الجزيرة:
2024-09-07@01:36:57 GMT

ما تأثيرات الإصلاحات الضربية الجديدة في تركيا؟

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

ما تأثيرات الإصلاحات الضربية الجديدة في تركيا؟

إسطنبول- وافقت لجنة التخطيط والميزانية في برلمان تركيا على مشروع قانون قدمه حزب العدالة والتنمية الحاكم، يهدف إلى تعزيز العدالة والكفاءة في نظام الضرائب وتعديل قوانينها.

من جانبه، أعلن وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك، أن الحكومة قد أعدت حزمة ضرائب جديدة ترتكز على مبدأ "زيادة الضرائب على ذوي الدخل الأعلى وتقليلها على ذوي الدخل المنخفض".

وأضاف الوزير أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز العدالة الضريبية وضمان مشاركة الجميع في تحمل الأعباء المالية للدولة، وبالتالي دعم الاستقرار المالي والاقتصادي للبلاد.

بموجب القانون الجديد سيتم:

تعزيز جهود مكافحة الأنشطة غير الرسمية من خلال فرض غرامات صارمة، وسيتولى أكثر من 4 آلاف مراقب ضريبي مهام التفتيش على مدى العام لضمان الالتزام. رفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي إلى 12 ألفا و500 ليرة تركية (حوالي 380 دولارا)، من 10 آلاف ليرة (حوالي 300 دولار). تعديل الحد الأدنى لضريبة الشركات، حيث ستُفرض ضريبة بنسبة 10% على الشركات المحلية، في حين ستُفرض ضريبة بنسبة 15% على أرباح الشركات الدولية من أنشطتها في تركيا. من المقرر أن تُعفى الشركات الجديدة من الضرائب لمدة 3 سنوات، مع الحفاظ على حقوق الحاصلين على شهادات حوافز استثمارية. ستُفرض ضريبة بنسبة 30% على أرباح الاستثمارات الكبيرة وأرباح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في حين ستقتصر الإعفاءات في المناطق الحرة على إيرادات الصادرات فقط.

من المتوقع أن يصل عجز الموازنة التركية إلى 2.7 تريليون ليرة (81.9 مليار دولار ) في عام 2024.

 استثناءات لذوي الدخل المنخفض

في حديثه للجزيرة نت، صرح المحلل الاقتصادي بلال بغيش بأن التنظيم المتعلق بسياسات الضرائب كان خطوة ضرورية لتحقيق التوازنات المالية، ودعم الجانب المالي لمكافحة التضخم، واستكمال جانب الإيرادات، ودعم حزمة التوفير الأخيرة.

وأوضح بغيش أن تطبيقات الحد الأدنى للضرائب المؤسسية في الداخل والخارج تهدف إلى تحقيق الاستدامة في توازن الموازنة، مشيرا إلى أن التوازنات المالية، وخاصة نفقات التعافي من آثار الزلزال والدعم الاجتماعي والاقتصاد غير الرسمي وانخفاض الإيرادات الضريبية، بدأت تظهر عجزا كبيرا مؤخرا.

ورأى أنه كان من الضروري تصحيح هذا الوضع لتحقيق الاستدامة المالية، إذ من المتوقع أن يصل عجز الموازنة إلى 2.7 تريليون ليرة (81.9 مليار دولار) في عام 2024.

وأشار بغيش إلى أن الحزمة الضريبية الجديدة تهدف إلى دعم السياسات النقدية الصارمة التي تم تنفيذها في العام الماضي لمكافحة التضخم، إذ إن الإجراءات المالية التقشفية ستتعزز من خلال تنظيم الضرائب.

وأوضح أن الزيادة في الضرائب، مثل ضريبة القيمة المضافة، ستؤثر على الأسعار، لكن لن يكون لها تأثير مباشر، بل ستؤدي إلى تقليل الطلب المحلي الذي كان له تأثير كبير على النمو والتضخم مؤخرا، مما يعزز الإيرادات الإضافية للميزانية.

وشدد على أن الضرائب المفروضة على ذوي الدخل المنخفض استُثنيت من هذه التنظيمات وزيادات الضرائب، مؤكدا أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية الفئات الأقل دخلا من الأعباء الضريبية الإضافية.

ضرائب جديدة

ويستعد الحزب الحاكم للإعلان عن تفاصيل الحزمة الضريبية الثانية التي تستهدف قطاع العقارات، وفق تقارير وسائل الإعلام التركية.

