جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-19@06:52:58 GMT

السفر وكسر رتابة الحياة

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

السفر وكسر رتابة الحياة

 

مدرين المكتومية

حلاوة الدنيا وحب الاستطلاع والتنقل والمغامرة والتعرف على عادات وتقاليد الآخرين والحديث معهم والاستئناس بآرائهم، كل هذه المصطلحات تمنحك السعادة بمجرد قراءتها، فما بالكم إذ طبقها الإنسان في حياته.

ما أجمل الإنسان عندما ينفتح على ثقافات الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم، وما أوحشه عندما يحبس نفسه داخل إطار واحد، وكأنَّ الدنيا ضيقة لا تتسع إلا له، وكأنَّ هذا الكون الفسيح لا يوجد فيه ما يعجبه أو يلفت انتباهه.

إن السفر يمنحنا دائماً متعة اكتشاف أنفسنا أولا واكتشاف طاقاتنا واكتشاف حياتنا الحقيقية، ويعطينا فرصة للتعرف على ذواتنا عن قرب، وفي السفر نجد المساحة الخاصة التي تجعلنا نخرج من كل الضغوط التي نحملها على أكتافنا، ونخرج من إطار التعقيدات والروتين ورتابة الحياة ودائرة الحياة التقليدية التي ندور فيها يومياً دون تغيير.

إننا بحاجة لأن نسافر لأننا وبكل بساطة نستطيع أن نكتشف قيمة المتع الصغيرة، أن نجرب المواصلات العامة بدلاً من ركوب سياراتنا الخاصة، أن نتشارك المقاعد مع غرباء لا نعرفهم، أن نجري بين الازدحامات لنقف في طابور لأحد المقاهي الذي يبيع البوظة، أن نعيش لحظة احتساء فنجان قهوة من أجل المُتعة لا من أجل كسر حاجز الكسل، نحتاج دائمًا أن نرى العالم بحقيقتنا وبما نريده نحن بعيداً عن كل شيء آخر.

كل إنسان منَّا يبحث عن الهرب نحو أماكن جديدة وبعيدة لا يربطه بها أحد، وفي كثير من الأحيان هناك من يهرب ليبدأ من جديد، وهناك من يبحث عن نفسه ويكتشفها، وهناك من أضاع أحدهم وسافر ليبحث عنه، وهناك من يسافر لفترة علاج، وهناك آخرون مهووسون بالسفر، والمشترك في كل ذلك أنَّ من يسافر يرى في نفسه شخصًا آخر مختلفا عن الشخص الذي يعرفه.

إننا نُسافر لأغراض مختلفة، لكننا في النهاية نستمتع باللحظات التي تمر علينا كالحلم، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الدول التي تشعرك وكأنك هارب من لوحة فنية من روعة المكان وخضرته، فبمجرد أن تكون تحت تأثير الطبيعة والبحيرات والطقس الجميل فأنت بالطبع تصبح شخصا آخر يشعر بشعور غريب لا تود أن يغادرك من فرط الراحة والسكينة، وتود لو أنَّ الحياة تبقى بهذا "الرتم" ولا تتغير، تتمنى ألا تخرج من إطار هذه اللوحة الرائعة، فالعالم الروتيني موحش للغاية ومرهق في كثير من الأحيان.

هناك الكثير من الأشخاص ممن يجهلون أنَّ السفر ليس فقط فكرة للرفاهية، وإنما فكرة لعلاج الذات والنفس من الشوائب التي تسطو عليها، وهي فكرة أيضاً للعلاج وتفريغ العقل من كل الضغوط التي يمارسها الشخص على نفسه في هذه الحياة، هي الرحلة العلاجية للكثير من التفاصيل العالقة بالرأس، أعتقد أننا إذا فكرنا بطريقة عميقة نحو الأشياء وبذهن صاف نستطيع أن نختبر مدى قدرتنا على تقديم حلول واقعية وصحيحة، ويمكننا أيضاً أن نقدم لأنفسنا الكثير من الأفكار الإيجابية.

أعتقد أنَّ إيجابية الشخص تأتي من مدى قدرته على تحويل الأشياء لصالحه، ومدى قدرته على أن يُعطي لكل شيء حقه، وعلى قدرته على التكييف مع كل الظروف، ولكن الأهم من ذلك هو قدرته على عمل تحديث مُستمر لحياته بعدة طرق أهمها من وجهة نظري هو طريق السفر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صيني يدعي ارتكابه جرائم لشعوره بالملل

البلاد ــ وكالات
هل تتخيل أن تشعر بالملل إلى الحد الذي يجعلك تبدأ في نشر جرائم ملفقة على الإنترنت، والادعاء أنك العقل المدبر لها، على أمل جذب نوع من الاهتمام؟
هذا بالضبط ما فعله الصيني وانج، حيث لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب عن نفسه، بما في ذلك أنه ابتز 4 ملايين دولار من شركة، وأنه يمتلك سلاحًا ناريًا وذخيرة، وتحدى الناس للعثور عليه إذا أرادوا مكافأة قدرها 4000 دولار-
ووفقًا لموقع hindustantimes- لاقى الفيديو الذي نشره وانج انتشارًا واسعًا على الإنترنت بعد يوم واحد فقط من «فضح نفسه» بسبب جرائم لم يرتكبها قط، ما دفع الشرطة الصينية لمعرفة ما إذا كان يشكل خطورة كما ادعى، فتم تفتيش منزله بدقة، لكن الضباط لم يعثروا على أي نوع من الأسلحة الخطرة، كما ثبت أن ادعاءه بشأن ابتزاز مبالغ من شركة كان يعمل بها كاذب أيضًا.
وقال وانج للشرطة: إنه آسف لتضليلهم، وأوضح أنه كان يشعر بالملل وأنه تصرف بدافع الإحباط، فيما اعتبرت السلطات أن الضرر قد وقع بالفعل، ووجهت له اتهامات بنشر معلومات كاذبة عمدًا، والتسبب في اضطرابات اجتماعية.

مقالات مشابهة

  • أسماء أولاد تجلب الرزق والمال
  • صيني يدعي ارتكابه جرائم لشعوره بالملل
  • كاد يقتل نفسه.. رجلٌ يحاول الانتحار في طرابلس!
  • لماذا يحمل بعض الأشخاص أكثر من هاتف ذكي؟.. خبراء يكشفون السر
  • بايدن بعيد الحانوكا: لا داعي لأن يكون الشخص يهوديا ليصبح صهيونيا (شاهد)
  • الطالبي العلمي في مؤتمر المستقبل: المغرب بقيادة جلالة الملك لديه الكثير مما يقدم في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين
  • ما حقيقة فيديو اعتقال مدير سجن صيدنايا؟
  • ما حقيقة اعتقال مدير سجن صيدنايا بعد تداول مقطع مصور يظهر تعرض معتقل للضرب؟
  • يتسائل الكثير من المواطنون عن عبارة “شبيه الحليب” على المنتجات الغذائية!
  • في ذكراها.. قصة حبس ماجدة الخطيب وكسر هياتم لرجلها