أحوال المدنيين في أم درمان وسط الحرب الأهلية: أزمة متفاقمة
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
زهير عثمان
أم درمان، العاصمة الوطنية للسودان، تواجه أزمة إنسانية كارثية بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الحرب لم تكتفِ بترك عشرات الآلاف من القتلى وتشريد الملايين، بل أضافت بُعدًا مأساويًا آخر، وهو استغلال النساء جنسياً مقابل الطعام، مما يعكس حجم المعاناة والذل الذي يعيشه المدنيون في هذه المدينة المحاصرة.
استغلال النساء: مأساة مزدوجة , في ظل هذه الظروف القاسية، ذكرت تقارير من صحيفة "الغارديان" البريطانية شهادات مؤلمة لأكثر من 24 امرأة أجبرن على ممارسة الجنس مع جنود الجيش السوداني للحصول على الطعام أو السلع التي يمكن بيعها لإطعام أسرهن. هذا الوضع يبرز كيف أصبحت النساء أكثر الفئات تضرراً واستغلالاً في هذا النزاع الدموي.
أحد الأمثلة البارزة هي امرأة تبلغ من العمر 37 عامًا، اضطرت لممارسة الجنس مع الجنود للحصول على الطعام لعائلتها، بما في ذلك والديها المسنين وابنتها البالغة من العمر 18 عامًا. قالت: "لم يكن لدي خيار آخر. الجنود كانوا في كل مكان، وكان هذا هو السبيل الوحيد للحصول على الطعام".
انتشار العنف الجنسي: أساليب مروعة للبقاء العديد من النساء أفدن بتعرضهن لاعتداءات جنسية في "منطقة المصانع" بأم درمان، حيث يمكن العثور على معظم الطعام. في حالات أخرى، أُجبرت النساء على ممارسة الجنس مقابل السماح لهن بنهب المنازل المهجورة للحصول على الطعام والمستلزمات الأساسية.
إحدى النساء، التي توقفت عن ممارسة الجنس مع الجنود بناءً على طلب من إخوتها، تعرضت لتعذيب وحشي حيث أُحرقت ساقاها، مما يعكس قسوة الأوضاع وانعدام الأمان الشخصي في هذه البيئة المليئة بالعنف والفوضى.
الوضع الإنساني المتدهور , تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن حوالي 26 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في أم درمان. وعلى الرغم من جهود منظمات الإغاثة الدولية لتقديم المساعدات، إلا أن العديد من الأحياء في المدينة لم تشهد وصول أي مساعدات، مما يفاقم أزمة الجوع والفقر بين السكان المدنيين.
الصراع العسكري الصفري الصراع العسكري الصفري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هو السبب الرئيسي في هذه الأوضاع الكارثية. الجيش السوداني لديه أكثر من خمسين ألف جريح يحتاجون إلى علاج وجراحات، بينما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الكوادر الطبية بعد نزوح العديد من الأطباء خارج السودان. وقد أدى ذلك إلى انهيار النظام الصحي تماماً، كما ورد في تقرير منظمة أطباء بلا حدود.
دعوة للعمل أمام هذه الأوضاع المأساوية، يصبح من الضروري أن تتضافر الجهود الدولية والمحلية لوقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان المدنيين. كما يجب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين من أي استغلال أو انتهاك.
الوضع في أم درمان يعكس واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث تتداخل فيها العوامل العسكرية والسياسية والاجتماعية، مما يضع السكان المدنيين في موقف حرج ومأساوي. إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضامناً دولياً وجهوداً حثيثة لضمان عودة الاستقرار والأمان إلى هذه المدينة العريقة.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: للحصول على الطعام الجیش السودانی أم درمان
إقرأ أيضاً:
حرب الصبر الطويل والفرج القريب !!
*زبطت كباية قهوة وقررت أن أكتب – حبة تفاؤل*!!
*حرب الصبر الطويل والفرج القريب*!!
*كانت المدن والمواقع العسكرية بل الولايات تتساقط مثل أوراق الخريف ومشاهد النزوح والإنسحابات لا تقيف*
*كانت الجموع تتدافع نحو المناطق الآمنة والبصات تصل حتى خارج الحدود*
*الأخبار كانت مفجعة ما بين هزيمة وإنكسار وخيانة وإستسلام*
*المحافظة على القيادة العامة والمدرعات والإشارة واحتياطى ام درمان و بابنوسة والفاشر والأبيض كانت أقصى أمانينا وكل معركة منها كانت تدور في القلب وتلعب بالأعصاب ما بين فرضية السقوط والصمود*
*اليوم الصورة مختلفة فالقوات بدأت تستعيد عافيتها ومواقعها وعبرنا كوبري الحلفاية والسلاح الطبي و زحفنا حتى الرواد*
*استعدنا جبل موية وكامل ولاية سنار و اتبعناها مدنى وما حولها ونتواجد على بعد خطوتين من المصفاة*
*من قبل حررنا الإذاعة وغالب أم درمان وأجزاء من بحري واليوم طلائعنا في ود ابو صالح*
*أمس كنا ندفن رؤسنا في أكفنا حتى لا نرى كرامتنا المهدرة بإذلال الرجال وإستباحة النساء واليوم نتوسل أولادنا حتى لا تكون المعاملة كيف -بالمثل*
*اليوم تعود الباصات الناقلة من مصر ومن كل مكان الى ام درمان وسنجة ومدنى وغدا الخرطوم*
*بكري المدنى*
إنضم لقناة النيلين على واتساب