وتشمل هذه الحزمة الضريبية:

فرض ضريبة عقارية إضافية على من يملكون منزلين أو أكثر، إذ ستتصاعد قيمة الضريبة مع زيادة عدد العقارات المملوكة. سيتم فرض ضريبة على 600 ألف منزل فارغ في تركيا، بهدف تحفيز الملاك على تأجيرها بدلا من إبقائها غير مشغولة. سيواجه من يبيعون منازلهم خلال 3 سنوات من الشراء ضريبة مضاعفة، بينما ستفرض ضريبة بزيادة مرة واحدة على من يبيعون خلال 5 سنوات.

يشار إلى أن مبيعات المنازل في تركيا تراجعت 5.2% في يونيو/حزيران الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، بينما انخفضت مبيعات المنازل للأجانب بنسبة 45.1%.

سيتم فرض ضريبة على من يملكون منزلين أو أكثر في تركيا (رويترز) أبرز التداعيات

وفي تصريحاته الأخيرة، أشار وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك، إلى أن تركيا هي الدولة الثانية التي لديها أدنى عبء ضريبي بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إذ بلغت نسبة الضرائب المحصلة في تركيا إلى الدخل القومي 20.8% مقارنة مع 34% في دول المنظمة الأخرى و41.2% في دول الاتحاد الأوروبي.

وتعرض مشروع القرار لانتقادات واسعة من المواطنين وأحزاب المعارضة، معتبرين أنه على الرغم من توجه المشروع نحو تحصيل الضرائب من أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء، فإن الأعباء المالية ستنعكس في النهاية على المواطنين العاديين من خلال ارتفاع أسعار السلع.

وقال المحلل الاقتصادي فريد كايا للجزيرة نت إن النموذج الاقتصادي الجديد، المعروف لدى البعض بـ"الاقتصاد الانتخابي"، الذي تم تنفيذه خلال العامين الماضيين، إضافة إلى كارثة الزلزال المأساوية جعلت من الضروري فرض زيادات ضريبية.

شيمشك: تركيا هي الدولة الثانية التي لديها أدنى عبء ضريبي بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

وأوضح كايا أن انقطاع العلاقة السببية بين الواقع الاقتصادي والنتائج السياسية في البلاد، وبعد مرور فترة طويلة على الانتخابات الرئاسية والمحلية، اكتسبت الإدارة الاقتصادية قدرة كبيرة على اتخاذ قرارات جريئة.

ومن المتوقع أن تتبنى الإدارة موقفا متشددا في كل من السياسة النقدية والمالية حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024.

وأضاف كايا أن تباطؤ زيادة الأجور وارتفاع الضرائب قد يؤديان إلى تقليص الطلب، مما يشير إلى نهاية فترة النمو التضخمي، وأنه يجب نسيان الأرباح والدوران التضخمي الذي شهدناه في السابق.

وفي الوقت ذاته، يعتقد كايا أن الحزم الضريبية لن تؤثر سلبا على الاستثمارات الأجنبية، إذ ستساهم في مكافحة التضخم واستقرار سعر صرف الليرة على المدى الطويل، مما سيجعل السوق التركي أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، ويعيد الثقة التي عهدوها في السابق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فرض ضریبة فی ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

النهج المتوازن بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي

النهج المتوازن بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي يوفر للسودان أفضل فرصة لتحقيق الاستقرار والعدالة والتنمية المستدامة في الانتقال المدني والتحول الديمقراطي القادم: قراءة عبر عدسة الفلسفة، الاقتصاد، الاجتماع، السياسة، الثقافة، والتاريخ، وتحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات وتوصيات عملية

د. عبد المنعم مختار

أستاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية

تم إعداد هذا المقال بمساعدة فعالة من برنامج الذكاء الاصطناعي Chat GPT4

### **ملخص المقال: العدسات النظرية للإصلاح التدريجي والتغيير الجذري وتطبيقاتها على السودان وتحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات عليه**

#### **1. العدسات النظرية للإصلاح التدريجي والتغيير الجذري**

- **التغيير الجذري**:
- **الفلسفة السياسية**: ينادي مفكرون مثل كارل ماركس وفرانتز فانون بالتغيير الجذري كوسيلة لإزالة الهياكل الاستبدادية والاجتماعية التي تسبب الظلم والفقر. يُنظر إلى التغيير الجذري على أنه ضرورة لخلق مجتمع أكثر عدالة، خاصة عندما تكون الإصلاحات التدريجية غير كافية للتغلب على الأنظمة الظالمة.

- **الاقتصاد**: يرى بعض الاقتصاديين مثل ديفيد هارفي أن النظام النيوليبرالي يفرض نفسه بطرق لا يمكن إصلاحها إلا بتغيير جذري، من خلال إعادة التفكير في الهياكل الاقتصادية والسياسية الحالية بشكل كامل.

