بعث الاتصال بين رئيس مجلس السيادة السوداني الإنقلابي عبد الفتاح البرهان، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد الأسبوع المنصرم، آمال الشعب السوداني بإمكانية إيقاف حرب 15 أبريل المدمرة، والتي تسببت في أكبر عملية نزوح يشهدها العالم وفق الأمم المتحدة.

تقرير _ التغيير

ويأتي هذا التفاؤل للدور الذي ظلت تلعبه الإمارات في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم نفي الإمارات المستمر دعمها لقوات الدعم السريع إلا أن خبراء من الأمم المتحدة قالوا إن ما ذكر يتسم بالمصداقية.


ووصل الخلاف بين السودان والإمارات أروقة الأمم المتحدة كأكبر تصعيد دبلوماسي بين الدولتين، وظهرت تلك الاتهامات خلال جلسة محتدمة لمجلس الأمن في يونيو الماضي.

أول اتصال

ويعتبر الإتصال بين البرهان وبن زايد أول اتصال علني بين الرجلين منذ أن بدأ الجيش السوداني في انتقاد الإمارات صراحة، ولعب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد دوراً مهماً في الإتصال الهاتفي بعد أن وصل بصورة مفاجأه للعاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان الخميس، وعقد لقاءً مع البرهان داخل سيارة قادها الأخير بنفسه دون أن يتم الكشف عن مادار في هذا اللقاء، وتمخض عنه هذا الاتصال”.

إنهاء الحرب

فيما قالت مصادر دبلوماسية بحسب وكالة “رويترز” إن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ناقشا مقترحا من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد للتوسط من أجل إنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ 15 شهرا.

ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)  الخميس الماضي أن الشيخ محمد بن زايد أكد خلال اتصال هاتفي “حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء”.

وبعد ساعات من بيان (وام)، قالت الحكومة السودانية في بيان إن البرهان طلب من رئيس الإمارات وقف دعم بلاده لقوات الدعم السريع”التي تقتل السودانيين وتدمر بلدهم وتشردهم”.

وساطة بين البلدين

ويرى الخبير الدبلوماسي السفير الصادق مقلي، أن هذه الخطوة لم تأتي من فراغ سيما و إنها جاءت في اعقاب الزيارة الخاطفة التي قام يها أبي أحمد للخرطوم مما يدعو للاعتقاد أنها جاءت في إطار وساطة بين البلدين من قبل أبي أحمد…خاصة وأن الأخير يدرك تماما أن التوتر بين البلدين لا يساهم في إنجاح المبادرات والمساعي المبذولة في أديس أو جدة و التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في السودان…في ظل اتهام السودان و بعد الدوائر العالمية بتورط الإمارات في الحرب لصالح الدعم السريع”.
وأوضح الصادق المقلي في مقابلة مع «التغيير» أن أبى أحمد يعتقد أن التوصل إلى التسوية السلمية للنزاع تمر بالضرورة بجانب أديس أو جده عبر بوابة أبوظبي..بمعنى أن الإمارات مؤهلة للمساهمة من خلال هذه المبادرات إلى تسوية سلمية و وضع حد لهذه الحرب العبثية المدمرة”.

ووصف الخبير الدبلوماسي، الخطوة بأنها في الاتجاه الصحيح و إيجابية و مفاجئة لأنها حدثت بعد ثمان و أربعين ساعة من خطاب ياسر العطا الذي هاجم فيه بشدة وبطريقة لا تليق برجل الدولة الإمارات و خص بالاساءة رئيس الدولة..و من هنا كانت المفاجاة في اتصال البرهان بمحمد بن زايد ..أي أنها خطوة لم تكن في حسبان المراقبين”.
ولفت إلى أنه في العلاقات بين الدول ليس هناك صداقة دائمة و لا عداء أو خصومة دائمة.. ففي اعتقادي أن المكالمة من شأنها أن تمهد لتجسير العلاقات بين البلدين و تصلح ما افسدته التراقشات الرسمية والإعلامية”.

