الزراعة تستعرض تقريرا حول إنجازات مشروع مكافحة العفن البني في البطاطس
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
القاهرة - أ ش أ:
أكد تقرير تلقاه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي من الدكتورة نجلاء بلابل مدير مشروع حصر ومكافحة العفن البني في البطاطس، حول إنجازات المشروع خلال الفترة من منتصف نوفمبر الماضي وحتى منتصف يوليو الجاري أن إجمالي ما تم فحصه من بطاطس المائدة المعدة للتصدير لمختلف دول العالم بلغ مليونا و50 ألفا و993 طنا، تمثل 42 ألفا و166 عينة، تم فحصها خلال تلك الفترة.
وقالت مدير المشروع إنه بالنسبة للفحص الظاهري لعينات السحب الحقلي للبطاطس (عمر 75 يوما من الزراعة) فبلغ إجمالي عدد العينات التي تم فحصها خلال نفس الفترة، 7729 عينة للعروة الشتوية، و3888 عينة للعروة الصيفية، بينما بلغ إجمالي مساحة البطاطس المزروعة داخل المناطق الخالية من العفن البني حوالي 77 ألف فدان للعروة الشتوية، و36 فدانا للعروة الصيفية، مشيرة إلى أن المناطق الخالية من العفن البني في البطاطس، تعد هي المناطق المخصصة للتصدير.
وفيما يتعلق بأعمال وحدة الرصد والمتابعة "الجيومكانية"، قالت الدكتورة نجلاء بلابل إنها تعتبر مواكبة للتكامل مع منظومة التحول الرقمي لجميع البيانات الحكومية؛ حيث تم تطبيق هذه التقنية في أعمال مشروع حصر ومكافحة مرض العفن البني.
وأضافت أنه تم إنشاء قاعدة بيانات جغرافية موحدة لكل المناطق الخالية من مرض العفن البني على مستوى الجمهورية، فضلا عن ميكنة جميع الأعمال الورقية التي يقوم بها مهندسو المناطق الخالية من مرض العفن البني في البطاطس لربطهم مباشرة بإدارة المشروع لمتابعة جميع الإجراءات الخاصة بزراعة وإعداد وإنتاج البطاطس في المناطق الخالية في حينها، وذلك عن طريق توفير تابلت لكل مهندس بعد أن تم الانتهاء من عمل قاعدة بيانات متكاملة تضمنت كل أعمال مهندسي المناطق الخالية وكل بيانات الأكواد المزروعة.
وأوضحت أنه نظرا لزيادة المساحات المنزرعة بمحصول البطاطس في المناطق الخالية من مرض العفن البني سنويا، فضلا عن بعد المسافات بين المزارع واختلاف توزيعها على جميع المحافظات، تم اللجوء إلى إحدى التقنيات الحديثة وغير التقليدية في رصد ومتابعة هذه المساحات الشاسعة، وهي تقنية الاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية، حيث تم إنشاء وحدة الرصد والمتابعة (الجيومكانية) في يناير 2020 لتعمل على رصد ومتابعة كل المناطق الخالية المزروعة بمحصول البطاطس على مستوى الجمهورية.
وأشارت إلى أنه تم إطلاق بوابة خدمات لمنتجي ومصدري البطاطس متاحة على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الشخصية، حيث تشمل: خدمة أسس مزرعتك، حيث يتم رسم المزارع المراد تأسيسها بما تحتويه من أجهزة وحوش وإضافتها إلى قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية، وخدمة تابع مزرعتك، والتي يتم عن طريقها رفع نتائج تحليلات الاستشعار من البعد باستخدام صور الأقمار الصناعية والتي تشمل: تحليل ملوحة التربة، المحتوى المائي للتربة والنبات، معرفة صحة النبات، والمساحة المحصودة يوميا، وذلك على مدار الموسم الزراعي بداية من مرحلة ما قبل الزراعة وحتى الحصاد، مشيرة إلى أنه تم عمل أطلس لأصناف البطاطس المشهورة من خلال التعاون مع معهد بحوث البساتين وتم إضافته على أجهزة التابلت، لمساعدة مهندسي المناطق الخالية في التعرف عليها.