- **علم الاجتماع**: تدعم أعمال أنطونيو غرامشي وهانا أرندت فكرة أن التغيير الجذري ضروري لتحويل الثقافة والوعي الاجتماعي، وهو ما ينعكس في إعادة تشكيل الهوية الوطنية والأنظمة الاجتماعية.

- **الإصلاح التدريجي**:
- **الفلسفة السياسية**: يدعم مفكرون مثل جون ستيوارت ميل وإدموند بيرك الإصلاح التدريجي، حيث يرون أن التغييرات الصغيرة والمتواصلة داخل إطار النظام القائم تضمن الاستقرار وتجنب الفوضى.

- **الاقتصاد**: يعزز جون ماينارد كينز وأمارتيا سين النهج التدريجي، مؤكدين على أهمية الإصلاحات التي تقودها الدولة والتي تحسن من حياة الأفراد والمجتمع دون الإضرار بالنظام الاقتصادي ككل.

- **علم الاجتماع والسياسة**: يركز ماكس فيبر وفرانسيس فوكوياما على أهمية الإصلاح التدريجي من خلال تعزيز المؤسسات القائمة وإجراء تغييرات تدريجية تضمن استمرارية وتطور النظام بشكل مستدام.

#### **2. التطبيقات على سياق السودان**

- **التغيير الجذري في السودان**:
- في سياق السودان، يمكن النظر إلى التغيير الجذري كأداة لإزالة الأنظمة التي ظلت تمثل العقبة الرئيسية أمام السلام والتنمية. بالنظر إلى الأزمات السياسية والاقتصادية الحالية، قد يكون هناك من يعتقد أن التغيير الجذري ضروري لإعادة بناء الدولة من الصفر وإيجاد حلول جذرية للمشكلات المزمنة مثل الفساد والنزاعات المسلحة.

- **الإصلاح التدريجي في السودان**:
- مع ذلك، فإن السودان بلد يواجه هشاشة في بنيته التحتية السياسية والاجتماعية، مما يجعل الإصلاح التدريجي خيارًا أكثر أمانًا. من خلال إدخال إصلاحات تدريجية مدروسة، يمكن للحكومة السودانية والمؤسسات المدنية العمل على تعزيز الاستقرار وبناء الثقة بين مختلف مكونات المجتمع، وهو ما قد يساهم في تقليل مخاطر النزاعات والانهيار الاقتصادي.

#### **3. التوصيات الختامية**

- **النهج الهجين واستراتيجية الإصلاح التدريجي مع استجابة للطوارئ**:
- بناءً على التحليلات السابقة، يوصى السودان بتبني نهج إصلاحي تدريجي يركز على تعزيز المؤسسات القائمة وتوسيع نطاق الحريات الاقتصادية والاجتماعية بشكل تدريجي. هذا النهج يجب أن يتزامن مع الاستعداد لتطبيق تغييرات جذرية في الحالات التي تتطلبها الظروف الطارئة، مثل القضاء على الفساد المستشري أو إعادة تشكيل الهياكل السياسية التي تعيق التقدم.

- **تعزيز الحوار الوطني**:
- يجب تعزيز الحوار الوطني الشامل الذي يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية في السودان، لضمان أن الإصلاحات تستند إلى توافق واسع النطاق، وتضمن مشاركة فعالة من المجتمع المدني.

- **الاستفادة من الدعم الدولي**:
- يمكن للسودان الاستفادة من الدعم الدولي لتعزيز الإصلاحات التدريجية، من خلال الحصول على المساعدات الفنية والمالية التي تساعد في إعادة بناء الاقتصاد وتطوير البنية التحتية الاجتماعية.

- **مراقبة وتقييم مستمر**:
- من المهم تنفيذ آلية مراقبة وتقييم مستمرة للإصلاحات التي يتم تنفيذها، لضمان تحقيق أهدافها وتعديل المسار عند الضرورة.

### **الخلاصة**

في ضوء التحديات المعقدة التي يواجهها السودان، يبدو أن نهج الإصلاح التدريجي المتوازن مع استعداد للتغيير الجذري في الحالات الطارئة هو الأكثر ملاءمة للمرحلة الراهنة. هذا النهج يمكن أن يوفر الاستقرار اللازم للتغلب على الأزمات المتعددة، مع تمهيد الطريق لتطوير مستدام على المدى الطويل.