واستدرك قائلاً: “لكن ما يثير حب الاستطلاع أن هذه الخطوة حتى هذه اللحظة لم نري لها يوم تالي، و لم يصدر عنها بعد أي رد فعل رسمي من كلا الطرفين، بيد أن بعض الأقلام في كلا البلدين منهم من وصفها بأنها خطوة ايجابية و منهم من نكأ الجراح”.

مردود ايجابي

وفي السياق يرى الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” بكرى الجاك، أن الاتصال البرهان وبن زايد أمر إيجابي ومؤشر لأن تحل مشاكل البلدين في إطار الحوار.
ولفت الجاك في مقابلة مع «التغيير» إلى أنه قد يكون لذلك تأثير إيجابي على التفاوض والحل السلمي و لكن ليس بالضرورة أن مجرد اتصال هاتفي سيكون له حتما مردود ايجابي”.
وحول إمكانية عرقلة الإسلاميون لهذه الخطوة يقول بكرى الجاك، لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يقوم به الإسلاميون أو أن يكون لهم دور كل هذا الأمر يرتبط بالطريقة التى ستنتهي بها الحرب ما إذا كانت تفاوض أم لا”.

رفض الوطني

وظهرت أصوات من الإسلاميين رافضه لجهود الوساطة ولديهم مخاوف إزاء دور الإمارات.
وقال المؤتمر الوطني المحلول في بيان، إن كل من دعم التمرد بالتخطيط و المال و السلاح و المرتزقة و شاركه في التنفيذ، وفَّرَ له المأوى و الغطاء الدبلوماسي و السياسي و الإعلامي و كل شريك في الجرائم ضد السودان و شعبه لا يصلح أن يكون وسيطا لوقف الحرب في السودان و أياديه لا تزال ملطخة بدماء و شرف أبناء و بنات السودان”.
وأوضح الوطني، أن كل من لا يعترف بمؤسسات الدولة القائمة بالسودان و بشرعيتها و سيادتها على كل الأرض السودانية و يتنكر لها فهو غير مؤهل للمساعدة في حل المشكلة السودانية”

وذكر، أن لبعض الدول أجندة و مصالح تتعارض و المصالح الوطنية للسودان ظلت تسعى لتحقيقها بشتى الوسائل بما في ذلك حرب 13 أبريل 2023 و بعد أن خسروها ، عادوا ليبحثوا عن مداخل جديدة ظاهرها الخير وباطنها الشر المستطير”.

وشدد الحزب المحلول، على أن من ارتكب كل هذه الفظائع بالسودان و أهله لن يثق أهل السودان فيه لمساعدتهم”.
وقال ننصح قيادة البلاد و هي تصارع أمواجا من التحديات بأن لا نكوص و لا رجوع عن عهدكم مع الشعب بأن لا سلام أو تفاوض قبل تنفيذ مقررات جدة”.

ايقاف الحرب

فيما يرى القيادي بالكتلة الديمقراطية نبيل أديب أن الاتصال بين البرهان وبن زايد يمكن أن يؤدي لإيقاف الحرب من حيث كون أنه لا مصلحة لأي طرف فيهما في استمرار الحرب”.
وقال أديب في مقابلة مع «التغيير» رغم أن هذا لا ينفي وجود جهات اخرى لها مصلحة في استمرار الحرب قد تتدخل لعرقلة ذلك اللقاء او افشاله لكنه بالتأكيد يجعل فرص تلك الجهات في النجاح في مسعاها هي فرص محدودة.

