يمانيون/ تقارير عملية “يافا” اليمنية، في 19 من يوليو الجاري، التي استهدفت بها القوات المسلحة اليمنية عاصمة كيان العدو وقبله النابض، شكلت صدمة للصهاينة ورعاتهم الأمريكيين والانجليز، فقد كسر كل الخطوط الحمر والحواجز والمنظومات المتطورة وأرست معادلة ردع جديدة أفقدت العدو أمنه في مركز ثقله.

وعلى الأشهر مدى الأشهر العشرة السابقة، ومنذ دخولها معركة اسناد غزة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وقصفها لكيان العدو نهاية أكتوبر الفائت، شنت القوات المسلحة اليمنية عمليات عسكرية في مسار تصاعدي ضد الكيان تكلل الجمعة 19 من الشهر الجاري بضرب مركزه الإداري، وأفقدته درعه الواقي الذي تم إنشائه على مدى عقود من الزمن.

وعلى الرغم من تكتم السلطات الصهيونية على فعالية الضربات اليمنية ومفاعيلها وخسائرها في الكيان، والتي كان يخفيها بشكل شبه كامل، إلا أن ما يسمى بمندوب “إسرائيل لدى الأمم المتحدة اعترف أخيرا بأن اليمن شنت أكثر من 220 هجوما على الكيان بالصواريخ والطائرات المٌسيّرة‎.

وبالتوازي مع الحظر البحري على كيان العدو وعمليات اليمن البحرية التي استهدفت خلال الفترة الماضية أكثر من 170 سفينة صهيونية مرتبطة بكيان العدو، ومواجهة التحالف الأمريكية الذي استقدم بوارجه وسفنه إلى البحار العربية في محاولة لكسر الحظر والعدوان على اليمن، إلا أن صنعاء ظلت تقصف كيان العدو وتضرب أهدافا داخله بشكل متواصل ومتصاعد.

ورصد موقع “المسيرة نت” 30 بيانا للقوات المسلحة اليمنية، اشتملت على تفاصيل للعمليات اليمنية المعلنة ضد كيان العدو.

وكانت العمليات وفقا للتالي:

1ـ في 31 أكتوبر 2023 م كشفت القوات المسلحة اليمنية عن ثلاث عمليات عسكرية على أهداف حساسة في الكيان الصهيوني، بدفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ

2ـ في 1 نوفمبر 2023م أطلقت القوات المسلحة دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وقد وصلت إلى أهدافها بفضل الله.

3ـ  في 6 نوفمبر 2023 أطلقت القوات المسلحة اليمنية الله دفعة من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

4ـ في 9 نوفمبر 2023م أطلقتْ القوات المسلحةُ دفعة من الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ وحساسةٍ للكيانِ الإسرائيليِّ جنوبيِّ الأراضي المحتلةِ منها أهدافٌ عسكريةٌ في منطقةِ أُمِّ الرشراشِ (ايلات).

5 ـ في 13 نوفمبر 2023م أطلقت القوات المسلحة دفعة من الطائرات المسيرة على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةٍ منها أهدافٌ حساسةٌ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ ” إيلات”.

6ـ في 14 نوفمبر 2023م أطلقتْ القوات المسلحة دفعةً منَ الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةٍ منها أهدافٌ حساسةٌ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ “إيلات”.

7ـ في 22 نوفمبر 2023م أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ المجنحة على أهداف عسكرية مختلفة للكيان الإسرائيلي في أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة.

8ـ في 6 ديسمبر 2023م أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة.

9ـ في 16 ديسمبر 2023م نفذ سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية على أهداف حساسة في منطقة أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة.

10ـ في 26 ديسمبر 2023م   دكت القوات المسلحة أم الرشراش المحتلة بالطائرات المسيرة الانقضاضية.

11ـ في 02 فبراير 2024 نفذ الجيش اليمني عملية عسكرية ضد أهداف محددة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة، بعدد من الصواريخ الباليستية.

12ـ في 20 فبراير 2024 تم تنفيذ عمليةَ استهدافٍ لمواقعَ حساسةٍ  للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيِّ فلسطينَ المحتلةِ، بعددٍ من الطائراتِ المسيرة.

