الجزيرة:
2024-09-07@02:18:42 GMT

هاريس بدلا من بايدن.. على ترامب أن يقلق

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

هاريس بدلا من بايدن.. على ترامب أن يقلق

بعد أسابيع من الشد والجذب، حسم الرئيس الأميركي جو بايدن أمره واستجاب للضغوط معلنا الانسحاب من سباق الرئاسة المقبل، وترك المهمة لنائبته كامالا هاريس كي تواجه الخصم الصعب دونالد ترامب.

القرار الذي أعلنه بايدن الأحد الماضي، وإن أثار كثيرا من الارتياح في صفوف حزبه الديمقراطي، إلا أنه أعاده خطوات للخلف فيما يخص الاستعداد لانتخابات نوفمبر/تشرين الأول المقبل، لكن جزءا من هذه الأعباء يقع أيضا على الحزب الجمهوري.

البداية كانت في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا مساء 27 يونيو/حزيران الماضي، عندما التقى بايدن ترامب في مناظرة بدأت دون تبادل السلام وانتهت بانطباعات واسعة النطاق بأن أداء الرئيس الحالي كان كارثيا وأنه ابتعد أكثر عن احتمال تكرار الإنجاز الذي حققه بالانتخابات السابقة عام 2020 عندما تغلب على ترامب وأزاحه من السلطة.

وربما لم يكن الأميركيون بحاجة إلى انتهاء المناظرة، ففي غضون دقائق من بدايتها بدا أداء الرئيس كارثيا سواء فيما يتعلق بارتباكه الواضح أو صوته المرتعش أو إجاباته المفككة، مما غذى الشكوك بشأن تقدم عمره وتراجع حالته الصحية خصوصا فيما يتعلق بالتركيز الذهني.

وجاء أول استطلاع للرأي عقب المناظرة ليعكس هذا الوضع، حيث أشار استطلاع أجرته شبكة سي إن إن إلى أن ترامب يتقدم بست نقاط كاملة (49% مقابل 43% لبايدن) بعدما كانت الاستطلاعات السابقة تعطي التقديم لترامب بفارق يتراوح بين ثلاث نقاط ونقطة واحدة فقط.

ضغوط ثم رضوخ

وعلى مدى أكثر من ثلاثة أسابيع تصاعدت الضغوط على الرئيس البالغ من العمر 81 عاما كي يتنحى عن الترشح، بينما استمر من جانبه في المقاومة حتى رضخ أخيرا وأعلن في 21 يوليو/تموز الجاري أنه لن يخوض السباق من أجل ولاية رئاسية ثانية، وسيتحول إلى دعم نائبته كمالا هاريس كي تصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة.

انسحاب بايدن قلب الأمور رأسا على عقب، أولا في الحزب الديمقراطي وهذا أمر طبيعي عندما ينسحب مرشح الحزب قبل نحو أربعة أشهر فقط من موعد الانتخابات، لكن سرعان ما بدأت الأصوات تتوالى دعما لهاريس التي بدت وكأنها مرشحة الضرورة بالنظر إلى ضيق الوقت بالنسبة لغيرها.

لكن المثير أن انسحاب بايدن سبب أيضا إرباكا كبيرا لحملة ترامب، وذلك لسبب أساسي هو أن الرئيس السابق صاغ استراتيجيته الدعائية بشكل أساسي على مهاجمة بايدن وانتقاد تقدم عمره وتراجع حالته الصحية.

فبانسحاب بايدن البالغ من العمر 81 عاما، بات لقب أكبر مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة من نصيب ترامب البالغ من العمر 78 عاما، وهي مفارقة أدت في أقل الأحوال إلى تجريد ترامب من سلاحه الدعائي الرئيسي.

انقلبت الآية

فالمنافس لترامب الآن إذا مضت الأمور كما تبدو عليه حاليا سيكون كامالا هاريس التي تبلغ من العمر 59 عاما أي أنها أصغر بـ 19 عاما كاملة من ترامب.

ليس هذا فحسب، فالمنافس القادم لترامب لا يقل عنه في مجال النقد الحاد والسخرية اللاذعة، وها هي كمالا هاريس تشحذ أسنانها في أوائل تصريحاتها بعد انسحاب بايدن، لتذكر ترامب بأنها كانت مدعية عامة سابقة في حين أنه مجرم تمت إدانته قضائيا.

وكانت هاريس تشير إلى قرار هيئة محلفين في نهاية مايو/أيار الماضي بإدانة ترامب بالإجماع في قضية تزوير وثائق للتغطية على دفع مبلغ مالي لشراء صمت ممثلة إباحية.

قوة هاريس ظهرت أيضا في تدفق التبرعات المالية لحملتها الرئاسية، حيث ضخ المانحون مبلغا قياسيا بلغ 81 مليون دولار خلال 24 ساعة بعد تنحي بايدن.