وحول أعمال الوحدة خلال هذا الموسم، أوضحت مدير المشروع أنه تم تأسيس 90 ألف فدان من المناطق الخالية من العفن البني وإدراجها ضمن قاعدة البيانات الجغرافية الخاصة بوحدة الرصد والمتابعة الجيومكانية ليصبح إجمالي مساحة المناطق الخالية 642 ألف فدان، وكذلك تم إرسال ملفات كتاب المناطق الخالية إلى المفوضية الأوروبية والتمثيل التجاري ببروكسيل، وكذلك الإدارة المركزية للحجر الزراعي؛ حيث تتضمن هذه الملفات خرائط تعتمد على صور الأقمار الاصطناعية وأسماء المزارع وأكواد المناطق الخالية بالمحافظات المختلفة على مستوى الجمهورية، لافتة إلى أنه تم تحميل 920 صورة فضائية لمتابعة زراعات العروة الشتوية وزراعات العروة الصيفية، وكذلك تتم مراجعة بيانات الاستمارات المرسلة من التابلت إلى منصة إعداد واستقبال البيانات.
وأكدت أنه تم تجديد شهادة الاعتماد الدولية في أبريل 2024 من المجلس الوطني للاعتماد (إيجاك) طبقا للمواصفة القياسية أيزو 17025:2017 لمعامل المشروع للسنة الرابعة على التوالي، موضحة أن الاعتماد يعد خطوة ضرورية في ظل فتح الأسواق التصديرية الجديدة وهو دليل على كفاءة وأهلية معامل المشروع لأداء الاختبارات المكلف بها من حيث نظام الإدارة، وكفاءة العاملين، وكفاءة وتطوير الأجهزة، ومتابعة واستخدام الجديد من بروتوكولات الفحص المعتمدة دوليا، وإرضاء العميل، والتحسين المستمر للخدمة المقدمة، وكذلك تطبيق مبادئ الشفافية والحيادية مع جميع المستثمرين.
ولفتت إلى أن المشروع يسهم أيضا في مبادرات الدولة لخفض أسعار السلع والمنتجات الغذائية ومحاربة الغلاء، لرفع العبء عن كاهل المواطنين؛ حيث تم فتح منفذ البيع الموجود بالمشروع، والاشتراك في المعارض التي يتم تنظيمها في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بالاستعدادت لموسم 2024- 2025، أكدت الدكتورة نجلاء بلابل أنه تم إدخال بيانات الثلاجات المصرح لها بتخزين التقاوي المعتمدة (تقاوي الكسر المحلي) داخل قاعدة البيانات الجغرافية ليصبح إجمالي عدد الثلاجات 138 ثلاجة، وكذلك تم فحص 7355 عينة لكمية 143 ألف طن من تقاوي الكسر المحلي (الثلاجات) وذلك قبل دخولها الثلاجات وسيتم فحصها مرة أخرى قبل خروجها من الثلاجات قبل زراعتها في العروة الشتوية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: انحسار مياه الشواطئ انسحاب بايدن نتيجة الثانوية العامة الطقس أسعار الذهب إسرائيل واليمن أحمد شوبير أحمد رفعت سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان علاء فاروق وزير الزراعة مشروع مكافحة العفن البني العفن البني في البطاطس مكافحة العفن البني في البطاطس العفن البنی فی البطاطس المناطق الخالیة من أنه تم إلى أن
إقرأ أيضاً:
"القصيبي": الوضع فى اليمن كارثي بكل ما تحمله الكلمة
و"مسام" مفتاح الخلاص للشعب اليمني من كابوس الألغام
"الحوثي" زرعت الألغام في 18 مديرية من أصل 22
نزع 476,432 لغماً غير منفجرة وعبوة ناسفة من يونيو 2018 وحتى ديسمبر 2024
550 موظف فى 32 فريق تحت إشراف 30 خبيرا
بين الحقول الخضراء التي كانت يومًا رمزًا للحياة والأمل، تكمن قنابل خفية تحت التراب، تهدد حياة الملايين وتخنق أحلام المستقبل في اليمن، حيث الحرب ألقت بظلالها الثقيلة، أصبحت الألغام الأرضية كابوسًا يوميًا يعاني منه الأطفال والنساء والمزارعون على حد سواء. هذه الأدوات القاتلة لا تميز بين مدني وعسكري، فهي تزرع الموت بصمت في كل خطوة.
