مفكر سوداني لـعربي21: هويتنا الإسلامية أفشلت مخططات إعادة هندسة بلادنا ثقافيا
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أكد المفكر والباحث السوداني في الشؤون الاستراتيجية البروفسور محمد حسين سليمان أبو صالح، أن الانتماء الإسلامي للغالبية العظمى من السودانيين حال دون إعادة هيكلة السودان ثقافيا، ودعا إلى تجاوز الخلافات السياسية الآنية والالتقاء حول القواسم المشتركة منعا لمزيد تفتيت السودان والمنطقة.
جاء ذلك في مقابلة خاصة مع "عربي21"، تناول فيها البروفسور محمد حسين سليمان أبو صالح وهو أحد أبرز منظري الفكر الاستراتيجي في السودان، ما يجري في بلاده من أحداث وما يمكن توقعه من زاوية استراتيجية.
ويعتقد أبو صالح، الذي يشتغل في التعليم الجامعي وتقديم الاستشارات وإنتاج الكتب، أن حرب السودان ليست وليدة لحظة، وإنما ذات أبعاد استراتيجية عقدية وسياسية واقتصادية، ويرجح أن تنتهي دورة الحرب قريبا بعد أن صار تأثيرها فادحا على المصالح الدولية والإقليمية، لكنه يشير إلى أن مرحلة ما بعد الحرب تتطلب إرادة وفكرا وطنيا للبناء، وترتيبات تحقق المصالح المشتركة، ويحذر من أن "مرحلة قطف الثمار قد تقود أيضا إلى تفتيت السودان".
وبالنسبة له، فإن الحرب المشتعلة في بلاده ليست مبتورة عن الماضي، وإنما هي في جانب أساسي صراع استراتيجيات عقدية ثقافية، وأبرزها الاستراتيجية الصهيونية واستراتيجية حزام السافنا التي تقوم على فصل إفريقيا الشمالية من الجنوبية، بإقامة حزام يقسم النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور.
وأوضح أن المخطط شمل تنازعات بين عدة استراتيجيات كبيرة في العالم، ما بين التقسيم وبين الحفاظ على السودان موحدا، لكن مع إعادة هيكلة تشمل التشريعات السياسة، ومناهج التعليم، وإعادة بناء الإنسان وهندسته نفسيا وأخلاقيا وثقافيا بمرجعية فكرية جديدة، وتكتمل العملية بإعادة هيكلة الجيش بعقيدة قتالية جديدة، "وكل ذلك بمرجعية فكرية خارجية لا علاقة لها بالسودان".
ويرى أبو صالح أن للاستراتجيات الخارجية بعد اقتصادي ودوافع تتعلق بالصراع الدولي على موارد الطاقة المتوفرة في السودان بكميات ضخمة، خاصة وأن الصين بدأت تسيطرعلى سوق المعادن الصناعية في العالم، وأصبح الغرب في حالة تعاني من ضعف، ولا بد من التعويض.
إن الحرب المشتعلة في بلاده ليست مبتورة عن الماضي، وإنما هي في جانب أساسي صراع استراتيجيات عقدية ثقافية، وأبرزها الاستراتيجية الصهيونية واستراتيجية حزام السافنا التي تقوم على فصل إفريقيا الشمالية من الجنوبية، بإقامة حزام يقسم النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور.ويشير إلى أن أزمة الغذاء العالمي صارت حقيقية الآن (الأرض والمياه)، والسودان يمثل التعويض المناسب، يضاف الموقع الجغرافي، لأن حركة التجارة الدولية، بحكم الاتجاه نحو إفريقيا سوف تزداد لتصل إلى حوالي أربعة ترليون دولار من 2 ونصف ترليون، وهو ما دعا إلى السيطرة على باب المندب والمدخل الشمالي للبحر الأحمر (قناة السويس)، والتفكير الجاد في تأسيس (قناة بن غوريون) على ذات نسق قناة السويس، في الجانب الآخر من البحر الأحمر.
ويقول إن السودان ظل منذ خمسينيات القرن الماضي محروما من منصة التأسيس التي تحقق مفهوم الاستقلال الحقيقي، وتمثيل إرادته المستقلة وفق مصالح مواطنيه ومفهومهم للحياة وقيمهم وكيفية الحكم وغيرها من عناصر الاستقلال.
ويعتقد أن الحرب هي مخطط بدأ تطبيقه منذ عشرين عاما وظل يتعرض للفشل، وأن معضلة هذا التوجه الأساسية أنه لا يمكن تمريره بآلية ديمقراطية وشعبية، لأن غالبية التكوين السوداني يتشكل من تيار صوفي عريض وإسلاميين وتيار سلفي وهناك من ليس لديهم توجهات دينية ولكنهم مسلمون، لذا كان هنالك تحايل بأدوات صراع منها الفوضى الخلاقة التي نعيش الآن أعلى تجلياتها، وعبر العقوبات وصناعة الأزمات والتنظيمات المسلحة واختراق الإدارة والقيادة وبعض الأحزاب السياسية.
