بوتيرة تصاعدية مناقضة لكلّ ما يحكى عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يفترض أن تنعكس على مختلف جبهات القتال المفتوحة، حملت الأيام القليلة الماضية تطورات "نوعية" على خط المواجهة بين العدو الإسرائيلي ومحور المقاومة، بدءًا من اليمن مع تسجيل أول هجوم إسرائيلي من نوعه على الإطلاق استهدف مدينة الحديدة، وصولاً إلى لبنان، مع الغارة العنيفة التي استهدفت ما قيل إنه مخزن ذخيرة في عدلون.


 
فإذا كان صحيحًا أنّ إسرائيل نفذت خلال العقود الماضية، العديد من الهجمات العابرة للحدود ضدّ ما تعتبرها "أهدافًا مشروعة"، بمعزل عن الموقع الجغرافي، إلا أنّ الهجوم على ميناء الحديدة، وإن جاء ردًا على تصعيد جماعة الحوثي ضدّها، وقد وصل إلى ذروته من خلال الهجوم على تل أبيب قبل أيام، إلا أنّه يُفهَم في السياق العام، تصعيدًا نوعيًا وغير مسبوق، ولا سيما لما ينطوي عليه من دلالات يجوز وصفها بـ"الحربية بامتياز".
 
ويسري الأمر نفسه على غارة عدلون، التي بدت بحدّ ذاتها تطورًا خطيرًا في سياق المواجهة المفتوحة مع "حزب الله"، حتى إنّ البعض صنّفها على أنّها "الأعنف" منذ بدء الاشتباكات بين الجانبين، وهو ما تجلى في حالة الذعر التي أثارته بين السكان مع الانفجارات التي توالت في أعقابها، وهو ما يطرح السؤال عن ماهية المخطط الإسرائيلي في هذه المرحلة، وما إذا كانت تل أبيب "تستدرج" فعلاً توسعة الحرب، أو ما اصطلح على وصفه بـ"وحدة الساحات"...
 
"رسائل" هجوم الحديدة
 
 مع أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تفرّع عنها من جبهات قتال عابرة للحدود، شهدت على ما يخطر ولا يخطر على البال على مرّ أكثر من تسعة أشهر من المواجهات، مع كلّ ما حملته من مجازر مروّعة ومآسٍ إنسانية، إلا أنّ الهجوم الإسرائيلي المباشر على مدينة الحديدة اليمنية شكّل برأي كثيرين، "منعطفًا خطرًا" في مسار المواجهة، ولو أنّه بدا في الظاهر ومن الناحية العملية، "ردًا" على تصعيد جماعة الحوثي، من خلال الهجوم على تل أبيب.
 
يقول العارفون إنّ العدو الإسرائيلي أراد من خلال هذا الهجوم توجيه أكثر من "رسالة"، أولها إلى جماعة الحوثي بطبيعة الحال، مفادها أنّ أيّ تصعيد من جانبها سيُقابَل بتصعيد مضاد، بلا قواعد اشتباك ولا أسقف ولا خطوط حمراء، ولا سيما أنّ هناك انطباعًا بأنّ دخول الحوثيين على خط المواجهة أزعج الإسرائيليين منذ اليوم الأول لما عُرِف بـ"حصار" البحر الأحمر، وصولاً إلى هجوم تل أبيب الذي فاجأهم، وأحرجهم إلى حدّ بعيد.
 
لكن أبعد من "الرسائل" الموجّهة للحوثيين أنفسهم، يتحدّث العارفون عن رسائل توجّهها إسرائيل من خلال هجوم الحديدة، لسائر القوى في المنطقة، بدءًا من إيران، التي تتهمها بالوقوف خلف عمليات جماعة الحوثي، وصولاً إلى "حزب الله" في لبنان، وذلك في سياق "الحرب النفسية" المستمرّة مع الأخير، في رسالة يتوخّى منها الإسرائيلي القول إنّه لا يخشى "توسعة الحرب"، وهو مستعدّ لمثل هذا السيناريو، بل إنّه يكاد "يستدرجه"، إن جاز التعبير.
 