وسط هذا الواقع المؤلم، تبرز جهود نزع الألغام كعمل إنساني نبيل، يحمل في طياته الأمل لإعادة الأرض إلى أصحابها والحياة إلى طبيعتها. جنود مجهولون يخاطرون بحياتهم يوميًا لإزالة شبح الموت من تحت أقدام الأبرياء، ساعين لإعادة الأمان إلى وطن أنهكته الحرب.
ففي أرض اليمن، حيث امتزجت عراقة التاريخ بجمال الطبيعة، تركت الحرب بصماتها القاسية، وفرضت واقعًا مريرًا يثقل كاهل الملايين. بين جبالها وسهولها، لم تعد الحياة آمنة كما كانت؛ إذ أصبحت الألغام الأرضية تهديدًا يوميًا لكل من يعيش هناك. هذه الأدوات القاتلة، التي زرعت دون تمييز، حوّلت أراضي اليمن الخصبة إلى حقول موت صامتة، تنتظر أن تخطف أرواح الأبرياء في أي لحظة.
فلا يمر يوم دون أن نسمع قصة طفل فقد ساقيه أثناء اللعب، أو مزارع لم يعد قادرًا على العمل في أرضه خوفًا من أن تكون ملغومة. النساء، الأطفال، وكبار السن، كلهم يدفعون الثمن الباهظ لهذه الألغام التي لا تفرق بين من يمر فوقها. خلف كل حادثة هناك معاناة، وهناك أحلام تحطمت، ومستقبل توقف عند لحظة الانفجار.
لكن وسط هذا الظلام، هناك أبطال يعملون بصمت لتغيير هذا الواقع، إنهم رجال ونساء يخاطرون بحياتهم يوميًا لنزع الألغام، ليعيدوا الأرض إلى أهلها، ويمنحوا الأمل لأولئك الذين فقدوه. كل خطوة يخطونها هي تحدٍ جديد، وكل لغم يزيلونه هو حياة تُنقذ. هؤلاء الأبطال، الذين نادرًا ما يُسلط الضوء على جهودهم.
يقدم "الوفد" حوارًا استثنائيًا مع الأستاذ أسامة بن يوسف القصيبي مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، ينقل لنا فيه صورة أعمق عن المأساة التي يعيشها اليمن بسبب الألغام، وعن الأمل الذي يولده العمل الدؤوب لنزعها، وعن المخاطر التي يواجهها، وعن التحديات النفسية والجسدية التي يتعرض لها، والجهود المبذولة لإزالة هذا الكابوس من حياة اليمنيين، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم هذه القضية الإنسانية الملحة.