### **تحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لكل من التغيير الجذري والإصلاح التدريجي في السودان**

تتمثل نقاط القوة في التغيير الجذري في قدرته على إجراء تغييرات شاملة وسريعة، ولكنه قد يواجه تحديات من حيث الاستقرار وظهور أنظمة استبدادية وارتفاع التكاليف. بينما يوفر الإصلاح التدريجي استقرارًا واستمرارية، إلا أنه قد يكون بطيئًا في معالجة القضايا العاجلة وقد يؤدي إلى تغييرات سطحية. التوصيات للسودان تدعو إلى مزيج متوازن من التدخلات الجذرية لمكافحة الفساد وتحقيق العدالة والإصلاحات الدستورية، مع تنفيذ إصلاحات تدريجية في مجالات مثل تنويع الاقتصاد، وتحسين التعليم والصحة، وتعزيز الاستدامة البيئية. يجب أن تترافق هذه الإجراءات مع تعزيز الحوار الوطني وبناء القدرات المؤسسية، والاستفادة من الدعم الدولي، مع مراقبة وتكييف عملية الإصلاح بانتظام لضمان الشفافية والمساءلة. النهج المتوازن بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي يوفر للسودان أفضل فرصة لتحقيق الاستقرار والعدالة والتنمية المستدامة.

### ** خاتمة **

خلال مرحلة الانتقال المدني والتحول الديمقراطي، التي ستأتي لا محالة بعد الحرب الأهلية المستعرة على أجسادنا، يجب أن نذكر أنفسنا باستمرار بما يلي: *الطريق نحو العدالة الحقيقية والتنمية المستدامة يكمن في تحقيق توازن دقيق بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي، حيث يتطلب الأمر الجمع بين الجرأة في الرؤية والحكمة في التنفيذ. لتحقيق الاستقرار والعدالة، علينا أن نمتلك الشجاعة للقيام بتغييرات جذرية عندما تستدعي الحاجة، وأن نتحلى بالحكمة في اعتماد إصلاحات تدريجية تضمن استمرار التنمية. في سعينا نحو مستقبل أفضل، يجمع النهج المتوازن بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي بين روح الثورة وحكمة التدرج، مما يوفر الأساس الأمثل لتحقيق استقرار دائم وعدالة شاملة. لا يتحقق الاستقرار والتنمية إلا عندما يلتقي التغيير الجذري مع الإصلاح التدريجي في مسار متكامل، حيث يخلق كل منهما الظروف اللازمة لنجاح الآخر. إن النهج الذي يجمع بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي ليس مجرد حل وسط، بل هو السبيل الأمثل لتحقيق تنمية مستدامة وعدالة اجتماعية في عالم معقد ومتغير.*

### ** مقولات تمهيدية تعزز الرؤية قبل تقديم المقال **

مارتن لوثر كينغ جونيور: "التقدم البشري ليس تلقائيًا ولا حتميًا... كل خطوة نحو الهدف تتطلب تضحيات ومعاناة، وجهودًا مستمرة من الشجعان ومن مخلصي الضمير."

مهاتما غاندي: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم. لكن تذكر أن التغيير يبدأ بخطوات صغيرة متتالية، مبنية على أسس قوية من العدالة والاستقرار."

جون ستيوارت ميل: "يجب أن يكون التغيير وسيلة لتحسين أحوال المجتمع، ولكن التغيير الفجائي وغير المحسوب يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات تعيق التنمية، بينما التغيير المتوازن والمدروس هو ما يحقق التقدم الحقيقي."

إدموند بيرك: "الثورة قد تكون ضرورية في بعض الأحيان، ولكن الإصلاح التدريجي هو الذي يعزز الاستقرار ويضمن أن تظل إنجازات اليوم قيد الحفاظ غدًا."

أمارتيا سن: "التنمية ليست مجرد عملية اقتصادية، بل هي عملية إنسانية تتطلب التوازن بين التحولات الكبرى والتحسينات التدريجية لضمان العدالة والاستدامة."

### ** مقدمة **

تعد مسألة الاختيار بين الإصلاح التدريجي والتغيير الجذري واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الفلسفة السياسية، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، وحتى الثقافة. عبر العصور، انقسم المفكرون والعلماء بين من يؤيدون التغيير السريع والثوري كوسيلة لإحداث تحول جذري في المجتمعات، ومن يرون أن الإصلاحات التدريجية، التي تنمو بشكل مستمر ضمن إطار النظام القائم، هي الأكثر فعالية واستدامة. هذه المقارنة بين الإصلاح التدريجي والتغيير الجذري لا تنعكس فقط في النظريات السياسية والاقتصادية، بل تمتد أيضًا إلى جوانب أعمق من الثقافة، حيث تشكل هذه الاختلافات الجوهرية في الفهم جزءًا من النقاشات المستمرة حول كيفية تحسين المجتمع البشري. سيتم في هذا المقال استكشاف هذه المفاهيم من خلال منظور الفلسفة السياسية، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، ودور الثقافة في تشكيل هذه الرؤى، مع الاستفادة من التحليلات التي قدمها أبرز المفكرين في هذه المجالات.

