19 يوليو كانت أحداث ضحاياها وتضحياتها-من أجل الوطن نواياها
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
قصة قصيرة/الزّجاجة
بقلم: عمر الحويج
الجرعة الأولى:
ملعونون... أيها النقاد -والقراء أيضاً- النائمون, الحالمون, الآن مع عشيقاتكم ورفيقاتكم وصديقاتكم... وعيون حبيباتكم. إذا التفَتُّم إلى ضعف التكنيك في هذه القصة... فقد كُتِبَت أثناء سريان أحداثها... وساعتها لم تكونوا معي... معنا.
الجرعة الثانية:
رغم الإغراءات الوافرة في حَلّ مشكلتي نهائياً أو تجميدها على أقل تقدير، لمدة ستة أيامٍ بفعل الحلم المسحوب على شرف التذكرة الرابحة، إلا أنني لم أفكر لحظة واحدة في ممارسة لعبة (التوتو كورة).
الجرعة الثالثة:
(ثم ماذا بعد أن تنتهي الزجاجة).
مع نفسي أتحادث فلا تحاولوا أن تحشروا أنوفكم في ما لا يعنيكم.
الجرعة الرابعة:
هنا مرت بي خاطرة إنقاذ تشبثت بها.. تلك القطة التي كانت تتشمم حولي قبل دقائق.
برغم فشلها في الخروج مني بغنيمة، إلا أنني شعرت أنها عقدت معي صداقة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، فقد خيل لي، أنها تدعوني... مما جعلني أزحف نحوها وفي نيتي صادقاً تلبية الدعوة الكريمة.. ولكن ها أنتم ترونني قابعاً في ركني حزيناً عليها -أعني القطة لا الدعوة- فقد دهسها سائق بص -عندي الرغبة في الحديث عنه في جرعة قادمة فترقبوها- أما القطة، لها الحزن، فقد حملت رأسها على كتفيها في سبيلنا... لها الرحمة و... وإنما الأعمال بالنيات...ولها الشكر.
الجرعة الخامسة:
الطفل.. إنه يعود.. إنه يمشي.. إنه يجلس.. إنه يقف.. إنه ينظر.. إنه.. إنه..
الجرعة السادسة:
إنه نفس السائق في قصتي -دائرة الضوء البيضاء- لو تذكرونها.. لا تؤاخذوني إذا افترضتُ فيكم حسن النية في متابعة أعمالي... في تلك القصة على ما أذكر سائق البص -يتحدث، ولكن ليس كالآخرين- نفس الشيء يفعله هذا السائق ال...ال...ال.
الجرعة السابعة:
هذا المذيع، ذو النبرات الجوفاء.. إنه يحوم بصوته اللزج حول طبلة أذني منذ الجرعة الثانية.. يعلن أنه سوف يسافر بنا من أثينا إلى لندن... إلى نيويورك.. إلى كوبنهاجن.. إلى.. إلى..
الجرعة الثامنة:
تركني هذا المذيع الجلف بدعوى أنني لم أستخرج جواز سفر مثل الآخرين.. طُظ!!.
الجرعة التاسعة:
آه.. ولكني لست وحدي، معي ذلك الطفل، الذي يمشي.. الذي يقف.. الذي يجلس.. الذي ينظر.. الذي لم يستخرج أيضاً جواز سفر.. طظ.
الجرعة العاشرة:
(ثم ماذا بعد أن تنتهي الزجاجة).
مع الطفل أتحادث فلا تحشروا أنوفكم في ما لا يعنيكم.
الجرعة الحادية عشر:
إنه يمشي.... .... .... ... إنه يعود.... .... .. إنه ينتظر.... ... إنه يقف.... .... .. إنه يريدها أن تنتهي.
الجرعة الثانية عشر:
حبيبتي تجعلني الآن في حلمها، أنام فوق حضنها... لو تعرف أين أنا الآن... لانتحر ذلك الحلم بداخلها.
الجرعة الثالثة عشر:
شروع الحلم في الانتحار لستُ مسؤولاً عنه أنا ولا حتى حبيبتي.. فماذا تريد يا هذا؟؟.
... ولكنه حين وصلني عرفت أنه لم يكن قد أتى بهذا الخصوص...فقد أخبرني -رجل البوليس هذا- أن الجلوس في هذا الوقت، وفي هذا المكان، ومع هذه الزجاجة، ليس لائقاً بشخص محترم مثلي.. فلأذهب بها إلي حيث -الأمكنة المحترمة- وهي كثيرة جداً، لو سمحت.. أضافها إلى حديثه، تصورا أنه كان جد مهذب.. لم أصدق نفسي.. ليس لأن رجل البوليس كان مهذباً معي، وإنما للطفل.. إنه يبكي.