كونها أيضا أول نائبة رئيس سوداء ومن أصول جنوب أسيوية، في تاريخ الولايات المتحدة، قد يمثل عنصر قوة إضافي خصوصا مع وجود 44 مليون أميركي ولدوا خارج البلاد وتجنسوا بجنسيتها ومنهم والدا هارس، الأب دونالد القادم من جامايكا والأم الهندية.

أما كونها ثاني امرأة تترشح لمنصب الرئيس في التاريخ الأميركي بعد هيلاري كلينتون، فقد يزيد حماس الناخبات، وقد يلبي آمال الراغبين في التغيير.

الدعم يتوالى على هاريس من كبار قادة حزبها وفي مقدمتهم الرئيس بايدن، وسط غياب لافت لصوت الرئيس الأسبق باراك أوباما، وصحيفة واشنطن بوست اعتبرت في تقرير لها اليوم أن القدر قدم لهاريس فرصة سياسية نادرة،

لكن قبل كل ذلك، ستكون السيدة السمراء بحاجة إلى اجتياز الخطوة الأولى وهي الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي بشكل رسمي في شهر أغسطس/ المقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من العمر

إقرأ أيضاً:

بنسلفانيا.. نقطة تحوّل في حياة هاريس

ستقوم المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس بزيارتها الثانية إلى ولاية بنسلفانيا الغربية في أقل من أسبوع اليوم الخميس، حيث تركز المرشحة الديمقراطية حملتها الرئاسية على الناخبين في طرفي الولاية.

وظهرت هاريس في قاعة الاتحاد في بيتسبرغ، الإثنين، إلى جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنها ستعود إلى المدينة يوم الخميس، قبل أيام من توجهها إلى مناظرة مع دونالد ترامب في فيلادلفيا. ويقول مسؤولو الحملة إنها ستبقى في الولاية طوال عطلة نهاية الأسبوع وهي تستعد للمناقشة.

The battle to win crucial voters in Pennsylvania https://t.co/q5ZZKaLZ8w

— FT World News (@ftworldnews) September 5, 2024 استطلاعات متقاربة

تأتي رحلة هاريس الحالية إلى بنسلفانيا في فترة محورية، مع استطلاعات الرأي التي تضعها هي وترامب على نفس الدرجة تقريباً في السباق لتأمين أصوات بنسلفانيا التي تعتبر من ضمن الولايات المتأرجحة.

وقالت كريستين كوبي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة دوكين في بيتسبرغ، في إشارة إلى عدد أصوات الهيئة الانتخابية اللازمة للفوز بالبيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لصحيفة "فايننشال تايمز": "الولاية تلعب دورها، والطريق إلى 270 صوتاً لأي مرشح يمكن أن يُحسم عبر ولاية بنسلفانيا".

وتابعت أن "الحملات تعرف أن هذه الولاية مهمة جداً، إنهم يعرفون أن هناك تمثيلاً واسعاً للمواطنين داخل ولاية واحدة فقط".

تصل هاريس أيضاً وسط صراع سياسي متصاعد حول ملكية شركة الصلب الأمريكي التي أعلنت هاريس معارضتها لبيعها وكذلك منافسها دونالد ترامب، حيث أصبح مستقبل الشركة قضية انتخابية.

وعارض كل من هاريس وترامب استحواذ شركة "نيبون ستيل" اليابانية على الصلب الأمريكي بقيمة 15 مليار دولار، وهو موقف حمائي مصمم لجذب أصوات ذوي الياقات الزرقاء في الولاية.

يوم الأربعاء، ذكرت "فايننشال تايمز" أن بايدن يستعد لعرقلة الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

ترامب، الذي نجا بصعوبة من محاولة اغتيال في يوليو (تموز) الماضي في مقاطعة بتلر شمال بيتسبرغ، جعل ولاية بنسلفانيا أيضاً محور حملته.

????️ Kamala Harris will win US election, Telegraph poll predicts

???? Harris projected to win Michigan, Wisconsin and Pennsylvania
???? Trump leads in Arizona, Georgia and North Carolina

Who do voters trust more on the economy and immigration? Find out ????https://t.co/57JukKPTTG pic.twitter.com/RKdZmIOzre

— Telegraph US (@TelegraphUS) September 5, 2024 حملات بالملايين

قبل أيام أجرى الرئيس السابق مقابلة على تلفزيون "فوكس نيوز" مع المضيف شون هانيتي أمام جمهور مباشر في هاريسبرغ، عاصمة الولاية.

وبعد أن تعهد ترامب بـ"شفاء عالمنا"، متذرعاً بالثناء الذي تلقاه من فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، أعرب ترامب عن ثقته في الفوز في الانتخابات ووصف "حبه" لبنسلفانيا وقال: "سنكون مستعدين بشكل جيد للغاية للقيام بعمل رائع هنا".

وأنفقت كلتا الحملتين على الإعلان في ولاية بنسلفانيا أكثر من أي ولاية أخرى، وفقاً لتحليل "فايننشال تايمز"، حيث أنفقت حملة هاريس والجماعات المتحالفة معها ما يقرب من 146 مليون دولار حتى الآن وفريق ترامب ما يقرب من 132 مليون دولار.

