قالت مسؤولة رفيعة المستوى بالأمم المتحدة إن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تظهر الخطر الحقيقي لإمكانية حدوث تصعيد مدمر على مستوى المنطقة، مشيرة إلى الهجوم بطائرة مُسيرة في تل أبيب والغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني وتبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق.

 

وقالت روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، -في إحاطة قدمتها لمجلس الأمن الدولي- إن طائرة مُسيرة ضربت مبنى سكنيا في مدينة تل أبيب في إسرائيل يوم 19 يوليو/تموز مما أدى إلى مقتل مدني بعد إصابته بشظية وإصابة عشرة مدنيين آخرين بجراح.

وقد أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم قائلين إنه "انتقاما" للحرب في غزة.

 

وتابعت ديكارلو أن القوات الإسرائيلية شنت عدة غارات جوية في وحول ميناء الحديدة في اليمن يوم 20 يوليو، في عملية ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنها ضد أهداف عسكرية حوثية. وذكرت المسؤولة الأممية أن إسرائيل تدعي أن ميناء الحديدة "يستخدم كطريق الإمداد الرئيسي لنقل أسلحة إيرانية من إيران إلى اليمن".

 

وذكرت أن التحديث الأولي من سلطات الأمر الواقع الحوثية يشير إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 80 بجراح نتيجة الغارات الجوية بالإضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية. وأشارت المسؤولة الأممية إلى عدم وجود أرقام مؤكدة في الوقت الراهن عن عدد القتلى والمصابين، كما لم يتضح عدد المدنيين من بين الإصابات والقتلى.

 

وأكدت أن جميع أفراد الأمم المتحدة في الحديدة سالمون، وعدم حدوث أضرار بمباني الأمم المتحدة هناك. يُذكر أن لدى  الأمم المتحدة بعثة في المنطقة لدعم اتفاق الحديدة.

 

وأردفت أن "ميناء الحديدة شريان حياة للملايين في اليمن. إن اليمن يعتمد بشكل كبير على صادرات المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود، وغالبية هذه البضائع تصل عبر الحديدة".

 

وشددت على أهمية أن يكون الميناء مفتوحا وعاملا. كما أشارت إلى أن الميناء يقع في منطقة مكتظة يعيش بها آلاف الأشخاص. وقالت إن أي عملية عسكرية في محيطها تهدد بعواقب مدمرة على المدنيين.

 

وأشارت إلى ما ذكره الأمين العام قبل يومين عن ضرورة أن تتجنب "كل الأطراف المعنية الهجمات التي قد تضر المدنيين وتدمر البنية الأساسية المدنية"، وشعوره بالقلق بشأن مخاطر تفاقم التصعيد في المنطقة، وحثه الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

 

وانتقلت روز ماري ديكارلو إلى الحديث عن "الاستمرار المقلق للغاية لتبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، الذي كما شددنا مرارا، يهدد بتفاقم الصراع الإقليمي".

 

وكررت دعوة أمين عام الأمم المتحدة للأطراف لإعادة الالتزام بشكل عاجل بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والعودة فورا إلى وقف الأعمال العدائية.

 

واقتبست المسؤولة الأممية عن الأمين العام القول: "إن خطر اتساع الصراع في الشرق الأوسط حقيقي ويجب تجنبه. خطوة واحدة متهورة، إساءة تقدير واحدة، قد تؤدي إلى كارثة تتخطى الحدود- وبصراحة تتخطى خيالنا".

 

وحول غزة شددت روز ماري ديكارلو، كما قال الأمين العام، على الحاجة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن وأن تعيد الأطراف الالتزام بأفق سياسي باتجاه حل الدولتين.

 

واختتمت المسؤولة الأممية كلمتها بالحديث عن الموظفين المحتجزين في اليمن. وأعربت عن القلق البالغ بشأن رفاه موظفين يمنيين من الأمم المتحدة ومنظمات وطنية ودولية وغير حكومية وبعثات دبلوماسية ومجتمع مدني، يتم احتجازهم تعسفيا من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية.

 

وحثت هذه السلطات على الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم جميعا. وطلبت أن يُعاملوا باحترام كامل لحقوق الإنسان والسماح لهم بالتواصل مع أسرهم وممثليهم القانونيين.

 

من مدينة الحديدة، تحدث أمام مجلس الأمن عبر الفيديو الجنرال مايكل بيري رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة. وقال إن النيران والدخان الكثيف الناجمان عن الانفجارات، ما زالا مستمرين. وفق اتـفاق ستوكهولم لعام 2018، وبموجب تفويض من مجلس الأمن تدعم البعثة الأطراف اليمنية في تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق. وتقوم بدوريات منتظمة لضمان الطبيعة المدنية للميناء.