13ـ في 22 فبراير 2024 أطلقتِ القوةُ الصاروخيةُ وكذلكَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عدداً من الصواريخِ الباليستيةِ والطائراتِ المسيرةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الصهيونيِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ.

14ـ في 19 مارس 2024 أطلقتِ القواتُ الصاروخيةُ عدداً من الصواريخِ المجنحةِ على أهدافٍ إسرائيليةٍ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيِّ فلسطينَ المحتلةِ وقدْ أصابتْ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.

15ـ في 26 مارس 2024 في يوم الصمود الوطني نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفتْ من خلالِها عدداً من الأهدافِ الإسرائيليةِ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلة، بصواريخ جديدة لم يكشف عنها.

16 ـ في 25 أبريل 2024 أطلقتِ القوةُ الصاروخيةُ عدداً منَ الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ على عددٍ منَ الأهدافِ التابعةِ للعدوِّ الإسرائيليِّ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيِّ فلسطينَ المحتلة.

الكشف عن صاروخ فلسطين الباليستي، والعمليات المشتركة مع العراق، ووصول الضربات اليمنية إلى حيفاء وأسدود

17 ـ في 03 يونيو 2024، كشف القوات المسلحة اليمنية للمرة الأولى عن صاروخ فلسطين الباليستي، معلنة عن عملية استهدفتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بصاروخِ “فلسطين” الباليستيّ.

18 ـ 01 يونيو 2024 أعلنت القوات المسلحة للمرة الأولى تنفيذ عمليتينِ عسكريتينِ مشتركتينِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ، بعدد من المسيرات؛ الأولى استهدفت سفينتينِ كانتا تحملانِ معداتٍ عسكريةً في ميناءِ حيفاء، والثانيةُ استهدفتْ سفينةً انتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى ميناءِ حيفاءَ في فلسطينَ المحتلة.

19ـ في 12 يونيو 2024 نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ عمليتينِ عسكريتينِ مشتركتينِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ، الأولى استهدفتْ هدفاً حيوياً في مدينةِ أسدودْ بصواريخَ مجنحةٍ، والعمليةُ الأخرى استهدفتْ هدفاً مهماً في مدينةِ حيفا بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرةِ، وقدْ حققتِ العمليتانِ أهدافَهما بنجاح.

21ـ  في 23 يونيو 2024م تم تنفيذ عملية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، بالطائرات المسيرة الإنقضاضية، استهدفتْ أربعَ سُفُنٍ في ميناءِ حيفا منها سفينتانِ ناقلتا إسمنت، والأخريان سفينتا شحن عامة، تابعة لشركاتٍ انتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرة.

22ـ في 23 يونيو 2024م تم تنفيذ عملية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق استهدفتْ سفينةَ (Shorthorn Express) في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ وهي في طريقِها إلى ميناءِ حيفا، وذلكَ بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرة.

23ـ في 26 يونيو 2024م نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بالاشتراكِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ سفينةَ (MSC Manzanillo) الإسرائيليةَ في ميناءِ حيفا بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.

24ـ في 27 يونيو 2024م نفذت القوات المسلحة عمليةٌ مشتركة مع المقاومةِ الإسلاميةِ في العراق استهدفت بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ هدفاً حيوياً في حيفا وحققتِ العمليةُ هدفَها بنجاح بفضل الله.

25ـ في 28 يونيو 2024م تم تنفيذ عمليةٌ عسكريةٌ مشتركةٌ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ في العراقِ استهدفتْ سفينةَ (Waler ) النفطيةَ في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ وذلكَ بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ وكانت في طريقِها إلى ميناءِ حيفا، وجاءَ استهدافُ السفينةِ لانتهاكِها قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلة.

26ـ في 02 يوليو 2024 نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بالاشتراكِ مع المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ هدفاً حيوياً في حيفا بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضل الله.

27ـ 08 يوليو 2024 نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بالاشتراكِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ هدفاً حيوياً في أُمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ وقدْ حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضل الله.

28 ـ 14 يوليو 2024 نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ عمليةَ استهدافٍ لعددٍ من الأهدافِ العسكريةِ للعدوِّ الإسرائيليِّ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بعددٍ من المسيراتِ وقدْ حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.

