ما تأثيرات الإصلاحات الضربية الجديدة في تركيا؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
إسطنبول- وافقت لجنة التخطيط والميزانية في برلمان تركيا على مشروع قانون قدمه حزب العدالة والتنمية الحاكم، يهدف إلى تعزيز العدالة والكفاءة في نظام الضرائب وتعديل قوانينها.
من جانبه، أعلن وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك، أن الحكومة قد أعدت حزمة ضرائب جديدة ترتكز على مبدأ "زيادة الضرائب على ذوي الدخل الأعلى وتقليلها على ذوي الدخل المنخفض".
وأضاف الوزير أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز العدالة الضريبية وضمان مشاركة الجميع في تحمل الأعباء المالية للدولة، وبالتالي دعم الاستقرار المالي والاقتصادي للبلاد.
بموجب القانون الجديد سيتم:
تعزيز جهود مكافحة الأنشطة غير الرسمية من خلال فرض غرامات صارمة، وسيتولى أكثر من 4 آلاف مراقب ضريبي مهام التفتيش على مدى العام لضمان الالتزام. رفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي إلى 12 ألفا و500 ليرة تركية (حوالي 380 دولارا)، من 10 آلاف ليرة (حوالي 300 دولار). تعديل الحد الأدنى لضريبة الشركات، حيث ستُفرض ضريبة بنسبة 10% على الشركات المحلية، في حين ستُفرض ضريبة بنسبة 15% على أرباح الشركات الدولية من أنشطتها في تركيا. من المقرر أن تُعفى الشركات الجديدة من الضرائب لمدة 3 سنوات، مع الحفاظ على حقوق الحاصلين على شهادات حوافز استثمارية. ستُفرض ضريبة بنسبة 30% على أرباح الاستثمارات الكبيرة وأرباح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في حين ستقتصر الإعفاءات في المناطق الحرة على إيرادات الصادرات فقط.من المتوقع أن يصل عجز الموازنة التركية إلى 2.7 تريليون ليرة (81.9 مليار دولار ) في عام 2024.
استثناءات لذوي الدخل المنخفضفي حديثه للجزيرة نت، صرح المحلل الاقتصادي بلال بغيش بأن التنظيم المتعلق بسياسات الضرائب كان خطوة ضرورية لتحقيق التوازنات المالية، ودعم الجانب المالي لمكافحة التضخم، واستكمال جانب الإيرادات، ودعم حزمة التوفير الأخيرة.
وأوضح بغيش أن تطبيقات الحد الأدنى للضرائب المؤسسية في الداخل والخارج تهدف إلى تحقيق الاستدامة في توازن الموازنة، مشيرا إلى أن التوازنات المالية، وخاصة نفقات التعافي من آثار الزلزال والدعم الاجتماعي والاقتصاد غير الرسمي وانخفاض الإيرادات الضريبية، بدأت تظهر عجزا كبيرا مؤخرا.
ورأى أنه كان من الضروري تصحيح هذا الوضع لتحقيق الاستدامة المالية، إذ من المتوقع أن يصل عجز الموازنة إلى 2.7 تريليون ليرة (81.9 مليار دولار) في عام 2024.
وأشار بغيش إلى أن الحزمة الضريبية الجديدة تهدف إلى دعم السياسات النقدية الصارمة التي تم تنفيذها في العام الماضي لمكافحة التضخم، إذ إن الإجراءات المالية التقشفية ستتعزز من خلال تنظيم الضرائب.
وأوضح أن الزيادة في الضرائب، مثل ضريبة القيمة المضافة، ستؤثر على الأسعار، لكن لن يكون لها تأثير مباشر، بل ستؤدي إلى تقليل الطلب المحلي الذي كان له تأثير كبير على النمو والتضخم مؤخرا، مما يعزز الإيرادات الإضافية للميزانية.
وشدد على أن الضرائب المفروضة على ذوي الدخل المنخفض استُثنيت من هذه التنظيمات وزيادات الضرائب، مؤكدا أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية الفئات الأقل دخلا من الأعباء الضريبية الإضافية.