يذكر أن الفائز في ولاية بنسلفانيا التي يمتد عدد سكانها إلى مناطق حضرية متنوعة مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ، والضواحي الغنية ذات التعليم العالي والمناطق الريفية الفقيرة، برئاسة البيت الأبيض 10 مرات من الانتخابات الرئاسية الـ12 الماضية.

ووجد استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي.إن.إن" من ولاية بنسلفانيا نشر يوم الأربعاء أن المرشحين متعادلين، كل بدعم من 47% من الناخبين المحتملين. كما يظهر متوسط استطلاعات الرأي على مستوى بنسلفانيا هاريس وترامب في تعادل إحصائي، حيث تتمتع هاريس بميزة 0.4 نقطة فقط على ترامب.

How close is the US presidential election race? https://t.co/BvkH6OvyQo

— FT Data (@ftdata) September 5, 2024 ميزة لترامب

تشارلي دنت، عضو الكونغرس الجمهوري السابق من ولاية بنسلفانيا وناقد بارز لترامب، قال إنه نظراً لميل الرئيس السابق إلى الإفراط في أداء الاقتراع في الانتخابات السابقة، فقد يكون لديه بالفعل ميزة على هاريس. لكنه أضاف أن هاريس في وضع أفضل مما كان عليه بايدن أمام ترامب في 2020.

وقال دنت: "الميزة التي تتمتع بها هاريس هي أنها الوجه الأحدث والأكثر نضارة.. كان بايدن يكافح في ولاية بنسلفانيا للأسباب نفسها التي كان يناضل فيها مع الناخبين في كل هذه الولايات الأخرى، إذ اعتقدوا أنه طاعن في السن، وكان هذا صحيحاً في ولاية بنسلفانيا تحديداً وفي جميع أنحاء البلاد".

وقال إد ريندل، الحاكم الديمقراطي السابق لبنسلفانيا والرئيس السابق للجنة الوطنية الديمقراطية، إن هاريس "زادت الحماس"، الأمر الذي سيجلب المزيد من الناخبين بشكل أكثر من بايدن.

وقال الديمقراطيون والمحللون غير الحزبيين إنه للفوز ببنسلفانيا، ستحتاج هاريس إلى زيادة هوامشها في المعاقل الديمقراطية التقليدية في فيلادلفيا وضواحيها مع وقف الخسائر في المناطق الريفية.

Harris raised $310 million in July as she looks to reset November's race against Trump https://t.co/3VZCGVi2PL

— The Associated Press (@AP) August 2, 2024 الطبقة الوسطى

لكنها واجهت شكوكاً بشأن موقفها المتغير حول التكسير الهيدروليكي للغاز الصخري، وهو جزء مهم من اقتصاد غرب بنسلفانيا.

وكان ينظر إلى حديثها عن الصخر الزيتي، مثل تعليقاتها هذا الأسبوع بأن الصلب الأمريكي يجب أن يظل "مملوكاً أمريكياً ومشغلاً أمريكياً"، على أنه تحركات محسوبة لجذب الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء ونقابات العمال.

WATCH: Amid a growing bipartisan opposition to the $14.9 billion deal, Joe Biden will soon move to block Japanese firm Nippon Steel's acquisition of U.S. Steel, citing national security concerns, two sources familiar with the situation said https://t.co/KlUGbkMvIQ pic.twitter.com/FtGy6csqiI

— Reuters Business (@ReutersBiz) September 5, 2024

يقول مايكل لاروسا، مسؤول سابق في إدارة بايدن وأحد مواطني ولاية بنسلفانيا: "من المهم التحدث عن وظائف البناء والاتحاد وذوي الياقات الزرقاء.. لكن الديمقراطيون يميل إلى التعثر ويفقدون الناس في الطبقة الوسطى، والأشخاص الذين ليسوا في وظائف البناء والياقة الزرقاء أو وظائف النقابات، والذين ليسوا أثرياء ويشكلون الغالبية العظمى من ضواحي فيلادلفيا وبيتسبرغ وسكرانتون وريدينغ. من المهم حقاً أن تتحدث معهم هم أيضاً".

مقالات مشابهة

  • هل تختلف كامالا هاريس حقا عن جو بايدن؟
  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • نجل بايدن يقر بذنبه في قضايا ضريبية ويواجه عقوبات محتملة
  • نجل بايدن يخطط للإقرار بالذنب أمام القضاء في قضية التهرب الضريبي
  • بنسلفانيا.. نقطة تحوّل في حياة هاريس
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • قضية إغتصاب هزت فرنسا.. الإبنة تكشف أنها فريسة الأب الثانية بعد أمها
  • فريدمان: نتنياهو خدع بايدن وسيصعد الوضع في غزة لمساعدة ترامب
  • رغم تعرّضها للانتقادات.. «هاريس» توسّع حملتها و«ترامب» في إجازة!