منظمة: الحكومة الإسرائيلية ترسل سرا تمويلات إلى بؤر استيطانية بالضفة الغربية
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
قالت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة لسياسة الاستيطان، إن الحكومة الإسرائيلية "خصصت ملايين الدولارات لحماية مزارع يهودية صغيرة غير مرخصة" في الضفة الغربية المحتلة، و"تأمين بؤر استيطانية صغيرة، بهدف إنمائها حتى تصبح مستوطنات كاملة".
وأوضحت وثائق كشفت عنها المنظمة، كيف صبت الحكومة الإسرائيلية المؤيدة للمستوطنين الأموال سرا في البؤر الاستيطانية غير المصرح بها، والمنفصلة عن أكثر من 100 مستوطنة معترف بها رسميا.
وربطت المنظمة بعض هذه البؤر الاستيطانية بعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، الذين تفرض عليهم الولايات المتحدة عقوبات بسبب سلوكهم.
ويقول الفلسطينيون وأغلب المجتمع الدولي، إن جميع هذه المستوطنات غير قانونية وتقوض الآمال في حل الدولتين.
وأكدت وزارة المستوطنات والبعثات الوطنية، التي ترأسها أوريت ستروك، المنتمية لحزب البيت اليهودي الديني المتطرف، أنها خصصت موازنة قدرها 75 مليون شيكل (20.5 مليون دولار) العام الماضي، لتوفير "معدات أمنية للمستوطنات الناشئة"، وهو المصطلح الذي تستخدمه للإشارة إلى المزارع والبؤر الاستيطانية اليهودية غير المصرح بها في الضفة الغربية.
واعتمدت الحكومة هذا التمويل "سرا" في ديسمبر الماضي، بينما كان اهتمام البلاد منصبا على الحرب في غزة، وفق أسوشيتد برس.
إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراضي الضفة الغربية منذ 30 عاما قالت منظمة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان، الأربعاء، إن إسرائيل وافقت على أكبر عملية مصادرة للأراضي في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من ثلاثة عقود، ما من شأنه أن يفاقم التوترات بشأن الحرب الإسرائيلية على حركة حماس. "أول تمويل علني"وقالت "السلام الآن" إن هذا التمويل استُخدم لشراء مركبات وطائرات مسيّرة وكاميرات ومولدات وبوابات كهربائية وبناء أسوار وتعبيد طرق جديدة خاصة ببعض المزارع النائية.
وتقدر المنظمة أن قرابة 500 شخص يعيشون في التعاونيات الصغيرة غير المرخصة، فيما يعيش 25 ألفا آخرين في بؤر استيطانية أكبر.
وغالبا ما تتلقى هذه البؤر الاستيطانية، رغم أنها غير مرخصة رسميا من الحكومة، دعما ضمنيا قبل إضفاء الشرعية عليها بأثر رجعي.
وقالت مديرة برنامج مراقبة المستوطنات في منظمة "السلام الآن"، هاغيت عوفران، إن التمويل الأخير يمثل "المرة الأولى التي تشهد قيام الحكومة الإسرائيلية بتمويل بؤر استيطانية بشكل علني".
وتقول منظمات حقوقية، إن الشبكة الضخمة والمتوسعة من التعاونيات النائية على قمم تلال الضفة الغربية، "هي المحرك الرئيسي للعنف وتهجير الفلسطينيين"، وفق الوكالة الأميركية.
وشرعت الحكومة الإسرائيلية الشهر الماضي وحده، في إضفاء الشرعية على 5 مستوطنات غير مصرح بها. وقامت بأكبر عملية مصادرة لأراض في الضفة الغربية منذ 3 عقود، معلنة عن مساحة واسعة من أراضي الدولة استعدادا لبناء مستوطنات جديدة.
ويقول الفلسطينيون إن العنف الذي ينخرط فيه مستوطنون -مرتبطون بهذه التعاونيات- تصاعد منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
والجمعة، قالت محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، إن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية "غير قانوني"، ودعت إلى وقف فوري للبناء في المستوطنات وتوسيعها.
وسرعان ما ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، برأي المحكمة "غير الملزم"، وقال إن هذه المناطق تعد "جزءا من الوطن التاريخي للشعب اليهودي".
وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة –وهي مناطق يطالب بها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية– في حرب عام 1967.
ووطنت إسرائيل أكثر من 500 ألف شخص في الضفة الغربية، يعيش معظمهم في مستوطنات مرخصة، بالإضافة لتوطين أكثر من 200 ألف آخرين في القدس الشرقية المتنازع عليها.
عقوبات أميركية على إسرائيليين بسبب العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية فرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات على ثلاثة أفراد إسرائيليين وخمسة كيانات مرتبطة بأعمال العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية. "تصاعد العنف"ويهيمن مستوطنون في الضفة الغربية وسياسيون مؤيدون لهم على حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة.
وعيّن نتانياهو وزير ماليته، بتسلئيل سموتريش، في منصب جديد داخل وزارة الدفاع التي تشرف على بناء وتطوير المستوطنات.
وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات دولية على 13 مستوطنا إسرائيليا متشددا، بعضهم مرتبط بتعاونيات البؤر الاستيطانية، بالإضافة لبؤرتين استيطانيتين تابعتين لهم و4 جماعات استيطانية، بسبب اتهامات بشن هجمات ومضايقات بحق فلسطينيين.
وتهدف هذه العقوبات لأن تكون رادعا، وتتضمن تجميد أصول وحظر سفر وعدم إصدار تأشيرات على الرغم من أن تجميد الأصول كان "أقل فعالية".
وقال مكتب وزيرة المستوطنات، إن عملية توزيع التمويل "تمت بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وجاء ذلك تماشيا مع جميع القوانين".
وأضافت ستروك، وهي قيادية استيطانية منذ فترة طويلة: "نرى أهمية كبيرة في تعزيز المستوطنات رغم الإدانات الدولية".
واعتمدت الحكومة الإسرائيلية الموازنة الجديدة في ديسمبر الماضي.
ولم تنشر حكومة نتانياهو قائمة بالتعاونيات والبؤر الاستيطانية التي حصلت على تمويل، لذلك لم يتضح ما إذا كانت من بين المستهدفين بالعقوبات.
لكن قد يكون بعضها على الأقل خضع للعقوبات، حيث تدعم الموازنة 68 من أصل 70 مزرعة تعاونية حددتها منظمة "السلام الآن"، حسب عوفران. وارتفع عدد التعاونيات إلى أكثر من 90 منذ ذلك الحين.
"ذروة الاستيطان".. هل تقضي تحركات الحكومة اليمينية بإسرائيل على فرص "حل الدولتين"؟ وصفت منظمة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان إن عام 2024 كان "الذروة" لمصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ليصبح من الواضح تماما أن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي وصفت بأنها "الأكثر تطرفًا" في تاريخ البلاد، تعمل على تنفيذ أفكارها المناهضة لفكرة وجود دولة فلسطينية.وقالت "السلام الآن" إنها "علمت بقرار التمويل من تسجيلات وعروض أُعلنت خلال مؤتمر الحزب الصهيوني الديني المؤيد للاستيطان، الشهر الماضي، حول بؤرة "مزرعة شاحاريت" الاستيطانية في شمال الضفة الغربية.
وكانت ستروك وسموتريتش من بين الحاضرين.
وعبر مسؤولون أميركيون، بينهم الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، عن مخاوفهم بشأن تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وبينما أثار جنرال إسرائيلي سابق في الضفة الغربية مخاوف مماثلة خلال خطاب تقاعده مؤخرا، قالت إسرائيل إنها "تتخذ إجراءات ضد هذه الهجمات"، وأن العقوبات الأميركية والغربية "غير ضرورية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحکومة الإسرائیلیة البؤر الاستیطانیة فی الضفة الغربیة بؤر استیطانیة السلام الآن أکثر من
إقرأ أيضاً:
ما الخطورة في قانون تمليك المستوطنين بالضفة؟
بخُطا متسارعة تمضي حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومنظومته التشريعية في إجراءاتها للسيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي الضفة الغربية، وضمها وفرض السيادة عليها.
ولم يعد استهداف أراضي الضفة يقتصر على نشر المستوطنات والنقاط والقواعد العسكرية أو مصادرة الأراضي أو البؤر الرعوية، إنما تجاوز الأمر إلى تمليك المستوطنين في أي بقعة من أراضي الضفة.
وغالبا ما تركزت إجراء الاحتلال الاستيطانية في المنطقة المنصفة "ج" وفق اتفاق أوسلو، والتي تشكل نحو 61% من أراضي الضفة والخاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة، لكنها اتسعت في ظل الحكومة الحالية إلى المنطقة "ب" الخاضعة إداريا للسلطة الفلسطينية، و"أ" التي وضعتها الاتفاقية تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة.
الجديد في الأمر قانون إسرائيلي قيد التشريع، بادر إليه عضو الكنيست شلومو سلمون من كتلة "الصهيونية الدينية" الشريكة في الائتلاف الحكومي، وصادق عليه الكنيست بالقراءة التمهيدية، الأربعاء، ويسهل تملك المستوطنين للأراضي والعقارات في الضفة الغربية، بغض النظر عن المنطقة الموجودة فيها.
نص القانونيلغي مشروع القانون الإسرائيلي، والذي يحتاج إلى 3 قراءات ليكون نافذا، حظر بيع أراض في الضفة، التي هي تحت مسمّى "أراضي دولة" وتدير شؤونها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ليصبح متاحا بيعها، وليس فقط تأجيرها، والقصد بيعها للمستوطنين.
إعلانووفق المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، يلغي مشروع القانون أيضا القانون الأردني رقم 40 لسنة 1953، وهو "قانون إيجار وبيع الأموال غير المنقولة من الأجانب"، المعمول به حاليا في الضفة، التي خضعت لحكم الأردن منذ نكبة 1948 وحتى احتلالها عام 1967.
