مع خروج الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق، يتجمع الديمقراطيون بسرعة حول نائبته كامالا هاريس، ورغم أن الوقت قصير فإن لديهم فرصة لتقديم مرشح لا يثقل كاهله الماضي ويتمتع بأقوى فرصة لتجميع ائتلاف فائز. ولهذا يجب على المندوبين إلى مؤتمر الحزب أن يأخذوا دقيقة على الأقل لتقييم خياراتهم الآن، بدلا من التسرع في ترشيح نائبة الرئيس.

بمثل هذه الجمل تناولت صحيفة واشنطن بوست -في تقريرين منفصلين موضوع ترشيح هاريس، محاولة في البداية شرح ما يجب على المرشحة فعله الآن، ثم توضيح ما ينقصها لأن تكون قادرة على الفوز، داعية المندوبين إلى التفكير مليا قبل اختيارها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بوليتيكو: هاريس قد لا تكون طوق النجاة المطلوب لغزةlist 2 of 2لاكروا: معضلات جندي احتياط إسرائيلي معارض للحربend of list

وبتقدير الصحيفة فإن الحزب قد اتخذ قراره الآن ولم يبق إلا دور الأمة، ورأت أن القدر قدم لهاريس أندر الفرص السياسية، بانطلاقها كمرشحة جديدة تتمتع بالحرية في تقديم رؤيتها لجميع الناخبين، لأن الأميركيين، مهما كانت لديهم من مشاعر تجاهها، فهم يستمعون إليها الآن.

وبالتالي على المرشحة -كما ترى الصحيفة- أن تطمئن الأميركيين الذين يحبون الكثير من سجل بايدن، وأن تبدأ بشرح مقدار إعادة ضبط الأمور التي ستمثلها، لأن الانفصال التام عن نهج بايدن سيكون خطأ.

وعلى هاريس -التي حاولت التقليل من سجلها كمدعية عامة متشددة في مكافحة الجرائم في كاليفورنيا، واحتضنت اليسار التقدمي للحزب الديمقراطي، ودعمت السياسات التي تفتقر إلى جاذبية واسعة- أن تقاوم مطالب الناشطين التي من شأنها أن تدفعها إلى اليسار، وأن تتجاهل التمرد الصغير الذي سيتبع ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع أن نهج بايدن في البيت الأبيض ساعد في الحصول على فوائد كبيرة للحزبين، فإن هذا لا يعني أنه لم يرتكب أخطاء، ولا أن هاريس يجب أن تترشح كنسخة منه، وقد حاول الرئيس في بعض الأحيان استرضاء الناخبين من خلال سياسات مثل إلغاء ديون الطلاب على نطاق واسع، أو في الآونة الأخيرة: تثبيت الإيجارات على الصعيد الوطني.

لقد اختار بايدن عمومًا موظفين أذكياء وأكفاء -ولكن ليس دائمًا- ولهاريس كلمتها فيما قد تحتفظ به.

وتدعو الصحيفة هاريس لإلقاء خطاب وطني مفصل، وعقد لقاء متلفز للتواصل مباشرة مع الناخبين، وإجراء مقابلات بعد التجمعات الحاشدة بالولايات المتأرجحة، ويمكنها أيضا المشاركة في المنتديات مع زملائها الديمقراطيين لإظهار أن الحزب أكثر من مجرد فرد واحد، والهدف هو الخروج من وحل منصب نائب الرئيس إلى الأضواء الرئاسية.

على هاريس الخروج من وحل منصب نائب الرئيس إلى الأضواء الرئاسية

ما تفتقده هاريس

ورغم هذه النصائح، ترى واشنطن بوست أن على الديمقراطيين أن يأخذوا دقيقة قبل إعطاء موافقة حزبهم لنائبة الرئيس، رغم ضيق الوقت والتأييد الذي قدمه الكثير من قادة الحزب، وذلك للشكوك العميقة في مواهب هاريس السياسية التي ربما تكون هي السبب "وراء وصولنا إلى هذه اللحظة المؤلمة".

وفي الصحيفة نفسها يذكر مات باي -في تقريره- بأن بايدن عندما كان مترددا في السعي لولاية ثانية وعندما لمح إلى أنه لن يفعل ذلك، كان أحد الأشياء التي سمعها باستمرار من الديمقراطيين في واشنطن هو التعبير عن الخوف من أنه إذا لم يترشح سيذهب الترشيح افتراضيا إلى هاريس، وأنها ستخسر بالتأكيد.

باي: بايدن عندما كان مترددا في السعي لولاية ثانية ولمح إلى أنه لن يفعل ذلك، كان أحد الأشياء التي سمعتها باستمرار من الديمقراطيين بواشنطن هو التعبير عن الخوف من أنه إذا لم يترشح سيذهب الترشيح افتراضيا إلى هاريس وأنها ستخسر بالتأكيد.

وبالنظر إلى هذا وإلى محدودية تحسن قدراتها السياسية بما فيه الكفاية -كما يقول كاتب التقرير- فإن على المندوبين أن ينظروا على الأقل في البدائل المتاحة لهم، خاصة أن بعض الديمقراطيين ذوي النفوذ، مثل الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، منفتحون على عملية أطول أمدا إذا كانت ستسفر عن أقوى مرشح محتمل.

