العثور على قارب صيد يمني بالقرب من السواحل الهندية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت صحيفة هندوستان تايمز، مساء الإثنين، إن خفر السواحل الهندي عثر على قارب صيد يمني عائم بعد 160 كيلومترًا من ساحل ولاية ماهاراشترا في 5 أغسطس.
وأفادت أن السفينة غير المأهولة تسبب في الذعر، لكن بعد التحقق بعد التحقق مع خفر السواحل اليمني وربان السفينة، علم خفر السواحل الهندي (ICG) أن السفينة فقدت قوتها.
وقال ضابط في خفر السواحل الهندي إنه تم إبلاغهم بشأن قارب الصيد العائم بدون طيار من قبل مركز تنسيق الإنقاذ البحري (MRCC) ، الذي تم إبلاغه به من قبل مسؤول في لجنة النفط والغاز الطبيعي.
وكشف تحقيق أجرته سفينة ICG عن العثور على سفينة الصيد بحبال وشبكات صيد وأنها كانت تطفو في البحر لمدة أطول بسبب الطقس القاسي. تم تفتيش السفينة، التي يبدو أنها السفينة اليمنية Al Azher-1 ، بدقة بحثًا عن أي نشاط مشبوه.
وأوضحت أنه تم إجراء مزيد من التحقيقات من قبل المقر الإقليمي في مومباي مع السلطات اليمنية وصاحب قارب الصيد. “تم التحقق من وثائق السفينة من قبل السلطات اليمنية. قال ضابط في خفر السواحل: “لقد تم تحديد أوراق اعتماد القارب على أنها صادقة، ولا توجد زاوية أمنية معنية”.
أكدت السلطات اليمنية وصاحب القارب أن الزورق الأزهر 1 كان في طريقه من ميناء سقطرى إلى ميناء الشحر شرقي اليمن، وعانى من فشل دفعه قبالة سقطرى. وأنقذ قارب صيد آخر خمسة من أفراد الطاقم كانوا على متنه في 30 يونيو حزيران.
وفقًا لتيار الرياح الموسمية الجنوبية الغربية والانجراف، انجرف القارب إلى بحر العرب وتم اكتشافه بواسطة ICG. السفينة غرقت جزئيًا ومدرجة بشدة في الميناء بسبب دخول المياه والوقود المحدود.
وأوضحت أن السفينة على غير هدى ولا يمكن استبعاد احتمال جنوحها قبالة شمال ولاية ماهاراشترا بسبب الانجراف السائد بحلول يوم الثلاثاء على الساحل. يبدو أنه لا يوجد تهديد للتلوث من قبل قارب الصيد. قال الضابط أنه تم إخطار جميع أصحاب المصلحة بالنتائج.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الهند اليمن سقطرى قارب صيد خفر السواحل من قبل
إقرأ أيضاً:
قرية مصرية لا يسكنها أحد.. أم الحويطات مزارا سياحيا
في عمق الصحراء الشرقية وعلى بعد 27 كيلومترا من سفاجا (إحدى مدن محافظة البحر الأحمر بمصر) تقع قرية "أم الحويطات" أو كما يطلق عليها حاليا "قرية الأشباح".
وأكثر ما يميز هذه القرية هو الهدوء الغريب الذي يخيم عليها بعد أن هجرها سكانها واضطرتهم الظروف لمغادرتها منذ نحو أكثر من عقدين من الزمان، تاركين وراءهم بيوتا متهالكة تحكي جدرانها حكايات من عصر مضى، ويتوسط البيوت مسجد لا يزال صامدا كما هو بمئذنته التي تقف متحدية زحف الصحراء.
تاريخ القريةأثناء الاحتلال البريطاني لمصر، وتحديدا عام 1902 بدأت أعمال بحث مكثفة بالقرب من سفاجا، بهدف العثور على المواد الخام، وتمكن الجيولوجيون الأجانب بقيادة المهندس "آندي" من تحديد نسبة ضخمة من الفوسفات، وهو معدن مهم لصناعة الأسمدة.
وأدرك "آندي" الإمكانات الاقتصادية للمنطقة، خاصة مع قربها من البحر. وعهدت إليه القوات البريطانية مهمة تأسيس أهم قرية تعدينية في مصر، وتم إنشاء خط سكة حديد يربط بين "أم الحويطات" وميناء سفاجا لنقل المواد الخام ثم شحنها إلى إنجلترا.
وجلب هذا المهندس الكثير من العمال من مناطق متفرقة في مصر للعمل بالمناجم، حتى عاش بالقرية في أوج ازدهارها حوالي 16 ألف شخص، وهيأ لهم حياة متكاملة تضمن استمرار استخراج المعدن، بداية من نقل مياه الشرب وتوزيع حصص تموينية تكفي احتياجاتهم الشهرية من الدقيق والبقوليات والزيت واللحوم وغيرها من المواد الغذائية والكيروسين "الجاز" لإنارة اللمبات ليلا، وحتى إنشاء المدارس لتعليم أبناء القرية ومستشفى صغير لعلاجهم، وكذلك بناء المساجد للصلاة.
إعلانوبعد 23 في يوليو/تموز 1952 وانتهاء الاحتلال البريطاني، أصبحت "أم الحويطات" تحت القيادة المصرية ويتولى مسؤولية التنفيذ شركة فوسفات سفاجا، واستمر العمل بالمناجم إلى أن أُغلقت الشركة وتم إيقاف العمل بها في تسعينيات القرن العشرين، الأمر الذي لم يترك لسكان القرية خيارا سوى البحث عن سبل العيش في أماكن أخرى أو العودة لمسقط رأسهم، وبعضهم حصل على وحدات سكنية في "أم الحويطات" الجديدة مكافأة لعملهم في المناجم سنوات طويلة.