جدية الطرفين

وبدوره يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية د. إبراهيم كباشي إن الاتصال بين بن زايد والبرهان قد يكون بداية لتحول جديد في مسارات الحرب والسلام في السودان لكن هذا التحول مرتبط وبدرجة كبيرة بجدية الطرفين حول دعم خطوات إيقاف الحرب سلميا”.
وأوضح أن البرهان الذي ظل متمسكا بخيار الحرب كخيار استراتيجي تواجهه الكثير من التحديات في حالة الاتجاه نحو التفاوض كمدخل لنزع فتيل النزاع”.
وتابع: “حالة التعبئة التي ظل يقوم بها داخل المعسكرات والتي طالت العديد مكونات المجتمع وبلغت مداها تظل أكبر عقبة تواجه البرهان، بالتراجع عنها وفي إطار التقارب مع الامارات (الد الأعداء) بحسب خطابات بعض القيادات العسكرية والشعبية وتصورات بعض القوى المجتمعية والسياسية وعلى رأسها الاسلاميين ربما تؤدي إلى حدوث انقسامات داخل تلك المعسكرات والقوى الداعمة للبرهان وقد تطال تلك الانقسامات الجيش وحتى بعض الحركات المسلحة المتحالفة معه”.

وأردف: “بالإضافة إلى تحدي التعبئة والذي يشكل العقبة الكؤد والطوق الإسلامي الذي يحيط بالبرهان يبرز تحدي آخر مرتبط باستحقاقات ومستقبل الحركات المسلحة المتحالفة مع البرهان إذا قرر المضي في اتجاه السلام في ظل سيطرة الدعم السريع على أغلب مناطق تلك الحركات”.
وأشار إلى أن تدهور الأوضاع الإنسانية و المصحوب بفشل الحكومة في إدارة ملف الاقتصاد والذي أدى بدوره إلى تزايد موجات الغلاء وربما تفشي المجاعة في أقرب الأوقات إذا ظلت حالة انفلات أسعار العملة الصعبة تسير بنفس المنوال هذه الوضعية تشكل ضغطا اخرا على البرهان”.
واستطرد: “في المقابل فإن الإمارات مواجهة بتحدي إعادة بناء الثقة مع حكومة البرهان من ناحية واطر تعاملها مع قوات الدعم السريع من ناحية أخرى هذه المقاربة قد تبدو في غاية التعقيد في ظل الأوضاع التي أفرزتها الحرب”.
وزاد: “عموما يمكن القول أن ما بين رغبة البرهان في تحقيق الانتصار والتحديات والمخاطر التي تحيط في حالة تحول بندود علاقات حكومته نحو الإمارات فإن استمرارية التواصل بين الطرفين بما يفضي إلى سلام قد يبدو أمرا صعبا في المدى القريب”.

الوسومأبي احمد الإمارات البرهان السودان محمد بن زايد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أبي احمد الإمارات البرهان السودان محمد بن زايد

إقرأ أيضاً:

الإمارات تخصص 200 مليون دولار مساعدات للسودان وتدعو لوقف الحرب خلال رمضان

أديس أبابا - وام
عقدت دولة الإمارات مع جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد»، اليوم، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان».
حضر المؤتمر الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، والدكتور ويليام ساموي روتو رئيس جمهورية كينيا، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وموسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وممثلون عن هيئة «إيغاد»، كما شارك فيه عدد من الدول الإقليمية والدولية والمنظمات الدولية الرائدة.
وهدف المؤتمر إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة الكارثية في السودان، وإطلاق دعوة قوية وموحدة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان.

