مع مرور أكثر من 100 يوم على الصراع في السودان، تزايدت المعاناة الإنسانية بشكل فادح، خاصة ما يتعلق بالتعامل مع الحالات المرضية التي بات مصيرها مهددا، في ظل الوضع الراهن الذي لا تلوح فيه أي آفاق للحل.

وضغط القتال بشكل كبير على مرضى الفشل الكلوي، الذين يعانون من عدم توفر الغسلات والمستهلكات الضرورية لجلسات الغسيل، مما يضع حياتهم على المحك.

ووفق نقابة الأطباء السودانية، فإن المراكز الطبية مخصصة لإجراء الجلسات لنحو 12 ألف مريض فشل كلوي مزمن، بين مراكز حكومية وخاصة، بالإضافة إلى الحالات الحادة بمتوسط 140 ألف عملية غسل شهريا.

خطر كبير

وحدد المركز القومي لأمراض الكلى بوزارة الصحة السودانية تفاصيل الوضع الراهن بالنسبة لمرضى غسيل الكلى في عدد من النقاط:

الموقف الراهن ينذر بخطر كبير، إذ لا يوجد إمداد حاليا يمكن توزيعه على المراكز، مما أدى إلى توقف الخدمة في عدد منها، على أن تتبعها بقية المراكز خلال الأسبوع المقبل.
شحنة معينات طبية تبرع بها الاتحاد العالمي لأطباء الكلى تأخرت إجراءات استلامها بصورة غير مقبولة ولم يوضح الصندوق القومي للإمدادات الطبية سبب ذلك.
نناشد جميع السودانين في الداخل والخارج والمنظمات الدولية والدول الصديقة أن تهب لنجدة مرضى الفشل الكلوي في السودان، والذين يحدق بهم الموت في حال عدم توفر تلك الإمدادات في القريب العاجل.
نناشد أيضا وزراة المالية الاتحادية بتوفير 2.5 مليون دولار لشراء حاجة المرضى من الغسلات والمستهلكات المصاحبة.
وهذا ما ذهبت إليه نقابة الأطباء السودانية، التي شددت على أن الحرب وتداعياتها المستمرة منذ منتصف أبريل، أدت إلى شلل المنظومة الصحية في البلاد وبصورة أكبر في ولاية الخرطوم وولايات دارفور.

وطالبت النقابة كافة الداعمين من كيانات طبية ومنظمات إنسانية بتوفير المعينات الطبية والإنسانية للشعب السوداني، لإنقاذ حياة آلاف المرضى من “الموت الوشيك”.

معاناة صعبة

طه أبو زيد هو واحد من آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى الغسيل الكلوي بالسودان الذين يتضررون بشكل فادح من الوضع الراهن.

ويقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه يحتاج لـ 3 جلسات في الأسبوع الواحد في مركز خاص بالخرطوم، بيد أن الاشتباكات تحول في بعض الأوقات دون حصوله على علاجه.

ويضيف بأنه بينما يتخوف من مصير الأسابيع المقبلة، تتوارد إليه معلومات عن نقص المستلزمات الطبية الخاصة بالغسيل الكلوي.

ويتابع: “الوضع صعب.. لا يمكن أن يصفه أحد طالما لم يمر بتلك الرحلة الصعبة للحصول على العلاج”.

وشدد على ضرورة تدخل السلطات الصحية لحل الأزمة الراهنة وتوفير المستلزمات اللازمة للجلسات، مضيفا: “استمرار الوضع الراهن يهدد مرضى الغسيل الكلوي. حياتنا على المحك، ولا أحد يلقي بالا بما يحدث لنا من طرفي الصراع”.

“من سيئ إلى أسوأ”

ولا يقتصر على هؤلاء، بل هناك مشكلة أكبر مع حوالى 4500 زارع كلى يتلقون علاجهم عبر مراكز بالولايات ويحتاجون لأدوية بجرعات وفق توقيتات زمنية محددة.

ووصف سكرتير اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان، عطية عبد الله، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، الوضع الصحي للسودان بأنه “من سيئ إلى أسوأ”، فكلما ازدادت وتيرة العمليات العسكرية واتسعت رقعتها، وازداد عدد الضحايا السودانيين، وبالتالي تأثر النظام الصحي تأثرا مباشرا.

وقال إن كافة الولايات سواءً التي ضمن دائرة الحرب أو البعيدة عنها تعاني بصورة كبيرة، ففي المناطق التي تضرر من الحرب انهار النظام الصحي تماما، خاصة في غرب دارفور وعدد من المدن بالولايات.

سكاي نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الوضع الراهن

إقرأ أيضاً:

أزمة نقص الأدوية في مصر: تحديات ومعاناة المرضى

يعاني المرضى في مصر، خصوصًا أولئك المصابين بأمراض مزمنة، من أزمة نقص حادة في الأدوية. 

مخاطر استخدام الادوية منتهية الصلاحية.. هذا ما يحدث عضو سياحة النواب يقدم مقترحا للتصدي لتكرار أزمة الحجاج الأخيرة

هذه الأزمة أدت إلى اختفاء مئات الأصناف الدوائية من الصيدليات في مختلف محافظات الجمهورية، مما زاد من معاناة المرضى.