 

وأكد الجنرال بيري أمام المجلس أن البعثة ستواصل العمل بما يتوافق مع تفويض مجلس الأمن الذي يشمل القيام بدوريات منتظمة ودعم جهود تهدئة التصعيد في الحديدة بما يسهم في تحقيق السلام بأنحاء اليمن.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الأمم المتحدة اسرائيل ميناء الحديدة مجلس الأمن المسؤولة الأممیة میناء الحدیدة الأمم المتحدة الأمین العام مجلس الأمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

كارثة إنسانية تهدد اليمن.. تقارير أممية تكشف أرقامًا صادمة!

شمسان بوست / خاص:

حذرت بيانات حديثة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، خاصة في سبع محافظات، أغلبها خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. وأكدت المنظمة أن وقف المساعدات الخارجية الأميركية قد يزيد من تفاقم الأزمة خلال الأشهر المقبلة.

ارتفاع معدلات الجوع في مختلف المناطق
أظهرت التقارير أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع بنسبة 1% في يناير 2025 مقارنة بنهاية العام الماضي، حيث لا تزال الأزمة حادة في كل من المناطق الخاضعة للحكومة وتلك التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. وسجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في محافظات الجوف، حجة، الحديدة، عمران، صنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين)، إلى جانب مأرب (التي يسيطرون على أجزاء منها) ولحج (الخاضعة بمعظمها للحكومة).

ووفقًا للبيانات، فإن 53% من السكان في مناطق الحكومة يعانون من استهلاك غير كافٍ للغذاء، بينما بلغت النسبة 43.7% في مناطق الحوثيين، ما يعني أن أسرة واحدة من كل أسرتين تواجه صعوبة في الحصول على احتياجاتها الغذائية. كما أن 20% من الأسر تعاني من الحرمان الغذائي الشديد، بواقع 24% منها في مناطق الحكومة و19% في مناطق الحوثيين.

تداعيات وقف المساعدات الأميركية

رجحت “فاو” أن يؤدي قرار وقف المساعدات الأميركية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث كانت واشنطن قد قدمت خلال السنوات الماضية مساعدات تجاوزت 5.9 مليارات دولار منذ 2014. ومع إعلان الإدارة الأميركية الجديدة وقف دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد تتأثر البرامج الإغاثية التي توفر الغذاء والمساعدات الأساسية لملايين اليمنيين.

انهيار القطاع الصحي وارتفاع وفيات الأمهات

إلى جانب أزمة الغذاء، يواجه اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة، حيث تسجل 183 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة، وفق بيانات أممية أخرى. وأوضحت التقارير أن 40% من المرافق الصحية أصبحت خارج الخدمة، بينما يعاني القطاع الصحي من انهيار حاد بسبب الحرب وتوقف رواتب العاملين.

وبسبب نقص الكوادر المدربة، وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان برامج تدريبية لتعزيز الرعاية الصحية للأمهات، استفادت منها أكثر من 400 ألف امرأة في المناطق النائية، وساعدت 50 ألفًا منهن على تلقي الرعاية الصحية اللازمة.

أزمة اقتصادية تفاقم الوضع الإنساني

توقع تقرير “فاو” أن يزداد الوضع سوءًا خلال الأشهر القادمة، مع دخول ذروة موسم الجفاف واستمرار التدهور الاقتصادي، نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار الغذاء، خاصة في مناطق الحكومة.

تحذيرات أممية واستمرار المعاناة

مع استمرار الحرب وتراجع الدعم الدولي، يواجه اليمنيون خطر تصاعد أزمة الجوع وتدهور الأوضاع الصحية، وسط غياب حلول جذرية قد تنهي معاناة الملايين.

مقالات مشابهة

  • كارثة إنسانية تهدد اليمن.. تقارير أممية تكشف أرقامًا صادمة!
  • البعثة الأممية: “تيتيه” أكدت على أهمية بناء الديمقراطية في ليبيا على المستوى المحلي
  • المملكة تستضيف اجتماع اللجنتين التنفيذية والتوجيهية الدولية لمجلس البحوث العالمي
  • الأمم المتحدة: تخفيض التمويل الأمريكي للمنظمات الأممية سيكون له عواقب مدمرة
  • تمويلات جديدة لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • اتفاق سعودي أممي لاحتواء تسرب الأسمدة من السفينة "روبيمار" الغارقة قبالة سواحل اليمن
  • «التعاون الإسلامي» تقدم مرافعة للعدل الدولية حول عدم التزام إسرائيل تجاه المنظمات الأممية
  • "التعاون الإسلامي" تؤكد أهمية مواجهة الإجراءات الإسرائيلية تجاه الأونروا
  • السيسي: إقامة الدولة الفلسطينية هي الضمانة الوحيدة لسلام دائم في الشرق الأوسط
  • رئيس عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام يدعو لزيادة الاستثمار في خدمة الشرطة الأممية لاستدامة السلام