جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-07@03:19:34 GMT

لا تعبث بأمن وطنك...!

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

لا تعبث بأمن وطنك...!

 

 

◄ أيها المواطن أنت في الخط الأول للدفاع عن أمن وأمان وطنك.. فكن ذا وعي

 

محفوظ بن راشد الشبلي

إنَّ من أجل نِعم اللّه على الإنسان أن يهب له وطنًا آمنًا يعيش فيه بأمان، يستظل بظلاله ويشرب من ينابيعه وينعم بخيراته، وهي نعمة يفتقدها من ليس له وطن، ونحن وللّه الحمد والمِنة قد وهب اللّه لنا وطنًا كريمًا مُباركًا يعزُّ علينا كل حبة تراب فيه، ونحمد اللّه على كل سجدةٍ نسجدها في محرابه، بل ويضيق لنا صدراً إن وجدنا ما يزعزع أمنه واستقراره فهو لنا البيت الذي يأوينا جميعًا.

وقد استعصى على العابثين النيل من هذا الوطن مبتغاهم عبر السنين، وكلما أثقلوا من نيلهم وأكثروا من بث سمومهم، كان التصدي بحكمة أبناء هذا الوطن بالنأي عن كل ما يُعكّر صفوه، ويبقى الوطن خطًّا أحمر لا يمكن تجاوز أمنه واستقراره وأمن أبنائه العزيزين الكرام المستظلين تحت سمائه، ويبقى الوعي هاجسَ كل مواطن يعيش على أرضه عن الانزلاق في مستنقع المغرضين ضده.

فما كان منهم إلَّا أن سلكوا طرقًا أخرى يعبثون بها بضعيفي النفوس، ليبثّوا من خلالهم أفكارهم الضالة وبمغرياتهم المغرغرة، يكونوا هم الأعداء ضد هذا التكاتف القوي والترابط المتين بين أركان المجتمع وشعبه الذي عجزوا عن زعزعته بطرقهم المتعددة؛ فانساقوا للضلالة ولكن كان رجالُ أمن دولتنا لهم بالمرصاد بفضلٍ من اللّه، ولهم نوجه جل التحية والتقدير.

فيا أيُّها المواطن أنت في الخط الأول للدفاع عن أمن وأمان وطنك، وأنت الحصن الحصين له من بعد اللّه سبحانه وتعالى، فكن ذا وعي تام بأنَّ أي فعل يصدر منك بإيعاز من نفسك الأمَّارة بالسوء أو من غيرك ضد وطنك فهو خيانة لوطنك ولمقدساته ولشعبه الذين هم يُمثلون أهلك وناسك وذويك، فلا تنجرف مع التيارات الضالة مهما كان الثمن ومهما بلغت المغريات التي سيغررون بها ويملونها عليك، فلا وطن لك بعد وطنك مهما حاولت تأليب عقلك ضده والمشاهد شاهده على ذلك.

وخلاصة القول.. إنَّ العبث بأمن الوطن وبمكتسباته هو خروج عن ملة الدين والإيمان وهو ضلالة إلى مراتع المظلين، وقد أوصانا اللّه سبحانه ورسوله المصطفى صلوات اللّه وسلامه عليه بالوطن بأن نجعله في أعيننا فهو مَهدنا الذي رأت أعيننا النور فيه، وهو أرضنا التي انغمست أناملنا في تربته، وهو الحضن الذي وضعنا أجنابنا عليه، فإياك ثم إياك أيها العزيز في وطنك أن يكون لك عِزّة غير وطنك ورأي غير رأي وطنك وفكر غير فكر وطنك، واحمد اللّه واشكره على أن وهبنا وطنًا يعز شأنه من عزتنا ويرتفع قدره من قدرنا، فَافخر بوطنك أيها العزيز، واسمُ براياته في الأعالى، ولا تعبث بوطن العِزة والشرف، وطن اسمه عُمان يسمو بهمم أبنائه الكرام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

 أيلول / هبة طوالبة

  #أيلول

#هبة_طوالبة

كانت تلك العجوز تخبرنا كل عام، مع هبوب نسائم أيلول العتيقة، أن الرياح تحمل معها أمواج الذكريات والسعادة. كانت تجلس وسطنا، عينها تتوهج بحب الشباب، وصوتها يهمس كأنها تغني لطفولة ضاعت. “في أيلول”، تقول، “تتوقف الزمن، وتعود الأرواح إلى ديارها”. كنا نجلس جميعًا نستمع إليها، وكأننا نستمع إلى حكايات جدتنا.

في قديم الزمان، وفي مدينة ساحلية صغيرة، عاش شاب جميل يدعى وطن. كان طويل القامة، عيناه تحملان لون البحر، وشعره يرقص مع نسائم الصباح. كان يقضي ساعات طويلة على الشاطئ، يكتب قصائد عن الحرية والعدالة، ويرسم لوحات تعبر عن حبه لوطنه. كانت أحلامه تمتد إلى ما هو أبعد من حدود مدينته الصغيرة، كان يحلم ببناء وطن جديد، وطن يسوده العدل والمساواة، وطن يحترم فيه الجميع.

مقالات ذات صلة المتعلمون في مرمى الطلاق: أزمة طلاق تضرب صفوة المجتمع الأردني. 2024/09/04

ولكن الوطن لم يكن مجرد حلم، بل كان واقعًا مريرًا. كان يبحث عن عمل يوفر له حياة كريمة، لكنه كان يعود خالي الوفاض. في إحدى المرات، شاهد مجموعة من الناس تصفق بحرارة لمسؤول كبير، وبعد الخطاب، بدأ المسؤول بتوزيع المال على الحاضرين. هلم الوطن عليهم، طلب منهم العمل لديه، لكن صوته ضاع في زحام التصفيق. شعر بالإحباط، لكنه قرر أن يكون جزءًا من هذا المشهد، فبدأ يصفق هو الآخر، وكأنه يؤيد ما لا يؤمن به.

مع مرور الوقت، بدأ الوطن يشعر بالاختناق. كان يعيش في تناقض كبير بين أحلامه وبين الواقع المرير. في إحدى الليالي، جلس على الشاطئ ينظر إلى النجوم، وتذكر كلمات العجوز عن أيلول والذكريات. شعر بحزن عميق، وكأنه خسر جزءًا من نفسه.

وفي إحدى الخطابات، ومن شدة لوعة الكذب، عادت حاسة السمع إلى الوطن. صرخ بصوت عالٍ: “يكذبون! يخطئون!”، فصمت الجميع، وتوجهت كل الأنظار إليه. في تلك اللحظة،  قالها يخيطون من جراح الوطن مناصبهم..

ولكن ؟

مقالات مشابهة

  • ”ما الذي سيحدث لك في القبر؟.. أدعية وسنن قد تنقذك من العذاب!”
  • خبير: الدور المصري في التعامل مع القضية الفلسطينة له رؤية متكاملة
  • وجع الرحيل عن الوطن
  • ما مصير الكويكب الذي كان سيضرب الأرض قبل أيام؟
  • خطأ «السادات» الذي أودى بحياته
  • العثور على جثة الطفل اليمني الذي جرفته سيول مكة
  • الزنايدي: هيئة الانتخابات تعبث بمستقبل تونس.. ولن نتسامح مع هؤلاء (شاهد)
  •  أيلول / هبة طوالبة
  • ورڨلة: تدشين مقر الكتيبة الثانية للتدخل السريع بحاسي مسعود
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في كابول