ترجمة لمقال كيف تستولي المليشيات على الدول وتدمرها
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
ترجمة لمقال كيف تستولي المليشيات على الدول وتدمرها: حالة قوات الدعم السريع السودانية (How militia groups capture states and ruin countries: the case of Sudan's Rapid Support Forces)
تمهيد:
هذه ترجمة لمقال نشر على مجلة الحوار (The Conversation) بتاريخ ١٧ يوليو ٢٠٢٤، كتب المقال د. فدريكو مانفريدي فيرميان وهو أستاذ بجامعة (Sciences Po Paris) في فرنسا، بحوثه مبنية على العمل الميداني في أفغانستان، العراق، لبنان، سوريا، كردستان وغيرها، كما عاش لفترات ممتدة في بيروت وكابول.
الترجمة:
صعود قوات الدعم السريع شبه العسكرية سيئة السمعة، يوضح كيف يمكن للجماعات المسلحة أن تتسلل إلى المؤسسات الحكومية، وغالباً تكون النتيجة كارثية على المجتمع.
أنشأت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع في عام ٢٠١٣ كقوة حماية خاصة للدكتاتور عمر البشير. وقد أصبحت الدعم السريع الآن مفترساً يسعى للسيطرة على السودان. إندلعت الحرب في السودان في أبريل ٢٠٢٣ عندما حاول الجيش إخضاع الدعم السريع. منذ ذلك الحين، دمرت المعارك جزءاً كبيراً من البلاد، بما في ذلك العاصمة الخرطوم. وقد قتل ما لا يقل عن ١٥٥٠٠ شخص [مصادر أخرى تشير إلى أن عدد القتلى قد يبلغ أكثر من مائة ألف - المترجم] بحلول يونيو ٢٠٢٤. وتم تهجير أكثر من ٦ مليون شخص ويعاني أكثر من ٢٥ مليون من الجوع الحاد وفقاً للأمم المتحدة.
إتبع الدعم السريع استراتيجية مشابهة لتلك التي تتبعها الجماعات المسلحة الأخرى التي تهدف إلى التسلل والتعاون مع المؤسسات الحكومية. لهذه الاستراتيجية أهداف عسكرية وإقتصادية وسياسية. تميل هذه الجماعات إلى استغلال النزاعات لتوسيع مناطق نفوذها ومستودعات أسلحتها وعدد مقاتليها. وهم يستخلصون عائدات من خطوط الأعمال التي ينشئونها من النزاع، وغالباً ما تكون لديها شراكات مع دول أجنبية وشبكات تهريب دولية. كذلك تقوم هذه الجماعات بتوفير الوظائف والرعاية لتحصل على الدعم السياسي في الدوائر السياسية الرئيسية وتسعى إلى أدوار سياسية.
بصفتي عالم سياسي متخصص في دراسة النزاعات والحروب غير النظامية، قضيت أكثر من عقد في البحث العلمي حول المتمردين والجماعات شبه العسكرية والمليشيات والجماعات المسلحة الأخرى. في بحث علمي نشر مؤخراً [يقصد مقاله المنشور على المجلة العلمية الحروب الصغيرة والتمردات المذكور في تمهيد الترجمة أعلاه - المترجم]، قمت بفحص الجهات المسلحة التي تسعى إلى "السيطرة على الدولة" - التسلل السري والتدريجي إلى المؤسسات الحكومية للتأثير على السياسات. بالإضافة إلى حالات حزب الله في لبنان والمليشيات الشيعية في العراق، درست أيضاً الدعم السريع في السودان. شملت الدراسة مقابلات مع مجموعة متنوعة من المشاركين، كان من بينهم أكاديميون ومحللون سياسيون ومسؤولون حكوميون وأفراد مرتبطون بالجماعات المسلحة.
وجدت في بحثي أن المليشيات التي تسعى للسيطرة على الدولة تسعى في البداية لتحقيق أهدافها دون معاداة الدولة علناً، وغالباً ما تضع نفسها كجماعات مؤيدة للحكومة، ولكنها تُشير أيضاً إلى أن أي محاولة من الدولة لتحييدها ستؤدي إلى مواجهة مدمرة.
