أطلق طلال حسن الرئيس التنفيذي لشركة 44.01 هذا المسمى على شركتهم، وتعني الكتلة الجزيئية لثاني أكسيد الكربون؛ إيمانًا منّهم بالفرصة الكبيرة التي يمثلها هذا المركب في بناء صناعة جديدة تسهم في تحويل الطاقة وإعادة توجيه المهارات والخبرات السابقة، ودعم الطبيعة في استخدام أدواتها الخاصة لمكافحة تغير المناخ.

وتحدّث عن عمل الشركة وقال: "الشركة تعمل مع التكوين الجيولوجي الطبيعي في سلطنة عمان للقضاء على ثاني أكسيد الكربون عن طريق تحويله إلى صخر، إذ تحتوي سلطنة عمان على صخر يسمى البيريدوتيت (أو الأفيولايت)، الذي يتفاعل بشكل طبيعي مع ثاني أكسيد الكربون ويحوّله إلى معدن آخر يسمى الكالسيت".

وتابع حديثه: "تكمن طبيعة عمل الشركة في إذابة ثاني أكسيد الكربون في الماء لإنشاء نوع من المياه الغازية ثم تحقن المياه الغازية في تشكيلات البيريدوتيت العميقة تحت الأرض، وتملأ المياه الغازية الشقوق الطبيعية في الصخور ثم تتفاعل مع البيريدوتيت، محوّلة ثاني أكسيد الكربون إلى كالسيت، بدلا من أن تستغرق العملية عقودًا كما يحدث في الطبيعة، تستغرق عملية الشركة أقل من 12 شهرًا للقضاء على ثاني أكسيد الكربون بأمان".

وحول بدايات الشركة أوضح طلال أنه كان مهتمًّا بالبيئة منذ صغره وعندما سمع عن الأفيولايت، أخذ يبحث ويقرأ أبحاثًا عن كيفية تفاعل الأفيولايت بشكل طبيعي مع ثاني أكسيد الكربون في الهواء وارتأى طلال أن بإمكانه تسخير هذا التفاعل الطبيعي وتوسيعه لإحداث فرق حقيقي في مكافحة تغير المناخ، حيث بدأ في التجارب خلال جائحة كورونا، لتعزيز التفاعل الطبيعي، وأكمل أول تجربة ناجحة في سلطنة عمان في عام 2021 وبعدها بدأ في التوسع التدريجي للتقنية.

وعرّج طلال على الحديث عن أهم التحديات وقال: أحد التحديات التي واجهتنا الحصول على كمية كافية من الماء لإذابة ثاني أكسيد الكربون فلم نرغب في استخدام المياه التي لها استخدامات أخرى". مشيرا إلى أنه قرر اختبار حل جديد لهذا التحدي في مشروعه الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث استخدم مياه البحر لحقن ثاني أكسيد الكربون لأول مرة في العالم، ونجحت التجربة ونجح الأمر، مما يعني الآن أن لديه مصدرا مستداما للمياه يمكنه من استخدامه في عمليات الشركة بشرط أن تكون المشاريع قريبة من البحر.

أما عن التحدي الآخر فيقول: "التحدي الآخر كان في الوصول إلى كمية كافية من ثاني أكسيد الكربون. حاليا، لا يقوم عدد كافٍ من المؤسسات بجمع ثاني أكسيد الكربون الذي تصدره؛ لذلك كان علينا إيجاد حل آخر، فقمنا بجلب تقنية الالتقاط المباشر للهواء إلى سلطنة عمان حتى نتمكن من أخذ ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء حولنا في عام 2022، وشغّلنا أول وحدة لالتقاط الهواء المباشر تعمل بالطاقة الشمسية في العالم من مركز الأبحاث والتطوير في بركاء".

ويقدم مشروع شركة 44.01 عددا من الخدمات هي: إزالة الكربون من الصناعات العمانية الحيوية مثل إنتاج الصلب والأسمنت أو المواد الكيميائية، من خلال جمع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المصدر ثم تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخر تحت الأرض، والعمل مع التقنيات التي تجمع ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء في سلطنة عمان مما يساعد في تقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو، ويحمي من الآثار الضارة لتغير المناخ بينما يجعل الشركات العمانية أكثر تنافسية على الصعيد الدولي كما يساعد في الانتقال الطاقوي.

وأشاد الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة 44.01 بالدعم المالي الذي حظيت الشركة عليه من العديد من المستثمرين العمانيين، بما في ذلك الشركة العمانية لتطوير الابتكار، الذين ساعدوا الشركة في جمع تمويل السلسلة الأولى، كذلك وزارة الطاقة والمعادن، وهيئة البيئة ومحافظ شمال الشرقية، حيث أشرفوا على مشاريع الشركة وساعدوها في تحقيق نجاحات بارزة في سلطنة عمان وعلى المستوى الدولي.