ورأى أن الفكر الاستراتيجي الخارجي استغل ثورة الشباب في ديسمبر 2019م وغياب استراتيجية وطنية لما بعد سقوط النظام، وغياب الحكمة، والتسرع، حيث سطت مجموعات سياسية على السلطة دون تفويض بإحصاء علمي من الثوار، وهنا تدخلت الاستراتيجيات الأجنبية لتحشيد قوى المال والسلاح والسلطة من أجل توفير الذراع العسكري لإعادة هيكلة السودان.
وتوقع أبوصالح أن تواجه أي تحركات للتسوية في السودان بمعضلة إيجاد دور سياسي للدعم السريع بعد الضرر المباشر والفادح الذي وقع منه على الشعب السوداني، ما يصعب الإقناع بتجاوز هذه السألة، لكنه أوضح بأن الأوضاع الإقليمية الهشة، وزيادة مخاوف الدول المجاورة للسودان من الشراكة الخبيثة للمال والسلاح والسلطة التي مثلها الدعم السريع، ستدفع بإنهاء الحرب في السودان، خاصة أن انهيار السودان هو بحساب مصالح الآخرين سيؤدي إلى فوضى كبيرة في إفريقيا أولها في البحر الأحمر، ومحتمل أن يؤدي ذلك إلى أوضاع متردية أمنيا مثلما يحدث في السواحل الصومالية، وبالتالي لا بد من استقرار الأوضاع، وليس في مصلحة أحد انهيار الأمن في السودان.
وتوقع أن تظهر تحركات دولية لإحداث تسويات، والسودان فرصته كبيرة للملمة اطرافه وأن يستفيد من هذه التناقضات الخارجية، وتداعيات الأزمة الاقتصادية في أمريكا، وحالة التوازن التي بدأت تسود العالم بظهور حلف البريكس كقوى كبرى، وتراجع القوة الأوروبية وانضمام أعضاء جدد للبريكس خصوصا تلك الدول التي تحاول السيطرة على البحر الأحمر، و"من شأن ذلك أن يمنح فرصة للسودان للمناورة".
ويقول أبو صالح إن المرحلة المقبلة ليست مرحلة للسياسيين، "لأنهم تعرضوا طيلة الفترة السابقة لمحاولة السيطرة عبر العديد من الملفات، والخلافات الحادة بين اليمين واليسار، واستقطاب الإرادات الأهلية".
ويرى أن الاتجاه إلى المستقبل هو مرحلة قطف الثمار التي قد تنتهي بتفتيت السودان، لذلك لا بد من "عقل استراتيجي" وخطوات ضرورية لتلافي هذا الخطر، وذلك بتوسيع المجلس السيادي لتمثيل كل أقاليم السودان من المدنيين، وتكوين مجلس وزراء من خبراء لديهم الوعي الشامل بالصراع الاستراتيجي والتنافس الدولي، وتقييد القرار الفردي، وتفعيل العمل المؤسسي.
الفكر الاستراتيجي الخارجي استغل ثورة الشباب في ديسمبر 2019م وغياب استراتيجية وطنية لما بعد سقوط النظام، وغياب الحكمة، والتسرع، حيث سطت مجموعات سياسية على السلطة دون تفويض بإحصاء علمي من الثوار، وهنا تدخلت الاستراتيجيات الأجنبية لتحشيد قوى المال والسلاح والسلطة من أجل توفير الذراع العسكري لإعادة هيكلة السودان.وحسب أبو صالح فإن المرحلة المقبلة تتطلب حكومة مسنودة بعقل استراتيجي، لبلورة الرؤى وزراعة الأمل وتوحيد المشاعر الوطنية، وإذا استطاع السودان تحقيق هذا الترتيب يمكن تجاوز هذه المرحلة الخطرة بالتعامل مع جذورها.