بمرور الوقت، تُمكِن هذه الاستراتيجيات الجماعات المسلحة من الحصول على نفوذ سياسي وأدوار مؤسسية رسمية، يتيح لهم ذلك تشكيل السياسات العامة لصالحهم. عندما تحقق الجماعات المسلحة قدراً من السيطرة على الدولة، فإنها تقوض فعالية الحكومة، مما يساهم في إنهيار المؤسسات وفشل الدولة. في السودان تسيطر قوات الدعم السريع على مساحات شاسعة من الأراضي، رغم أنها لم تسيطر بعد على البلاد بالكامل.
تزايد النفوذ
ظهرت قوات الدعم السريع من مليشيات الجنجويد، التي قادت الحملة القمعية والإبادة الجماعية للبشير في دارفور مقابل التمويل والأسلحة. في عام ٢٠١٣ أعاد البشير هيكلة الجنجويد إلى قوات الدعم السريع لموازنة الجيش ومنع الإنقلابات المحتملة. إختار البشير قاطع الطريق السابق وأحد قادة الجنجويد محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي لقيادة هذه القوة الجديدة. دعم البشير مَكَن حميدتي من نشر عشرات الآلاف من المقاتلين المتمرسين عبر السودان لتأمين مواقع استراتيجية للنظام. شملت هذه المواقع العاصمة والأراضي الحدودية المضطربة والمراكز الإقتصادية مثل مناجم المذهب.
استغلالاً لهذا التموضع، وسعت الدعم السريع مشاركتها في تعدين الذهب والتهريب والتجارة، كما حصلت على عائدات عبر توريد المقاتلين إلى ليبيا واليمن. أيدت حكومة البشير نشاطات الدعم السريع الإقتصادية، وربما كانت حساباتها أن الحفاظ على هذه القوات سيكون أقل تكلفة مادية إذا مولت نفسها ذاتياً.
لفترة من الوقت تعاونت الدعم السريع عن كثب مع الجيش السوداني عندما قررت قيادة الجيش الإطاحة بالبشير في عام ٢٠١٩ وسط إحتجاجات مناهضة للنظام، لم يعارض حميدتي القرار. خلال الفترة الإنتقالية السياسية اللاحقة، أصبح حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة، كانت هذه المؤسسة مكلفة بتوجيه البلاد نحو الإنتخابات الديمقراطية. أدى هذا الدور المؤسسي إلى صدمة وخيبة أمل للكثيرين داخل المجتمع المدني السوداني، ومع ذلك جادل البعض بأن محاولات تفكيك قوات الدعم السريع أو تهميش حميدتي ستؤدي إلى نزاع مسلح.
أنشأ الجيش والدعم السريع شبكات تجارية سرية تولد مليارات الدولارات، شاركوا مصلحة قصيرة الأجل في حماية سلطتهم وأصولهم الإقتصادية من أي تدخل مدني. شكل هذا التوافق في المصالح أساس شراكتهم ومهد الطريق لإنقلاب عسكري في أكتوبر ٢٠٢١ - الذي أوقف فجأة عملية التحول الديمقراطي في السودان.
مع سيطرة نظام جديد على السودان، إزدادت قوة الدعم السريع، استفادت القوات من تعدين الذهب والتهريب والصفقات التجارية مع الإمارات العربية المتحدة ومجموعة فاغنر الروسية ومليشيا خليفة حفتر الليبية. عززت قوات حميدتي ترسانتها وزادت من عدد أفرادها، قدموا أنفسهم كأبطال للعرب العاديين من الأقاليم الريفية والحدودية.
قلقاً من هذه التطورات، حاولت القوات المسلحة السودانية دمج قوات الدعم السريع قسراً في سلسلة القيادة العسكرية، ولكن بحلول الوقت الذي شن فيه الجيش هجومه الفاشل في أبريل ٢٠٢٣، كانت قوات الدعم السريع قد حشدت مائة ألف مقاتل مجهزين لحروب المدن المتنقلة. ألحقوا بسرعة خسائر فادحة بالجيش واستولوا على معظم الخرطوم، كما سيطروا على ولاية الجزيرة المجاورة ودارفور في الغرب وكردفان في الوسط، مما حطم الدولة والمجتمع السوداني.
في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم ارتكبت قوات الدعم السريع جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بما في ذلك التطهير العرقي والمجازر والاغتصاب والتعذيب والنهب الواسع النطاق. الجيش السوداني الذي يحتفظ بالسيطرة على بورتسودان، منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، أدى ذلك إلى إقتراب المجاعة.