ويلغي أيضا القانون القرارات العسكرية الإسرائيلية التي صدرت وأعطت الإدارة المدنية، أحد أذرع الجيش بالضفة، الحق في التشريع وتفسيرات القانون الأردني بشكل يتلاءم مع مشروع الاستيطان، بزعم أن المستوطنات "حاجة أمنية" وفق تفسيرات المحكمة الإسرائيلية.
الخارجية: السماح للمستوطنين شراء أراضي بالضفة ضم زاحف واستخفاف بالمجتمع الدولي وقراراته
The Ministry of Foreign Affairs: Allowing settlers to buy lands in the West Bank is a creeping #annexation and a disregard for the international community and its resolutions. pic.twitter.com/sdkr5uyU3v
— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) January 29, 2025
تنديد فلسطينيوأدان مجلس الوزراء الفلسطيني مصادقة الكنيست، داعيا "لتكثيف الضغط الدولي على الاحتلال لوقف هذا الإجراءات".
في حين حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من خطورة مشروع القانون، ووصفته بأنه "ضم زاحف واستخفاف بالمجتمع الدولي وقراراته"، ورأت فيه "تعميقا لاستباحة الضفة بما فيها القدس الشرقية، وتطبيقا لقوانين إسرائيلية على الأرض الفلسطينية المحتلة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي".
كما وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح -في بيان صحفي- مشروع القانون بأنه "مخالفة صارخة للقانون الدولي، وانتهاك لقرارات الشرعية الدولية، وفتوى محكمة العدل الدولية التي اعتبرت الاستيطان جريمة حرب وتعديا خطيرا على حقوق الشعب الفلسطيني وأراضيه".
كما أدانت مشروع القانون مختلف الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
إعلانووفق الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، فإن "خطورة مشروع القانون تكمن في كونه خطوة من خطوات سعي حكومة اليمين والمستوطنين لتهيئة البنية التحية التشريعية لعملية ضم الضفة الغربية".
وأضاف أن "مشروع قانون تمليك المستوطنين يعني إمكانية شراء أراضي وإقامة مستوطنات وبؤر استيطانية في أي مكان بالضفة وفي أقرب الآجال".
????حركة حماس:
????مصادقة ما يسمى "كنيست" الاحتلال مساء أمس على مشروع قانون يسمح للمستوطنين بشراء أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، هو خطوة إجرامية جديدة ضمن محاولات الاحتلال الفاشي لضم وتهويد الضفة، وهو انتهاك للقوانين والقرارات الدولية التي تجرم الاستيطان بكل أشكاله.…
— فلسطين أون لايـن (@F24online) January 30, 2025
مكمن الخطورةالناشط في حقوق الإنسان ومؤسس "تجمع شباب ضد الاستيطان" عيسى عمرو، يقول إن مشروع القانوني جزء من خطة "ضم الضفة الغربية لإسرائيل وتطبيق القانون المدني الإسرائيلي عليها".
ويوضح أنه "بات بإمكان المستوطن أن يتملك في أي مكان في الضفة الغربية ويسجل العقار أو الأرض باسمه بشكل مباشر، بما في ذلك مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية، وكأنه في تل أبيب".
وهنا يشير إلى أن الجديد في الأمر "تجاوز موافقات وإجراءات طويلة كانت تتم من قِبل قيادة جيش الاحتلال ودوائره وأذرعه العاملة في الضفة الغربية، وأصبح التملك مباشرا".
ومع تشكيل الحكومة الحالية نهاية عام 2022، وحصول وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على وزارة الجيش والمسؤولية عن الإدارة المدنية، أزال الكثير من الإجراءات التي تعيق الاستيطان وتمدده، حيث كانت إقامة المستوطنات والبناء الاستيطاني يحتاج إلى موافقة الجيش.
وفق عمرو، فإن "هناك خطورة في تملك المستوطنين عقارات يدّعون أن أجدادهم كانوا يملكونها قبل أكثر من مائة عام، وشراء أملاك فلسطينية من أصحابها دون عوائق داخل القرى والمدن الفلسطينية".
إعلان
خطة المواجهة
ولفت بشكل خاص إلى أملاك وأراضٍ يتنازعها عشرات وأحيانا مئات الورثة دون أن تفعل السلطة الفلسطينية شيئا لتثبيتها، "وبالتالي بإمكان أي وريث ضعيف النفس أن يبيع حصص كامل الورثة بتعاون قضاء الاحتلال، وهذا حصل في عدة عقارات بمدينة الخليل".
يقول عمرو إن الأمر لا يقتصر على الأرض المصنفة "أملاك دولة"، والتي تشكل نحو 20% من مساحة الضفة، لأنه مستولى عليها بالفعل.
في ظل ما يجري، يشدد الحقوقي الفلسطيني على "ضرورة تعزيز صمود المواطن على أرضه من خلال برنامج وحدة وطنية"، محذرا من أن الوضع في الضفة متجه إلى حبس الفلسطينيين في "كانتونات ومعازل".
ونهاية 2024 قدرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية عدد المستوطنين بنحو 770 ألفا، يتوزعون على 180 مستوطنة، و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تُصنف على أنها رعوية وزراعية.
وفي أبريل/نيسان 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا بناء على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبرت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي يشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.