مرحلة التصعيد الخامسة ضرب مركز الكيان

29ـ في 19 يوليو 2024 نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً نوعيةً تمثلتْ في استهدافِ أحدِ الأهدافِ المهمةِ في منطقةِ يافا المحتلة ما يسمى إسرائيلياً تل أبيب، معلنة عاصمة الكيان منطقة غير آمنة.

وقدْ نُفذتِ العمليةُ بطائرةٍ مسيرةٍ جديدةٍ اسمها “يافا” قادرةٍ على تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضيةِ للعدوِّ ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافَها، وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاح.

30 ـ 21 يوليو 2024 نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ أهدافاً مهمةً في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بعددٍ من الصواريخِ الباليستيةِ وحققتْ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.

معادلة جديدة أفقدت العدو أمنه

وشكلت عملية “يافا” منعطفا في المواجهة اليمنية الصهيونية، أفقدت هذا الكيان غروره وغطرسة، وضربت مركزه الذي كان خطا أحمرا منذ إنشاءه على أرض يافا المحتلة في القرن الماضي، ما جعل الكيان يتخبط ذاهبا إلى ضرب أهداف مدنية في ميناء الحديدة، ما جعل الحرب مباشرة بينه وبين اليمن، وأعطى اليمن حق الرد على الهجوم، وفقا لمحللون.

وإذا كانت مراحل التصعيد اليمنية الأربع السابقة، التي شملت حظر الملاحة الصهيونية ابتداء من البحرين الأحمر والعربي وصولا إلى المحيط الهندي جنوبا والبحر الأبيض المتوسط شمالا، كان لها التأثير الاقتصادي السلبي الأبرز على الكيان وإغلاق موانئه، فإن المرحلة الخامسة وما بعدها ستفقد العدو أمنه، وسيعجز هو وداعميه عن إيقافها.

ويؤكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن استهداف مدينة يافا يمثل بداية المرحلة الخامسة من التصعيد، مشددا على “أنها معادلة جديدة، ومرحلة جديدة في الصراع، أوصلت الخطر والقلق والتهديد إلى قلب الكيان الصهيوني، وهو ما لم يكن متوقعاً ولا مألوفًا في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين المحتلة”.

ويشير السيد القائد إلى “أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا، لكن من داخل فلسطين، في حين أن عملية يافا التي نفذها اليمن سابقة لمثل هذه العمليات من خارج فلسطين”.

الأمن المفقود لدى الكيان منذ بدء عملية طوفان الأقصى في سبت السابع من أكتوبر وصل أخيرا إلى مركز الكيان الإداري “تل أبيب”، وأظهرت المعادلة الجديدة التي فرضها اليمن بوضوح “الفشل التام لكل حماة العدو الإسرائيلي وعملائه”، حيث لم يستطع الأمريكيين والبريطانيين وحلفائهم الأوروبيين وعملائهم العرب وفشلوا في منع وصول التهديد، ووجد الإسرائيلي نفسه في مأزق حقيقي ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة ذات تأثير كبير عليه”.

ويؤكد السيد القائد “أن اليمن في هذه المعركة أقوى من أي مرحلة سابقة، وأن القدرات تتطور باستمرار لمواجهة التحديات بأي مستوى كانت، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي هو الفاشل والخاسر، ولن يستعيد الردع أبدًا.

 وفي مقابل قدرات صنعاء المتصاعدة “وفي هذه المرحلة هي أكثر من أي وقت مضى، وأُفقها واسع نحو ما هو أكثر نكاية وتأثيرًا على العدو، وأكثر نجاحًا في تجاوز تقنياته وإمكاناته في الاعتراض والتشويش”، في مقابل ذلك نجد “أن  العدو يتجه في مسار عكسي نحو الانهيار والتراجع وتآكل الردع، وأن التأثيرات الكبيرة لهذه المعركة على العدو من الداخل أصبح “تهديدا وجوديا” كما عبر قادة وخبراء الكيان”.

