عربي21:
2024-09-07@01:59:19 GMT

العدوان على اليمن واحتضار الأمن العربي

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

يعزز العدوان الاسرائيلي الأخير على ميناء الحديدة اليمني، فرضية فقدان النظام الرسمي العربي لأمنه المشترك منذ عقود طويلة، ويعزز أيضاً من أزمة الاحتلال مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ومع شعوب عربية تراقب بقهرٍ ما يجري، فالعدوان المستمر على غزة وعلى الشعب الفلسطيني يبقى المقياس الثقيل لهذا الأمن المُزعزع تحت ضربات العدوان والاحتلال الإسرائيلي فلا مواقف عربية قوية تدين العدوان أو تهدد بالتصدي له.



ولم يعد خافياً أن ثمة أزمة حقيقية تعصف بالواقع القلق لأمن المنطقة جراء سياسات غطرسة الاحتلال وجرائمه، واتخاذ جل النظام الرسمي العربي لشعار أمنه الداخلي واستقرار بقاءه على سدة الحكم كأولويات أضاعت فيها أدوارها، وقزمت من سياساتها لحدود فقدان القرار والدور معاً تاركا محله مساحة من الفراغ الذي يسمح لطيران المحتل بالتحليق ألاف الكيلومترات ليقصف مدينة عربية، والإكتفاء ببعض التعليمات لجيوشه بضبط حدود المحتل ومراقبة جرائم الإبادة المتواصلة في غزة وبقية أرض فلسطين، فراغ أسس لاختراق السيادة وتهديد الأمن القومي والوطني و بالعبث المستمر بأمنه المائي والاقتصادي والجغرافي والديمغرافي.

تحليق طيران الاحتلال المسافة الطويلة من جنوب النقب محملاً بقنابل التدمير نحو ميناء الحديدة اليمني،  تختلف عن واقعة هجمة المسيرات التي أطلقتها طهران رداً على قصف قنصليتها في دمشق، ففي الواقعة الأولى كان هناك "نخوة" عربية تمثلت بتشغيل المضادات العربية والطيران لصد هذه الصواريخ والمسيرات قبل وصولها لإسرائيل في نيسان الماضي وبالتشارك مع دول غربية.

ويتضح من واقعة العدوان الاسرائيلي على اليمن أن سكة الارتداد العربي عن أمنه، وفي تبني ذرائع صهيونية تسمح لها بالعدوان على أمنها وانتهاك سيادتها، كان لها تأثير شديد على خطوة توسيع العدوان الاسرائيلي في المنطقة العربية ليشمل اليمن، والتهديد بقدرة اسرائيل ضرب أي هدف بالمنطقة وفي أي عاصمة عربية تفكر بمساندة الشعب الفلسطيني.

تحليق طيران الاحتلال المسافة الطويلة من جنوب النقب محملاً بقنابل التدمير نحو ميناء الحديدة اليمني، تختلف عن واقعة هجمة المسيرات التي أطلقتها طهران رداً على قصف قنصليتها في دمشق، ففي الواقعة الأولى كان هناك "نخوة" عربية تمثلت بتشغيل المضادات العربية والطيران لصد هذه الصواريخ والمسيرات قبل وصولها لإسرائيل في نيسان الماضي وبالتشارك مع دول غربية.غياب التنديد العربي بالعدوان على اليمن، سبقه مديح اسرائيلي أمريكي "للنخوة" التي أظهرتها جيوش ومنظومات أمنية عربية للدفاع عن المحتل، وسبقها أيضاً مواقف لإجماع عربي يقف خلف عدوان المحتل على غزة لإنهاء ظاهرة المقاومة في غزة واجتثاث حركة "حماس" وعمل عربي بمقولة أن النخوة العربية السائدة إن كانت بمصارعة المحتل أو دعم الفلسطيني إنما هي غريبة عن أصالة النظام العربي ، وأن طهران هي التي تحرك ضمائر وقلوب العرب والمسلمين، للتعبير عن رفضهم للمحتل واستعدادهم لمواجهته وأصبحت شماعة التغلغل الايراني بالمنطقة معلقة على حبلٍ مشترك يربط تل أبيب بعواصم عربية وغربية، وهي التي تدفع ضحايا المستعمر الصهيوني لمقاومته، هذه الدونية البشعة من التزوير والشيطنة للفلسطينيين ومقاومتهم ولشعوب عربية تعمل عليها أنظمة عربية بجيوشها وأمنها ووسائل إعلامها وتقدم لمراكز بحث غربية وأمريكية النصائح والذرائع لضرب المقاومة الفلسطينية وتطلب منها تقديم المعونات العسكرية التي تساعد بعض الأنظمة على تشدبد قبضتها القمعية على شوارعها ومجتمعاتها.