ضرائب جديدةويستعد الحزب الحاكم للإعلان عن تفاصيل الحزمة الضريبية الثانية التي تستهدف قطاع العقارات، وفق تقارير وسائل الإعلام التركية.
وتشمل هذه الحزمة الضريبية:
فرض ضريبة عقارية إضافية على من يملكون منزلين أو أكثر، إذ ستتصاعد قيمة الضريبة مع زيادة عدد العقارات المملوكة. سيتم فرض ضريبة على 600 ألف منزل فارغ في تركيا، بهدف تحفيز الملاك على تأجيرها بدلا من إبقائها غير مشغولة. سيواجه من يبيعون منازلهم خلال 3 سنوات من الشراء ضريبة مضاعفة، بينما ستفرض ضريبة بزيادة مرة واحدة على من يبيعون خلال 5 سنوات.يشار إلى أن مبيعات المنازل في تركيا تراجعت 5.2% في يونيو/حزيران الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، بينما انخفضت مبيعات المنازل للأجانب بنسبة 45.1%.
سيتم فرض ضريبة على من يملكون منزلين أو أكثر في تركيا (رويترز) أبرز التداعياتوفي تصريحاته الأخيرة، أشار وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك، إلى أن تركيا هي الدولة الثانية التي لديها أدنى عبء ضريبي بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إذ بلغت نسبة الضرائب المحصلة في تركيا إلى الدخل القومي 20.8% مقارنة مع 34% في دول المنظمة الأخرى و41.2% في دول الاتحاد الأوروبي.
وتعرض مشروع القرار لانتقادات واسعة من المواطنين وأحزاب المعارضة، معتبرين أنه على الرغم من توجه المشروع نحو تحصيل الضرائب من أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء، فإن الأعباء المالية ستنعكس في النهاية على المواطنين العاديين من خلال ارتفاع أسعار السلع.
وقال المحلل الاقتصادي فريد كايا للجزيرة نت إن النموذج الاقتصادي الجديد، المعروف لدى البعض بـ"الاقتصاد الانتخابي"، الذي تم تنفيذه خلال العامين الماضيين، إضافة إلى كارثة الزلزال المأساوية جعلت من الضروري فرض زيادات ضريبية.
شيمشك: تركيا هي الدولة الثانية التي لديها أدنى عبء ضريبي بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
وأوضح كايا أن انقطاع العلاقة السببية بين الواقع الاقتصادي والنتائج السياسية في البلاد، وبعد مرور فترة طويلة على الانتخابات الرئاسية والمحلية، اكتسبت الإدارة الاقتصادية قدرة كبيرة على اتخاذ قرارات جريئة.
ومن المتوقع أن تتبنى الإدارة موقفا متشددا في كل من السياسة النقدية والمالية حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024.
وأضاف كايا أن تباطؤ زيادة الأجور وارتفاع الضرائب قد يؤديان إلى تقليص الطلب، مما يشير إلى نهاية فترة النمو التضخمي، وأنه يجب نسيان الأرباح والدوران التضخمي الذي شهدناه في السابق.
وفي الوقت ذاته، يعتقد كايا أن الحزم الضريبية لن تؤثر سلبا على الاستثمارات الأجنبية، إذ ستساهم في مكافحة التضخم واستقرار سعر صرف الليرة على المدى الطويل، مما سيجعل السوق التركي أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، ويعيد الثقة التي عهدوها في السابق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فرض ضریبة فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير المالية: تسهيلات جديدة لمنظومة الجمارك والضرائب العقارية
أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن الخدمات الضريبية ستتحسن كثيرًا مع التطبيق الكامل للحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية قبل نهاية العام المالى الحالي، موضحًا أن مجتمع الأعمال سيشعر ببدء علاقة جيدة وممتدة من «الثقة والشراكة واليقين» مع مصلحة الضرائب.
قال الوزير، فى لقائه مع الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بالعاصمة الإدارية، إننا أعدنا نظام الفحص بالعينة لجميع الممولين بمختلف المراكز والمأموريات والمناطق الضريبية، وأطلقنا تجريبيًا منظومة «المقاصة المركزية الإلكترونية» بين مستحقاتهم ومديونياتهم لدى الحكومة، لترسيخ الثقة فى شركائنا والتيسير عليهم، وتوفير السيولة النقدية لهم.
