سواليف:
2025-01-03@15:24:02 GMT

حرب الهوية

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

#حرب_الهوية
م. #أنس_معابرة

قد نتسأل بعد مرور 290 يوماً منذ بداية الحرب العالمية على قطاع غزة؛ ألم يكتفِ الصهاينة بحجم الدمار الذي أحدثوه في قطاع غزة؟ ألم يكفهم سقوط أربعين ألفاً من الشهداء، وقرابة المئة ألف جريح؟ هل ما زال العدو الصهيوني يتطلع إلى المزيد من القتل والدمار متجاهلاً جميع النداءات الدولية الخادعة بضرورة وقف القتال؟

في الحقيقية إن الحرب التي نشهدها اليوم، والتي يقودها الاحتلال الصهيوني مدعوماً من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لا تهدف إلى قتل الأبرياء، أو حتى هدم المنازل، أو ترحيل المدنيين خارج فلسطين، بل لها هدف اكبر من ذلك بكثير، إلا وهو تغيير الهوية.

نعم؛ إن العدو يهدف اليوم إلى تغيير هوية الفلسطينيين، من خلال الحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بهم، لينزع منهم هوية المقاومة المتجذرة في نفوسهم وقلوبهم، ويريد أن يحكم شعباً فاقداً للهوية، هاجراً للمقاومة، لا يطالب بنزع الاحتلال، أو حتى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية كما نصت المواثيق الدولية.

مقالات ذات صلة من كلّ بستان زهرة – 72- 2024/07/22

كما يهدف الاحتلال أيضاً إلى التأثير على الهوية العربية والإسلامية، من خلال الرد العنيف على أي اعتداء عليه، وشاهدنا كيف كان الرد الصهيوني على الهجوم الإيراني قبل ثلاثة أشهر، وتابعنا بالأمس كيف كان الرد على عدوان بطائرة مسيّرة واحدة، فكان الرد قاسياً جداً بتدمير ميناء الحديدة اليمني، وقصف البنية التحتية المدنية، والحاق المقدار الكبير من الأذى بالبلاد والعباد.

نعم هذا ما يسعى اليه الاحتلال، يريد أمة لا تحمل تفكير المقاومة، أمة لا تحمل السلاح بوجهه، لأنه يعلم جيداً أنه لا قِبَل له بمواجهة الأبطال حين ينوون رفع السلاح، والمقاومة المشروعة، والتحرك نحو تحرير البلاد بالقوة.

يذكرنا التاريخ بكلمات الكاتب الألباني التي ذكرها في كتاب “الحصار” قبل خمسة عقود حين قال: “يعتقدون أن حرباً أو مذبحة تكفي لإبادة أمة، لكن هذا غير ممكن، لنفترض أننا قتلنا عشرين ألفاً، هل سيعد ذلك نصراً مؤزراً؟ لا، أنت بذلك قد تقضي على معدل نمو السكان لعام واحد فقط”.

ويستطرد الكاتب الكبير فيقول: “ان تحديد النمو السكاني لعام أو أكثر عبر الغارات التأديبية والمذابح، وإشاعة الدمار بمدن بأكملها، وطرد السكان أو ترحيلهم، اننا بذلك نقلل رغبة السكان في التكاثر إلى حد ما، ولكن هذا لا يكفي، فالشعوب كالعشب، تنمو في كل مكان، لهذا لا بد من ابتكار وسائل أكثر كتماناً لهم”.

ويصف الكاتب حالنا اليوم في قطاع غزة بدقة فيقول: “هل ينبغي علينا اضعاف هذه الأمم؟ ان ابادتها ليس إلا عملاً مضللاً، إن ما يتعين علينا عمله هو اضعافها، وجعلها بلا هوية”.

إن النصر الحقيقي لا يقاس بعد الشهداء وحجم الدمار، بل يقاس بمقدار تمسكنا بهويتنا، ونظرتنا إلى المقاومة الباسلة التي تقاتل دفاعاً عن شرف الأمة وهويتها، ولا تقاتل لعصبية قومية أو طائفية أو مذهبية.

إن الاحتلال يخشى من تفجر ثورة الغضب في أرجاء العالم العربي المسلم، يخشى أن تنتقل عدوى المقاومة والبطولة إلى بقية أفراد هذه الأمة وشعوبها، لأنه يعلم جيداً أنه إن حصل ذلك؛ فسيكون السطر الأخير في دولة الاحتلال الهشة.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

عبدالحفيظ: إسرائيل تفرض معادلة الاستسلام أو الموت على الفلسطينيين

قال محمد سعد عبدالحفيظ، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن إسرائيل تسعى لفرض معادلة قاسية على أهلنا في فلسطين مضيفا أن هذه المعادلة تتضمن الاختيار بين الاستسلام ورفع الراية البيضاء، وطي صفحة المقاومة إلى الأبد، أو الموت جوعًا وعطشًا وبردًا، بالإضافة إلى القصف والرصاص، موضحا أن هذه هي المعادلة التي قررت حكومة اليمين المتطرف فرضها بعد عملية "طوفان الأقصى".

وتابع عبدالحفيظ، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعرض لإذلال غير مسبوق في هذا اليوم التاريخي، مشيرًا إلى أن إسرائيل، ومنذ هذا اليوم، تحاول أن تحول ما جرى في 7 أكتوبر إلى كارثة إنسانية على الشعب الفلسطيني، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ومعظم دول الغرب الأوروبي، مشيرا إلى أن هدف إسرائيل من ذلك هو منع تكرار ما حدث، وضرب الحاضنة الاجتماعية لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

وأوضح عبدالحفيظ أن هناك استراتيجية إسرائيلية أطلقها الجنرال ميشيه يعلون، رئيس الأركان ووزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، وهي ما عُرفت بـ"نظرية كي الوعي"، وهذه النظرية تقوم على كسر إرادة الفلسطينيين وإلحاق الهزائم المعنوية بهم، بهدف أن يعيد الشعب الفلسطيني النظر في أي عملية مقاومة أو رفض لمحاولة إسرائيل فرض الهيمنة وتقنين الاستيطان وعملية الاحتلال، مؤكدا أن ما تمارسه إسرائيل حتى هذه اللحظة، وعلى مدار أكثر من عام، هو عملية "كي الوعي" الفلسطيني وكسر إرادتهم.

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … بغداد التي في ذاكرتي ماجدة
  • معجب بترامب .. الشرطة الأميركية تكشف هوية منفذ تفجير لاس فيغاس
  • لا خيار أمام جيش العدو سوى الانسحاب... أو المقاومة
  • سلوفاكيا تناقش الرد على أوكرانيا بعد توقف نقل الغاز
  • أنصار الله.. القابضون على جمر المقاومة
  • المقاومة اللبنانية تتوعد كيان الاحتلال بالثأر جراء استمرار خروقه للهدنة
  • 14 شهرا من الاعتداء الهمجي على غزة.. لماذا تبدو فكرة إيقاف الحرب مستحيلة؟!
  • عبدالحفيظ: إسرائيل تفرض معادلة الاستسلام أو الموت على الفلسطينيين
  • المقاومة الفلسطينية تشن أول هجوم على إسرائيل في 2025
  • فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة