أكد المشاركون في ملتقى تنمية الانتماء الوطني لدى الوافدين الذي نظمه مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة؛ على عمق العلاقات والرواسخ التاريخية بين مصر والسودان وعلى دور القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والقيادة الدينية ممثلة في الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في السعي لوحدة السودان وسلامة أراضيه، وأن للطالب الوافد دورًا كبيرًا في وأد الفتن والتصدي للشائعات التي تستهدف النيل من الأوطان.

بأقلام كبار العلماء.. ثورة يوليو في أحضان الأزهر خطوات التسجيل لاختبارات القدرات بجامعة الأزهر 2024

وقدم المشاركون الشكر للحكومة المصرية لدعمها السودان في محنته، وللشعب المصري الذي استقبل إخوانه السودانيين وتقاسم معهم قوت يومه مع ما يعانيه من ظروف اقتصادية.

علاقات تاريخية من المحبة تربط الأزهر الشريف وطلاب السودان 

وقال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر: إن الأزهر الشريف بجامعته تربطه علاقات محبة مع الشعب السوداني، وكلياته تفتح أبوابها للدراسة في الكليات الشرعية والعربية والعملية، وقد تخرج فيها أساتذة كان لهم دور بارز في السودان، وكانوا خير سفراء لبلادهم من خلال التزامهم بتلقي العلم والحرص على توقير أساتذتهم، وأن واجب طالب اليوم أن يكون خير سفير لبلاده في إعلاء الأخوة والتحلي بالأخلاق الحميدة.

وحث الطلاب على الجد والاجتهاد في طلب العلم وعلى اغتنام بركات الأوقات، لافتًا إلى أن الأمم الناهضة تقدر الوقت وتغتنمه وتحرص عليه.

ودعا رئيس الجامعة المولى -عز وجل- أن  يحفظ السودان الشقيق وأهله وأن يجنبهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

تنمية العلاقات بين الطلاب وذويهم

وأشارت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب، إلى أن مصر بقيادة رئيس الجمهورية أظهرت معدنها الأصيل في أوقات الشدة لأشقائها العرب والأفارقة، وتؤدي  دورًا كبيرًا في العمل على وحدة السودانيين، ورعاية طلابهم وأسرهم في مصر، كما تؤديه مع الملايين من الدول الأخرى.

وأوضحت أن الأزهر الشريف لا يدخر جهدًا في تحقيق السلام، وغرس قيم الانتماء الوطني  لدى الوافدين؛ حتى يكونوا خير سفراء لبلادهم في مصر، وأن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوصينا دائمًا بالعناية بالوافدين، والاستماع إليهم، والتقرب منهم، ومواصلة عقد الملتقيات معهم وذويهم وقادة الرأي لديهم؛ حتى يشعروا أنهم في بلادهم، مقدمة الشكر للإمام الطيب بصفته شيخًا للأزهر الشريف ورئيسًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وللدكتور عبد الله المصلح، الأمين العام للمجلس؛ لدعمهما ورعايتهما لمثل هذه الملتقيات التي تنمي العلاقات بين الطلاب وترسخ لديهم قيم الانتماء الوطني.

كما أعربتْ عن تقديرها لجهود علماء السودان والشيخ عبد الله الميرغني في التعاون لإقامة مثل هذه الملتقيات ورغبتهم في عقد المزيد منها، مما يؤكد شديد حرصهم على ترسيخ قيم الانتماء لدى طلاب السودان؛ حتى يكونوا خير سفراء ينتمون للإسلام ولبلادهم ولمصر وأزهرها الشريف.

وأضاف الدكتور محمد مهنا، أستاذ القانون الدولي رئيس مجلس أمناء البيت المحمدي للتصوف، أن مصر والسودان تجمعهما روابط كثيرة؛ من أهمها: أن الأزهر الشريف والتصوف من العوامل الأساسية في تنمية الانتماء الوطني؛ لأنهما يغرسان في الطلاب الأدب والعلم، والإنسان في عصرنا الحالي أحوج إلى الأدب من العلم؛ فهو لا يصل إلى ربه إلا بالأدب، وأن المنهج الأزهري من أحد مكونات العلم الصوفي الذي ينمي الانتماء للوطن؛ لذا كان مشايخه أهل تربية وأدب وسلوك.

واستكمل أن مصر  ملاذ الأنبياء والعلماء والإبداع والحضارة، وقد حمت الإسلام من الهجمات التترية، ودافعت عن العروبة، وهي الآن تواصل دورها لتظل ملاذًا لكل دول العالم؛ حيث يوجد بها الآن ما يزيد عن تسعة  ملايين من الأجانب يعيشون مع المصريين رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة، وهذا فضل من الله حباه الله لمصر فهي كما قال عنها أحد علماء التصوف: مصر المؤمنة بأهل الله.

الأزهر الشريف رمز للتعاون والتكامل بين مصر والسودان

وذكر الشيخ عبد الله المحجوب الميرغني، أحد علماء السودان وشيخ الطريقة الميرغنية الختمية، أن الأزهر الشريف رمز للتعاون والتكامل بين مصر والسودان، ونعتز بدوره في دعم ورعاية طلاب السودان، ونؤكد على ذلك في طريقتنا، ونسعى إلى تحقيق هذا من خلال تعليم قيم الإخاء والتفاهم، ونعتبر الطلاب السودانيين في مصر سفراء لقيمنا وثقافتنا، مضيفًا أن الأزهر الشريف يلعب دورًا محوريًّا في توفير بيئة تعليمية متميزة لطلاب السودان، ونثمن تلك الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف في رعاية طلاب السودان مما يسهم في تعزيز قيم التعاون والوحدة بين الشعوب الإسلامية.

وعبر الشيخ عبد الرحيم الشيخ، أحد علماء السودان شيخ الطريقة السمانية، عن بالغ تقديره لمصر وقيادتها السياسية في احتضان السودانيين، ودعم طلابهم، وإتاحة فرص التعليم لهم في المدارس والجامعات، وأن صلات النسب ورحم العلم بين مصر والسودان موصولة بفضل العلماء والأولياء، فعند الشدائد تعرف معادن الرجال.

وقال الدكتور الفالح الحبر، مدير جامعة أم درمان الإسلامية: إن الانتماء للوطن أمر حث عليه الإسلام، ودعا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يستوجب علينا التلاحم والتآخي والزود عن أوطاننا.

قدم الملتقى الدكتور حسام شاكر، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام، وحضره لفيف من طلاب وطالبات السودان، والدكتور جمال أمين، وزير الاتصالات السوداني الأسبق، والسيد أحمد إبراهيم، ممثلًا عن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والدكتور محمد عبد الله، رئيس مجلس إدارة مدرسة القبس المنير، والشيخ أسامة الشيخ محمد أحمد الكريدة، والدكتورة فاطمة إدريس، رئيس مؤسسة تضامن المجلس المصري متعدد الثقافات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر مصر السودان أحمد الطيب بین مصر والسودان أن الأزهر الشریف الانتماء الوطنی طلاب السودان عبد الله

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يشهد احتفال الأزهر الشريف بذكرى انتصار العاشر من رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، احتفال الأزهر الشريف بذكرى انتصار العاشر من رمضان 1393 هـ، الموافق السادس من أكتوبر 1973 م، وذلك من رحاب الجامع الأزهر بالقاهرة.

 جاء الاحتفال استعادةً لروح البطولة والتضحية التي صنعت النصر العظيم، وتأكيد أهمية التمسك بالقيم الوطنية التي كانت حجر الأساس في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.

وحضر الاحتفال كلا من الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ والدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؛ وسماحة الشريف السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، والدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، إلى جانب عدد من القيادات الدينية، وعدد من العلماء والمفكرين والإعلاميين.

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن انتصار العاشر من رمضان كان تتويجًا لإرادة الشعب المصري وجيشه العظيم، مشيرًا إلى الدور التاريخي الذي قام به الأزهر الشريف في دعم الجيش ورفع معنويات الجنود.

واستشهد بكلمة الإمام الأكبر الراحل الشيخ عبد الحليم محمود، حين نقل للرئيس الراحل محمد أنور السادات رؤيا رآها، قائلًا: "رأيتُ سيدنا النبي ﷺ يعبر القناة، وخلفه العلماء والجيش المصري، فسر يا سيادة الرئيس فإنك منصورٌ بإذن الله". 

وأضاف، أن مصر كنانة الله في أرضه، وهي مستودع القوة في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن نصر أكتوبر جاء بعد مرارة النكسة، حين قرر المصريون أن يزيلوا آثار الهزيمة من قلوبهم.

وأوضح، أن الجيش المصري استطاع أن يحطم أسطورة العدو بفضل إيمانه القوي، إذ كان الجنود يكتبون على خوذهم "الله أكبر".

وأكد أن الوحدة الوطنية كانت سببًا رئيسًا في تحقيق هذا النصر العظيم، داعيًا إلى تعزيز هذه الروح بين الأجيال القادمة.

واستعرض الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الدور الوطني الذي قام به الأزهر الشريف في تاريخ مصر، مشيرًا إلى أن علماء الأزهر كانوا في مقدمة الصفوف خلال المعارك الوطنية، بدءًا من مقاومة الاحتلال الفرنسي والبريطاني، وصولًا إلى دعم الجيش في حرب أكتوبر.

وأشار إلى أن العدو بعد نكسة 1967 م ظن أنه قضى على قوة الجيش المصري، خاصة مع بناء خط بارليف، الذي قيل إنه لا يمكن تدميره إلا بقنبلة نووية، لكن الجيش المصري استطاع اقتحامه وتحطيمه في ست ساعات فقط، مؤكدًا أن الإيمان والتخطيط السليم كانا سلاح النصر الحقيقي.

وتحدث عن دور علماء الأزهر خلال الحرب، إذ طالب الشيخ حسن مأمون باستخدام سلاح البترول لدعم المعركة، وكان الشيخ محمد الفحام يزور الجبهة ويشجع الجنود بنفسه، بينما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: "أنا بالحرف وأنتم بالسيف، أنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، أنا باللسان وأنتم بالسنان".

واختتم الاحتفال بتأكيد أهمية استلهام روح أكتوبر في تعزيز الوحدة الوطنية، ودعم القوات المسلحة، والمحافظة على مكتسبات الوطن، مع التشديد على أن الإيمان والعزيمة والتخطيط السليم يمكن أن يصنعوا المعجزات، وأن مصر ستظل قوية عصية على أعدائها، بفضل الله ثم بإيمان شعبها وقوة جيشها.

مقالات مشابهة

  • الإصلاح والنهضة: زيارة الرئيس السيسي للأكاديمية العسكرية تعزز روح الانتماء الوطني
  • وظائف الأزهر الشريف 2025.. موعد وطريقة التقديم
  • خاص| خطة الأزهر الشريف للمشاركة في إعادة إعمار غزة
  • عباس شومان عن إمامة الطالب محمد أحمد للمُصلين: «أعلم أنك في الأزهر الشريف»
  • انعقاد الملتقى الفكري الثاني للوافدين بمسجد السيدة زينب.. صور
  • انعقاد الملتقى الفكري الثاني للوافدين بمسجد السيدة زينب
  • الأزهر الشريف يُحيي ذكرى العاشر من رمضان باحتفالية كبرى في الجامع
  • وزير الأوقاف يشهد احتفال الأزهر الشريف بذكرى انتصار العاشر من رمضان
  • رئيس شباب النواب: الأزهر الشريف مستمر في نشر مبادئ الأخوة الإنسانية
  • علماء الأزهر الشريف في ذكرى العاشر من رمضان: جيشنا اليوم أقوى من أي وقت مضى