الأمم المتحدة تحذر من تفاقم التصعيد في الشرق الأوسط اثر الغارات الإسرائيلية على اليمن
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
قالت مسؤولة رفيعة المستوى بالأمم المتحدة إن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تظهر الخطر الحقيقي لإمكانية حدوث تصعيد مدمر على مستوى المنطقة، مشيرة إلى الهجوم بطائرة مُسيرة في تل أبيب والغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني وتبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق.
وقالت روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، -في إحاطة قدمتها لمجلس الأمن الدولي- إن طائرة مُسيرة ضربت مبنى سكنيا في مدينة تل أبيب في إسرائيل يوم 19 يوليو/تموز مما أدى إلى مقتل مدني بعد إصابته بشظية وإصابة عشرة مدنيين آخرين بجراح.
وتابعت ديكارلو أن القوات الإسرائيلية شنت عدة غارات جوية في وحول ميناء الحديدة في اليمن يوم 20 يوليو، في عملية ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنها ضد أهداف عسكرية حوثية. وذكرت المسؤولة الأممية أن إسرائيل تدعي أن ميناء الحديدة "يستخدم كطريق الإمداد الرئيسي لنقل أسلحة إيرانية من إيران إلى اليمن".
وذكرت أن التحديث الأولي من سلطات الأمر الواقع الحوثية يشير إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 80 بجراح نتيجة الغارات الجوية بالإضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية. وأشارت المسؤولة الأممية إلى عدم وجود أرقام مؤكدة في الوقت الراهن عن عدد القتلى والمصابين، كما لم يتضح عدد المدنيين من بين الإصابات والقتلى.
وأكدت أن جميع أفراد الأمم المتحدة في الحديدة سالمون، وعدم حدوث أضرار بمباني الأمم المتحدة هناك. يُذكر أن لدى الأمم المتحدة بعثة في المنطقة لدعم اتفاق الحديدة.
وأردفت أن "ميناء الحديدة شريان حياة للملايين في اليمن. إن اليمن يعتمد بشكل كبير على صادرات المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود، وغالبية هذه البضائع تصل عبر الحديدة".
وشددت على أهمية أن يكون الميناء مفتوحا وعاملا. كما أشارت إلى أن الميناء يقع في منطقة مكتظة يعيش بها آلاف الأشخاص. وقالت إن أي عملية عسكرية في محيطها تهدد بعواقب مدمرة على المدنيين.
وأشارت إلى ما ذكره الأمين العام قبل يومين عن ضرورة أن تتجنب "كل الأطراف المعنية الهجمات التي قد تضر المدنيين وتدمر البنية الأساسية المدنية"، وشعوره بالقلق بشأن مخاطر تفاقم التصعيد في المنطقة، وحثه الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وانتقلت روز ماري ديكارلو إلى الحديث عن "الاستمرار المقلق للغاية لتبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، الذي كما شددنا مرارا، يهدد بتفاقم الصراع الإقليمي".
وكررت دعوة أمين عام الأمم المتحدة للأطراف لإعادة الالتزام بشكل عاجل بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والعودة فورا إلى وقف الأعمال العدائية.
واقتبست المسؤولة الأممية عن الأمين العام القول: "إن خطر اتساع الصراع في الشرق الأوسط حقيقي ويجب تجنبه. خطوة واحدة متهورة، إساءة تقدير واحدة، قد تؤدي إلى كارثة تتخطى الحدود- وبصراحة تتخطى خيالنا".
وحول غزة شددت روز ماري ديكارلو، كما قال الأمين العام، على الحاجة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن وأن تعيد الأطراف الالتزام بأفق سياسي باتجاه حل الدولتين.
واختتمت المسؤولة الأممية كلمتها بالحديث عن الموظفين المحتجزين في اليمن. وأعربت عن القلق البالغ بشأن رفاه موظفين يمنيين من الأمم المتحدة ومنظمات وطنية ودولية وغير حكومية وبعثات دبلوماسية ومجتمع مدني، يتم احتجازهم تعسفيا من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية.
وحثت هذه السلطات على الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم جميعا. وطلبت أن يُعاملوا باحترام كامل لحقوق الإنسان والسماح لهم بالتواصل مع أسرهم وممثليهم القانونيين.
من مدينة الحديدة، تحدث أمام مجلس الأمن عبر الفيديو الجنرال مايكل بيري رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة. وقال إن النيران والدخان الكثيف الناجمان عن الانفجارات، ما زالا مستمرين. وفق اتـفاق ستوكهولم لعام 2018، وبموجب تفويض من مجلس الأمن تدعم البعثة الأطراف اليمنية في تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق. وتقوم بدوريات منتظمة لضمان الطبيعة المدنية للميناء.
وأكد الجنرال بيري أمام المجلس أن البعثة ستواصل العمل بما يتوافق مع تفويض مجلس الأمن الذي يشمل القيام بدوريات منتظمة ودعم جهود تهدئة التصعيد في الحديدة بما يسهم في تحقيق السلام بأنحاء اليمن.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الأمم المتحدة اسرائيل ميناء الحديدة مجلس الأمن المسؤولة الأممیة میناء الحدیدة الأمم المتحدة الأمین العام مجلس الأمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
غباشي: مصر تقود جهودًا دبلوماسية مع واشنطن لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
شدد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، على رفض مبدأ التهجير القسري بشكل قاطع، مستشهدًا بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي أكدت أن هناك جهودًا دبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لإحلال السلام الشامل، والذي يعتمد على تنفيذ حل الدولتين. كما أشار إلى الموقف الأردني الرافض للتهجير، والذي عبر عنه وزير الخارجية الأردني بوضوح.
سامي سليمان: التهجير القسري للفلسطينيين انتهاكا صارخا لحقوق الإنسانالخارجية الفرنسية: أي تهجير قسري للسكان من قطاع غزة غير مقبول
وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذا التهجير يضع الفلسطينيين أمام خيارين أحلاهما مر، فإما العيش في ظل هذه الظروف القاسية أو الرضوخ للتهجير.
وأشار إلى أن إسرائيل ترغب بشدة في تنفيذ هذا المخطط، باعتباره وسيلة للتخلص من القضية الفلسطينية، وهو ما يتنافى تمامًا مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضاف غباشي أن الحل الحقيقي لهذه الأزمة يكمن في تطبيق حل الدولتين، وهو الموقف الذي شدد عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارًا، إلى جانب تأكيدات الدبلوماسية المصرية المستمرة فالحل القانوني المستند إلى القرارات الدولية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وأي مقترحات أخرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الالتفاف عليها لن تلقى قبولًا سواء على المستوى العربي أو الإسلامي، نظرًا لكون القضية الفلسطينية ذات أبعاد تاريخية ومظلومية ممتدة لأكثر من سبعة عقود.
أكد غباشي أن مصر تدرك أهمية أن تصل الولايات المتحدة إلى قناعة مفادها أن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لن يكون ممكنًا دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس. وأوضح أن هناك اتصالات مكثفة بين القاهرة وواشنطن لمناقشة آليات تنفيذ هذا الحل وإقناع الجانب الإسرائيلي بقبوله، مؤكدًا أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الولايات المتحدة في هذا السياق.