ومهما كانت مخيلة السياسي على درجة عالية من الاتساع، لم يكن أحد يجرؤ للذهاب في مخيلته إلى الحد الذي وصل اليه واقع حال أمن العرب وسياساتهم، والذي أدى إلى اختلال الموازيين التي مكنت المحتل الاسرائيلي من أن يكون اللاعب "الرئيسي" على هذا الصعيد، فغاراته المتكررة على السيادة السورية وعدم رد النظام على العدوان واستيعاب رسائله القائلة بأنها تستهدف ميليشيا ايران في سوريا وغير معنية بإسقاط النظام، وبالتالي كيفية هضم النظام لدوره ودور آلته العسكرية مؤشر واضح عن الاتجاه الذي يسلكه بخصوص أمن وسلامة نظامه ووجوده على كرسي الحكم، ولا يختلف كذلك الجوار الفلسطيني في مصر مع غزة والتي ركلت اسرائيل كامب ديفيد بقدميها المحتلة لمحور فلاديلفيا مع حالات عربية كثيرة، تكتفي بدور ووظيفة تلقي التعليمات الاسرائيلية والأمريكية لنفس السبب الذي يعزز الأدوار العربية بمواقف التفرج و اللا مبالاة بأمنها وأمن شعوبها طالما هي تمارس مهام القمع والقهر لها.

العوامل المشتركة للأمن العربي كانت أولوياته خلق عدو مشترك ( الارهاب) بعيدا عن المستعمر الصهيوني وإرهابه وجرائمه، لذلك فإن المخيلة العربية القارئة لمجريات العدوان على غزة واليمن ولبنان وسوريا وفلسطين، والمواقف العربية منه ومن تداعياته، تعني بشكل واضح تنازلاً نهائياً عن دورها الأمني لصالح انفراد الاحتلال الاسرائيلي بهذا الدور وهو ما تسعى اليه الادارة الأمريكية بما يشكل الصورة الأنصع لارتباك وتخبط عربي مستمر منذ عقود الى الزمن الراهن، فالدور الأمني العربي المسلوب والمزور يدفع بالمخيلة العربية الى البحث عن المعادل الحقيقي على الأرض في المقاومة المتأصلة عند شعب فلسطين لمواجهة المحتل وسياساته والتصدي لجرائم ابادته، فاحتضار الأمن العربي أمام المستعمر الصهيوني وجعل ذراعه طويلة وطائراته تجوب الأجواء العربية وتلقي على مدنها حمم الموت .

لكن يبقى السؤال الذي لا يحير عقل العربي عن  جيش وأمن العرب، إلى متى يستمر هذا الاطمئنان الصهيوني "لنخوة" جيوش عربية؟

بعض الأجوبة غير المكتملة في ثورات عربية مغدورة اختبرت جيوشها وأمنها على أجسادٍ عربية، وبعضها الآخر محفوظ في صدور وسواعد المقاومين للمحتل في غزة وبقية مدن فلسطين، وفي الوجدان العربي المشتعل رغم مقاومته محاولات اطفاءه بنخوة عربية لنجدة المحتل، وهي تذكرنا بواقعة العدوان على مفاعل تموز العراقي وتدميره عام 1981، وتذكرنا بكاريكاتير حبيب حداد في مجلة المستقبل حينها لسؤال عربيين بعضهم عن وجهة طائرات الاحتلال حينها بوجود طائرات التجسس الأمريكية "الأواكس" التي كانت اشترتها السعودية آنذاك وقيل الكثير عن مزاياها في الكشف والمتابعة والرصد، فيجيب عربي تلك الأيام بلسان المتصهينين اليوم عن الطائرات " طالعة من بيت أخويا رايحة لبيت الجيران".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحديدة اليمني الإسرائيلي قصف إسرائيل اليمن قصف رأي الحديدة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان على

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تؤكد رفض النظام السوري تقديم معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية

شددت الأمم المتحدة على عدم تقديم النظام السوري "المعلومات الكافية والدقيقة" حول برنامج الأسلحة الكيميائية للجهات المعنية، وفق ما يترتب على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي انضم إليها النظام بعد ارتكابه مجزرة غوطة دمشق.