ولم يكن لأحد أن يسمع عن "أم الحويطات" المجهولة والمهجورة، وكانت ستظل مجرد ذكرى في قلوب أهلها فقط، لولا أنها تحولت إلى مزار سياحي قبل بضع سنوات وأصبحت تجذب رحلات السفاري ومحبي سياحة المغامرات.
علاء يوسف (اسم مستعار) أحد مواليد القرية، ولد عام 1978 وعاش بها حتى المرحلة الثانوية من دراسته، ويحكي للجزيرة نت كيف كانت القرية مقسمة بشكل منظم، حيث تم تخصيص مساحة لمنازل العمال وأسرهم بالقرب من المناجم لتسهيل الوصول إلى العمل، بينما منازل الموظفين في مدخل القرية بالقرب من المدارس والمستشفى، في حين تم بناء "فيلا" المهندس آندي في أعلى الجبل بحيث تطل على القرية بأكملها.
ويواصل: كانت القرية تدب فيها كل مظاهر الحياة، عمال يذهبون للعمل في المناجم كل صباح، وتلاميذ يترددون على المدرسة للتعلم، ومسجد يجمع المصلين وتتردد صدى دعواتهم بين جدرانه، وأطفال يلعبون في الساحات.
ويتذكر علاء كيف كان الأهالي يهتمون بتعليم أبنائهم حتى لا يلقوا نفس مصيرهم ويعملون في مهام المناجم الشاقة، وكيف كان ناظر المدرسة ويدعى "سيف الدين إبراهيم" يمر كل يوم بعد صلاة العصر مع عدد من المدرسين على بيوت الأهالي لمتابعة مذاكرة أبنائهم ومساعدتهم في أداء واجباتهم، وأن هذا ساعد القرية في أن يخرج منها عدد من العلماء والأساتذة البارزين، أمثال الباحث المصري والأستاذ الجامعي بجامعة كوينز في إنجلترا، وأحمد إبراهيم وكذلك الدكتور عبد المنعم الخطيب أستاذ الجراحة بجامعة أسيوط، وغيرهم.
إعلانويحكي علاء وقد أخذه الحنين إلى أيام طفولته قائلا "التكافل والحب كانا عنوان الحياة في أم الحويطات، فقد نشأنا ونحن نسمع من أهلنا مقولة: الضيف ضيف البلد كلها". وكانت جميع البيوت مفتوحة لأي شخص، فالفرح واحد والحزن واحد، وساعد على ذلك الطبيعة الجغرافية للمكان وعزلته في الصحراء.
وتوالت ذكريات "أم الحويطات" أمام عينيه عندما كان وأصدقاؤه يلعبون الكرة في ساحة القرية ويتجمعون لمشاهدة التلفاز حتى الساعة العاشرة حيث موعد قطع التيار الكهربي عن القرية.
"أم الحويطات" بشكلها الحالي بعد أن أصبحت خالية تماما من السكان (الجزيرة) إحياء "أم الحويطات"ومن ناحيته، يقول حسن العبودي أحد مواليد القرية -للجزيرة نت- إن عام 1996 كان فارقا في تاريخ "أم الحويطات" إذ إنه بالإضافة إلى توقف العمل بالمناجم، شهدت القرية سيولا مدمرة وصل ارتفاعها عدة أمتار وتأثرت البنية التحتية للقرية، مما دفع ما تبقى من الأهالي إلى الرحيل حتى أصبحت القرية مهجورة تماما عام 1998.
ويوضح العبودي أن "أم الحويطات" تعد نقطة جذب للمستكشفين والجيولوجيين، ولموقعها المثالي بين الطبيعة تجذب كذلك صانعي الأفلام الوثائقية وصناع الأفلام السينمائية والمسلسلات.
ويضيف أن "أم الحويطات" باقية في ذاكرة وقلوب كل من عاش فيها، ومع ذلك قد لا يفضل أحد من الأبناء والأحفاد الموجودين حاليا العودة إليها، إذ لا يتوفر بها مصدر للرزق سوى العمل بالمناجم التي تسببت في مشاكل صحية للكثير من العمال جراء الأبخرة السامة وظروف التعدين الخطرة، ويتابع "أنا مثلا أعيش في مدينة سفاجا بالقرب من البحر وجميع الخدمات، فلماذا أذهب للعيش بقلب الصحراء في مكان مغلق محاط بالجبال من جميع الجهات".
ويشيد العبودي بمشروع محمود الدندراوي أحد أبناء القرية، إذ أنشأ بموافقة الجهات المسؤولة محطة سفاري على الطريق المؤدي إلى أم الحويطات، وذلك لتنظيم رحلات للسياح وتعريفهم بتاريخ القرية التعديني، كذلك توفر هذه الجولات مجموعة من الأنشطة، بما في ذلك مشاهدة غروب الشمس وشروقها، والقيام بجولة سياحية في الشوارع المليئة بالرمال بين المنازل المتهالكة وزيارة المناجم المهجورة والأنفاق والكهوف.
إعلانولم ينس المواطن أن يضيف أن القصص المتداولة عن الأصوات المخيفة والظلال التي لا يمكن تفسيرها، أو الحديث عن خطوات تتردد بالغرف الفارغة أو سماع صوت الأذان مما يزيد من الإقبال على هذه الرحلات.