الجرعة الرابعة عشر:
تعارفنا منذ الجرعة الأولى، ولذلك يمكن لنا أن ندخل في حوار مع بعضنا البعض.. ويمكن لكم أن تعتبروها فترة استراحة -كما يحدث في السينما والمسرح- ولتذهبوا أثناءها لتفتحوا بلاغاً ضدي عند رجال الأمن... أو... فلتأخذوا ساندوتشاً من لحم الخنزير، إذا كنتم من ذوي الآراء الحادة في المسائل الدينية.
الجرعة الخامسة عشر:
الحوار:
أنا: لا أريد لها أن تنتهي.
هو: أريدها أن تنتهي.
أنا: لا أريدها أن تنتهي.
هو: أريدها أن تنتهي.
الجرعة السادسة عشر:
يبكي..
الجرعة السابعة عشر:
أضحك..
الجرعة الثامنة عشر:
عودوا الآن من حيث كانت استراحتكم.. بشرط أن لا تكونوا قد فتحتم ضدي بلاغاً تحت مادة السكر البين أو أية مواد أخرى مشابهة.. ولأثبت لكم أنني لست واقعاً تحت طائلة أي منها سوف أسرد عليكم بعض الحقائق عني بترتيبها الأبجدي:
أ.ولدت في الزمن الذي كانوا ينتزعون فيه الطفل من رحم أمه المعلقة على الحبل.. لذلك تجدون صبري طويلاً جداً في تحمل الكثير من سخافتكم.
ب.مشيت بخطواتي على الأرض بعدد الحصى الذي فوق سطحها.
ج. توقفت الآن عن المشي، لأن الحصي الذي تحسب به خطواتي قد انتهي. ولحين استيراد بعض الحصي من مناطق أخرى غير الأرض، سوف أظل جالساً في مكاني هذا ومتمنياً:
لسائق البص، دوام الصحة والعافية.
ولتوتو كورة، أن لا ينقصنا سوى سحبها الرابح.
وللمذيع وصوته وركابه، العود الأحمد.
و.. للزجاجة أن لا تنتهي. أما الطفل فسوف أجعله يضحك الآن: سوف أجعله، يبكي الآن.. لن أقول لكم كيف... ولكنه حتماً سوف يضحك.. حتما سوف يبكي.
الجرعة التاسعة عشر:
أضحك...أنا. يبكي.. هو.
يضحك...هو. أبكى.. أنا.
نحن نضحك.. معاً. نحن نبكى.. معاً.
الجرعة العشرون:
نسيت أن أتمنى لحبيبتي شيئاً.. سوف أترككم تتمنون لها بدلاً عني... فأمنياتي أنا لا تتحقق أبداً... وإلا كانت تحققت أمنيتي مع سائق البص الذي أصر -كعادته منذ قصتي آنفة الذكر- أن يصل بي إلى هذا المكان الآمن، خوفاً عليّ من العواقب الوخيمة.. كما قال.
الجرعة الحادية والعشرون:
اضطررت لإيقاظه.. ذلك الطفل.. لأدخل معه في حوار من جديد حول الزجاجة، التي يريدها فارغة لأسباب لم يذكرها لي صراحة ولا ضمناً، لذلك تجنبت إدراجها هنا... والتي أريدها ملأي لأسباب لم أذكرها لنفسي، وبالتالي لن أدرجها هنا أيضاً.. فإلي الحوار علّنا نصل إلى وفاق مُرْضٍ للجانبين:
أنا: لا أريد لها أن تنتهي.
هو: أريدها أن تنتهي.
أنا لا أريد لها أن تنتهي.
هو: أريدها أن تنتهي.
الجرعة الثانية والعشرون:
يبدو أننا في هذه المرة تحاورنا بوسائل أكثر همجية، فقد تحطمت الزجاجة.
انتبهوا... إنني الآن.
أتقيأ... أتقيأ .. أتقيأ .
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
محمد صلاح ينضم رسميا لـ الهلال في يوليو المقبل
خاص
أكدت مصادر مصرية أن الكابتن محمد صلاح سوف ينضم رسميًا لنادي الهلال 2 يوليو أي بعد يومين فقط من نهاية آخر لقاء له مع نادي ليفربول الانجليزي في صفقة هي الأكبر لم يكشف عن تفاصيلها.
وأوضحت المصادر أن صلاح قرر الرحيل عن ليفربول الانجليزي بعد أن وجد معاملة غير لائقة به على الرغم من الأرقام التي حققها في تاريخ النادي العريق.
وأضافت المصادر أن محمد صلاح سوف يمثل الهلال في نهائيات كأس العالم للأندية 2025.