التعريف بالمركز وأهدافه
ما هي الخلفية التي تأسس عليها مشروع "مسام"، وما هي رسالته الأساسية؟
- في البداية يجب الإشارة إلى حجم المعاناة التي يعيشها الإنسان اليمني بسبب علب الموت المتفجرة، الوضع على الأرض كارثي بكل ما تحمله الكلمة، فعندما تجد شعب كامل لدولة شقيقة يعيش رعب من خطر الألغام ويعاني ويلات ما تسببه من بتر وإعاقات وإزهاق لأرواح الأبرياء، وهنا جاء الدور السعودي استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية ومكانتها العالمية والفعالة في الأعمال الإنسانية، ليكون بمثابة مفتاح الخلاص للشعب اليمني من كابوس الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي بشكل عشوائي، وجند المشروع لهذه الأهداف الإنسانية ثلة من الخبراء وفرق ميدانية مدربة ومدهم بأحدث التقنيات في مجال نزع الألغام، لبلوغ الهدف (حياة بلا ألغام) في الأراضي اليمنية.
كيف تصفون حجم وتأثير مشكلة الألغام في اليمن؟
- كما قلت لك، مشكلة الألغام هي كارثة إنسانية كبرى سيعاني اليمن منها لسنوات، وتحتاج لسنوات من العمل المتواصل، بالتأكيد أثرت بالفعل على البنية التحتية للدولة، ودمرت كل ما له علاقة بالحياة، مثل الطرق الرئيسية والمدارس والمساجد والمستشفيات وآبار المياه ومناطق الرعي، لا توجد منطقة سيطرت عليها ميليشيات الحوثي وخرجت منها دون أن تجعلها حقل للألغام، والأدهى من ذلك أن هناك العديد من المناطق التي قامت الفرق الهندسية لمشروع «مسام» لنزع الألغام- اليمن، بتطهيرها من الألغام، ثم مع اختلاف خطوط التقدم والانسحاب في الحرب التي دارت بين هذه الميليشيات الانقلابية والحكومة الشرعية وعودة سيطرة الحوثيين على بعض المناطق مرة أخرى قاموا بتلغيمها من جديد، ونحن واجهنا ذلك خلال عملنا منذ بداية المشروع في يونيو 2018م وحتى الآن.
ما هي الأهداف الاستراتيجية لمشروع "مسام" على المدى القصير والطويل؟
بكل تأكيد لدينا أهداف استراتيجية واضحة وثابتة تعمل فرق مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، طوال الوقت على تحقيقها، وأبرزها على سبيل المثال لا الحصر:
- نزع الألغام والذخائر والعبوات غير المنفجرة من كافة الأراضي اليمنية المحررة لتطهيرها وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها.
- تعزيز عناصر السلامة في المناطق اليمنية المحررة، والتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني.
- تدريب وتأهيل كوادر وطنية يمنية على كيفية التعامل مع الألغام والذخائر والعبوات غير المنفجرة للمساهمة في إزالة خطرها عن الشعب اليمني.
- وضع آلية تساعد الفرق اليمنية العاملة في مجال نزع الألغام على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام والذخائر والعبوات الناسفة غير المنفجرة.
- تجهيز فرق محلية تتولى المعالجة الفعالة للمأساة الإنسانية التي تسببها كارثة الألغام للضحايا وأسرهم.
- وضع استراتيجية تمكن المجتمع اليمني من تحمل المسؤولية على المدى الطويل في سيناريو ما بعد الحرب للوصول إلى «حياة بلا ألغام».
العمليات والإنجازات
ما حجم المناطق التي تم تطهيرها من الألغام حتى الآن؟
- زرعت الميليشيا الحوثية الألغام في 18 مديرية من أصل 22 في المحافظة، وتعد محافظة تعز أكثر المحافظات اليمنية تأثرا بالألغام والعبوات الناسفة والذخيرة غير المنفجرة، وتأتي محافظة مأرب في المرتبة الثانية، تليها محافظة عدن في المرتبة الثالثة، بعد ذلك تأتي محافظات شبوة والجوف في المرتبتين الرابعة والخامسة.
وفي المرتبة السادسة تأتي محافظة الحديدة، وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها فرق «مسام» في المحافظة لتطهيرها من الألغام إلا أن مناطق كبيرة لا تزال ملغومة أغلبها لا تستطيع فرق «مسام» الوصول إليها بسبب سيطرة الحوثيين عليها.