الآفاق القاتمة
تبدو الآفاق لحل سلمي للنزاع في السودان قاتمة حالياً، حتى وقف إطلاق النار المؤقت لتسهيل المساعدات الإنسانية يبدو غير محتمل. يظل مجلس الأمن الدولي منقسماً بشدة، ولم يقترح الإتحاد الأفريقي بعد خطة قابلة للتنفيذ. الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أضاعوا رصيدهم السياسي في السودان، فشلوا في دعم التحول الديمقراطي بين ٢٠١٩ - ٢٠٢١ بشكل كافٍ وفي عكس إنقلاب ٢٠٢١. تتحمل السعودية والإمارات العربية المتحدة وروسيا مسؤولية كبيرة عن الوضع الحالي، دعمهم للأطراف المتصارعة زاد من تعميق الإنقسامات، مما ساهم في فشل المبادرات مثل محادثات جدة.
اللجان الشعبية المحلية [غالباً يقصد لجان المقاومة والخدمات - المترجم]، التي كانت محورية في ديمقراطية القاعدة الشعبية، تم تهميشها بواسطة الجهات المسلحة. يجب على الفاعلين الدوليين الذين يسعون لمساعدة السودان أن يدركوا أن هذه الجماعات المدنية لا تزال تمثل أفضل أمل للبلاد، فهم لديهم فهم عميق لإحتياجات البلاد الأكثر إلحاحاً. تشمل هذه الإحتياجات المساعدات الإنسانية دون عوائق، بالإضافة إلى كشف وقطع شبكات التمويل والدعم العسكري للجماعات المسلحة الرئيسية. يمكن أن يساعد ذلك في تمهيد الطريق لتحول سياسي خالٍ من تأثير هذه الجماعات المسلحة.
تعليق المترجم:
الواضح في حالة الدعم السريع أن تسللها وتمدد نفوذها إلى مؤسسات الدولة لم يكن سرياً كشبيهاتها بل كان علنياً، فقد أسسها نظام البشير بالعلن وأجاز برلمان النظام قانوناً لها سُمي قانون الدعم السريع ٢٠١٧. ثم قام البرهان في يوليو ٢٠١٩ وكان رئيس المجلس العسكري حينها، وقبل توقيع الوثيقة الدستورية وأثناء التفاوض عليها، بتعديلات على قانون الدعم السريع. بعد ذلك جاءت الوثيقة الدستورية، ونصت في المادة ٣٥ الفقرة (١) القوات المسلحة وقوات الدعم السريع مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن ولسيادته تتبع للقائد العام للقوات المسلحة وخاضعة للسلطة السيادية. الفقرة (٢) ينظم قانون القوات المسلحة وقانون الدعم السريع علاقة المؤسسة العسكرية بالسلطة التنفيذية.
الواضح أنه بعد تعديلات البرهان على قانون الدعم السريع ٢٠١٧ لم تعد له سلطة وصلاحيات فعلية على الدعم السريع، رغم نص الوثيقة على تبعية الدعم السريع للقائد العام للقوات المسلحة. كذلك فإن قرار نظام البشير بتمويل المليشيا نفسها ذاتياً ومن ثم مشاركتها في حرب اليمن ساعدها على أن تفتح باب علاقات خارجية مع دول أخرى، لاحقاً تم استغلال هذه العلاقات في تصدير وتهريب الذهب لمصلحة الدعم السريع.
ختاماً ينصح المترجم المهتمين بالإطلاع على كتاب (قوات الدعم السريع النشأة والتمدد والطريق إلى حرب أبريل ٢٠٢٣) تأليف د. سلمان أحمد سلمان وهو موجود مجاناً على موقع سودانايل وجدير بالقراءة، فهو يصف بالتفصيل وبدقة كيف نشأت وتمددت الدعم السريع إلى أن وصلت لحرب أبريل.
mkaawadalla@yahoo.com
بقلم محمد خالد
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قانون الدعم السریع قوات الدعم السریع الجماعات المسلحة هذه الجماعات على الدولة فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
ما أظن تشوف تجسيد لمعنى الإرهاب بالوضوح والجلاء زي المارسه الدعم السريع في السودان
سنّة الإسلام .. السلام!