أضاف أن دمج الاقتصاد غير الرسمي سيبدأ تدريجيًا مع تغير الواقع الضريبي للأفضل بقدر كبير من المساندة لصغار ومتوسطي وكبار الممولين، مشيرًا إلى أننا نستهدف تحقيق المستثمرين أرباح جيدة فى إطار واضح من الحقوق والالتزامات يؤسس لشراكة ناجحة مع مصلحة الضرائب.
أوضح الوزير، أن مبادرة مصلحة الضرائب بتصويب بعض القرارات والتعليمات الإدارية، تعد أكبر رسالة ثقة لدوائر المال والأعمال برغبة جادة فى دفع حركة الاستثمار، لافتًا إلى أنه سيكون هناك تسهيلات جديدة لمنظومة الجمارك والضرائب العقارية للتيسير على المواطنين والمستثمرين.
أكد أننا نؤمن بدور القطاع الخاص وقدرته على زيادة الإنتاج وقيادة النمو، وسنعمل على تحفيزه وزيادة دوره ومساهماته فى الاقتصاد المصري، موضحًا أن هناك تنسيقًا كبيرًا مع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية لخفض الرسوم وتوحيد جهات التحصيل والتعامل مع المستثمرين.
قال الوزير، إننا لمسنا طلبًا متزايدًا على مشروعات «المشاركة مع القطاع الخاص» فى القطاعات الخدمية والطاقة الجديدة والمتجددة فى ظل وضع سقف للاستثمارات العامة للدولة، مؤكدًا أننا نستهدف زيادة الإنفاق على الاستثمار فى التنمية البشرية والحماية الاجتماعية والتوسع فى برامج تحفيز ومساندة الأنشطة الإنتاجية.
أضاف أن النظام الضريبي المبسط يعكس فهمًا عميقًا لأهمية مساندة مشروعات ريادة الأعمال والصادرات الرقمية، أخذًا فى الاعتبار أن صادرتنا الخدمية من تكنولوجيا المعلومات تتنامى، وأن هذا الأمر قابل للنمو بشكل أكبر ويستحق التحفيز، لافتًا إلى أن البرنامج التصديري للعام المالي المقبل، سيكون طموحًا ويسهم فى زيادة حجم وتنوع الصادرات والدخول لأسواق جديدة، وأننا نعمل على سرعة إطلاق مبادرات مرنة ومتوازنة لسداد الأعباء التصديرية المتأخرة للشركات.
أشار الوزير، إلى أن «الإطار الموازني متوسط المدى» يساعد فى دفع مسار التحول إلى «البرامج والأداء» لرفع كفاءة الإنفاق والقدرة على تحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين، موضحًا أننا ملتزمون بالحوار الوطني مع مختلف شرائح المجتمع خاصة الشباب؛ لإثراء جهودنا فى تحقيق أولوياتنا ومستهدفاتنا لصالح المواطنين والمستثمرين والاقتصاد المصري.
حضر
اللقاء كل من: شريف الكيلانى نائب الوزير للسياسات الضريبية، وأحمد عبدالرازق الوكيل الدائم لوزارة المالية، ورامى يوسف مساعد الوزير للسياسات الضريبية والتطوير، ورشا عبدالعال رئيس مصلحة الضرائب المصرية، ووفاء موسى مستشار الوزير للشئون البرلمانية والاتصال السياسى، واللواء محمد صلاح أبو هميلة، الأمين العام ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، وآمال عبدالحميد أمين أمانة المرأة المركزية، والدكتور زاهر محمد الشقنقيري أمين أمانة التخطيط والتطوير المركزية، وإيلاريا سمير حارص أمين مساعد أمانة الشباب المركزية، والدكتورة نيفين محمود بسيوني أمين مساعد أمانة العلاقات العامة والمراسم المركزية، ومصطفي محمد هلال عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وخالد يسري شعبان عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.