ونقل السلطة يحتاج لإطار فكري يعبر عن رؤية الدولة وليس حزبا، لذلك لا بد من فترة تأسيسية وحوار سوداني ـ سوداني فكري وسياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي داخل السودان وبتمويل سوداني، من أجل بلورة الإرادة والرؤية الوطنية الواحدة كمدخل لتوحيد السودان والحفاظ عليه، وينشأ جيش سوداني مهني قومي يدافع عن هذه الرؤية ويحميها، في هذه الفترة تنشأ آلية وطنية من الخبراء ومن قدامى المحاربية لتطوير الجيش وعمليات الدمج وفقا لشروط يحددها الفنيون، إضافة إلى تأسيس مفوضية لإعادة الإعمار النفسي والاجتماعي وإصلاح ما أفسدته الحرب والنزاعات أشبه بما جرى في جنوب إفريقيا ورواندا، وأيضا تأسيس مفوضية للتعويضات عبر القانون الدولي وأن لا تترك مسألة الأضرار التي لحقت بالمواطنين للشرطة أو السلطة القضائية لأنها تحتاج لرؤية وآلية شاملة، وفي هذه الفترة يحتاج السودان لحكومة راشدة وسلوك حكيم لإدارة الحوار التأسيسي، أما الأحزاب فستحتاج لإعداد تنظيماتها للمنافسة الانتخابية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير المفكر السوداني الأوضاع الحوار السودان حوار أوضاع مفكر سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السودان أبو صالح لا بد من
إقرأ أيضاً:
إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات
بقلم / عمر الحويج
1- إشعال حمى الحرب :
بعد الجهد الجهيد ، في التآمر تلو التآمر ، وبالتكتيك الشرير ، تلو التكتيك الأشر ، للإجهاض العاجل ، ليس بالتفكير العاقل ، إنما المتعجل للقضاء على ثورة الشعب الديسمبرية القرنعالمية المجيدة ، لذلك عجزوا في مسعاهم ، ولكنهم لازالوا يعافرون ، فقد قررت قوى الثورة المضادة ، تقودها قيادات النظام البائد " الإسلاموية"وعضويتها المؤدلجة داعشية اليد واللسان دون عقل عند بعضها ، وبعضها الآخر "المُّسَّلِكة" لامورها ومصالحها وأنصبتها من الشفشفة لهوامل المال العام السايب البعلم السرقة ، وأخذ ما فيه النصيب ، يردفون خلفهم ومعهم كل منتفع "رَمّْام" نمام زميم ، من مرتزقتهم المنتفعين ، أعلاهم إعلاميّ الحناجر المتفجرة وأقلام المأجورين المنمقة ، ونهازةً آخرون بمخزون سلاحهم بائعون " من دول شوية ومن دوك شوية" ، عبر ثلاثينيتهم بزيادة الستة الدموية ، المكملة لدمويتهم بسوابقها وخبراتها المكتسبة ، حيث أوصلوا الدماء فيها ، هذه المرة ، حتى سالت أنهاراً تحت الركب ،كما كانوا يهددون أيام حكمهم وتحكمهم ، وفعَلُوها هذه المرة وفعَّلُّوها ، على مرآى ومسمع العالم أجمع ، وفي سبيل عودة السلطة التي فقدوها إلى بارئها ، ولم يرعووا بل عزة بالأثم لم يسلموا ويستسلموا لأمر شعبهم وأمر ربهم ، الذي يدَّعون خلافته في الأرض ، حين يبصرهم بيؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، فأنجبت دمويتهم الفايتة الحدود في دمويتها ، إشعال حربهم الكارثية في 15 أبريل ، حين دعوا لها صورة وصوتاً ، في شهر رمضان والناس قيام ، ونفذوها في ذات شهر رمضان والناس صيام ، حرب أكلت ولازالت وما شبعت من أخضر السودان ويابسه . من بعد أن دعمت طموحاتها باستخدام أقصى قوة للسلاح يمتلكونها ، هم وأطرافهم التي أنجبوها من أرحامهم الملوثة بجرثومة القتل ، خارج القوانين الوضعية والدينية ، وحتي المعتقدات الوثنية ، والمبادئ الإنسانية ، تشكلت حربهم الإجرامية ، من أطرافها المرئية : جيش مختطف ، ومليشيا تفرخت منها مليشيات ، بعد أن كانت مقتصرة على الدعم السريع "الجنجويد" عند المنشأ والميلاد ، وما خفي خلف الدانات والمسيرات والطائرات وبراميل المتفجرات ، من أولئك المساهمين خلف ستار أعظم .