ما أظن تشوف تجسيد لمعنى الإرهاب بالوضوح والجلاء زي المارسه الدعم السريع في السودان، وما يزال؛
وفي الوقت البتتبجّح فيه قوّات الدعم السريع بممارسة الإرهاب في وضح النهار، وتنشر بنفسها صور ومقاطع وتسجيلات الجرايم العملتها، وتتوعًد بالمزيد؛
بنلقى حمدوك ورفاقه لسّة متمسّكين بسرديّتهم البتجرّم الجيش وخطابهم الداعي لتحجيمه ومحاربته؛
تحديداً بدعوى محاربة الإرهاب، سبحان الله!
التناقض العجيب دا في الحقيقة عنده تفسير بسيط شديد؛
وهو إنّه خطاب حمدوك قي الأساس غير موجّه لينا إطلاقاً كسودانيّين، وإنّما مستهدف العالم الغربي؛
وللأسف، خطابه بيخلق صدى عندهم؛
بالقدر البخلّى بريطانيا تتبنّاه وتتمالأ لتمرير أجندته؛
وللأسف الشديد، لأسباب عنصريّة!
ما بهمّهم ولا بفرق معاهم لو الجنجويد مارسوا الإرهاب علينا في السودان فرداً فرداً، طالما بالنسبة ليهم “الشر برّة وبعيد” على قول اخوانّا المصريّين؛
بل وأكثر من ذلك:
ما عندهم مانع يقاولوا تنظيم إرهابي زي الدعم السريع عشان يحمي حدودهم من اللاجئين الهاربين من جحيم التنظيم الإرهابي نفسه!!
الحاجة دي حصلت فعليّا، ما مجرّد افتراض من عندي؛
ولذلك فخطاب حمدوك، المبني على مجرّد وجود شبهة ارتباط للقوّات المساندة للجيش بتنظيمات ممكن تشكّل خطورة على العالم الغربي، بيجد صدى عندهم أكبر بكثير من الوقايع الثابتة والمتفشّية لممارسة الإرهاب فعليّا على شعب كامل!
ما بقدر أتخيّل التركيبة النفسيّة لناس زي حمدوك ونقد وحمد وعرمان وسلك وإسحاق والمعاهم البتخلّي زول يبيع أهله عشان يرضي ناس بيعاملوه بالدونيّة دي؛
ما عندي لعنات تكفيهم؛
ولا قادر اتخيّل ذاته زول ملعون أكتر من كدا بكون كيف؛
فبسأل ربّنا بس يصرفهم ويكفينا شرّهم؛
لكن داير أوجّه رسالة للعالم الغربي ..
الحاجة البتعملوا فيها دي غلط!
ما منظور أخلاقي فقط، لو بفرق معاكم؛
وإنّما هي غير مجدية في تحقيق هدفها في محاربة الإرهاب؛
نحن عايشين في كوكب واحد؛
الهوا بلف ويجيك محل ما بقيت؛
ما كارما، وإنّما فيزيا؛
ما ح تمنع الاحتباس الحراري بمجرّد زراعة الغابات في أوروبا طالما بقطعوا فيها بصورة غير مسئولة في السودان عشان يجيبوا ليك صمغ تلوكه لبان؛
ماف فايدة تبخّر بيتك وتعطّره وانت بترمي الوسخ في كوشة وراه؛
أنا عشت في أوروبّا قبل كدا بما يكفي لمشاهدة المجهود الجميل الباذلينّه للحفاظ على البيئة؛
الطبيعيّة والسياسيّة على حد سواء؛
لكن المجهود دا غير مجدي لو ما شمل الكوكب كلّه؛
ما ينفع تتخلّص من النفايات النوويّة العندك بأنّك ترشي حكومات فاسدة في أفريقيا عشان تدفنها على أراضيها؛
ما يتفع تكون حريص على الحرّيّة في بلدك وانت نفسك بتدعم أنظمة استبداديّة في بلاد تانية؛
لا وكمان تستخدم جايزة نوبل للسلام النبيلة كحافز لرؤساء استبداديّين عشان يدعموا أجندتك؛
الحاجات دي ما بس ح تجيب ليك لاجئين على حدودك؛
وإنّما ياهو دا البجيب الإرهاب ليك ولينا معاك؛
تكون واهم، فضلاً عن كونك شريك في الإجرام، لو بتفتكر إنّه المجرم الزي حميدتي الساعيه زي كلب الحراسة دا وطالقه فينا ما ح يجي يوم يعضّيك؛
وياخي أسأل نفسك ليه ماف زول قاعد يمارس الإرهاب على الصينيّين وللا اليابانيّين وللا حتّى الروس وللا غيرهم من البلاد الغنيّة وقويّة الكافية خيرها شرّها؟!
