بعد تنحي الثمانيني بايدن.. عمر وصحة ترامب محل تمحيص وتدقيق
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن صحة وعمر المرشح الجمهوري دونالد ترامب أصبحا محل تمحيص وتدقيق وأسئلة، بعد خروج المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي جو بايدن من السباق بعد حملة شنت عليه بسبب كبر عمره، 81 عاما وعجزه والمخاوف من عدم قدرته على ممارسة مهام الدولة في ولاية ثانية.
وقالت الصحيفة في تقرير إن ترامب نشر عندما كان رئيسا تقريرا طبيا أشار فيه المختصون إلى أنه يعاني من مرض في القلب والسمنة، إلا أنه كمرشح رفض أن ينشر تقارير عن نتائج فحوص الدم ووزنه وغير ذلك من المعلومات المهمة عن صحته.
وقالت الصحيفة إن أسابيع من التركيز المكثف على صحة وعمر بايدن انتهت يوم الأحد بإعلانه التنحي عن الحملة الإنتخابية، مما فتح الباب على قلب النص والتركيز على ترامب، والذي بات اليوم أكبر المرشحين عمرا في تاريخ الحملات الإنتخابية الأمريكية، وهو شخص لم يتسم بالشفافية فيما يتعلق بسجله الطبي وأكثر من منافسه.
ويبلغ عمر ترامب الآن، 78 عاما ويعاني من مرض مزمن بالقلب ومن السمنة، ومع ذلك لم يقدم أي معلومات محدثة عن ظروفه هذه، ولم ينشر نتائج فحوص الدم أو معلومات أخرى تساعد الخبراء على تشخيص المخاطر الطبية التي يعاني منها.
وبدلا من ذلك نشر رسالة غامضة مكونة من ثلاث فقرات، كتبها الطبيب الخاص له وهو بروس إي أرونوالد، والذي كتب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بأن الرئيس السابق في صحة جسدية وعقلية ممتازة، وقال في بيان نشرته حملة ترامب وأرسل إلى "واشنطن بوست" "لا حاجة لنشر الرئيس ترامب تقريرا طبيا آخر إلى جانب التقرير الذي نشره قبل فترة".
وبعد سبعة أيام من تعرضه لمحاولة اغتيال في 13 تموز/ يوليو، نشر ترامب رسالة من طبيبه السابق في البيت الأبيض، النائب الجمهوري عن تكساس، روني جاكسون ووصف فيها معالجة ترامب من جرح بعرض 2 سنتميتر بأذنه اليمنى. وقال إن صورة طبقية عملت له وفحوصا أخرى لكنه لم ينشر النتائج.
وقال جاكسون في رسالته إن ترامب عالجه بداية فريق المستشفى التذكاري ببتلر في بنسلفانيا. وأنه شاهد ترامب في وقت متأخر من الليل في نادي الغولف التابع للرئيس السابق في بيدمينستر، بنيوجيرسي. ورفض جاكسون الذي يعتبر واحدا من أهم الموالين والداعمين لترامب التعليق.
ولم يكن بالإمكان التواصل مع المستشفى الذي عالج ترامب بعد إصابته. وقال جاكسون في السابق إن ترامب اجتاز عندما كان رئيسا فحصا في الإدراك إلا أن نتائج الفحص لم تنشر أيضا.
وسيواجه ترامب الآن كامالا هاريس، 59 عاما وبدون أية مشاكل طبية معروفة، بدلا من بايدن، 81 عاما الذي قادت المناظرة الكارثية التي أجراها في حزيران/ يونيو مع ترامب إلى نهاية حملة إعادة انتخابه.
ولم ينشر البيت الأبيض تقارير عن صحة هاريس عندما كانت نائبة للرئيس. ولم يرد البيت الأبيض أو حملتها مباشرة على أسئلة الصحيفة، وإن كانت ستنشر تقريرا طبيا مفصلا بعد اختيارها كمرشحة رئاسية ضد ترامب.