ويرى كاتب التقرير أنه ليس من المستبعد تقدم ديمقراطي من خارج واشنطن لتحدي هاريس في الأيام المقبلة، مستبعدا حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم الذي أدار حملة فعالة كمرشح احتياطي على مدار العام الماضي، لأنه أيد ترشيح هاريس في منشور له، ومشيرا في نفس الوقت إلى حاكم إلينوي جيه بي بريتزكر الملياردير صاحب الفنادق الذي سيطمس مرشح الحزب الجمهوري (ترامب) عندما يتعلق الأمر بالتفاخر بالأعمال العائلية، حسب رأيه.

ورغم ذلك يقول كاتب التقرير "أنا لا أقول إن هاريس لا تستطيع الفوز، ولا أنها ليست مرشحة أفضل في هذه المرحلة من بايدن، بل أعتقد أنها كذلك" لكن بايدن قبل انسحابه كان يواجه فجوة في الحيوية وفجوة في الحماس، ويعاني مما يمكن أن نطلق عليه فجوة السرد، ولا شك أن هاريس ستسد فجوة الحيوية، وقد تقطع شوطا طويلا نحو تخفيف فجوة الحماس، ولكن هل تستطيع سد الفجوة السردية؟

ويتساءل في الختام: هل لدى نائبة الرئيس نظرية خاصة بها حول كيفية تجاوز البلاد للأزمات المختلفة، وليس أقلها الاضطرابات المدنية المتزايدة لتحدي الحكومات الاستبدادية من أجل الهيمنة الاقتصادية والعسكرية بالقرن الـ21؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

بايدن شخصيا منخرط بالعمل.. واشنطن: إنجاز صفقة التبادل مسألة ملحة

قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن هناك شعورا ملحا لإبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في إفادة مع الصحفيين: "الرئيس نفسه منخرط شخصيا في العمل مع فريقنا والعمل مع القادة في جميع أنحاء العالم لتأمين هذه الصفقة، وهذا ما نركز عليه. والقتل خلال عطلة نهاية الأسبوع أكد للتو على الشعور المُلح الذي يجب أن يكون لدينا من أجل إنهائها".

وأضاف كيربي أن "ليس لدينا جدول زمني لتقديمه، لكن ما حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع مع مقتل المختطفين يوضح فقط أن هذه مسألة ملحة".



وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الأوان قد آن "لننجز الاتفاق، وهو ما يتطلب من الطرفين، إسرائيل وحماس، التحلي بالمرونة".

وأضافت الوزارة في بيان، أنها "أجرت محادثات بناءة الأسبوع الماضي بالمنطقة لمحاولة التوصل لاتفاق بشأن الفجوات النهائية"، مؤكدة مواصلة العمل مع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة للدفع نحو التوصل إلى اتفاق نهائي.

وأشارت إلى إحراز تقدم في التعامل مع العقبات، لكن إتمام الاتفاق سيتطلب من الجانبين إظهار المرونة.

كما حمّلت قيادة حماس مسؤولية مقتل غولدبيرغ بولين والرهائن الخمسة الآخرين، مشددة على أن السبيل لإعادة الرهائن يمر عبر المفاوضات.

من جهتها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن تسعة مسؤولين حاليين وسابقين بدول وسيطة قولهم، إن تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا العقبة الرئيسية أمام الاتفاق.

وأضاف المسؤولون أن تشكيل قوة فلسطينية مدربة أمريكيا هو الترتيب الأكثر ترجيحا لتأمين الحدود.

كما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لاستئناف دور مراقبة معبر رفح بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الاثنين، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبذل جهودًا كافية لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس".

وأضاف أنه "قريب من تقديم اتفاق نهائي للمفاوضين الذين يعملون على التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة".

اظهار ألبوم ليست



وفي ذات السياق، واصل عشرات الآلاف من الإسرائيليين الخروج للشوارع والتظاهر من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

وبعد عثور جيش الاحتلال على ست جثث لأسرى في نفق برفح، دخلت دولة الاحتلال الإسرائيلي في تظاهرات واسعة ضد سياسة حكومة بنيامين نتنياهو في التعامل مع قضية الأسرى في قطاع غزة.

 كما قام المتظاهرون بقطع طريق أيالون السريع، وهو الطريق السريع الذي يمر عبر قلب تل أبيب، حيث احتشدوا في الطريق، وأشعلوا نارًا في المسار الأوسط بالقرب من هشلوم، مع دق الطبول والغناء.

مقالات مشابهة

  • هل تختلف كامالا هاريس حقا عن جو بايدن؟
  • من سيدعم إسرائيل أكثر: هاريس أم ترامب؟
  • هاريس جمعت أضعاف الأموال التي جمعها ترامب في شهر.. ما أهمية ذلك؟
  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • بعد سخريته من هاريس.. واشنطن تطالب بوتين بعدم التدخل في الانتخابات
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • التقدمي يستنكر جريمة القتل التي شهدتها منطقة الشويفات
  • واشنطن بوست: نتنياهو يريد استمرار الحرب بغزة لإرضاء حلفائه من اليمين المتطرف
  • بايدن شخصيا منخرط بالعمل.. واشنطن: إنجاز صفقة التبادل مسألة ملحة