بوابة الوفد:
2024-09-07@03:57:43 GMT

معشوقتى لا ترحلى «2»

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

عَوْدٌ على بَدْء للحديث حول معشوقتى الصحافة فى حالتها الورقية، التى باتت فى موقع تنافس لا تحسد عليه أمام القفزة العالمية والمحلية للمواقع والصحف الإلكترونية، الأمر الذى أصبح له انعكاساته السلبية الخطيرة على الصحف الورقية خسائر مادية على عدد هائل من البشر من المتعاملين والعاملين فى مجال الصحافة الورقية، رغم محاولة الأخيرة جاهدة الصمود فى المواجهة لتبقى على قيد الحياة بعد أن ابتلع الإنترنت أغلب العائدات التى كانت تحققها.


ولا ننكر أن العديد من الصحف الورقية «حتى تلك التى كان لها تاريخ مؤسسي عريق فى عالم الصحافة» اضطرت إلى الإغلاق أو التحول الإلكترونى، نتيجة اضطراب الأوضاع المالية وتغيير عادات القراء، واختطاف الإنترنت لأغلب- وإن لم يكن كل- الخدمات التى كانت تقدمها الصحف الورقية بما فيها الإعلانات المبوبة، والتى كانت تعتمد عليها كمورد مالى متواصل، لأنها إعلانات تتعلق بخدمات مجتمعية لا تنتهى أو تتوقف، مثل الوظائف، السيارات، والعقارات، إعلانات عن بيع أشياء محددة أو الرغبة فى شراء أشياء، وهكذا، ومن سوء حظ الصحف الورقية أن شركتا جوجل وفيسبوك فتحت المجال لتقديم الإعلانات مجانًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتضرب إعلانات الصحف الورقية فى مقتل، وتوجه ضربة قاسية لصناعة الصحف عامة.
وقد تسبب رحيل النسبة العظمى من الإعلانات للإنترنت، والتنافس الإلكترونى فى الطرح الإخبارى اللحظى بما فى ذلك التغطيات السريعة، والفيديوهات المصورة من موقع الحدث، والبث المباشر، تسبب فى زعزعة مكانة المنتج الصحفى الورقي، وتراجع أعداد القراء حتى الذين اعتادوا على الصحيفة الورقية، خاصة بين الفئات العمرية التى تقل عن خمسين عامًا، وتركز انتباههم على المواقع التى تقوم بتحديث الأخبار أولًا بأول، ولعل الصحف الورقية أسهمت بنفسها فى توجيه صفعة لنفسها،عندما أصبحت تنشر صفحاتها «بى دى إف» على موقعها الإلكتروني، أو تنشر نفس المادة الصحفية الورقية على الموقع الإلكتروني، وبالتالى أصبح القارئ عازفًا عن شراء النسخة الورقية، طالما استعاض عنها بموقع الصحيفة الإلكترونى، لأن أخبار النسخة الورقية فى نظره «بايته» كما يقولون أو قديمة.
رغم ذلك اضطرت العديد من الصحف الورقية إلى إنشاء مواقع إلكترونية لها لتواكب متطلبات العصر، ولتنافس بنفسها منتجها الورقي، ما أدى إلى انهيار نسب التوزيع حتى فى كبريات الصحف، لأن موقعها الإلكترونى أدى لانصراف القارئ عن الورقى غالبًا، وحلت ماكينات البحث مكان النسخ الورقية، ففقدت صناعة الصحف بالتالى ضلعًا آخر من مواردها وهو دخل التوزيع، بعد فقدها مورد الإعلانات، وهو ما حذر منه الاتحاد لعالمى للصحف، والذى أعلن مبكرًا أن شركات جوجل وياهو وبعدها فيس بوك، تشكل تهديدًا صارخًا لإيرادات صناعة الصحف فى العالم.
يضاف إلى ما سبق مساحة الحرية التى تتمتع بها حركة الصحافة الإلكترونية مقارنة بالورقي، فمن السهل مصادرة أو منع أى صحيفة، أو حتى منع صدورها، أو التحكم فى مادتها من خلال الجهات الرقابية بأى دولة، وذلك على النقيض تمامًا من المواد التى تقدم عبر الإنترنت، والتى يصعب التحكم الرقابى بها إلى حد كبير، حتى وإن حدث تحكم ما بالحذف والإغلاق، يكون المنتج الصحفى قد انتشر بالفعل، وتم تداوله بسرعة رهيبة بين القراء، وهو ما يتعذر تمامًا مع المنتج الورقي، ومن هنا أصبحت الأفضلية للصحافة الإلكترونية أيضًا بالنسبة للقارئ، وللأسف أسهمت الكثير من الحكومات بالدول بشكل أو بآخر فيما حدث للصحافة للورقية من تراجع وتدهور، وخراب مؤسساتى انعكس بقسوة على الملايين من البشر فى العالم من العاملين والمتعاملين مهنيًا وحرفيًا مع الصحف الورقية.
وإذا كنت رصدت أهم الأسباب التى أدت إلى اهتزاز صناعة الصحافة الورقية فى العالم، فأنا أصل هنا إلى كيفية العلاج، ولن أقول الحلول القاطعة التى تنقذ المنتج الورقى مائة بالمائة، ولكن على الأقل وسائل تحول دون اندثارها ومن ثم اختفائها تمامًا من الوجود، وللحديث بقية.
فكرية أحمد
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد صناعة الصحف الصحف الورقیة