وترى الصحيفة أن عمر الرؤساء كان موضوعا مهما للناخبين في موسم العام الحالي. وفي استطلاع أجرته مع "إي بي سي" و"إبيسوس" ونظم في الأسبوع الماضي قبل انعقاد مؤتمر الجمهوريين في ميلواكي بولاية ويسكنسن.
وقالت نسبة 60% من الأمريكيين أن ترامب كبير في السن ليترشح مرة ثانية، بمن فيهم 82% من الديمقراطيين و 65% من المستقلين و 29% من الجمهوريين.
وقبل خروج بايدن عبر الناخبون الديمقراطيون عن انزعاجهم من التركيز على عمر بايدن مقارنة مع ترامب.
ولم ترد حملة ترامب على أسئلة الصحيفة للتعليق على وضع ترامب الصحي، ولا توجد هناك متطلبات للمرشح الرئاسي كي ينشر سجلات طبية عن صحته، ولن يوافق الطبيب أو الجهة الصحية على نشر السجلات إلا في حالة تخلى المرشح أو الشخص عن حق الحماية بموجب قانون الخصوصية.
ونظرا لتقدم ترامب في العمر والتركيز على السن في الانتخابات الحالية، فإن الناخبين سينتفعون حالة نشر المرشحين سجلات عن وضعهم الصحي، حسب قول الخبراء. وتقول إيرا مونيكا، رئيسة الجمعية الأمريكية لتقويم العظام، وفي تصريحات قبل خروج بايدن من السباق: "هذا هو أعلى منصب في العالم ولهذا نريد انفتاحا كاملا قدر الإمكان. ولو وافق المرشح على هذا فإن الناخب، حسب اعتقادي سيكون سعيدا".
ولدى ترامب تاريخ مختلط في نشر المعلومات الصحية. ففي عام 2015 وأثناء حملته الأولى للرئاسة، قال إنه أمر طبيبه الخاص هارولد برونستين بنشر "تقرير طبي كامل" ووعد بأنه سيظهر "كمال" صحته. ولم ينشر برونستين التقرير، لكن رسالة من أربع فقرات جاء فيها بأن ترامب "سيكون الفرد الأكثر عافية ممن انتخبوا للرئاسة".
ومات برونستين في 2021 ولكنه أخبر "سي أن أن" ترامب هو الذي أملى عليه الرسالة.
وفي 2016 نشر ترامب رسالة أخرى من برونستين وبمزيد من التفاصيل التي أشارت إلى أنه "بصحة جسدية ممتازة". وكانت أكثر المعلومات تفصيلا تلك التي قدمها جاكسون في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عام 2018 وكشفت عن صورة طبقية أظهرت نسبة مرتفعة للكالسيوم في الشريان التاجي بـ 133 مقارنة من 34 عام 2009.
وفي ذلك الوقت قال كبير مراسلي الطب لـ"سي أن أن" سانجاي غوبتا والخبراء إن النقاط تعطي صورة عن معاناة ترامب من مرض القلب.
وأشارت الرسالة إلى أن وزن ترامب هو 239 رطلا (حوالي 108 كيلوغرامات) مما يجعله على حافة السمنة. وقال أطباؤه بعد عامين بأن وزنه زاد إلى 243 رطلا ثم 244 رطلا مما يجعله سمينا بناء على المعايير الحكومية.
ومنذ مغادرة ترامب البيت الأبيض لم تنشر معلومات عن صحته، واعتمد على أرونوالد، وهو أخصائي عظام وعضو في نادي غولف بيدمينستر لديه عيادة خدمات خاصة لأصحاب الدخل العالي.
ورفض أرونوالد الحديث مع مراسل "واشنطن بوست" الذي زار عيادته في موريستاون بنيوجيرسي في نيسان/أبريل.
ولم تتضمن الرسالة التي نشرها في تشرين الثاني/ نوفمبر على تفاصيل حول نتائج فحوص الدم أو الوزن ولا الأدوية التي يتناولها الرئيس السابق، ولكن على تعبيرات مبالغة بأنه في "أحسن عافية" وأن إدراكه "استثنائي".
