لطالما راهنت القوى السياسية على التسويات الخارجية لحل أزمات البلد واستحقاقاتها، فبعد اتفاق بكين تنفّست هذه القوى الصعداء وذهبت إلى بناء تحليلات وقراءات يصب بعضها في خانة أن الاتفاق الايراني – السعودي سوف يفتح آفاقاً في لبنان لجهة انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، بينما ظن البعض الآخر ان التفاهم سوف ينتج عنه رئيس تسوية بعيدا عن المحاور.



التفاؤل الحذر بانجاز الاستحقاق الرئاسي تبدد وسط أحداث طرأت وفرملت الاندفاعة الايرانية – السعودية مع تعثر الحل في اليمن، والخلاف حول حقل الدرة، فضلا عن المناورات الأميركية قرب قاعدة التنف حيث تتواجد القوات الايرانية وحشود قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات التي تشي بتحول جديد في المنطقة مروراً بزيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الى السعودية، وبحثه وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بلورة رؤية مشتركة لشرق أوسط أكثر سلامًا وأمنًا، والتي ردت عليها ايران بالقول ان الدول الإقليمية لديها القدرة على توفير الأمن والسلامة البحرية في الخليج وبحر عمان من دون تدخل الدول الأجنبية، خصوصا الولايات المتحدة التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الأنانية.

ما تقدم، وربطا بأحداث عين الحلوة التي كادت أن تخرج عن السيطرة وما سبقها من تطور ميداني في الغجر وشبعا شكل دافعا لبعض الدول الخليجية إلى الطلب من رعاياها أخذ الحيطة والحذر وعدم السفر إلى لبنان، ومطالبة السفارة السعودية لدى لبنان، المواطنين السعوديين بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية

كل ذلك وإن دل على شيء فهو يدل على أن الفراغ الرئاسي سوف يطول وان الأوضاع سوف تزداد تعقيداً على عكس رهانات البعض، خاصة وأن حزب الله يعتبر أن لبنان لا يتحمّل رئيساً للجمهورية يأتي بسلاح العقوبات التي يخطىء من يظن أنها تشكل عامل ضغط على الحزب وحركة امل للتراجع عن موقفهما من ترشيح فرنجية، علما أن مصادر سعودية رفضت عبر "لبنان 24" الدخول في تفاصيل قرار المملكة، مكتفية بالقول: "إن المسألة حساسة وإن قرار مغادرة لبنان هو قرار سيادي ونحن لا نتدخل في شؤون لبنان الداخلية لكننا مستمرون في تقديم المساعدات الانسانية والعمل في من أجل لبنان ضمن اللجنة الخماسية.

ولذلك، فإن الخشية من التوتر الأمني في لبنان يبقى مشروعا وإن كان في تقدير الباحث المصري في شؤون الشرق الأوسط رمضان الشافعي غيث أنه( التوتر) لن يتجاوز العمليات الأمنية الخاطفة، لأن الأوضاع في محيط لبنان أو في الداخل لا تحتمل أكثر من ذلك، علما أن غيث يظن في حديثه لـ"لبنان24" أن ربط القرارات الخليجية ببعد إقليمي أمر وارد في ظل أزمة الفراغ الرئاسي، وتلكؤ أو فشل النخبة السياسية في لبنان في اختيار رئيس جديد، مع أزمة اقتصادية طاحنة، وهو ما يشير إلى اعتبار أن القرارات الخليجية جاءت في إطار الضغط على الساسة اللبنانيين، بالإضافة إلى احتمالية التوتر الأمني ،معتقدا أن هناك تنسيقا خليجيا-أميركيا على المستوى السياسي والأمني بشأن لبنان، خصوصًا مع فشل كل الجهود لانتخاب رئيس جديد للبنان، ومعالجة القضايا الملحة الأخرى على المستوى الاقتصادي والقضائي، وهو ما ظهر في بيان "الخماسية" الأخير.

وسط ما تقدم، تعمل مصر كعادتها في المنطقة على استقرار لبنان، بالتنسيق مع حلفائها من أجل مصلحة الشعب اللبناني، وهي، كما يؤكد غيث، أقرب إلى الموقف الخليجي، في أن الملف الرئاسي لا يمكن حله من الخارج، فساسة لبنان عليهم اختيار رئيسهم، وعلى الدول الحليفة تسهيل الحوار من أجل الوصول إلى توافق. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان

أوضح الرئيس اللبناني جوزف عون، أن من التحديات التي يواجهها لبنان، تنفيذ القرار 1701، مؤكدًا أن الوضع في لبنان لن يستقر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأضاف: اتفاق وقف إطلاق النار كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتنا، متابعًا: لا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية".التحديات التي يواجهها لبنانوذكر عون: "لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب المحتل من أرضنا وعودة الأسرى إلى أحضان وطنهم وأهلهم".
أخبار متعلقة معبر رفح البري يستقبل 35 مصابًا فلسطينيًا و44 مرافقًابينهم صحفيون ومصورون.. استشهاد 9 فلسطينيين في شمال قطاع غزةوأضاف: "هذا يوجب أيضا وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للإيفاء بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ".
وقال عون إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب منا جميعا العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص، لكي نعيد بناء ما تهدم، ونضمد جراح المتضررين، ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جوزف عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان - وكالات
وتابع الرئيس اللبناني: "التحديات التي يواجهها لبنان كبيرة ومتنوعة، لكن إرادة الحياة لدى اللبنانيين أكبر وأقوى، من أجل بناء لبنان القوي بدولته ومؤسساته، المزدهر باقتصاده وموارده، المتألق بثقافته وحضارته، المتمسك بهويته وانتمائه، المنفتح على محيطه العربي والعالمي".مؤسسات الدولة اللبنانيةوواصل عون: "إذا كان الصوم يعلمنا التضامن والوحدة، فإن رمضان يذكرنا بأهمية المشاركة والانخراط الإيجابي في قضايا وطننا. فلبنان الذي نعتز به جميعا، هو وطن الرسالة والتنوع والتعددية، وطن يتسع للجميع بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم".
وأضاف: من هنا تأتي أهمية المشاركة السياسية لجميع شرائح المجتمع اللبناني، من دون تهميش أو عزل أو إقصاء لأي مكون من مكوناته. وإن هذه المشاركة تقوم على مبدأ أساس وهو احترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتفسيرهما الحقيقي والقانوني لا التفسير السياسي أو الطائفي أو المذهبي أو المصلحي".
وأكد أن "الدولة اللبنانية بمؤسساتها المختلفة، وبقدر حرصها على حماية التنوع اللبناني وخصوصيته، فإنها ملتزمة، وقبل أي شيء، بحفظ الكيان والشعب، فلا مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية القادرة العادلة، التي ينبغي بناؤها وتضافر جميع الجهود لأجل ذلك.

مقالات مشابهة

  • عون إلى باريس هذا الشهر وسلام إلى السعودية بعد الفطر.. مقترح أميركي لإيقاف مساعدات لبنان تدريجياً
  • كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
  • محمد فراج: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد بيانا رئاسيا صاغته أمريكا وروسيا يدين أعمال العنف في اللاذقية وطرطوس
  • ماذا قال مصدر أميركي عن لبنان والتطبيع؟ معلومات جديدة
  • قمة طرابلس.. تنسيق إقليمي في مواجهة التحديات الأمنية والتنافس الدولي
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • أمين تنظيم الريادة: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار لموقف مصر