إقرأ أيضاً:

أبرز تعليقات الصحف العالمية تشيد بزيارة الرئيس السيسى لتركيا

أبرزت وكالات الأنباء العالمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتركيا، وقالت إنها تأتى فى إطار دفء العلاقات بين القاهرة وأنقرة ورؤيتهما المشتركة حول حرب إسرائيل على غزة.

وقالت وكالة رويترز، إن الرئيس السيسى وصل إلى تركيا، وسيجرى محادثات مع رئيسها رجب طيب أردوغان، فى أول زيارة رئاسية فى ظل عودة الدفء للعلاقات بين القوتين الإقليميتين.

وأشارت الوكالة إلى أن زيارة السيسى جاءت بعد سفر أردوغان إلى القاهرة فى فبراير الماضى فى أول زيارة له منذ عام 2012، والتي كانت خطوة كبيرة نحو إعادة بناء العلاقات التي تراجعت بشكل كبير على مدار 10 سنوات.

ولفتت الوكالة إلى أن دفء العلاقات بين القاهرة وأنقرة بدأ فى عام 2020، عندما أطلقت أنقرة حملة دبلوماسية لتخفيف التوترات مع القوى الإقليمية، بما فى ذلك مصر والسعودية والإمارات.

ونقلت رويترز عن وكالة أنباء الأناضول التركية، أن كلا البلدين سيوقعان نحو 20 اتفاقية لتعزيز العلاقات التجارية والتعاون فى مجالات الطاقة والدفاع والصحة والسياحة والثقافة والتعليم، كما أن هناك خطط لتعميق التعاون فى مجال الطاقة المتجددة والغاز الطبيعى المسال.

من جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس، إن السيسى يقوم بزيارته الرسمية الأولى إلى تركيا منذ توليه السلطة بعد أن أنهى البلدان سنوات من التوتر.

وأشارت إلى أن الرئيسين السيسى وأردغان سيناقشان العلاقات الثنائية والحرب على غزة والتوترات المتصاعدة فى الشرق الأوسط. كما من المتوقع أن يشهدا توقيع أكثر من 20 اتفاقا للتعاون لتعزيز العلاقة بين البلدين.

اقرأ أيضاًوزير العدل يفتتح محكمة قويسنا بعد تطويرِها ورفع كفاءتها (صور)

الرئيس السيسي يهنئ نظيره البرازيلي بمناسبة الاحتفال بيوم ذكرى الاستقلال

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لجسمك إذا واظبت على تناول الخضروات الورقية؟.. فوائد كثيرة
  • هيئة بريطانية تتهم غوغل باستغلال نفوذها وإبراز الإعلانات المربحة لها
  • بريطانيا: هيمنة غوغل تضرّ آلاف الناشرين والمعلنين
  • هواتفنا تتجسس علينا في كل لحظة... تسريبات كشفت المستور
  • زيارة السيسي لتركيا بعيون الصحافة العربية والعالمية: وثيقة ميلاد لتعاون إقليمى جديد
  • الصحف الإيطالية: افتتاح الشارقة لأول معهد للثقافة العربية في ميلان حدث تاريخي
  • أبرز تعليقات الصحف العالمية تشيد بزيارة الرئيس السيسى لتركيا
  • سحب 1505 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة
  • الدبيبة يتابع مشروع تنظيم ومطابقة البيانات الإلكترونية بالسجلات الورقية
  • مدير عام قوات الشرطة ووالى ولاية نهر النيل يفتتحان مصنع الجواز الإلكترونى بعطبرة