وأبعد من رد صنعاء المرتقب على العدوان الصهيوني الذي استهدف ميناء وخزانات النفط في الحديدة، فإن المعركة ستستمر وستتواصل وتتصاعد في مرحلتها الخامسة وما بعدها وهو ما ستجعل المراحل السابقة مجرد نُزهة قتالية أمام ما هو قادم، إن لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة، وفقا لمراقبون.

# القوات المسلحة اليمنيةً#اليمن#طوفان الأقصىً#كيان العدو الصهيوني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة الطائرات المسیرة فلسطین المحتلة تم تنفیذ عملیة أهداف ها بنجاح الإسرائیلی فی مع المقاومة تعالى عملیة من الطائرات من الصواریخ کیان العدو أم الرشراش فی العراق فی القوات بفضل الله م الرشراش مشترکة مع یونیو 2024م على أهداف یونیو 2024 فی میناء فی منطقة دفعة من

إقرأ أيضاً:

خذ جندك جثثاً يا “إسرائيل”

 

 

نجح العدو “الإسرائيلي” في استرجاع ستة جثث لجنوده الأسرى لدى رجال المقاومة في قطاع عزة، وهذا ليس بالمفاجئ، ولا بالمستغرب في ظل حرب الإبادة التي يشنها الجيش “الإسرائيلي” على كل متحرك، وعلى كل جامدٍ في قطاع غزة، فإمكانية العثور على بعض الجثث هنا وهناك إمكانية واردة، وسبق وأن استرجع العدو الإسرائيلي قبل أيام ستة جثث أخرى، تعود لجنوده الأسرى في قطاع غزة، وقد يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد أيام من استرجاع ست جثث أخرى، وخمسة جثث أخرى في مرحلة لاحقة.
وطالما استمر العدوان على أهالي قطاع غزة، فذلك يعني أن العدو “الإسرائيلي” سيتمكن من استرجاع المزيد من جثث جنوده الأسرى، وذلك إن حالفهم الحظ في مرات لاحقة، وتمكنوا من اكتشاف سر غزة الدفين، والوصول إلى الأماكن التي يحتجز فيها الأسرى، وهذا في تقديري من المستحيلات السبع، فرجال المقاومة يتعلمون من تجاربهم، ويطورون من أساليب عملهم.
لقد جرت العادة أن يتفاخر الجيش “الإسرائيلي” بأخلاقه العسكرية، وأنه جيش قيم ومبادئ، ولا يتخلى في المعارك عن جثث قتلاه ، وأنه لا يترك أسراه لدى أعداء إسرائيل مهما كلف ذلك من ثمن، ويزعم الإسرائيليون أن تحرير الجنود الأسرى عقد اجتماعي وأخلاقي تلتزم فيه الحكومة أمام أهالي الجنود، وأن الجيش الإسرائيلي لن يتركهم جثثاً أو أسرى، وقد تباهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بالثقة المتبادلة بين المجندين الصهاينة، وبين قياداتهم؛ التي وفرت لهم الأمن والحماية والسلامة، ولم تتخلَ عنهم في أحلك الظروف، وهذا العقد الأخلاقي، هو الذي عزز روح الانتماء لدى الجند، وزرع الثقة المتبادلة بين الجنود والقيادة، وهذا الالتزام الأخلاقي من أهم مقومات الوحدة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، ولدى المؤسسة العسكرية والسياسية.
على أرض غزة يختلف المشهد، بعد أن تكسرت قواعد الجيش الإسرائيلي الأخلاقية تجاه جنده، فقد أجبر رجال المقاومة الفلسطينية جيش العدو على التخلي عن أسراه، وأجبرت المقاومة الفلسطينية عدوها على استرجاع جنوده الأسرى جثثاً على استحياء، فشروط العقد الأخلاقي أن يسترجعهم أحياء، ولا يتخلى عنهم لمصيرهم المجهول، لذلك ضج كل المجتمع الإسرائيلي غضباً وحنقاً على القيادة الإسرائيلية، حين سمعوا عن استرجاع ستة جثث لجنودهم الأسرى، وغضبوا أكثر حين تأكد لأهالي الأسرى أن بعض الجثث تعود لأسرى كان يمكن أن يتحرروا قبل فترة، فيما لو لم يضع نتانياهو العقدة أمام منشار التفاوض.
