المرشح لرئاسيات تونس زهير المغزاوي: ساندنا سعيّد ولم نجد إلا الشعارات
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أعلنت حركة " الشعب " التونسية (الحزب الأكثر دعما للرئيس قيس سعيد)، رسميا عن ترشيح أمينها العام زهير المغزاوي للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
وأكد المغزاوي في تصريح لـ"عربي 21"، أن ترشحه للسباق الرئاسي المقرر في 6 تشرين الأول/ أكتوبر القادم لا يعني التخلي عن قيس سعيد ومسار 25 تموز/ يوليو.
وأشار المغزاوي إلى أنه سيكون ضمن الدور الثاني وله ثقة في ذلك وأن التونسيين سيصوتون له، داعيا الشعب إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات وعدم مقاطعتها لأجل كسر حاجز الخوف.
وزهير المغزاوي نائب شعب عن محافظة قبلي جنوب تونس، ذو توجه قومي ناصري ويعتبر من أشد داعمي الرئيس قيس سعيد ومساره.
وتابع، " نحن اليوم في محطة مهمة إما أن نكرس ديمقراطية حقيقة أو العودة إلى الوراء، ونطالب هيئة الانتخابات بالحياد التام واحترام القانون وتطبيقه على نفس المسافة من جميع المترشحين " .
وأفاد المغزاوي، " كنا من المساندين لقيس سعيد ولمسار وإجراءات 25 تموز/ يوليو، لأننا اعتبرناها لحظة تاريخية ولكن بعد تقييم لثلاث سنوات لم نجد إلا الشعارات دون أية انجازات ".
وفي رد عن سؤال، فيما إذا إعلان الترشح يعد تخليا نهائيا عن سعيد أجاب المغزاوي " الترشح لا يعني التخلي عن قيس سعيد ولا مسار 25 تموز/ يوليو 2021 ، وإنما نحن نقدم عرضا بديلا للشعب التونسي لأجل الانقاذ " .
وشدد المغزاوي " نحن لا نترشح ضد أي أحد بل نحن نقدم أنفسنا كبديل ونحن ضمن قلب مسار 25 تموز/ يوليو " .
وبخصوص التضييقات التي يتعرض لها من عبروا عن رغبتهم في الترشح للرئاسة والملاحقات القضائية التي يتعرضون لها، أوضح المغزاوي " هذا الوضع غير طبيعي، ونحن نرفض ذلك ونطالب بوضع حد لكل التضييقات ونزع الخوف من قلوب التونسيين".
وبخصوص الأطراف الداعمة لترشيح المغزاوي لرئاسة الجمهورية، قال "بدأنا حوارات مع أصدقاء وطلبنا منهم الدعم، البعض قبل والبعض الآخر مازال بصدد التفكير، ولدينا شركاء من الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية ونحن منفتحون ونتشاور معهم " .
يشار إلى أن الأمين العام المساعد باتحاد الشغل سمير الشفي قد حضر الندوة الخاصة بإعلان ترشح زهير المغزاوي دون الإدلاء بأي تصريح.
ووفق الأرقام الرسمية لهيئة الانتخابات فقد قام 90 شخصا بسحب استمارة التزكية الخاصة بالترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
من جانبه، شدد رئيس الهيئة فاروق بوعسكر على مبدأ المساواة بين جميع المترشحين في التغطية الإعلامية وحضورهم في وسائل الإعلام العمومية والخاصة.
وأكد بوعسكر أن مبدأ حياد الإدارة وعدم استغلال الوسائل والمقدرات العمومية من ضمن المبادئ الأساسية المنصوص عليها بالقانون الانتخابي ويتم مراقبتها مع انطلاق الحملة الانتخابية.
وسيفتح باب إيداع الترشحات للانتخابات الرئاسية ابتداء من الاثنين 29 تموز/ يوليو 2024، وينتهي يوم 6 آب/ أغسطس القادم.
وتتولى الهيئة الإعلان عن قائمة المترشحين المقبولين نهائيا بعد انقضاء الطعون وفي أجل لا يتجاوز الثلاثاء 3 آيلول / سبتمبر 2024، فيما تنطلق الحملة الانتخابية السبت 14 آيلول / سبتمبر، وتنتهي 4 تشرين الأول/ أكتوبر القادم على أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية في أجل أقصاه يوم التاسع من نفس الشهر .
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الشعب التونسية قيس سعيد هيئة الانتخابات تونس الشعب هيئة الانتخابات قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکتوبر القادم تشرین الأول قیس سعید
إقرأ أيضاً:
علبة أحمد سعيد من صوت العرب إلى ضجيج أحمد موسى
حين انطلقت الإذاعة المصرية بجملتها المرتبكة الأولى: "آلو آلو.. هنا الإذاعة"، كانت مجرد تجربة ناشئة تابعة لوزارة المواصلات، لكن مع مرور الوقت، ومع تحويلها إلى هيئة مستقلة، أصبحت قوة ناعمة لا تُضاهى. وجاء إطلاق إذاعة "صوت العرب" عام 1953 ليشكل نقلة نوعية، حيث تحولت إلى مشروع ثوري يحمل رسالة تحررية عابرة للحدود، تخشاه القوى الاستعمارية كما حدث في الجزائر، حين منع الاحتلال الفرنسي بيع أجهزة الراديو التي تلتقط بثها.