تأتي بعد ذلك محافظات لحج والضالع والبيضاء وصنعاء وصعدة، حيث تعمدت الميليشيا الحوثية زراعة الألغام في كافة المناطق الحيوية التي ترتبط مباشرة بحياة المدنيين ومصادر
عيشهم، وركزت الميليشيا الحوثية في زراعتها للألغام على المناطق السكنية والطرقات العامة والأراضي الزراعية ومناطق الرعي.
هل هناك أرقام محددة لعدد الألغام التي تم نزعها منذ بدء العمليات؟
- بالتأكيد، فجميع فرقنا تقوم بعمل حصر أسبوعي ولدينا كذلك تقرير شهري، وجميعها تقارير تنشر في الإعلام العربي والدولي كذلك، وقد بلغ إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن في يونيو 2018م وحتى ديسمبر 2024م، عدد 476,432 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، بينما بلغ إجمالي مساحة الأراضي التي تم تطهيرها 63,378,671 (م2).
الرقم كبير وضخم بالتأكيد، ولكن مازال هناك الكثير من الألغام والعبوات المدفونة في باطن الأرض لا أحد يستطيع توقع حجمه، لكن فرقنا حتى تاريخ هذه المقابلة تمكنت من انتزاع أكثر من 476 ألف من علب الموت مقسمة إلى:
الألغام المضادة للأفراد: 6,690
الألغام المضادة للدبابات: 145,815
الذخائر غير المنفجرة: 315,747
العبوات الناسفة: 8,180
ما هي أبرز التحديات التي تواجه فرق العمل أثناء عمليات نزع الألغام؟
لم يحصل مشروع «مسام» على أي خرائط لزراعة الألغام، منذ بدء العمل حتى اليوم، ويعتمد على فرق المسح الميدانية وعلى المعلومات التي يتم جمعها من الميدان، وأيضا حوادث الانفجارات التي تحدث بشكل شبه يومي.
وبالإضافة إلى غياب الخرائط فهناك الكثير من التحديات التي تواجهها فرق «مسام»؛ مثل البعد الجغرافي، والمساحة، والزراعة العشوائية، وتطور الصناعة المحلية للألغام، ووجدت فرق «مسام» الألغام في مناطق من الصعب التصور بالعثور عليها، وكذلك استمرار زراعة الألغام بشكل مكثف من قبل المليشيا الحوثية.
هل يمكننا التحدث عن أبرز الإنجازات التي حققها المشروع في حماية المدنيين؟
مشروع «مسام» قدَّم تضحيات جسام وصلت حد فداء الإنسان اليمني بالنفس، فكل لغم أو عبوة يتم انتزاعها هي إنقاذ لروح من أرواح الأبرياء التي تزهقها علب الموت الغادرة، ولم تتوقف جهود مشروع «مسام» عند نزع الألغام والعبوات الناسفة فقط، بل امتدت يد «مسام» إلى الأعمال الإنسانية خارج إطار العمليات.
وانطلاقاً من السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين –أيده الله- في سبيل تقديم الدعم والعون للمحتاجين في كافة أنحاء المعمورة دون تمييز بين دين أو عرق أو لون، سعى مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن، منذ اليوم الأول لعمله في الأراضي اليمنية إلى أن يكون مرآة تعكس ما عليه الإنسان السعودي من بذل وعطاء، فلم يتوقف عمل المشروع على مهمته الأساس المتمثلة في عمل إنساني نبيل، بل لبى نداء الإنسانية. وقد قدم «مسام» العديد من المساعدات للمواطنين اليمنيين، ومد يد العون للمحتاجين، ومن عاشوا ويلات الفظائع التي ترتكبها الميليشيات الحوثية في كل شبر تلوث بحضورها الدامي.