### ** مقارنة بين التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية باستخدام موسوعة ستانفورد للفلسفة، الموسوعة البريطانية، وويكيبيديا **

#### التعريفات والمفاهيم

**التغييرات الجذرية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة (SEP)**: غالبًا ما ترتبط التغييرات الجذرية بالحركات الثورية، حيث يسعى الأفراد إلى إجراء تغييرات شاملة وسريعة. تتناول موسوعة ستانفورد التغيير الجذري في سياق الفلسفة السياسية، وغالبًا ما تربطه بالنظرية الماركسية، حيث يكون الهدف هو إجراء تغيير كامل في الهياكل الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية القائمة.
- **الموسوعة البريطانية**: تصف التغيير الجذري بأنه تحول كامل أو شامل، عادة في سياق سياسي. وترتبط التغييرات الجذرية بالثورات، حيث يتم تفكيك المؤسسات أو هياكل السلطة واستبدالها بالكامل.
- **ويكيبيديا**: يتم تعريف التغيير الجذري بشكل أوسع ويمكن أن ينطبق على مختلف السياقات، بما في ذلك الاجتماعية والاقتصادية أو التكنولوجية. تؤكد ويكيبيديا على سرعة وعمق التغيير، وغالبًا ما ينطوي على قطع مع التقاليد أو الممارسات الراسخة.

**الإصلاحات التدريجية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة**: تناقش الإصلاحات التدريجية في إطار الليبرالية، حيث يُفضل التغيير التدريجي لتجنب المخاطر المرتبطة بالتحولات الجذرية. تسلط موسوعة ستانفورد الضوء على الإيمان بالتقدم من خلال العمليات الديمقراطية والمؤسسات القائمة.
- **الموسوعة البريطانية**: تصف الإصلاح التدريجي بأنه نهج تدريجي للتغيير، غالبًا داخل النظام القائم. وتبرز الفرق بين هذا وبين التغيير الجذري بالتأكيد على الحفاظ على الاستقرار والنظام خلال عملية الإصلاح.
- **ويكيبيديا**: يتم تعريف الإصلاح التدريجي على أنه تغيير يحدث على مراحل صغيرة على مدار الزمن، وغالبًا لتحسين أو تحديث الأنظمة القائمة بدلاً من استبدالها. وتشير ويكيبيديا إلى أن هذا النهج غالبًا ما يرتبط بالبراغماتية والرغبة في تقليل الاضطرابات.

#### الأسس الفلسفية

**التغييرات الجذرية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة**: غالبًا ما تكون التغييرات الجذرية متجذرة في التفكير اليوتوبي أو الأيديولوجيات الثورية، مثل الماركسية أو الأناركية أو النسوية الراديكالية، حيث يكون الاعتقاد بأن الأنظمة الحالية معيبة بشكل أساسي ويجب الإطاحة بها.
- **الموسوعة البريطانية**: ترتبط التغييرات الجذرية بالأيديولوجيات التي ترى الأنظمة الحالية غير قابلة للإصلاح. وغالبًا ما تنطوي على استخدام القوة أو التعبئة الجماهيرية لتحقيق نظام جديد.
- **ويكيبيديا**: يرتبط التغيير الجذري بالعديد من الحركات الفلسفية والسياسية التي تسعى إلى معالجة الظلم أو تحسين الكفاءات بشكل عميق، وغالبًا ما يتضمن النشاطية أو الأساليب الثورية.

**الإصلاحات التدريجية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة**: الأساس الفلسفي للإصلاح التدريجي يكمن في الإيمان بالتقدم التدريجي، المرتبط بمفكرين مثل جون ستيوارت ميل. وهو متجذر في البراغماتية ونهج حذر تجاه التغيير، لتجنب الفوضى المحتملة للتحولات السريعة.
- **الموسوعة البريطانية**: يرتبط الإصلاح التدريجي بالمحافظة والليبرالية، حيث يكون الحفاظ على النظام الاجتماعي والاستقرار أمرًا بالغ الأهمية. يُنظر إلى التغيير على أنه ضروري، ولكنه يجب أن يُدار بعناية.
- **ويكيبيديا**: يرتبط الإصلاح التدريجي غالبًا بالديمقراطية الاجتماعية أو الليبرالية أو المحافظة، حيث يُعتقد أنه يمكن تحقيق التحسينات دون تعطيل النظام الحالي بشكل كامل.

#### الأمثلة التاريخية

**التغييرات الجذرية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة**: تشمل الأمثلة الثورة الفرنسية، والثورة البلشفية، وحركات إنهاء الاستعمار. تُؤطر هذه الأحداث على أنها اضطرابات ضرورية لتحقيق العدالة أو المساواة.
- **الموسوعة البريطانية**: تناقش الثورات مثل الثورة الأمريكية أو الثورة الإيرانية كأمثلة على التغيير الجذري الذي أعاد تعريف النظامين السياسي والاجتماعي بالكامل.
- **ويكيبيديا**: تقدم مجموعة واسعة من الأمثلة، بما في ذلك الثورة الصناعية، وحركة الحقوق المدنية، والثورات التكنولوجية الحديثة، وتؤطرها على أنها تحولات جذرية في مجالاتها.

**الإصلاحات التدريجية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة**: تشمل الأمثلة التوسيع التدريجي لحقوق التصويت في القرنين التاسع عشر والعشرين، أو إلغاء العبودية بشكل تدريجي في الإمبراطورية البريطانية، أو إقامة دولة الرفاهية بشكل تدريجي في أوروبا.
- **الموسوعة البريطانية**: تبرز أمثلة مثل الإصلاح الديني، حيث حدث التغيير الديني على مدار عقود، أو سياسات تحرير التجارة بشكل تدريجي على مر القرون.
- **ويكيبيديا**: تناقش أمثلة مثل التوسع التدريجي للحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وتطبيق الصفقة الجديدة، أو تطوير اللوائح البيئية بشكل تدريجي منذ السبعينيات.

#### التأثيرات والنقد

**التغييرات الجذرية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة**: غالبًا ما يتم انتقاد التغيير الجذري بسبب احتمالية التسبب في العنف أو عدم الاستقرار أو العواقب غير المقصودة. ومع ذلك، يتم الدفاع عنه أيضًا باعتباره ضروريًا في مواجهة الأنظمة القمعية.
- **الموسوعة البريطانية**: تسلط الضوء على مخاطر التغيير الجذري، مثل احتمالية الوصول إلى السلطوية أو انهيار النظام الاجتماعي. لكنها تعترف أيضًا بأن بعض الأنظمة قد تتطلب تغييرًا جذريًا لمعالجة المشكلات العميقة.
- **ويكيبيديا**: تشير إلى إمكانية وجود نتائج إيجابية وسلبية على حد سواء، مع التأكيد على أنه بينما يمكن للتغيير الجذري معالجة المشكلات العاجلة بسرعة، فإنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى رد فعل عكسي أو تعزيز هياكل السلطة بشكل أكبر.

**الإصلاحات التدريجية**:
- **موسوعة ستانفورد للفلسفة**: تُشيد الإصلاحات التدريجية لاستقرارها واستدامتها، لكنها تُنتقد أيضًا لأنها بطيئة جدًا أو غير كافية في مواجهة المشكلات العاجلة.
- **الموسوعة البريطانية**: تصف الإصلاح التدريجي كمسار أكثر أمانًا، لكنها تعترف بأنه يمكن أن يكون بطيئًا بشكل محبط وقد لا يعالج الأسباب الجذرية بشكل فعال.
- **ويكيبيديا**: تقترح أنه بينما يمكن للإصلاحات التدريجية تجنب عيوب التغيير الجذري، فقد يُنظر إليها على أنها تنازل أو فشل في تحقيق تقدم ملموس.

### الخلاصة

تؤكد جميع المصادر الثلاثة على أهمية التوازن بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي. التغييرات الجذرية ترتبط بالأيديولوجيات الثورية والتحولات السريعة والشاملة، ولكنها تأتي مع مخاطر كبيرة. أما الإصلاحات التدريجية، فهي أكثر استقرارًا وبراغماتية، لكنها قد تفشل في معالجة القضايا العاجلة بشكل مناسب. يعتمد الاختيار بين هذين النهجين غالبًا على السياق وطبيعة المشكلات المطروحة وأهداف الأشخاص الذين يدعون للتغيير.

### 1. **مقارنة معمقة بين التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية باستخدام مصادر أخرى بارزة ومؤثرة**

لتقديم مقارنة أعمق بين التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية يمكننا الاستفادة من مفكرين بارزين آخرين من مختلف التخصصات. تقدم هذه المصادر وجهات نظر متنوعة تسهم في فهم أعمق لهذه النقاشات.