وجاء فيها بدون تقديم أرقام أن ترامب خفف من وزنه وأن حالة القلب والأوعية الدموية عادية. وذكرت أن ترامب اجتاز مرتان فحوصا إداركية لكنه لم ينشر أي من نتائجها منذ 2018.
وقال زياد نصر الدين الذي طور الفحوص الإدراكية إن فحصا مضى عليه 6 أعوام سيكون قديما ولا أهمية له، وأن أشخاصا في عمر ترامب بحاجة إلى فحص إدراكي منتظم ويجب عليه نشر النتائج.
وأخبر خبراء الصحيفة سابقا أن ترامب عرضة لمخاطر وراثية لمرض الخرف. وقال ترامب إن والده كان مصابا بمرض الزهايمر، وهو ما يزيد مخاطر إصابة ترامب بالجين المسبب للمرض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ترامب بايدن الانتخابات امريكا انتخابات بايدن ترامب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض أن ترامب لم ینشر
إقرأ أيضاً:
“ترامب” على خُطى “بايدن” في اليمن.. الهزيمة تطاردُ أمريكا
يمانيون../
مضى عامٌ و3 أشهرٍ من العدوان الأمريكي على اليمن الذي بدأ في عهدِ إدارة الرئيس السابق جون بايدن في 12 يناير من العام الماضي 2024م واستمرَّ حتى 17 يناير 2025م في مرحلته الأولى.
وحشدت واشنطن تحالفًا كَبيرًا سُمِّيَ بتحالف “حارس الازدهار”، وكان الهدف من ذلك هو الانتصار للعدو الإسرائيلي، والحيلولة دون استمرار الحصار اليمني المفروض على الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، لكن الخَرِف بايدن غادر البيت الأبيض بهزيمة ستظلُّ تلاحقُه حتى نهاية عمره.
وعقبَ نَكْثِ مجرمِ الحرب نتنياهو اتفاقَ غزة، عاود الطاغيةُ ترامب خطيئةَ سَلَفِه، في 15 مارس 2025م، مُستأنِفًا العدوانَ الأمريكيَّ على اليمن؛ بهَدفِ متطابِقٍ مع هدف بايدن، وهو الانتصارُ لـ (إسرائيل)، وإجبار اليمنيين على رفع الحصار المفروض على كيان العدوّ.
وفي المجمل، فَــإنَّ العدوانَ الأمريكي في ظل إدارتَينِ متعاقبتَينِ لم يفلحْ في إلحاق الهزيمة باليمن، بل على العكس من ذلك، فقد تحوَّلت البحريةُ الأمريكيةُ وقِطَعُها الحربيةُ في البحار وحاملات الطائرات إلى صيد ثمين للجيش اليمني، الذي لم يتوقفْ عن توجيه الصفعات المتتالية ضدها، وإدخَالها في حالة من الخوف والهلع والإرباك، أطاح بهيمنتها ليس في المنطقة فحسب، وإنما في العالم بأسره.
وعلى الرغم من الترويجِ الإعلامي الكبير الذي يقودُه ترامب، مدعيًا أن عمليتَه العسكرية في اليمن حقّقت نجاحاتٍ كبيرةً، فَــإنَّ الوقائعَ الميدانيةَ وتقييمات دوائر أمريكية بما فيها البنتاغون تكذب هذه الادِّعاءات بوضوح.
ولا تزالُ العملياتُ اليمنيةُ مُستمرّة، وبوتيرة أعلى ضد السفن الحربية الأمريكية، بالتوازي مع امتداد الهجمات وتوسُّعها في عُمق كيان العدوّ الإسرائيلي. ومع أن ترامب استهل العدوانَ على اليمن بسُخرية واستهزاء من تعاطي سَلَفِه بايدن، وتحميله مسؤوليةَ الفشل والإخفاق، وإطلاق مجموعة من الأوصاف ضد الرجل العجوز، ومنها أنه “ضعيفٌ” و”مثير للشفقة”، إلا أن ترامب الآن غارقٌ في المستنقع ذاته، وبات ضعيفًا ومثيرًا للشفقة.