التعاون والشراكات
ما هي طبيعة التعاون بين "مسام" والجهات المحلية والدولية؟
- بالنسبة للجهات المحلية، هناك ترحيب واسع بالمشروع وعمله، وهناك أيضا تسهيلات من السلطات المحلية، وبالفعل يوجد لدينا تعاون وتنسيق دائم بين «مسام» والبرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام في وضع الخطط والبدء بتنفيذ العمليات في المناطق شديدة الخطورة لإزالة التهديد المباشر للسكان المدنيين، وتأمين تحركهم نحو مصالحهم ومعايشهم بصورة آمنة.
أما بالنسبة للجهات الدولية، فيعمل «مسام» بشكل مستقل، وتتحمل الحكومة السعودية التكاليف بالكامل لعمل المشروع وتمويله ودعمه، منذ اليوم الأول. وبفضل ما قدمه المشروع أصبح «مسام» جزءً من حراك إنساني عالمي، هدفه لفت انتباه العالم لحجم كارثة الألغام في اليمن ودعوته للانضمام لركب «مسام» في هذا الكفاح النبيل من أجل حياة آمنة من علب الموت المتفجرة، ومضى «مسام» على هذا النهج عبر خارطة تحركات وفعاليات ومشاركات وتنظيم ندوات والمشاركة في مؤتمرات، والانخراط في مناسبات عدة، من أجل إيصال صوت اليمن للعالم وإطلاعهم على حجم الدمار وحجم الهلاك في اليمن بسبب جائحة الألغام، وحجم المسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتق الضمير العالمي من أجل حل هذه المعضلة وعودة اليمن آمنا من الألغام بمختلف أشكالها وأنواعها المهلكة للحرث والنسل.
وعلى سبيل المثال في مايو 2024م شارك «مسام» في أعمال ندوة الجهود المبذولة في نزع الألغام وتأثيرها على السلام والأمن الإنساني التي تنظمها الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وقد ركزت الندوة على تبادل الآراء والخبرات الدولية وتعزيز العمل المشترك على الصعيد الدولي في مجال نزع الألغام، كما تسلط الضوء على الدور المهم لمشروعات وبرامج نزع الألغام في تعزيز الأمن الإنساني ونشر السلام. وكان «مسام» حاضرا في الدورة 57 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، التي عقدت في أكتوبر 2024م، وأشاد وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، خلال كلمته بالدور الكبير الذي يقوم به مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن، مؤكداً على الأثر الإيجابي الهائل للمشروع في إنقاذ حياة المدنيين وإعادة استصلاح الأراضي الزراعية.
هل هناك مبادرات أو مشاريع مشتركة مع منظمات إنسانية لتوعية المجتمعات المحلية بخطر الألغام؟
-بالطبع هناك دائما حملات توعوية تقوم بها فرق المشروع لتثقيف وتعريف المواطنين بمخاطر الألغام وكيفية تجنبها من خلال التوعية المستمرة التي تشارك فيها فرق «مسام» بالتعاون مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام «يمك»، وكذلك تقديم الدعم النفسي للمصابين والمتأثرين بالألغام لإعادة دمجهم مرة أخرى في المجتمع.
الجانب الإنساني والتوعوي
كيف يتم تقديم الدعم للضحايا الذين تعرضوا لإصابات بسبب الألغام؟
مشروع «مسام» مسؤوليته هي نزع الألغام، ولكن الجميع يرى على الأرض ما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث بادر المركز إلى دعم تمويل برنامج الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في الجمهورية اليمنية لتقديم الخدمات الصحية بالمجان لذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما حالات البتر والمعاقين حركياً.
ما هي برامج التوعية التي ينفذها المركز لزيادة الوعي بمخاطر الألغام؟
هناك حملات توعوية في المدارس وأخرى الميادين العامة، وكذلك توزيع منشورات وعقد ندوات ووضع ملصقات، فلدينا إيمان أن التوعية جزء كبير من حل المشكلة لتفادي تفاقم الكارثة، وبالفعل لقد أصبح الشعب اليمني مدرك لمخاطر الألغام بشكل كبير.