#### 1.1 **الفلسفة السياسية والنظرية**

- **التغييرات الجذرية**:
- **هربرت ماركوز (النظرية النقدية)**: في كتابه *الإنسان ذو البعد الواحد*، ينتقد ماركوز المجتمعات الصناعية المتقدمة لأنها تخلق شعورًا زائفًا بالحرية والاستقرار، مما يخنق التفكير النقدي الحقيقي والإمكانات الثورية. يدعو إلى تغيير جذري للتحرر من هذا الوجود "أحادي البعد"، حيث يمكن تحقيق التحرر الحقيقي فقط من خلال تحول جذري في المجتمع.
- *المرجع*: ماركوز، ه. (1964). *الإنسان ذو البعد الواحد: دراسات في أيديولوجيا المجتمع الصناعي المتقدم*. بیکون برس.

- **ماو تسي تونغ (الماوية)**: كتابات ماو، وخاصة *عن التناقض*، تؤكد على ضرورة الثورة المستمرة والجذرية لمنع تصلب الدول الاشتراكية. دعا إلى الثورة الثقافية كوسيلة للحفاظ على التغيير الجذري وتجنب الوقوع في الركود البيروقراطي.
- *المرجع*: ماو تسي تونغ. (1937). *عن التناقض*. الأعمال المختارة لماو تسي تونغ، المجلد الأول.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **جون ديوي (البراغماتية والتعليم)**: يدعو ديوي في كتابه *الديمقراطية والتعليم* إلى إصلاحات تعليمية تدريجية كوسيلة لتعزيز المواطنة الديمقراطية. ويؤكد أن التغيير يجب أن يأتي من خلال التعليم والمشاركة الاجتماعية، مما يعزز التفكير النقدي وقدرات حل المشكلات، مما يؤدي إلى تحسينات اجتماعية تدريجية.
- *المرجع*: ديوي، ج. (1916). *الديمقراطية والتعليم: مقدمة في فلسفة التعليم*. ماكميلان.

- **إسحاق برلين (تعدد القيم والليبرالية)**: في كتابه *الأخشاب الملتوية للبشرية*، يناقش برلين مفهوم تعدد القيم ويعارض التغييرات الجذرية الطوباوية التي تسعى إلى فرض رؤية واحدة للخير. ويدعو إلى الإصلاحات التدريجية التي تحترم تنوع القيم الإنسانية وتعقيد الحياة الاجتماعية.
- *المرجع*: برلين، إ. (1990). *الأخشاب الملتوية للبشرية: فصول في تاريخ الأفكار*. جون موراي.

#### 1.2 **علم الاجتماع والاقتصاد السياسي**

- **التغييرات الجذرية**:
- **دبليو. إي. بي. دو بوا (الحقوق المدنية والجذرية)**: في كتابه *إعادة الإعمار الأسود في أمريكا*، يقدم دو بوا تحليلًا جذريًا لفترة إعادة الإعمار، مؤكدًا أن التغييرات الجذرية فقط، بما في ذلك تفكيك المؤسسات العنصرية، يمكن أن تحقق المساواة العرقية الحقيقية. ينتقد فشل الإصلاحات التدريجية في معالجة الظلم العنصري العميق الجذور في الولايات المتحدة.
- *المرجع*: دو بوا، و. إ. ب. (1935). *إعادة الإعمار الأسود في أمريكا 1860-1880*. هاركورت، بريس وشركاه.

- **روزا لوكسمبورغ (الاشتراكية الثورية)**: في كتابها *الإصلاح أم الثورة*، تنتقد لوكسمبورغ فكرة أن الاشتراكية يمكن تحقيقها من خلال الإصلاحات التدريجية داخل النظام الرأسمالي. تؤكد على أن التغيير الثوري فقط يمكن أن يحقق الظروف اللازمة لتحقيق الاشتراكية الحقيقية.
- *المرجع*: لوكسمبورغ، ر. (1900). *الإصلاح أم الثورة*. أرشيف الإنترنت الماركسي.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **ت. هـ. مارشال (المواطنة والحقوق الاجتماعية)**: مقال مارشال الأساسي *المواطنة والطبقة الاجتماعية* يدعو إلى التوسع التدريجي للحقوق الاجتماعية داخل الإطار الرأسمالي القائم. يوضح كيف أن توسيع الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى مجتمع أكثر شمولية وعدالة دون الحاجة إلى تغييرات جذرية.
- *المرجع*: مارشال، ت. هـ. (1950). *المواطنة والطبقة الاجتماعية*. مطبعة جامعة كامبريدج.