وبقراءة لوقائعِ الأرقام، فَــإنَّ ما تعرضت له حاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية في البحر الأحمر أكبر بكثير مما حدث في عهد بايدن، ففي عهد بايدن نفذت القوات المسلحة اليمنية 8 عمليات ضد الحاملة هاري ترومان، لكنها تعرضت لحوالي 16 عملية خلال 26 يومًا.
هذا يؤكّـد أن التصعيد الأمريكي لم يحقّق أية نتائج على الأرض، وأن المأزق الذي رافق بايدن في اليمن يرافق الآن ترامب، ومعه وصمة عار على البيت الأبيض والولايات المتحدة الأمريكية. لقد وصل الإخفاق الأمريكي إلى الذروة؛ فالتأديب اليمني لم يقتصر على حاملات الطائرات فحسب، وإنما شمل الطائراتِ بدون طيار، فقد تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من إسقاط 4 طائرات من نوع إم كيو 9 خلال أقلَّ من شهرَينِ في عهد ترامب، في حين تم إسقاط 14 طائرة من هذا النوع في عهد الخرف بايدن.
وفي سياق وضع المقارنات بين الإدارتين، يتضحُ أن بايدن اتجه إلى قصف اليمن بوتيرة منخفضة، ومع تحالف وشركاء مثل بريطانيا، لكن ترامب المعتوه يبالغ في التصعيد، ومعه يهدر المليارات في بضعة أسابيع، وهو ما يثير الاستياء والضجيج حتى داخل أمريكا ذاتها. وتتضح كلفة هذا الإنفاق بشكل أكبر عند النظر إلى حجم الغارات، حَيثُ بلغ عدد الغارات في عهد بايدن أكثر من 1200 غارة وقصف بحري خلال عام.
أما في الجولة العدوانية الجديدة بقيادة ترامب، فقد تجاوز عدد الغارات الأمريكية 300 غارة جوية وقصف بحري مباشر، ومثلما اتسع نطاق الغارات كميةً في كلتا العمليتين، اتسع كذلك من حَيثُ الأطراف المشاركة.
ومن المفارقات أَيْـضًا، أن الكيان الصهيوني لجأ في عهد بايدن إلى تنفيذ 5 عمليات جوية ضد اليمن، لكنه في عهد ترامب يعتمد كليًّا على الدور الأمريكي وغاراته المجنونة.
وفي المحصلة، فَــإنَّ التصعيد الأمريكي على اليمن وتعمده استهدافَ المدنيين لن يغيّرَ من حقيقة الهزيمة الأمريكية وخسارتها على أيدي القوات المسلحة اليمنية، وما لجوء العدوّ الأمريكي لاستقدام حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسون” إلا شاهد من شهود التخبط والتلكؤ الأمريكي في المنطقة، وهو ما يصفُه قادة عسكريون وسياسيون أمريكيون بالمأزِق الحقيقي لأمريكا، والذي يصعُبُ الخروج منه.
بينما تبدّل الولايات المتحدة الأمريكية أسلحتها الاستراتيجية، تؤكّـد القوات المسلحة اليمنية جهوزيتَها العالية في التصدي للتصعيد الأمريكي، في الوقت الذي تواصل فيه عملياتها العسكرية ضد العدوّ الصهيوني، الأمر الذي يعكس المرونة العالية للقوات المسلحة اليمنية وقدرتها الفائقة على المواجهة والمناورة في عدة محاورَ.
ووفقَ خبراء ومحللين عسكريين، فَــإنَّ رهانَ أمريكا على حاملات الطائرات الأمريكية والطائرات المسيرة في عدوانها على اليمن خاسرٌ وغيرُ مُجدٍ، ولن يفضيَ إلى نتيجة، بقدر ما يعزِّزُ الهزيمةَ لأمريكا وسقوط ما تبقى من “هيبتها بنظرِ حلفائها” في المنطقة، وهو ما يجري تأكيدَه مرارًا وتكرارًا على لسانِ العدوِّ نفسِه.
محمد حتروش| المسيرة