"خطورة" غارة عدلون
 
في السياق نفسه، جاءت الغارة الإسرائيلية على بلدة عدلون، التي قيل إنّها استهدفت مخزن أسلحة وذخيرة لـ"حزب الله"، من دون أن يؤكد الأخير هذه المعلومات، محمّلة بالدلالات "الخطيرة"، بدءًا من نوعية الاستهداف "الثقيل"، والذي يكاد يكون غير مسبوق، بالنظر إلى حساسيّة الأمر بالنسبة للحزب، وصولاً إلى ما يمكن أن ينطوي عليه من "خرق" لا يمكن الاستهانة به، على المستوى الاستخباراتي والتجسسي، إن صحّ التعبير.
 
لكنّ "خطورة" غارة عدلون تتجلّى أيضًا في الرسائل الإسرائيلية الكامنة خلفها، إذ تُظهِر الإسرائيلي مرّة أخرى يتجاوز قواعد الاشتباك غير المُعلَنة، بل الخطوط الحمراء، علمًا أنّ هذه الغارة جاءت بعيد ما صُنّفت "مجزرة الجميجمة" التي نجمت عن استهداف إسرائيل مبنى من ثلاثة طوابق، وقد أتت للمفارقة بعد يوم واحد من تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بضرب مستوطنات جديدة في حال واصل الإسرائيلي استهداف المدنيين.
 
وإذا كان هناك من يفهم عنصر "الاستفزاز" الواضح في التكتيك الإسرائيلي، على أنّه محاولة لجرّ "حزب الله" إلى "توسعة الحرب"، فإنّ العارفين بأدبيّات الأخير يؤكدون أنّ الحزب لن يقع في الفخّ، مع ثباته في المواجهة "المضبوطة" حتى إشعار آخر، وجهوزيته في الوقت نفسه للحرب "إن فُرِضت عليه"، علمًا أنّ هؤلاء يشيرون إلى أنه "قرن القول بالفعل" حين ضرب بالفعل في الأيام الأخيرة مستوطنات كان قد حيّدها سابقًا، ردًا على الغارات الإسرائيلية.
 
تستدرج إسرائيل "توسعة الحرب" من غزة إلى اليمن مرورًا بلبنان، في سياق غير مكتمل المعالم، بحسب ما يقول كثيرون، في ظلّ قراءات متضاربة للموضوع. ثمّة من يرى أنّ إسرائيل تريد "تسخين الجبهات" بالفعل، لكن من دون أن تتحمّل مسؤولية "الطلقة الأولى"، إن جاز التعبير. وثمّة من يرى في المقابل، الأمر "رفعًا للسقف" فقط لا غير، لتوظيفه في المفاوضات، في ظلّ انطباع بأنّ أحدًا لن ينجرّ إلى "الحرب الشاملة"، وهنا بيت القصيد!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جماعة الحوثی توسعة الحرب غارة عدلون حزب الله من خلال تل أبیب

إقرأ أيضاً:

أخبار التوك شو| أبو العينين لقن ممثل إسرائيل درسًا قاسيًا.. رسالة نارية من مصطفى بكري لـ الإعلام الإسرائيلي

تناولت برامج التوك شو خلال الساعات الماضية عددا من الاخبار الهامة نرصد أبرزها فى التقرير التالى:

فلسطين: ندين اقتحام مخيم طولكرم بالضفة الغربية وتهجير المواطنين بالقوة
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اقتحام نتنياهو ووزير دفاعه مخيم طولكرم بالضفة الغربية في ظل تهجير المواطنين بالقوة حسبما ورد في نبأ عاجل لفضائية "القاهرة الإخبارية".
 

عمرو أديب: ترامب حول روسيا من عدو لحبيب وأوكرانيا من صديق إلى خصم
علق الإعلامي عمرو أديب، على موقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتخب دونالد ترامب مع أوكرانيا، مطالبة بالحصول على ثروات أوكرانيا.
 

