إحصائية لعمليات القوات المسلحة اليمن ضد كيان العدو
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
وعلى الأشهر مدى الأشهر العشرة السابقة، ومنذ دخولها معركة اسناد غزة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وقصفها لكيان العدو نهاية أكتوبر الفائت، شنت القوات المسلحة اليمنية عمليات عسكرية في مسار تصاعدي ضد الكيان تكلل الجمعة 19 من الشهر الجاري بضرب مركزه الإداري، وأفقدته درعه الواقي الذي تم إنشائه على مدى عقود من الزمن.
وعلى الرغم من تكتم السلطات الصهيونية على فعالية الضربات اليمنية ومفاعيلها وخسائرها في الكيان، والتي كان يخفيها بشكل شبه كامل، إلا أن ما يسمى بمندوب "إسرائيل لدى الأمم المتحدة اعترف أخيرا بأن اليمن شنت أكثر من 220 هجوما على الكيان بالصواريخ والطائرات المٌسيّرة.
وبالتوازي مع الحظر البحري على كيان العدو وعمليات اليمن البحرية التي استهدفت خلال الفترة الماضية أكثر من 170 سفينة صهيونية مرتبطة بكيان العدو، ومواجهة التحالف الأمريكية الذي استقدم بوارجه وسفنه إلى البحار العربية في محاولة لكسر الحظر والعدوان على اليمن، إلا أن صنعاء ظلت تقصف كيان العدو وتضرب أهدافا داخله بشكل متواصل ومتصاعد.
وتم رصد 30 بيانا للقوات المسلحة اليمنية، اشتملت على تفاصيل للعمليات اليمنية المعلنة ضد كيان العدو.
وكانت العمليات وفقا للتالي:
1ـ في 31 أكتوبر 2023 م كشفت القوات المسلحة اليمنية عن ثلاث عمليات عسكرية على أهداف حساسة في الكيان الصهيوني، بدفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ
2ـ في 1 نوفمبر 2023م أطلقت القوات المسلحة دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وقد وصلت إلى أهدافها بفضل الله.
3ـ في 6 نوفمبر 2023 أطلقت القوات المسلحة اليمنية الله دفعة من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
4ـ في 9 نوفمبر 2023م أطلقتْ القوات المسلحةُ دفعة من الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ وحساسةٍ للكيانِ الإسرائيليِّ جنوبيِّ الأراضي المحتلةِ منها أهدافٌ عسكريةٌ في منطقةِ أُمِّ الرشراشِ (ايلات).
5 ـ في 13 نوفمبر 2023م أطلقت القوات المسلحة دفعة من الطائرات المسيرة على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةٍ منها أهدافٌ حساسةٌ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ ” إيلات”.
6ـ في 14 نوفمبر 2023م أطلقتْ القوات المسلحة دفعةً منَ الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةٍ منها أهدافٌ حساسةٌ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ “إيلات”.
7ـ في 22 نوفمبر 2023م أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ المجنحة على أهداف عسكرية مختلفة للكيان الإسرائيلي في أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة.
8ـ في 6 ديسمبر 2023م أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة.
9ـ في 16 ديسمبر 2023م نفذ سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية على أهداف حساسة في منطقة أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة.
10ـ في 26 ديسمبر 2023م دكت القوات المسلحة أم الرشراش المحتلة بالطائرات المسيرة الانقضاضية.
11ـ في 02 فبراير 2024 نفذ الجيش اليمني عملية عسكرية ضد أهداف محددة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة، بعدد من الصواريخ الباليستية.
12ـ في 20 فبراير 2024 تم تنفيذ عمليةَ استهدافٍ لمواقعَ حساسةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيِّ فلسطينَ المحتلةِ، بعددٍ من الطائراتِ المسيرة.
13ـ في 22 فبراير 2024 أطلقتِ القوةُ الصاروخيةُ وكذلكَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عدداً من الصواريخِ الباليستيةِ والطائراتِ المسيرةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الصهيونيِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ.
14ـ في 19 مارس 2024 أطلقتِ القواتُ الصاروخيةُ عدداً من الصواريخِ المجنحةِ على أهدافٍ إسرائيليةٍ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيِّ فلسطينَ المحتلةِ وقدْ أصابتْ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.