وفي هذا الصدد، عبر العديد من الدول عن دعم دعوة دولة الإمارات إلى هدنة إنسانية ووقف الحرب خلال شهر رمضان المبارك.
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان إنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، عقدت دولة الإمارات، بالتعاون مع حكومة إثيوبيا والاتحاد الإفريقي وهيئة «إيغاد»، مؤتمراً يجمع الدول والمنظمات الدولية لتجديد الالتزامات في إطار الجهود المشتركة للحد من معاناة الشعب السوداني الشقيق.
وأضاف الشيخ شخبوط، أنه باعتباره أول مؤتمر للسودان يُعقد هذا العام، سيعمل هذا المؤتمر الهام على تحديد المسار للمؤتمرات المستقبلية المقررة لمساعدة الشعب السوداني، وتواصل دولة الإمارات تعاونها مع الشركاء الإقليميين والدوليين وخاصة مع شركائها في إفريقيا لتقديم المساعدات بكافة الوسائل المتاحة.
ودعا الشيخ شخبوط الأطراف المتحاربة إلى احترام قدسية شهر رمضان المبارك من خلال تنفيذ هدنة إنسانية لضمان الوصول الآمن والعاجل ودون أية عوائق للمساعدات الإنسانية الأساسية لأولئك الأكثر احتياجاً، وخاصة الأطفال وكبار السن والنساء.
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان أنه لا يوجد «فيتو» على وصول المساعدات الإنسانية، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه من الضروري تأكيد أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وشدد الشيخ شخبوط بن نهيان على أن دولة الإمارات تواصل التزامها كواحدة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، مشيراً إلى أنه في هذا السياق، قدّمت دولة الإمارات 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات إلى 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الصراع.
وأضاف الشيخ شخبوط بن نهيان أن دولة الإمارات قدمت 3.5 مليار دولار من المساعدات للشعب السوداني، على مدى العقد الماضي، ما يؤكد جهودها الراسخة في دعم من هم بأمسِّ الحاجة في أوقات الأزمات. وجدد تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار.
من جانبه، قال الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.. «كإحدى الدول المجاورة والقريبة من السودان وبصفتها دولة شقيقة، تعرب إثيوبيا عن تضامنها مع الشعب السوداني خلال هذه الأوقات الصعبة. يرتبط بلدانا بروابط عميقة، وأجيال من النضال والطموحات والروابط الثقافية المشتركة. وقد قامت إثيوبيا خلال الست سنوات الماضية بشكل فعال بدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، كما ساهمت في تعزيز الجهود الاقتصادية من خلال توفير الكهرباء عبر خطوط الطاقة المخصصة».
من جانبه، قال فكي محمد.. «يدل النزاع القائم وغير المحتمل في السودان على فشل قيادة الأطراف المتحاربة في منح دولتهم والشعب السوداني فرصة لتحقيق السلام والعدالة والكرامة وإنشاء وطن. حيث يُعد هذا الوضع، إضافةً إلى الرفض المستمر من أولئك الذين يتخذون من هذا الصراع العالمي ذريعةً بحجة تخليص السودان من الحرب والانقسام المستمر، فشلاً أخلاقياً وسياسياً، وعليه، أكرر مرة أخرى دعوتي للجيش السوداني ولقوات الدعم السريع وحلفائهما إلى تبني وقف إطلاق نار دائم وشامل وفوري ومن دون شروط».
كما صرح قائلاً: «سيمهد وقف إطلاق النار الطريق لحوار سياسي سوداني شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع وإعادة السودان إلى النظام الدستوري».
بدوره، اعتبر الدكتور ورقنه جيبيهو سكرتير عام هيئة «الإيغاد» أنّ «مستقبل ملايين السودانيين على المحك، وقد وضع التاريخ علينا مسؤولية التصرف، والآن، أكثر من أي وقت مضى، يتعين علينا أن نتجاوز التعهدات ونركز على خطوات عملية ومنسقة بهدف تخفيف المعاناة، ووضع الأساس للتعافي الطويل الأجل لصالح شعب وجمهورية السودان».

