صحيفة بريطانية: سكان غزة يائسون من مغامرة حماس باستمرار الحرب
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
ذكرت صحيفة “ذا كريستيان ساينس مونيتور” البريطانية أن هناك استياء وحالة من الاحباط تعم قطاع غزة، بعد الرسالة الأخيرة لحركة حماس التي تحاول فيها الفخر بصمود الشعب وتضحياته، مؤكدين أن الحركة تغامر بحياتهم في الوقت الحالي، وأنهم هم الذين دفعوا الثمن غاليا.
وبحسب الصحيفة، يعيش سكان غزة في ظروف قاسية ومتفاقمة بسبب الصراع المستمر والحصار الخانق، حاولت حماس التفاخر والتعبير بالامتنان بصمود الشعب وتضحياته، عبر رسالة إلى سكان غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الواقع كان مختلفا، إذ عبر سكان قطاع غزة عن استياؤهم من هذه الرسالة التي تحمل رغبة من الحركة لاستمرار الحرب وتقديم المزيد ممن التضحيات، والذي يترجم في قتل مدنيين، وضرب مناطق مدنية وتدمير القطاع بأكمله.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك شعور لدى جزء كبير من سكان قطاع غزة بحالة من الاحباط والاستياء تجاه تمجيد حركة حماس لعملية الصمود والتضحيات، موضحة أنه عبر القطاع، في الأسواق، وحتى المعسكرات ومواقع التواصل الاجتماعي، هناك حالة من الاحباط والغضب لدى سكان قطاع غزة تجاه الحركة.
وأوضحت الصحيفة أن الشكاوي تتضمن الاحساس بتجاهل حركة حماس للمدنيين في غزة، الذين واجهوا وطأة الهجوم الإسرائيلي منذ بدء الحرب.
ومع اشتداد المجاعة والتربح والفوضى الداخلية، أصبحت الحركة غائبة تماما، في حين ينتظر سكان القطاع المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
وبحسب الصحيفة، فإنه في ظل هذه الظروف الصعبة، لم يأخذ غالبية سكان غزة رسالة حماس بالتلويح بالصمود على محمل الجد، بل اعتبروها كنوع من التبرير والهروب من المسؤولين، ومؤكدين أن الرسالة لم تقدم حلولا حقيقية لمشاكلهم المتصاعدة.
كما يلوم سكان القطاع، شن حركة حماس ضربات من داخل مناطق مأهولة بالسكان، والتي تلقى تدمير واسع في حالة رد إسرائيل، كما حدث في خان يونس مؤخرا، إذ باغتت إسرائيل المدنيين بضربات قوية، بعدما اشتبكت حماس من داخل مناطق مصنفة آمنة مع قوات إسرائيلية.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن قطاع غزة يعاني من دمار هائل في البنية التحتية، بسبب القصف المتكرر والحصار المستمر. وتعرضت المستشفيات والمدارس والمنازل والمرافق المدنية لأضرار جسيمة. ويمتد هذا الدمار إلى ما هو أبعد من المرافق ليؤثر على الحياة اليومية، مما يجعل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه صعبًا للغاية. ويعزو السكان هذا الدمار إلى سياسات حماس وتصرفاتها، الأمر الذي يعمق غضبهم وخيبة أملهم.
ونوهت الصحيفة أنه في ظل هذه الظروف، ترتفع الأصوات داخل غزة بحثا عن قيادة جديدة تأخذ رأيهم ووضعهم في الاعتبار، وتحافظ على حياتهم، إذ يعتقد الكثيرون أن الوقت قد حان لتغيير النهج السياسي والعسكري الذي تتبعه حماس، والذي قاد في نهاية المطاف إلى دمار واسع للقطاع ومعاناة السكان.
واختتمت الصحيفة بالقول إن الحرب الحالية كشفت عن التحول الجذري في العلاقة بين قيادة حماس للقطاع والفلسطينيين، كما أثارت آمال لدى الفلسطينيين في القطاع بالوصول إلى قيادة جديدة قادرة على التفاوض بفاعلية وتحقيق حلول دائمة لإنهاء الصراع وإعادة الأمل إلى شعب أنهكته الحرب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة حركة حماس البقاء على قيد الحياة سكان قطاع غزة خان يونس قطاع غزة سکان غزة
إقرأ أيضاً:
انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
تنتعش صناعة الفخار التقليدية جزئيا في قطاع غزة بعد تراجعها لسنوات، مع اضطرار الفلسطينيين إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الحاد في الأطباق وأواني الطعام، في القطاع الذي دمرته حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ 14 شهرا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن، جعفر عطا الله (28 عاما)، وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح (وسط قطاع غزة) أنه يواجه "طلبا غير مسبوق" على الأطباق والأواني الفخارية.
وبعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور بوصفها بديلا يسهّل حياة النازحين قليلا مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطا الله، الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر على صناعة نحو 100 قطعة يوميا، غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها، مثل الزبدية والإبريق والأكواب.
ويضيف أنه كان قبل الحرب ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي "الفواخير" في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان الحي يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة، لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا.
إقبال كبير على أواني الفخار بغزة بسبب انقطاع الأواني المعدنية والبلاستيكية (رويترز) ارتفاع الأسعاروأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطا الله -الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح- إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكلات (2.7 دولار)، أي أكثر بنحو 5 مرات تقريبا عن سعرها قبل الحرب.
وكانت غزة تخضع لحصار بري وجوي وبحري فرضته إسرائيل منذ 2007، غير أن الوضع تدهور بشكل كبير جدا منذ اندلاع حرب إسرائيل على القطاع.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية.
وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب الحرب، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسببت الحرب في شلل القطاع الصناعي بغزة، بينما تكافح المستشفيات أيضًا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطا الله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل خيمة بلاستيكية زرقاء اللون، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية، ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما في السابق، فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لذلك.
أهالي قطاع غزة لجؤوا إلى الأواني الفخارية مع تكرار النزوح (رويترز) ابتكارات للصمودورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، فإن كثيرا كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات إعداد الأطعمة التقليدية فيها، لأنها تحافظ على مذاق مميز.
تقول لارا الترك: "بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري".
وتضيف الترك (40 عاما) وهي ربة عائلة وتقيم في مركز إيواء مؤقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، "اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي"، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن "أكثر من ضعف" ما كان عليه قبل الحرب.
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هو الصحون المخصصة للاستخدام لمرة واحدة في حال توافرها.
وفي قطاع غزة، حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف، لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول. ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.
ودفعت الحرب كل سكان القطاع تقريبا، والبالغ عددهم نحو 2.4 مليون شخص، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة. ويشار إلى أن نحو ثلثي سكان القطاع بالأصل من لاجئي عام 1948.
وبات أكثر من 1.5 مليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.
وبعد كل أمر يصدره الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.
مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.
ونتيجة لحروب عدة، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل، وسط ندرة الوقود.