هذا الغضب الإسرائيلي الذي سيتفجر مظاهرات في الشوارع، أجبر رئيس الوزراء نتانياهو على الخروج عن صمته، ومواجهة وسائل الإعلام مبرراً خذلان الجنود، خرج نتانياهو عبر وسائل الإعلام ليكذب على الجمهور، ويدعي أنه يواصل الجهود لتحرير الأسرى، وأنه لم يقصر، وأن قدم لحركة حماس كل الإغراءات، من أجل استرجاع الأسرى، وفي هذا الخروج الإعلامي السريع ما يشير إلى حجم المأزق الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية، التي انقسمت على نفسها، ففي الوقت الذي يقاتل وزير الحرب جالانت من أجل تحقيق صفقة تبادل أسرى، مقرونة بوقف إطلاق النار، وهو مدعوم بهذا الموقف من قيادات الجيش العسكرية والأمنية، يقف رئيس الوزراء نتانياهو ضد هذا الطرح، ويدعي أن أي صفقة لتبادل الأسرى، وأي وقف لإطلاق النار، دون تحقيق النصر التام على حركة حماس، يضر بالوجود الإسرائيلي نفسه، ويعتبر هزيمة مذلة “لإسرائيل”.
حرب غزة وضعت “إسرائيل” كلها في ورطة، فلا الحكومة “الإسرائيلية” جاهزة لتقبل الهزيمة، ولا الجيش الإسرائيلي قادر على الانتصار في غزة، والتفاخر بإنجازاته، ولا الحكومة الإسرائيلية قادرة على مواصلة الوحدة الداخلية بين الوزراء، والتماسك حول أهداف الحرب المجهولة، وبعيده المنال، ولا الحكومة الإسرائيلية قادرة على حل نفسها، والاعتراف بالفشل، وتسليم مقاليد الأمور لمن يخرج إسرائيل من ورطتها.
الورطة “الإسرائيلية” على أرض غزة تكلف أهل غزة المزيد من حرب الإبادة، بل انتقلت الورطة “الإسرائيلية” على أرض غزة إلى أرض الضفة الغربية، في محاولة يائسة من الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أدنى انتصار، أدنى انتصار يعيد للجيش الإسرائيلي هيبته، ويعيد للمجتمع “الإسرائيلي” وحدته، ولكن أرض الضفة الغربية غضب وثورة، وقد لاقى فيها العدو الإسرائيلي مواجهات ومعارك لم تكن في الحسبان، وهذا الذي سيعمق المأزق “الإسرائيلي”، حتى الانفجار الداخلي، وهذا الذي سيكسر عنجهية العدو، ويجبره على التنازل، والموافقة غير المشروطة على وقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل اسرى، والخروج المذل من أرض غزة، ولاسيما بعد أن التحقت محافظة الخليل معركة طوفان الأقصى، وللخليل ثقلها الجماهيري، وإرثها المقاوم.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يقتل ناشطة أمريكية “متضامنة” شمال الضفة المحتلة
  • سوق أبوظبي يعلن إدراج أسهم “إن إم دي سي إنيرجي” الأربعاء القادم
  • في مقابلة نادرة.. قائد الجيش الأوكراني يوضح أهداف الهجوم على روسيا
  • حلف قبلي في حضرموت يعلن “تصعيداً جديداً” ضد الحكومة اليمنية
  • إيرلندا تعلق رحلاتها الجوية إلى مطارات كيان العدو
  • “الجهاد” تدين الصمت العالمي والعربي إزاء المجازر “الصهيونية” في غزة والضفة
  • نسبة النساء اللواتي استلمن بطاقة “ناخب” ترتفع إلى 82٪ حسب إحصائية هذا اليوم
  • خذ جندك جثثاً يا “إسرائيل”
  • نقابة الصَّحفيين السُّودانيين تنعي المصور التلفزيوني حاتم مأمون الذي مات متأثراً بإصابته في حادث المسيرة التي استهدفت منطقة “جبيت” العسكرية
  • المقاومة العراقية تستهدف العدو الإسرائيلي بميناء حيفا بالطيران المسيّر