وأبرز الإنجازات التي حققتها شركة 44.01 في عام 2021 في سلطنة عمان أول تحويل لثاني أكسيد الكربون إلى صخر البيريدوتيت على مستوى العالم، وفي عام 2022، حصدت الشركة جائزة XPRIZE Milestone وجائزة Earthshot، وكلاهما اعترف بإمكانية تقنيتنا في توفير احتجاز آمن ودائم للكربون، في عام 2023 توسعت الشركة وأكملت أول حقن لثاني أكسيد الكربون ومياه البحر لتحويله إلى صخر في الإمارات العربية المتحدة، وتملك الشركة ما يقارب 30 براءة اختراع مسجلة حول العالم بواسطة مخترعين عمانيين.

وتخطط شركة 44.01 إلى الاستمرار في تحسين عملياتها، وزيادة كفاءتها، وتقليل تكاليفها لضمان تصدير تقنيتها العمانية إلى جميع أنحاء العالم، إذ يوجد البيريدوتيت في كل قارة على الأرض وتملك الشركة شركاء في العديد من الدول، الذين يرغبون في مساعدتها على نشر هذه التقنية.

وفي نهاية حديثته قال الرئيس التنفيذي لشركة 44.01: "نعتقد أن التحويل إلى صخر أو ما يُسمى بعملية التمعدن، يمكن أن يؤدي دورًا كبيرًا في حماية وإصلاح مناخنا، حيث يمكننا مساعدة سلطنة عمان في تحقيق أهدافها للوصول إلى الحياد الصفري، كما أن الشركة تسعى لجلب استثمارات وخلق فرص عمل، كما يمكننا تصدير هذه التقنية العمانية إلى جميع أنحاء العالم"

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون فی فی سلطنة عمان إلى صخر فی عام

إقرأ أيضاً:

ننشر بالصور احتفالية سفارة سلطنة عمان بالقاهرة بمناسبة العيد الوطني 54

 أكد سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبدالله بن ناصر الرحبي، أن العلاقات العمانية المصرية شهدت هذا العام تطورا نوعيا في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتعليمية، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد الفتاح السيسي.

جاء ذلك في كلمة الرحبي خلال الحفل الذي نظمته سفارة سلطنة عمان بمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين بحضور نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، وعدد من كبار رجال الدولة والسفراء المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية ورجال الصحافة والإعلام.

وقال الرحبي إن مصر وسلطنة عمان اتفقتا على تعزيز التعاون في القطاعات غير النفطية، وفقا لرؤيتي عمان 2040 ومصر 2030، وتم توقيع اتفاقيات بارزة، منها اتفاقية الخدمات الجوية ومذكرة تفاهم للتعاون المالي.. وفي عام 2023، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 31%، مع زيادة ملحوظة في حجم الصادرات والواردات.

وتابع أنه في الإعلام والثقافة، فقد أعلن عن اختيار سلطنة عمان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، كما شاركت الموسيقى العمانية في مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية.

وذكر أنه في مجال التعليم، زاد عدد الطلاب العمانيين في مصر بنسبة 31%، مع تعزيز التعاون الأكاديمي والمنح الدراسية.

ونوه إلى أن رؤية عمان 2040 تمثل خارطة طريق طموحة لتحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عمان، من خلال تطوير الموارد البشرية والتكنولوجية، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والمالية.. وأبرز أنه من ضمن أهداف الرؤية تعزيز جودة التعليم والرعاية الصحية، ودعم الشباب والمرأة وكافة فئات المجتمع للمساهمة الفعالة في بناء المستقبل.

وإشار إلى أنه في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، تعمل سلطنة عمان على تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، من خلال مشاريع ضخمة تهدف إلى إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين بحلول 2030، وصولا إلى 8 ملايين طن في عام 2050.. وتشجع سلطنة عمان على شراكات استثمارية مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز هذا القطاع الواعد.

وشدد على أن سلطنة عمان تتبنى سياسة خارجية راسخة قائمة على أسس الحوار والتسامح، وتسعى دائما لتعزيز قيم السلام والوئام بين الأمم.. ومن هذا المنطلق، فإن سلطنة عمان تؤكد دعوتها للمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لوقف التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وحث الأطراف كافة على الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واحترام مبادئ السلام والعدالة للجميع.

ولفت إلى أنه فيما يخص القضية الفلسطينية، تجدد سلطنة عمان موقفها الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما في ذلك انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وفقا لقرارات مجلس الأمن، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .

شاهد بالصور:

مقالات مشابهة

  • ننشر بالصور احتفالية سفارة سلطنة عمان بالقاهرة بمناسبة العيد الوطني 54
  • مجموعة النشامى .. العراق تنتصر على سلطنة عمان
  • العيد الوطني الرابع والخمسون نهضة لا تنتهي
  • مطار الشارقة يستقبل المسافرين بحفاوة تعكس عمق العلاقات
  • محمد بن الزبير.. سيرة رجل تبنى الثقافة والفن
  • محمد بن الزبير.. سيرة رجل تبنى الثقافة الفن
  • من أجل صناعة ذاكرة ثقافية عمانية
  • توفير كاشفات أحادي أكسيد الكربون في كل بيت
  • رغم التحسن.. لاهور الباكستانية ثاني أكثر مدينة تلوثًا في العالم
  • الإمارات وعُمان.. علاقات قائمة على أسس مشتركة وراسخة