 أنواع الأدوية المفقودة

تشمل الأدوية المفقودة حاليًا أدوية الضغط، السكر، المرارة، الغدة الدرقية، الكلى، أدوية اضطرابات المعدة، ونقاط الأنف للرضع والكبار، إضافة إلى عدد كبير من أدوية البرد. 

هذا النقص الشديد في الأدوية يعزى إلى نقص وارتفاع أسعار المواد الخام الدوائية المستوردة، والتي تعتمد عليها صناعة الدواء في مصر بنسبة تصل إلى 90%.

موقف الحكومة وردود الفعل

على الرغم من تفاقم الأزمة ومعاناة المرضى، لم تتخذ الحكومة المصرية خطوات حاسمة لمعالجتها، مما أثار غضب واستياء المواطنين. 

وطالب المرضى الحكومة بالتدخل الفوري لحل أزمة نقص الأدوية وتوفير الأدوية اللازمة بأسعار مناسبة، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة صحية تهدد حياة الملايين.

تحذيرات الخبراء

حذر عمرو فتحي، صيدلي وصاحب خبرة واسعة في مجال الدواء، من خطورة هذه الأزمة، واصفًا إياها بأنها "أعنف أزمات نقص الدواء في مصر". 

أشار فتحي إلى أن 30% من الأدوية داخل صيدليته غير متوفرة، وأن بعض الأدوية المستوردة اختفت بشكل كامل، بينما اختفت أدوية محلية بكامل بدائلها.

 وأضاف أن هذه الأزمة تؤثر على جميع الصيدليات في مصر، حيث بات من المستحيل العثور على روشتة دواء كاملة متوفرة بالكامل، مما يسبب للمرضى معاناة جسدية ونفسية كبيرة.

 أسباب الأزمة والحلول المقترحة

تعد أزمة نقص الأدوية في مصر نتاجًا لعدة عوامل، أهمها:
- نقص وارتفاع أسعار المواد الخام الدوائية المستوردة.
- ضعف الرقابة على سوق الدواء.
- سوء إدارة ملف الدواء من قبل وزارة الصحة.

وطالب فتحي الحكومة باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة هذه الأزمة من خلال:
- توفير العملة الصعبة لاستيراد المواد الخام الدوائية.
- تشديد الرقابة على سوق الدواء.
- وضع خطة استراتيجية لضمان توفير الأدوية بأسعار مناسبة.

مظاهر الفوضى في سوق الدواء

كشف مصطفى مشهور، صيدلي، عن أن عدد الأصناف الدوائية المفقودة في صيدلياته يتجاوز 700 صنف دواء.

 وأوضح مشهور أن بعض ممثلي شركات توزيع الدواء في مصر يقومون بتوجيه الأدوية الناقصة إلى بعض مخازن الدواء بدلًا من توزيعها على الصيدليات، وهذه المخازن تبيع الأدوية الناقصة للصيدليات بنسب خصم تصل أحيانًا إلى صفر لتحقيق أرباح مرتفعة، مما يجبر الصيدليات على شراء هذه الأدوية دون تحقيق أي هامش ربح.

معاناة المرضى

يعاني المرضى في مصر من رحلة عذاب حقيقية للحصول على أدويتهم، على سبيل المثال، خالد عبد الرحمن، البالغ من العمر 62 عامًا، اضطر للتجول في عشرات الصيدليات بين القاهرة والجيزة للبحث عن دواء لعلاج اضطرابات الكبد دون جدوى. 

أيضًا، الحاجة فايزة محمد، البالغة من العمر 65 عامًا، واجهت صعوبة كبيرة في العثور على الأدوية المطلوبة لعلاج ارتجاع المريء والحموضة.

تأثير الأزمة على الصحة العامة

أكد جمال الليثي، رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية، أن 40% من الأدوية المتداولة في البلاد غير متوفرة في الصيدليات، وأن نقص المواد الخام المستوردة هو السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة.

 كما أشار إلى أن 15% من الأدوية الناقصة لا تتوفر لها بدائل، مما يزيد من معاناة المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية لعلاج أمراضهم المزمنة.

مطالبات برفع أسعار الأدوية

طالب رئيس غرفة صناعة الدواء بزيادة أسعار الأدوية بنسبة 100% لمواجهة الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج، مشددًا على ضرورة توفير الدعم اللازم لضمان استمرار إنتاج وتوفير الأدوية الضرورية للمرضى.

 

مقالات مشابهة

  • محللان سياسيان: إسرائيل تعيش صراعا على هويتها والجيش أدرك خطوة الوضع الراهن
  • ‏الجيش الإسرائيلي: الدعوة للتحرك نحو منطقة المواصي الإنسانية لا تنطبق على المرضى في المستشفى الأوروبي أو الطواقم الطبية
  • صحة كفر الشيخ: تقديم 15 ألف و342 جلسة غسيل كلوي خلال شهر يونيو
  • أزمة نقص الأدوية في مصر: تحديات ومعاناة المرضى
  • وزير الخارجية يستعرض أزمة السودان وغزة مع رئيسة مجموعة الأزمات الدولية
  • رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت
  • أزمة تشكيل الحكومة المحلية في كركوك تتفاقم
  • من متغيِّرات الكنيسة.. إلى إلغاء إرهابية الحزب!
  • مركز الغسيل الكلوي في الغيضة يواصل تقديم خدماته الطبية للمستفيدين.. تفاصيل
  • الحرب تفاقم معاناة آلاف مرضى السرطان بالسودان