم”. يتابع الرجل الذي تجاوز السبعين من العمر، والذي كان قد التقى بعض اليمنيين في الحج: “قلوبهم رقيقة، كانوا يخبروننا بأنهم ينتظرون اليوم الذي سيُسمح لهم بالمشاركة في معركة تحرير المسجد الأقصى. كنا نظنه كلاماً عاطفياً صادقاً فحسب، قبل أن يتضح صدق عزمهم”.
أما الدكتور رزق أبو علاء، فقال، في معرض حديثه إلى الميادين نت، إنّ هذه الحرب هي الكاشفة التي لم تُبقِ ستراً يغطّي أحداً: “العميل والمرتزق والخائن فجّروا في إظهار عمالتهم. حرب غزة اختبرت الجميع في شعاراتهم ومبادئهم وقيمهم، وحصّل اليمنيون العلامة الكاملة بلا منازع. لقد قُصفوا من أجلنا، وحوصروا كما حوصرنا، وقُتلوا بالسلاح ذاته الذي به قُتلنا. إنّهم منّا”.
المصدر:” الميادين”
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
إذاعة : الأسرى المستلمة جثثهم كانوا بمنطقة عمل الجيش فيها 4 أشهر
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس 20 فبراير 2025، إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم، كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس، حيث عملت قوات الجيش لمدة 4 أشهر.
وقالت إذاعة الجيش: "شيري، وأرييل، وكفير، وعوديد، الذين ستتم إعادتهم اليوم، اختطفوا وتم احتجازهم على ما يبدو في منطقة شرق خان يونس؛ وعملت قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة لمدة أربعة أشهر تقريبا".
وتتقاطع هذه المعلومة مع رسائل نشرتها " حماس " في الساعات الماضية وتم نشرها في الإعلام العبري بأنهم قتلوا في هجمات جوية إسرائيلية على غزة .
لكن الجيش الإسرائيلي أبقى الحسم في هذه القضية للتشريح الطبي الذي سيجري اليوم.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "سيتم نقل الجثامين في مواكب عسكرية إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير (جنوب تل أبيب)، حيث ستخضع الجثامين لعملية التحقق من الهوية وتحديد سبب الوفاة، والتي قد تستغرق حتى 48 ساعة".
ونقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله إن "التحقيقات ستسعى إلى تحديد سبب وفاة المختطفين بشكل دقيق".
من جهتها، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن الجيش الإسرائيلي قوله: "عودة الأم وطفليها في التوابيت هي فشل للجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل".
وقالت الصحيفة:" اليوم سنقبل حقيقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجد صعوبة في الموافقة عليها: لم يف بوعده، لكن هذه هي الحقيقة – لم ننتصر في غزة. لم يحقق الجيش الإسرائيلي النصر".
والأربعاء، قال أبو عبيدة، متحدث "كتائب القسام"، الذراع المسلح لحركة "حماس"، إن جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين ستسلمهم الخميس، كانوا أحياء عندما أسرتهم، لكن جيشهم قتلهم بعد تعمد قصف أماكن احتجازهم خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
والخميس سلمت كتائب القسام، جثامين 4 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة إلى الصليب الأحمر الدولي، في منطقة بني سهيلا بخان يونس جنوب غزة، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار..
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هل ينفذ نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟ - إشارات إسرائيلية متناقضة الكنيست يصادق بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يستهدف المنظمات الحقوقية قناة: خطة إسرائيلية لتهجير الغزيين خلال حرب وليس أثناء وقف إطلاق نار الأكثر قراءة صحة غزة: وصول مستشفيات القطاع 17 شهيدا آخر 24 ساعة التنمية في غزة تصدر إعلانا مهما للعائدين إلى شمال القطاع إذاعة الجيش الإسرائيلي: دخول الكرفانات والمعدات الثقيلة إلى غزة "مسألة وقت" توجه لعقد مؤتمر دولي لدعم خطة الحكومة الفلسطينية بشأن غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025