بهذه وبتلك وما في الدنيا وما فيها من شرور ، تم إغلاق الباب نهائياّ ، على أية عشم ينتظره شعب السودان المنكوب ، أن تقف حرب الطرفين العبثية ، أنتظروا توهماً سرابياً ، أن يمارس بعض جيش السودان الوطني ، وهو قي عرفهم لا يزال ، إنحيازاً ولو شكلياً ، لإنقاذ ذاته من الإفناء ، إذا لم يكن في بالهم إنقاذ شعب السودان من الإختفاء ، حتى يعيدوا الحياة ، لطبيعتها السلمية ومدنيتها السائرة يومياتها بعقلانية ، حتى يتمكن هذا الشعب ، المنكوب وصابر ، من مواصلة الحياة بمعاناتها ونكباتها ، من الصفر المنعدم حيث نقطته العدم ، وحتى هذه لم تتوفر لهم ، وماتت أحلامهم في وقف الحرب اللعينة ، وإنتظروا ودعوا ربهم طويلاً حتى تلاشت دعواتهم وتمنياتهم هباء ، ولازالوا يمدون حبل الصبر ، فهو سبيلهم ولا خيار ، فلم يتوقف عشمهم في أطراف الجريمة ، من أمل يحقق لهم وقف الحرب ، رأفة بحالهم فيما تبقى لهم من نَفّس ، وزفير وشهيق ، في رئاتهم المعطوبة بالدخان المرسل إليهم ، من آلات الحرب المدمرة ، ووقفها حتى ولو بالتفاوض آخر الكروت ، ولكنه المرفوض والمبعد من مخططاتهم السرية ، فلاسميع ولامجيب ، سداً لآذان صماء ، دي بي طينة ودي
بعجينة !! . أو أملاً في وقفها حتى ولو بإنتصار أحدهما على الأخر ، أيهم لا يهم ، فكلهم في القهر والإزلال القادم سواء ، وأيهما يأتي ويحكم فيهم ، فهم في العنف سواء ، وبرغم علم هذا الشعب المغوار ، الناهض في حينه وتوقيته ، أن مرارة كامل الإنتصار هو الإنهيار ، والفوضى والتلاشي ، ورغم ضياع أملهم وفشل سعيهم في الزمن السراب ، سكتوا عن الحلم والأمل المباح ، لكنهم يعلمون غداً ستتوقف الحرب بغير إرادة القتلة المجرمين ، والشعوب لا تفنى ، وسيأتي بعدها يوم القصاص من الغاصبين المغتصبين .
2- إشعال حمى الإنفصال :
وبعد كل هذه المرارات التي عاشوها ، قتلاً ونهباً وأغتصاباً وتهجيراً تطل عليهم قيادات الطرفين بالأمّر من سابقاتها حزمة مرارات .
أولها : ممثلهم البرهان يعلنها داوية ، على لسان الإسلام السياسي ( الكيزان ومرفقاتهم الإرهابية والنفعية] وليس على لسان جيشنا الوطني المختطف ، ليعلن أن اللعبة إنتهت ، وأنهم عائدون إلى حكمهم المباد ، حتى ولو على نصف دويلة !! . فالغى لهم البرهان ما كان قائماً من نفحات ، عليها رائحة نسمات من حياة كانت . بثتها رياح ديسمبر في أوردة القوانين التي شرعتها ، تمهيداً لبناء عهد وسودان جديد ، وقيامه بتجريد حملة يحسبها في متاهته وفاقية ، يتبعها بخطب. عصماء وبندقية ، ويمزق بنودها بأحبار دم الشعب الأحمر المسال كل ماخطته الثورة ، ويمسح بإستيكة الديكتاتور المستبد ، كل ما شرعته الثورة من قوانين ومواثيق . رغم ماشاب هذه المواثيق في وقتها ، من عيوب ونواقص ، فهي كانت جسر العبور ، على الأقل لمقولات دكتور عبدالله حمدوك ومنقذته من مغبة التوهان .
ثانيها : ترتيبات قيادات الدعم السريع " الجنجوكوز" بتشكيل حكومتهم الموازية ، غض النظر عن خطر خطط الإنفصالات ، الجارية مساراتها على قدم وساق ، التي فجرتها هذه القرارات العشوائية الأحادية النزعة ، في مجملها من قبل الطرفين ، مع ترحيبهما برغبة كل منهما ، بإقتسام كيكة السلطة ، دون وازع من وطنية ، مرحبين من وراء إدعاءات كاذبة بالتقسيم ، الإسلاموكوز يسابقهم الجنجوكوز ، في توزيع كعكة السلطة مناصفة "فالمال تلتو ولا كتلتو "، ويادار قد دخلك الشر من كافة نواصيه ، وهم يخوضون حرب نهايات التقسيم ، بكل طرق شرورهم المتوافرة ، وأخطرها كان خطاب الكراهية المتبادل ، الذي إنتشر كالهشيم في النار ، تمهيداً مقصوداً لحرب الدمار الشامل ، التي أهلكت الزرع والضرع ، ودمرت الأخضر واليابس ، وأغتالت الشجر والحجر وإن شبعت من هذه ، لكنها لم تشبع بعد من تكملة إغتيال البشر ، وهاهما الطرفان ، باليد اليمنى يقبضان على الزناد لمواصلة حربهما العبثية اللعينة ، وباليد اليسرى ، يقدمان فروض الولاء والطاعة لبقايا الإقتسام المنتظر ، لسلطة قادمة وقد دانت بنيرانها لهم ، ولكل منهما نصفها المحتضر . لاتريثاً بل ليأخذ كل منهما نصيبه ال- يقطر دماً وينطلق .
omeralhiwaig441@gmail.com