15ـ في 26 مارس 2024 في يوم الصمود الوطني نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفتْ من خلالِها عدداً من الأهدافِ الإسرائيليةِ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلة، بصواريخ جديدة لم يكشف عنها.
16 ـ في 25 أبريل 2024 أطلقتِ القوةُ الصاروخيةُ عدداً منَ الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ على عددٍ منَ الأهدافِ التابعةِ للعدوِّ الإسرائيليِّ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيِّ فلسطينَ المحتلة.
الكشف عن صاروخ فلسطين الباليستي، والعمليات المشتركة مع العراق، ووصول الضربات اليمنية إلى حيفاء وأسدود
17 ـ في 03 يونيو 2024، كشف القوات المسلحة اليمنية للمرة الأولى عن صاروخ فلسطين الباليستي، معلنة عن عملية استهدفتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بصاروخِ "فلسطين" الباليستيّ.
18 ـ 01 يونيو 2024 أعلنت القوات المسلحة للمرة الأولى تنفيذ عمليتينِ عسكريتينِ مشتركتينِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ، بعدد من المسيرات؛ الأولى استهدفت سفينتينِ كانتا تحملانِ معداتٍ عسكريةً في ميناءِ حيفاء، والثانيةُ استهدفتْ سفينةً انتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى ميناءِ حيفاءَ في فلسطينَ المحتلة.
19ـ في 12 يونيو 2024 نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ عمليتينِ عسكريتينِ مشتركتينِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ، الأولى استهدفتْ هدفاً حيوياً في مدينةِ أسدودْ بصواريخَ مجنحةٍ، والعمليةُ الأخرى استهدفتْ هدفاً مهماً في مدينةِ حيفا بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرةِ، وقدْ حققتِ العمليتانِ أهدافَهما بنجاح.
21ـ في 23 يونيو 2024م تم تنفيذ عملية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، بالطائرات المسيرة الإنقضاضية، استهدفتْ أربعَ سُفُنٍ في ميناءِ حيفا منها سفينتانِ ناقلتا إسمنت، والأخريان سفينتا شحن عامة، تابعة لشركاتٍ انتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرة.
22ـ في 23 يونيو 2024م تم تنفيذ عملية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق استهدفتْ سفينةَ (Shorthorn Express) في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ وهي في طريقِها إلى ميناءِ حيفا، وذلكَ بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرة.
23ـ في 26 يونيو 2024م نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بالاشتراكِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ سفينةَ (MSC Manzanillo) الإسرائيليةَ في ميناءِ حيفا بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.
24ـ في 27 يونيو 2024م نفذت القوات المسلحة عمليةٌ مشتركة مع المقاومةِ الإسلاميةِ في العراق استهدفت بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ هدفاً حيوياً في حيفا وحققتِ العمليةُ هدفَها بنجاح بفضل الله.
25ـ في 28 يونيو 2024م تم تنفيذ عمليةٌ عسكريةٌ مشتركةٌ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ في العراقِ استهدفتْ سفينةَ (Waler ) النفطيةَ في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ وذلكَ بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ وكانت في طريقِها إلى ميناءِ حيفا، وجاءَ استهدافُ السفينةِ لانتهاكِها قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلة.
26ـ في 02 يوليو 2024 نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بالاشتراكِ مع المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ هدفاً حيوياً في حيفا بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضل الله.
27ـ 08 يوليو 2024 نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بالاشتراكِ معَ المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ هدفاً حيوياً في أُمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ وقدْ حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضل الله.
28 ـ 14 يوليو 2024 نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ عمليةَ استهدافٍ لعددٍ من الأهدافِ العسكريةِ للعدوِّ الإسرائيليِّ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بعددٍ من المسيراتِ وقدْ حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.
مرحلة التصعيد الخامسة ضرب مركز الكيان
29ـ في 19 يوليو 2024 نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً نوعيةً تمثلتْ في استهدافِ أحدِ الأهدافِ المهمةِ في منطقةِ يافا المحتلة ما يسمى إسرائيلياً تل أبيب، معلنة عاصمة الكيان منطقة غير آمنة.