وفيما يلي النص الكامل لبيان الإمارات العربية المتحدة:
الضيوف الكرام،
الدول المضيفة الموقرة،
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان، وأود أن أعبر عن خالص تقديري لشركائنا في تنظيمه (إثيوبيا والاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد) على جهودهم القيمة في هذا المؤتمر الحاسم والمهم.
إلى الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية: إن قيادتكم لا حدود لها. كما أتقدم لكم بجزيل الشكر لجهودكم التي أدت إلى جمعنا اليوم في أول مؤتمر إنساني لعام 2025 من أجل شعب السودان، الذي سيكون منبراً لإطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى حشد الجهود لمعالجة الوضع الكارثي في السودان.
إلى الرئيس روتو: شكراً على خطابك
وإلى الأمين العام غوتيريش: شكراً لحضورك اليوم.
شهدنا طوال عامين تطوّر أحد أخطر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، حيث تتطلّب هذه الأزمة عملنا الفوري والجماعي.
يؤكّد هذا الحضور الكبير والمتنوع اليوم أهمية الرسالة التي تهدف إلى معالجة الوضع في السودان، وضرورة مواجهته بصورة جماعية.
يستقبل العالم الإسلامي بعد أسبوعين شهر رمضان الكريم، وندعو خلال هذه الفترة المقدسة إلى احترام هذه الأيام والموافقة على وقف إطلاق النار، ما يعكس قيم الرحمة والتضامن الإنساني التي يجسّدها شهر رمضان، والذي يوفّر فرصة بارزة ومهمة لتخفيف المعاناة الهائلة للشعب السوداني، والذي تشكل النساء والأطفال أغلبيته.

إنّ هذا المؤتمر سيعمل على ضمان توفير الموارد اللازمة للمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات للشعب السوداني خلال هذا الشهر الفضيل.
ومنذ إبريل 2023، قدّمت دولة الإمارات ما يزيد على 400 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوداني (في السودان وفي الدول المجاورة التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين). واليوم، نعيد تأكيد التزامنا الثابت للشعب السوداني من خلال الإعلان عن تخصيص 200 مليون دولار أمريكي إضافية من المساعدات الإنسانية. ويؤكد هذا الدعم تضامننا الراسخ في العقد الماضي، والذي قدّمنا خلاله 3.5 مليار دولار أمريكي لإخواننا وأخواتنا في السودان.

نتفق جميعاً على أهمية صون حقوق الشعب السوداني، فلأبنائه حق الأمان وحق الطعام والحق في أساسيات الحياة والرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى. وهذه الحقوق لا يمكن تسييسها، ولا ينبغي تحديها، من خلال العمليات أو الآليات البيروقراطية.
إنّ هذا المؤتمر يسلط الضوء على أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. كما أنه من الضروري تأكيد أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وفي هذا المقام، نؤكد أهمية التزام كافة الأطراف بواجباتهم الملزمة حسب القانون الدولي الإنساني. وأن يتم محاسبة المسؤولين عن عرقلة المساعدات الإنسانية دون تردد.
وعليه، نجدد دعوتنا لجميع الأطراف بضمان الوصول الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية وبلا أية عوائق، وضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني والمنشآت الإنسانية، ووقف الهجمات على العمليات الإنسانية.
وبينما لا يمكننا تأكيد، بما فيه الكفاية، أهمية هذه اللحظة الحاسمة، تؤكد دولة الإمارات دعمها الثابت والراسخ للشعب السوداني.

مقالات مشابهة

  • الجيش يتهم الإمارات .. «مسيّرة» لـ «الدعم السريع» تلحق أضراراً كبيرة بمحطة كهرباء في السودان
  • منصور بن زايد يبحث العلاقات مع النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي
  • دعوات أممية لوقف تدفق الأسلحة وإنهاء الحرب في السودان
  • انقسام وشيك للسودان المنهك
  • الحكومة السودانية: مشاركة غوتيريش وموسى فكي في مؤتمر الإمارات بأديس أبابا محاولة تبييض صفحة أبوظبي الملطخة بدماء أهل السودان
  • الدعم السريع) تبحث مع المبعوثين الدوليين في مؤتمر ميونخ قضايا الحرب في السودان
  • الإمارات تخصص 200 مليون دولار مساعدات للسودان وتدعو لوقف الحرب خلال رمضان
  • الإمارات تدعو إلى "هدنة إنسانية" في السودان خلال رمضان  
  • هل السودان بديل محتمل لتهجير أهالي غزة؟؟
  • الإمارات تؤكد التزامها بتقديم الدعم الإنساني للسودان