السفر وكسر رتابة الحياة
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
مدرين المكتومية
حلاوة الدنيا وحب الاستطلاع والتنقل والمغامرة والتعرف على عادات وتقاليد الآخرين والحديث معهم والاستئناس بآرائهم، كل هذه المصطلحات تمنحك السعادة بمجرد قراءتها، فما بالكم إذ طبقها الإنسان في حياته.
ما أجمل الإنسان عندما ينفتح على ثقافات الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم، وما أوحشه عندما يحبس نفسه داخل إطار واحد، وكأنَّ الدنيا ضيقة لا تتسع إلا له، وكأنَّ هذا الكون الفسيح لا يوجد فيه ما يعجبه أو يلفت انتباهه.
إن السفر يمنحنا دائماً متعة اكتشاف أنفسنا أولا واكتشاف طاقاتنا واكتشاف حياتنا الحقيقية، ويعطينا فرصة للتعرف على ذواتنا عن قرب، وفي السفر نجد المساحة الخاصة التي تجعلنا نخرج من كل الضغوط التي نحملها على أكتافنا، ونخرج من إطار التعقيدات والروتين ورتابة الحياة ودائرة الحياة التقليدية التي ندور فيها يومياً دون تغيير.
إننا بحاجة لأن نسافر لأننا وبكل بساطة نستطيع أن نكتشف قيمة المتع الصغيرة، أن نجرب المواصلات العامة بدلاً من ركوب سياراتنا الخاصة، أن نتشارك المقاعد مع غرباء لا نعرفهم، أن نجري بين الازدحامات لنقف في طابور لأحد المقاهي الذي يبيع البوظة، أن نعيش لحظة احتساء فنجان قهوة من أجل المُتعة لا من أجل كسر حاجز الكسل، نحتاج دائمًا أن نرى العالم بحقيقتنا وبما نريده نحن بعيداً عن كل شيء آخر.
كل إنسان منَّا يبحث عن الهرب نحو أماكن جديدة وبعيدة لا يربطه بها أحد، وفي كثير من الأحيان هناك من يهرب ليبدأ من جديد، وهناك من يبحث عن نفسه ويكتشفها، وهناك من أضاع أحدهم وسافر ليبحث عنه، وهناك من يسافر لفترة علاج، وهناك آخرون مهووسون بالسفر، والمشترك في كل ذلك أنَّ من يسافر يرى في نفسه شخصًا آخر مختلفا عن الشخص الذي يعرفه.
إننا نُسافر لأغراض مختلفة، لكننا في النهاية نستمتع باللحظات التي تمر علينا كالحلم، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الدول التي تشعرك وكأنك هارب من لوحة فنية من روعة المكان وخضرته، فبمجرد أن تكون تحت تأثير الطبيعة والبحيرات والطقس الجميل فأنت بالطبع تصبح شخصا آخر يشعر بشعور غريب لا تود أن يغادرك من فرط الراحة والسكينة، وتود لو أنَّ الحياة تبقى بهذا "الرتم" ولا تتغير، تتمنى ألا تخرج من إطار هذه اللوحة الرائعة، فالعالم الروتيني موحش للغاية ومرهق في كثير من الأحيان.
هناك الكثير من الأشخاص ممن يجهلون أنَّ السفر ليس فقط فكرة للرفاهية، وإنما فكرة لعلاج الذات والنفس من الشوائب التي تسطو عليها، وهي فكرة أيضاً للعلاج وتفريغ العقل من كل الضغوط التي يمارسها الشخص على نفسه في هذه الحياة، هي الرحلة العلاجية للكثير من التفاصيل العالقة بالرأس، أعتقد أننا إذا فكرنا بطريقة عميقة نحو الأشياء وبذهن صاف نستطيع أن نختبر مدى قدرتنا على تقديم حلول واقعية وصحيحة، ويمكننا أيضاً أن نقدم لأنفسنا الكثير من الأفكار الإيجابية.
أعتقد أنَّ إيجابية الشخص تأتي من مدى قدرته على تحويل الأشياء لصالحه، ومدى قدرته على أن يُعطي لكل شيء حقه، وعلى قدرته على التكييف مع كل الظروف، ولكن الأهم من ذلك هو قدرته على عمل تحديث مُستمر لحياته بعدة طرق أهمها من وجهة نظري هو طريق السفر.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل يأثم الشخص بأداء السنن إذا كان عليه فوائت من الفرائض؟ الإفتاء تجيب
تلقت دار الفتاء المصرية سؤالا مضمونه: “ما حكم صلاة السنن لمن عليه فوائت؟ لأنه وقع في بلدتنا خلافٌ بين بعض العلماء في مسألة السُنَّة والقضاء، وأفتى بعضهم ببطلان السُنَّة وتركها، وتحريم فعلها إذا كان على الشخص قضاء مطلقًا بلا قيد ولا شرط، وإذا فعلها كانت إثمًا مبينًا وذنبًا عظيمًا، وقد اتخذ العوام ذلك سلاحًا لترك السنن حتى أمثال العيدين وصلاة الجنائز والتراويح، ولم يفعلها إلا القليل النادر،فهل بالفعل يؤثم الشخص بفعل السنة أو يثاب على الترك عمدًا؟”
قضاء الفوائت أولى أم أداء السنن
وأجابت الإفتاء عن هذا السؤال وقالت: “إن الاشتغال بقضاء الفوائت أَوْلَى وأهم من النوافل، إلا السنن المفروضة وصلاة الضحى وصلاة التسبيح والصلوات التي رويت فيها الأخبار، كتحية المسجد والأربع قبل العصر والست بعد المغرب”.
وتابعت: “كما أن قضاء الصوم واجب على التراخي؛ وجائز صيام التطوع قبله، وذلك بخلاف قضاء الصلاة، فإنها تكون على الفور؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ فَنَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا»؛ لأن جزاء الشرط لا يتأخر عنه، وظاهره أنه يُكره التنفل بالصلاة لمن عليه فوائت، وليس حراما”.
أداء السنن لمن عليه فوائت
وأوضحت أنه بناءً على ذلك فانه يجوز أداء السنن وصلاة العيدين وصلاة الجنائز والتراويح ممن عليه فوائت، وأنه ليس فعل شيء من ذلك محرمًا عليه ولا مكروهًا لمجرد أن عليه فوائت.
قضاء الصلوات الفائته
تلقى الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، سؤالا يقول: "كيف أقضي الصلوات الفائت".
وأجاب أمين الفتوى خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار: “تقضي مع كل صلاة من الحاضرة صلاة مما فاتتك”.