وقدْ نُفذتِ العمليةُ بطائرةٍ مسيرةٍ جديدةٍ اسمها "يافا" قادرةٍ على تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضيةِ للعدوِّ ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافَها، وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاح.
30 ـ 21 يوليو 2024 نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ أهدافاً مهمةً في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بعددٍ من الصواريخِ الباليستيةِ وحققتْ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.
معادلة جديدة أفقدت العدو أمنه
وشكلت عملية "يافا" منعطفا في المواجهة اليمنية الصهيونية، أفقدت هذا الكيان غروره وغطرسة، وضربت مركزه الذي كان خطا أحمرا منذ إنشاءه على أرض يافا المحتلة في القرن الماضي، ما جعل الكيان يتخبط ذاهبا إلى ضرب أهداف مدنية في ميناء الحديدة، ما جعل الحرب مباشرة بينه وبين اليمن، وأعطى اليمن حق الرد على الهجوم، وفقا لمحللون.
وإذا كانت مراحل التصعيد اليمنية الأربع السابقة، التي شملت حظر الملاحة الصهيونية ابتداء من البحرين الأحمر والعربي وصولا إلى المحيط الهندي جنوبا والبحر الأبيض المتوسط شمالا، كان لها التأثير الاقتصادي السلبي الأبرز على الكيان وإغلاق موانئه، فإن المرحلة الخامسة وما بعدها ستفقد العدو أمنه، وسيعجز هو وداعميه عن إيقافها.
ويؤكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن استهداف مدينة يافا يمثل بداية المرحلة الخامسة من التصعيد، مشددا على "أنها معادلة جديدة، ومرحلة جديدة في الصراع، أوصلت الخطر والقلق والتهديد إلى قلب الكيان الصهيوني، وهو ما لم يكن متوقعاً ولا مألوفًا في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين المحتلة".
ويشير السيد القائد إلى "أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا، لكن من داخل فلسطين، في حين أن عملية يافا التي نفذها اليمن سابقة لمثل هذه العمليات من خارج فلسطين".
الأمن المفقود لدى الكيان منذ بدء عملية طوفان الأقصى في سبت السابع من أكتوبر وصل أخيرا إلى مركز الكيان الإداري "تل أبيب"، وأظهرت المعادلة الجديدة التي فرضها اليمن بوضوح "الفشل التام لكل حماة العدو الإسرائيلي وعملائه"، حيث لم يستطع الأمريكيين والبريطانيين وحلفائهم الأوروبيين وعملائهم العرب وفشلوا في منع وصول التهديد، ووجد الإسرائيلي نفسه في مأزق حقيقي ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة ذات تأثير كبير عليه".
ويؤكد السيد القائد "أن اليمن في هذه المعركة أقوى من أي مرحلة سابقة، وأن القدرات تتطور باستمرار لمواجهة التحديات بأي مستوى كانت، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي هو الفاشل والخاسر، ولن يستعيد الردع أبدًا.
وفي مقابل قدرات صنعاء المتصاعدة "وفي هذه المرحلة هي أكثر من أي وقت مضى، وأُفقها واسع نحو ما هو أكثر نكاية وتأثيرًا على العدو، وأكثر نجاحًا في تجاوز تقنياته وإمكاناته في الاعتراض والتشويش"، في مقابل ذلك نجد "أن العدو يتجه في مسار عكسي نحو الانهيار والتراجع وتآكل الردع، وأن التأثيرات الكبيرة لهذه المعركة على العدو من الداخل أصبح "تهديدا وجوديا" كما عبر قادة وخبراء الكيان".