دمار غير مسبوق .. خبير استراتيجي: تكلفة إعادة إعمار غزة تصل إلى 35 مليار دولار.. فيديو
قال اللواء خالد ربيع، الخبير الاستراتيجي، إن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة، وفق التقديرات الأولية، تصل إلى 35 مليار دولار.
 

قطاع المعادن الثمينة في مصر: 3000 منشأة توفر فرص عمل لـ 250 ألف شخص

أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة المعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أن مصر تُعد من الدول البارزة في صناعة المعادن الثمينة، مشيرًا إلى أن المعادن الرئيسية التي تركز عليها مصر هي الذهب، الفضة، والبلاتين.
 

انتوا مش حمل مصر ولا شعبها .. رسالة نارية من مصطفى بكري لـ الإعلام الإسرائيلي
وجه الإعلامي مصطفى بكري، رسالة نارية لـ الإعلام الإسرائيلي، قائلا: "انتوا مش حمل مصر ولا شعبها".


التهجير الطوعي مؤامرة إسرائيلية-أمريكية | عرض تفصيلي مع روان أبو العينين .. فيديو
كشفت المذيعة روان أبو العينين تفاصيل خطة بديلة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين تحت غطاء 'المغادرة الطوعية'، مؤكدة أن هذا المخطط يحظى بدعم مباشر من الولايات المتحدة.


مصطفى بكري: النائب أبو العينين لقن ممثل إسرائيل درسًا قاسيًا في جلسة برلمان البحر المتوسط
أكد الإعلامي مصطفى بكري أن النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، أعلن رفضه القاطع لمخططات التهجير، وذلك خلال اجتماعات برلمان البحر الأبيض المتوسط في دورته الـ19 بالعاصمة الإيطالية روما.
 

مصطفى بكري: اتصالات الرئيس مع الأطراف الدولية حفّزت الموقف المصري لأجل غزة
أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن الرئيس السيسي أعلن بشكل واضح وصريح رفض التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة أو تصفية القضية الفلسطينية.
 

نائب رئيس بنك مصر الأسبق: خفض الفائدة المحتمل قد يتراوح بين 1% إلى 2%
توقعت الخبيرة المصرفية الدكتورة سهر الدماطي، نائب رئيس بنك مصر الأسبق، أن قد يتجه البنك المركزي خلال اجتماعه الأسبوع الجاري يوم الخميس القادم ، إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم، في ظل تراجع معدل التضخم إلى 22%، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسات البنك المركزي لدعم النمو الاقتصادي وتحفيز الاستثمار.

ترامب: فوجئت بعدم ترحيب مصر والأردن بخطتي حول غزة
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه فوجئ بعدم ترحيب مصر والأردن، بالخطة التي طرحها بشأن غزة حسبما أكدت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
 

مقالات مشابهة

  • الطب الشرعي الإسرائيلي يؤكد هوية جثة «شيري بيباس» ويزعم أنها لم تقتل في غارة جوية
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • مقتل رجل في هجوم طعن في فرنسا.. المتهم جزائري
  • ماكرون يتعهد باستئصال الإرهاب بعد هجوم في باريس
  • مقتل عنصر من “درع الوطن” وإصابة آخر في هجوم مسلح في حضرموت 
  • أخبار التوك شو| أبو العينين لقن ممثل إسرائيل درسًا قاسيًا.. رسالة نارية من مصطفى بكري لـ الإعلام الإسرائيلي
  • «صحيفة أمريكية»: هجوم ترامب على زيلينسكي يثير ردود فعل غاضبة في أوكرانيا
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • محمد الضيف أخّر إطلاق هجوم 7 أكتوبر حتى التأكد من هذه الخطوة
  • تحذير هام لمستخدمي Gmail: هجوم جديد يستغل الذكاء الاصطناعي لسرقة بياناتك الشخصية