الوصفة الصحيحة لمكافحة الإرهاب، بالمناسبة، موجودة في نفس التراث الإسلامي البفتكروه ناس كتار بغذّي الفكر المتطرّف، بمن فيهم ناس مسلمين!!
الرسول ﷺ قال، في بعض جوامع الكلم:
«لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه»
اختلفت الشروح حول هذا الحديث وهي تحاول أن تفهم معنى الإيمان؛
لكن عندي ليه شرح مختلف تماماً، كتبته في الصفحة دي قبل كدا، وحأعيده هنا؛
أوّل حاجة، “أحدكم” دي، فيما يبدو لي، ما مخصّصة للمؤمنين من أصحاب رسول الله ﷺ، وسلالتهم ومن تبعهم، وإنّما تعمّ كلّ الناس؛
بالعاميّة يعني “الواحد”؛
بعد كدا نجي لي “يؤمن”؛
وهي من مصدر الأمان؛
لا يؤمن يعني لن يجد الأمان؛
آمن بالله ذاتا يعني اتطمّن بيه؛
فيصبح المعنى:
الواحد ما بلقى الأمان كان ما دار لي غيره البدوره لي رقبته!
وبمجرّد ما تترجمها كدا ح تشوف مباشرة إنّه دي حكمة موضوعيّة أكتر من كونها معلومة غيبيّة؛
يعني عبارة حكيمة، ما لازم تكون مؤمن بمحمّد ﷺ ولا حتّى سمعت بيه عشان “تؤمن”، تتطمّن، بيها؛
ياهو من قبيل بنعيد في المعنى دا؛
ولذلك فتعاليم محمّد، عليه الصلاة والسلام، بتوجّه الواحد إنّه حتّى ثروته التعب فيها بي يدّه وللا ورثها من أهله يقسم منّها للناس المحرومين؛
وبتوجّه السايق عربيّة يركّب الناس معاه؛
والعنده أيّ حاجة زايدة يجود على الما عنده؛
دي حاجاتك حقّتك الماف زول منازعك ملكيّتها؛
فما بالك بأنّك تمشي لي ناس تحتلّ بلدهم وتستحوذ على مواردها وتلخبت كيان مجتمعهم؛
وبعد ١٠٠ سنة كمان جايي تمكّن المجرمين العندهم عشان يؤمنّوا الحدود بين الرفاهيّة الانت عايش فيها والحرمان الأورثته ليهم؟!
تعاليم محمّد ﷺ برضو فيها “ليس مؤمناً من بات شبعان وجاره جائعٌ وهو يعلم”؛
وممكن نفهمها بنفس الطريقة: ما ح يعيش في أمان البعمل كدا؛
والكلام البقوله دا نصيحة، أبعد ما يكون عن التهديد؛
يعني الرسول ﷺ ما قال للمحرومين يعتدوا على الأغنياء زي ما في أدبيّات الفكز الشيوعي والثورة الفرنسيّة المجيدة، بل بالعكس، وصّاهم يصبروا وينتظروا الفرج من الله؛
وأنا ما بتمنّى ولا برضى الشر والترويع لي زول؛
فضلاً عن إنّه ما ممكن أتمنّى الشر لي بلاد عايشة فيها أختي وعدد من أقاربي وكثير من أصدقائي وأحبابي، وأنا نفسي بزورها كلّ حين؛
لكن ما ح أقدر أغيّر سنن الحياة: الشر بعم!
السلام العالمي ما ح يتحقّق بمحاربة المجرمين؛
فما بالك بتسليط المجرمين على الشعوب الفقيرة الخايفة منّها الدول الغنيّة!
السلام ما بكون إلّا عبر وصيّة الرسول ﷺ الذكرناها دي، إنّه الناس تعمّم الخير والرفاه والسلام والأمان والسعادة على غيرها؛
مش تبني خيرها على حساب غيرها!
عبد الله جعفر
إنضم لقناة النيلين على واتساب