وأبعد من رد صنعاء المرتقب على العدوان الصهيوني الذي استهدف ميناء وخزانات النفط في الحديدة، فإن المعركة ستستمر وستتواصل وتتصاعد في مرحلتها الخامسة وما بعدها وهو ما ستجعل المراحل السابقة مجرد نُزهة قتالية أمام ما هو قادم، إن لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة، وفقا لمراقبون.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة القوات المسلحة الیمن الطائرات المسیرة فلسطین المحتلة أهداف ها بنجاح تم تنفیذ عملیة الإسرائیلی فی من الصواریخ من الطائرات تعالى عملیة مع المقاومة کیان العدو أم الرشراش على أهداف یونیو 2024م بفضل الله فی القوات مشترکة مع فی العراق م الرشراش فی میناء یونیو 2024 فی منطقة دفعة من
إقرأ أيضاً:
اليمن تُعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر وتُجبر واشنطن على الفرار من المنطقة
الوحدة نيوز/ اعترفت أمريكا باستهداف القوات المسلحة اليمنية لحاملات طائرتها “إبراهام” وبارجاتها في البحرين الأحمر والعربي، ولم تستطع إخفاء ألمها هذه المرة كما فعلت مع “أيزنهاور” حينما فرت جراء الجحيم الذي واجهته في البحر، لكي لا تهتز صورتها أمام العالم.
فعقب المعركة الشرسة التي خاضتها القوات المسلحة باقتدار لثمان ساعات، خرج البنتاجون الأمريكي يتوعد اليمن بـ”العواقب الوخيمة” على ما حدث لـ”إبراهام” من ضربات استباقية دقيقة أرغمتها على المغادرة فوراً مع بارجتين أخريتين.
تعتقد الولايات المتحدة أن بمقدورها لي ذراع اليمن وثنيه عن مساندة غزة ولبنان ومحاولة تكبيل موقفه العروبي والديني والانساني إما بالمساومة السياسية والمغريات المادية أو بالقوة العسكرية، بيد أن ذلك فشل أمام صلابة اليمنيين ووفائهم لقيمهم ومبادئهم، ولقضيتهم الأولى وهي فلسطين.
لم يكن في حسبان أمريكا أن تواجه ردود قوية ورادعه ضدها من قبل القوات المسلحة؛ فما حدث ولايزال يؤكد مدى جهوزية الجيش اليمني لأي معركة كانت، من حيث العتاد العسكري والمعلوماتي الاستخباراتي والهجومي العملياتي، وهذا ما يجعل موازين القوى العالمية تقف أمام التحولات الاستراتيجية العسكرية لليمن بتبصر وإمعان بعيداً عن النظرة القاصرة التي عهدتها في العقود الماضية.
ولا شك أن العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية أكان في البر والبحر والجو وعمق الكيان الصهيوني وحاملات الطائرات الأمريكية، تبعث برسائل عدة مباشرة وغير مباشرة لكل متربص قريب أو بعيد، بأن مجرد التفكير بتجاوز الخطوط الحمراء بعد الآن، سيكون المصير غير متوقع وسيفاجأ الجميع.
أن أول وأقوى تلك الرسائل هي لأمريكا والتي تنص على أن اليمن لن يتراجع عن نصرة غزة ولبنان ولو استقدمت كل قطعها العسكرية وجحافلها وطائراتها إلى البحرين الأحمر والعربي، كما يقول على الصنعاني الباحث في استراتيجيات ومخططات الدول العظمى للمنطقة العربية والإسلامية، مضيفاً أن عملية الجيش اليمني باستهداف حاملاتها في البحر هي أقوى رسالة للأمريكي على الإطلاق وفي أصعب الأوقات وأخطرها.
وهناك إشارة أخرى خطيرة في بيان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عقب ضرب حاملة الطائرات “إبراهام”، وهي عسكرة البحر الاحمر، وهذا ما قد يصل بالأمور إلى إغلاق باب المندب تماماً إذا استمر الأمريكي في عجرفته، وزج بمدمراته في البحر الاحمر، بحسب ما ذكر الصنعاني.
عملية ناجحة وغير مسبوقة
إن العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية تجاه حاملة الطائرات الامريكية “إبراهام” في البحر العربي وتجاه المدمرتين الامريكيتين بالبحر الاحمر تعتبر عمليات شجاعة وجريئة وناجحة واستباقية وغير مسبوقة، وفق ما أفاد عبدالله النعمي عضو المكتب السياسي لانصار الله، لافتاً إلى أن المعركة مع حاملة الطائرات الامريكية “ابراهام” أتت في وقت حساس وحرج واوصلت رسائل كثيرة لكل دول العالم حيث استمرت 8 ساعات ما يعني أن العملية لم تكن مجرد استهداف وإنما حرب ضروس، كانت خاتمته النصر المبين لليمن ولقواته المسلحة.