هل لديكم خطط لدمج المجتمع المحلي في عمليات نزع الألغام أو الحماية منها؟
يجب أن أخبرك بشيء، يتكون طاقم مشروع «مسام» لنزع الألغام- اليمن، من 550 موظفاً، ولدينا 32 فريقاً تابعاً لمشروع «مسام»، يعملون على الأرض في جميع المحافظات الملوثة بالألغام، ويتكون كل فريق من كوادر وطنية يمنية، يعملون تحت إشراف وتدريب مستمر من قبل 30 خبيرا من الخبراء السعوديين والأجانب الذين يقومون بعمليات الإشراف والتدريب والتجهيز في جميع أنحاء الأراضي المحررة في اليمن من خلال غرف عمليات المشروع في مأرب وعدن.
التحديات والطموحات
ما هي أبرز التحديات التقنية أو اللوجستية التي تواجهكم؟
يستخدم الحوثيون التمويه في زراعة الألغام، ولمواكبة التطور الحوثي في صناعة وزراعة الألغام، تحصل الفرق بشكل دائم على تدريبات مكثفة بأشكال مختلفة وجديدة لنواكب الصناعة المحلية للألغام، ولقد فطن خبراء «مسام» لتلك الخدع والأساليب التمويهية، فعملوا على رصد ما يتم اكتشافه وتوثيق كل تلك الأساليب وبيان حقيقتها ومد فرق «مسام» في كل المواقع بما يتم اكتشافه أولَا بأول، والتعميم على الفرق بالإجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهتها.
ويقوم خبراء المشروع بمواجهة كل مستجدات الحيل المبتكرة من الحوثيين ومسايرتها بتحديث أساليب جديدة في كيفية مواجهتها وإزالة جميع مخاطرها مهما بلغت درجة التعقيد فيها، وينتظم عمل خبراء مشروع «مسام» باستمرار على مواكبة التغيرات الاستراتيجية التي يستخدمها الحوثيون في الألغام والعبوات الناسفة، ويقومون بتحديث أنظمة الكشف وتطوير أساليب التعامل معها مع القيام بموازاة ذلك بتدريب فرق المشروع على مواجهتها.
كيف تقيمون دور المجتمع الدولي في دعم جهودكم؟
على المجتمع الدولي إدراك الحجم الحقيقي للكارثة في اليمن، والضغط على المليشيا الحوثية للتوقف عن زراعتها للألغام، وتسليم الخرائط، فما زالت مليشيا الغدر والإرهاب الحوثية مستمرة في جرائمها دون أن تردعهم مخافة الله. وفي تقديري أنه قد حان الوقت لكي تتخطى المنظمات الدولية، والدول الكبرى، في مجلس الأمن عبارات الشجب والاستنكار، وأن ترتقي إلى مستوى المسؤولية لإيقاف هذا الإجرام!
ما هي رؤيتكم المستقبلية لمركز "مسام"، وهل لديكم خطط للتوسع في مناطق أخرى؟
- بدأ مشروع «مسام» عمليات نزع الألغام والقذائف والعبوات التي لم تنفجر من الأراضي التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين منذ يونيو 2018م، ومازالت عملياته مستمرة حتى الآن، وحقق المشروع نجاحات كبيرة ساهمت في خلق مساحات آمنة للقيام بكافة الأنشطة الإنسانية وإعادة الإعمار وتدفع للسير قدما في تحقيق العيش بأمن وأمان في المناطق اليمنية التي تم تحريرها.
وهنا يجب الإشارة إلى أن «مسام» يعمل في المناطق المحررة فقط، لأننا مشروع إنساني وليس عسكري، وبالتالي إذا تحررت المزيد من المناطق، سنلبي نداء الواجب وبالطبع ندرجها في خطة التطهير.