وقال نائب الممثل الأعلى لمكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، أديجي إيبو، خلال جلسة عقدت في مجلس الأمن الدولي لمناقشة برنامج الأسلحة الكيميائية السوري، مساء الخميس، إن "التعاون الكامل" من جانب سوريا أمر لا بد منه.

وأضاف أن الجولة الأخيرة من المحادثات بين وفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وسوريا عقدت في أيار /مايو الماضي، موضحا أن وفد المنظمة وجد أن دمشق لم تعلن عن بعض أنشطتها، وأن المعلومات المقدمة حول برنامج الأسلحة الكيميائية غير كافية.


وطالب إيبو أعضاء مجلس الأمن الدولي بالعمل بشكل موحد، مؤكدا ضرورة إظهار أنهم لن يقبلوا باستخدام الأسلحة الكيميائية.

من جهته، قال نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن النظام السوري "أظهر ازدراء تاما لإرادة مجلس الأمن الدولي، وللضحايا الذين عانوا وماتوا بسبب الهجمات بالأسلحة الكيميائية".

وأضاف في كلمته خلال الجلسة ذاتها، أنه "بعد 11 عاما من هذا السلوك، يمكننا أن نرى أن النظام السوري لا يشعر بأي خجل على الإطلاق، فيما توصلت العديد من التحقيقات الدولية إلى نفس النتيجة، وهي أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية مرارا وتكرارا ضد المواطنين السوريين".

وشدد وود على أن رفض بلاده إفلات النظام السوري من العقاب بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدا "ضرورة التنفيذ الكامل للقرار التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يقضي بتدمير برنامج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري".

في فجر 21 آب/ أغسطس 2013، شن النظام السوري قرابة الأربع هجمات بالأسلحة الكيميائية على مناطق مأهولة بالسكان في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية (بلدة معضمية الشام) في محافظة ريف دمشق.


وأسفرت المجزرة عن مقتل أكثر من 1119 مدنيا بينهم 99 طفلا و194 سيدة، فضلا عن إصابة 5935 شخصا بأعراض تنفسية وحالات اختناق، وفقا لتوثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

عقب الهجمات الكيماوي على غوطتي دمشق، وقع النظام السوري على اتفاقية حظر استخدام السلاح الكيماوي. وعام 2013، أصدر مجلس الأمن قرار حمل رقم 2118 لمنع نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيمياوية أو تطويرها أو إنتاجها أو اقتنائها أو تخزينها أو الاحتفاظ بها.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يستهدف موقعين إسرائيليين جنوب لبنان
  • الأمم المتحدة: النظام السوري يرفض تقديم معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية
  • الأمم المتحدة تؤكد رفض النظام السوري تقديم معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية
  • "الشعبية": مواصلة الاحتلال جرائمه البشعة تعكس مخططه لإبادة شعبنا
  • المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي يوافق على إنشاء هيئة عربية للدواء ومقرها القاهرة
  • أسماء الدول التي علقت أو قيدت تصدير الأسلحة للكيان المحتل
  • مندوب الجزائر في مجلس الأمن: عدد الضحايا يكشف عن همجية تهدف لمحو الهوية الفلسطينية
  • «حزب الله» يستهدف تجمعات مدفعية جيش الاحتلال في الزاعورة بالجولان المحتل
  • الجامعة العربية تؤكد الدعم العربي لموقف مصر الرافض لوجود القوات الإسرائيلية بمحور فيلادلفيا
  • البرلمان العربي يدين تصريحات رئيس نتنياهو ويؤكد تضامنه الكامل مع مصر