وتابع النعمي: “الأساطيل الحربية هي للاستعراض فحسب، فهي لا تستطيع أن تصمد كثيراً أمام أي مواجهة حقيقة، ولن تكون صعب من مواجهة 17 دولة، وبالتالي يبقى مجرد اسطول مكشوف وواضح حتى وإن كان يحمل ألف صاروخ مضاد”.
يد اليمنيين الطولى
فيما يؤكد الباحث والكاتب السياسي اللبناني في الشؤون الإقليمية والدولية جمال شعيب، أن عمليات القوات المسلحة اليمنية، لا سيما الأخيرة ضد حاملة الطائرات الامريكية ومدمراتها المرافقة، على علو كعب “القادة العسكريين اليمنيين” ويدهم الطولى ليس في الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات وتحليلها لمعرفة “توجهات العدو” ونواياه فقط، بل في سرعة اتخاذ القرار العسكري المناسب ان لجهة “إبطال مفعول الهجوم بالتوقيت المناسب” أو لجهة الأسلحة المناسبة والتزامن في استخدام القدرات وتوجيهها بالسرعة والكفاءة اللازمتين لتحييد “أسطول بحري من الأفضل في العالم” من ساحة المواجهة وإبطال فعاليته الهجومية وتحويله إلى “هدف”.
اهتزاز ثقة حلفاء أمريكا
ووفق تقارير وتحليلات عسكرية فإن ما أعلنه الجيش اليمني في بيانه العسكري الأخير يمثل لحظة محورية في المعركة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ويحمل دلالات استراتيجية هامة تؤكد على ديناميكيات جديدة في المنطقة، حيث وجهت ضربة معنوية قاسية للأمريكي، وكشفت عن ثغرات خطيرة في منظومته الأمنية والعسكرية، وهزت ثقته، وبالتالي من شأن هذه العمليات، أن تعيد تشكيل تصورات القوة لدى خصوم واشنطن.
وتقول تلك التقارير والتحليلات العسكرية التي رصدتها “الوحدة” بان اليمن برهنت على امتلاكها شبكة استخبارات متطورة، تتيح لها رصد تحركات القوات الأمريكية بدقة وتحديد توقيت العمليات المناسبة، و هذا الأمر يعزز من فرضية أن اليمن أصبحت لاعبًا رئيسيًا على الساحة الإقليمية.
وتشير إلى قدرة اليمن على ضرب قلب الآلة العسكرية للعدو، على الرغم من قوتها النارية المتفوقة وتفوقها التكنولوجي. كما أظهرت هذه العمليات قدرات القوات المسلحة اليمنية، على تخطيط وتنفيذ عمليات معقدة، باستخدام تكتيكات واستراتيجيات مبتكرة للتغلب على دفاعات الجيش الأمريكي.
وبالتالي فإن هذه العمليات تعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر الأحمر، وتغير من قواعد اللعبة في المنطقة، وتعقد حسابات القوى الكبرى، حسب ما ذكرت التقارير والتحليلات العسكرية، مضيفة أن القوات الأمريكية ليست محصنة من الهجمات، واليمن لم تعد ساحة مفتوحة، وأنها سترد بقوة على أي تهديدات محتملة.
مرحلة جديدة من الصراع
من جانبه أعتبر العميد عبدالله بن عامر نائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد القوات الأمريكية في المنطقة “عملية استباقية” تشكل “سابقة تاريخية” في السياق العسكري، وقد تمهد لمرحلة جديدة من الصراع.
وأكد بن عامر أن الجانب الأمريكي كان يحضّر لشن عدوان كبير على اليمن، إلا أن هذه العملية الاستباقية نجحت في إحباط المخطط، مستدركًا، أن الساعات الماضية شهدت تسريب بعض الأخبار تتحدث عن بعض الغارات الجوية الأمريكية على مناطق يمنية، والحقيقة أن بعضها نُفذت بواسطة طائرات مسيرة، و لم تتمكن الطائرات الحربية الأمريكية من الإقلاع من الحاملات الأمريكية.