في ذروة مجدها، دعمت "صوت العرب" حركات التحرر بإطلاق إذاعات مخصصة، مثل إذاعة الجزائر التي بدأت بثها من القاهرة عام 1967 لدعم الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، وإذاعة فلسطين التي انطلقت عام 1960 كأول منصة إذاعية تعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني. كما لعبت الإذاعة دورا بارزا في دعم نضال المغرب ضد الاستعمار الفرنسي، إذ ساهمت حملاتها في عودة السلطان محمد الخامس من المنفى ورفع الحماية الفرنسية عن البلاد، وهو ما دفع السلطان إلى الإشادة بدورها، واصفا إياها بالبشير الذي ألهم شعبه للثورة ونيل الاستقلال. ولم يقتصر دور الإذاعة على الوطن العربي، بل امتد إلى دعم نضالات الشعوب الأفريقية، لتصبح رمزا للتحرر والوحدة.
قاد هذا المشروع أحمد سعيد، الذي لم يكن مجرد مذيع، بل رمزا لمرحلة استثنائية في تاريخ الإعلام العربي، حيث نجح في جعل صوته رمزا للقومية والتحرر حتى عُرفت أجهزة الراديو في الشوارع الشعبية بـ"علبة أحمد سعيد"، وكان صوته يمثل الأمل والتحرر في آن واحد، بينما كانت شخصيته تخترق السياسة الدولية إلى حد رفض البرلمان البريطاني وجوده في وفد مصري عام 1965 بسبب تأثيره في الرأي العام، متهما إياه بالتحريض على الجنود البريطانيين.
لكن كما صنع أحمد سعيد أسطورته بصوته ورسائله، بدأ سقوطها مع نكسة يونيو 1967. وتحولت "صوت العرب" إلى منصة للتضليل، تبث بيانات عن انتصارات وهمية، مثل: "سندخل القدس عصرا"، و"فتحنا باب الحجز لحفل أم كلثوم في تل أبيب الخميس القادم". اعتذر لاحقا أحمد سعيد قائلا: "كنت أقرأ ما يصلني من بيانات رسمية"، لكن ذلك الاعتراف لم ينقذ الإعلام المصري من انحدار المصداقية. وكان شهادة على حقيقة أن الإعلام أداة في يد السلطة.
يمكنك أن تنتقد أحمد سعيد، أو تلتمس له العذر، لكنه بلا شك كان صوتا يحمل قضية ومشروعا. ولا يمكن مقارنة أحمد سعيد بأي وجه من وجوه الإعلام المصري الحالي، لكنه يبقى جزءا من بداية التحول الذي انتهى بأحمد موسى، وهنا نرى الفارق الحقيقي؛ أحمد سعيد كان صوتا صنعه مشروع قومي، بينما أحمد موسى هو منتج طبيعي لغياب المشروع ولأزمان المسخ. موسى ليس إعلاميا بقدر ما هو ظاهرة شعبوية، تنطق بالجهل والاستقطاب والتحريض، وإذا كان الإعلام المصري في بداياته يتبع وزارة المواصلات، فإن الإعلام الحالي بقيادة أحمد موسى يبدو وكأنه يتبع وزارة الصرف الصحي.
الإعلام المصري الذي كان يوما صوت العرب جميعا، يحمل همومهم ويدافع عن قضاياهم، أصبح اليوم أداة تُعاديهم، فأحمد موسى، بوق النظام الحديث، جسّد هذا الانحراف بعدائه الصريح للشعوب العربية. الفلسطيني بالنسبة له "إرهابي"، حيث وصف المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بأنها خطر على الأمن القومي المصري، واتهمها بالتآمر على الدولة المصرية. والسوري عند موسى ليس ثائرا يبحث عن الحرية، بل "تكفيري إرهابي" يدمّر وطنه. أما الجزائري، فقد دعا موسى صراحة إلى قتله خلال الأزمة التي أعقبت مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر عام 2010، حين استغل خلافا رياضيا لتحويله إلى عداء شعبي مقيت، في موقف يعكس استعداء فجا لشعب وقف يوما بجانب مصر في معاركها الكبرى، هذا التحول الكبير في الخطاب الإعلامي المصري يعكس تراجع الدور الريادي لمصر في خدمة قضايا الأمة والتحرر، وغياب الرؤية الاستراتيجية للأنظمة المتعاقبة على حكم مصر.
على النقيض، استطاعت قنوات مثل "الجزيرة" أن تحتكر أكثر من نصف مشاهدات العالم العربي، لأنها تبنت قضايا الشعوب وعبّرت عن همومهم، فالفارق ليس في التكنولوجيا، ولا في الزمن، بل في الروح التي كانت تدفع إعلاما يقاوم الاستعمار إلى إعلام يخدم الاستبداد.
هبط الإعلام المصري من قمة المجد، حين كان "صوت العرب" رمزا للوحدة والتحرر، إلى قاع الانحدار، حين صار صوتا للكراهية والعدوان. وبين إذاعة الجزائر في القاهرة عام 1967، وتحريض أحمد موسى على الجزائر عام 2010، تكمن قصة انحدار مؤلمة من إعلام يحمل رسالة أمة إلى إعلام يهدد وحدتها.