وأضاف أن لهذه العملية نتائج وتداعيات بالغة الأهمية ليس على مستوى العمليات العسكرية الجارية أو على الدور اليمني الاسنادي للقضية الفلسطينية واللبنانية فحسب، إنما أيضًا على صعيد التواجد العسكري في المنطقة، لأن هذا التواجد أصبح بالفعل يخدم الكيان الإسرائيلي منذ أول لحظة، واليمن اضطر لمواجهة هذا التواجد، خاصة بعد تعرضه لعدوان أمريكي خلال الأشهر الماضية.
كما أوضح أنه “كلما تصاعدت المواجهة في البحر الأحمر كلما خسر الأمريكي أكثر”.
وبخصوص الادعاءات الأمريكية بأن الهجمات اليمنية على سفنها الحربية غير قانونية، قال بن عامر: “دون خجل يكرر الأمريكي ويتحدث أن الهجمات على سفنه الحربية غير قانونية على أساس أن عدوانه على اليمن وتواجده في البحر ودفاعه عن إسرائيل قانوني”.
افشال الهجوم العدواني ضد اليمن
تمكنت العملية الهجومية للقوات المسلحة اليمنية ضد حاملة الطائرات “إبراهام” من افشال الهجوم الجوي العدواني الذي كان يُحضّر ضد اليمن، كما أوضح الصحفي المتخصص بالشؤون العسكرية كامل المعمري، مشيراً إلى أنه بمثابة إجهاض مسبق لمحاولة العدوان الذي كان سينطلق من هذه الحاملة الضخمة.
ويُظهر هذا الهجوم مدى قدرة القوات اليمنية على استباق العمليات العدوانية، وتوجيه ضربة قاسية ضد الأسطول الأمريكي في البحر العربي، ولم تكن مجرد استهداف عسكري تقليدي، بل كانت استهداف مُركّز لمدرج الإقلاع والهبوط للطائرات على متن الحاملة، بحسب المعمري.
ويقول المعمري إن افشال الهجوم العدواني على اليمن يعني إيقاف القدرة على شن الهجمات الجوية ضد الأراضي اليمنية، وبالتالي تحجيم قوة العدو بشكل فعال.
مضيفاً أن استمرار العمليتين العسكريتين اليمنيتين لمدة ثماني ساعات ضد حاملة الطائرات والمدمرات الأمريكية، يعكس تحولاً استراتيجياً وعسكريا نوعيا في معادلة الصراع البحري بل ويكشف عن استعداد القوات اليمنية لمواصلة الضغط على العدو واستنزاف موارده الدفاعية.
ونوه المعمري أن هذا النوع من المعارك البحرية المطولة نادراً ما تشهده مواجهات في مناطق تواجد الأسطول الأمريكي، مما يشير إلى ضعف حقيقي في قدرة القطع الأمريكية على إنهاء الاشتباك أو احتوائه بسرعة.
تطوّر استراتيجي غير تقليدي
إضافة إلى ذلك، يمثل الاشتباك البحري الممتد نجاحا تكتيكيا للقوات اليمنية في إرباك العدو وإجباره على استنزاف موارده الدفاعية والتقنية، بحيث يصبح عاجزاً عن الرد الفعّال أو إعادة تنظيم صفوفه بفعالية.
وتابع قائلاً: إن تواصل الاشتباك لفترة طويلة يحمل رسالة بأن اليمن قادر على الحفاظ على موقعه البحري بل وتهديد قدرات الخصم المتفوقة بشكل استراتيجي، في خطوة تؤكد أن الهيمنة العسكرية الأمريكية في مناطق البحرين العربي والأحمر أصبحت محل تحدٍّ حقيقي.
إن تنفيذ مثل هذه العمليات الدقيقة يتطلب معرفة متقدمة وقدرة على استغلال الثغرات الدفاعية لدى العدو، وهو ما يظهر أن اليمن طوّر استراتيجيات غير تقليدية تمكنه من تجاوز العوائق التكنولوجية الأميركية وفرض أسلوب معركة يناسب ظروفه وإمكاناته، وفقاً للمعمري.