- **روبرت بوتنام (رأس المال الاجتماعي والمشاركة المدنية)**: في كتابه *البولينج بمفردك*، يناقش بوتنام تراجع رأس المال الاجتماعي في أمريكا ويدعو إلى إصلاحات تدريجية لإعادة بناء المشاركة المجتمعية والمدنية. يقترح أن التغييرات الصغيرة التي يقودها المجتمع يمكن أن تعالج بشكل تراكمي القضايا المجتمعية الأكبر.
- *المرجع*: بوتنام، ر. د. (2000). *البولينج بمفردك: انهيار وإحياء المجتمع الأمريكي*. سايمون وشوستر.

#### 1.3 **الدراسات التاريخية والثقافية**

- **التغييرات الجذرية**:
- **ميشيل فوكو (السلطة والمؤسسات الاجتماعية)**: في كتابه *المراقبة والمعاقبة*، يحلل فوكو كيف تمارس المؤسسات الحديثة، مثل السجون والمدارس والمستشفيات، السلطة بطرق دقيقة وشاملة. يشير إلى أن التغييرات الجذرية ضرورية لتعطيل هذه الهياكل السلطوية الراسخة وخلق أشكال جديدة من التنظيم الاجتماعي.
- *المرجع*: فوكو، م. (1975). *المراقبة والمعاقبة: ولادة السجن*. بانتون بوكس.

- **فرانز فانون (الثورة الثقافية)**: في كتابه *بشرة سوداء، أقنعة بيضاء*، يجادل فانون بأن الاستعمار يفرض القمع النفسي والثقافي، والذي يمكن التغلب عليه فقط من خلال إزالة الاستعمار بشكل جذري. يؤكد على ضرورة الرفض الكامل للثقافة الاستعمارية لتحقيق التحرر الحقيقي.
- *المرجع*: فانون، ف. (1952). *بشرة سوداء، أقنعة بيضاء*. جروف برس.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **تشارلز تايلور (التعددية الثقافية والاعتراف)**: في كتابه *التعددية الثقافية: فحص سياسة الاعتراف*، يدعو تايلور إلى الاعتراف التدريجي بالتنوع الثقافي داخل الديمقراطيات الليبرالية. يؤكد على أن الإصلاحات التي تهدف إلى الاعتراف بالهويات الثقافية المتنوعة واستيعابها يمكن أن تعزز التماسك الاجتماعي دون الحاجة إلى تغييرات جذرية.
- *المرجع*: تايلور، ت. (1994). *التعددية الثقافية: فحص سياسة الاعتراف*. مطبعة جامعة برينستون.

- **رايموند وليامز (المادية الثقافية)**: في كتابه *الثقافة والمجتمع*، يستعرض وليامز كيف تحدث التغييرات الثقافية تدريجيًا غالبًا كجزء من تحولات اجتماعية واقتصادية أوسع. يدعو إلى نهج مادي ثقافي يعترف بترابط التغيرات الثقافية التدريجية والتطورات الاقتصادية.
- *المرجع*: وليامز، ر. (1958). *الثقافة والمجتمع 1780-1950*. مطبعة جامعة كولومبيا.

#### 1.4 **الأخلاق والفلسفة الأخلاقية**

- **التغييرات الجذرية**:
- **ألسدير ماكنتاير (الأخلاق الفاضلة والمجتمع)**: في كتابه *ما بعد الفضيلة*، ينتقد ماكنتاير الحداثة لفقدانها للأطر الأخلاقية المتماسكة ويدعو إلى عودة جذرية إلى أخلاقيات الفضيلة الأرسطية لإعادة بناء المجتمعات الأخلاقية. يشير إلى أنه بدون تحول أخلاقي جذري، ستستمر المجتمعات الحديثة في الانجراف نحو النسبية الأخلاقية.
- *المرجع*: ماكنتاير، أ. (1981). *ما بعد الفضيلة: دراسة في النظرية الأخلاقية*. مطبعة جامعة نوتردام.

- **بيتر سينغر (تحرير الحيوان والأخلاق)**: في كتابه *تحرير الحيوان*، يدعو سينغر إلى تغيير جذري في كيفية تعامل المجتمع مع الحيوانات. يجادل بأن الإصلاحات التدريجية المتعلقة برفاهية الحيوانات غير كافية، وأن هناك حاجة إلى تحول أساسي في التفكير الأخلاقي للإنهاء الكامل لاستغلال الحيوانات. يطرح سينغر فكرة أن جميع الكائنات القادرة على الشعور بالألم يجب أن تحظى بالاعتبار الأخلاقي، ما يعني أن الأفعال التي تسبب المعاناة للحيوانات لا يمكن تبريرها أخلاقيًا إلا من خلال تغيير جذري في الممارسات الاجتماعية والسياسات.
- *المرجع*: سينغر، ب. (1975). *تحرير الحيوان*. هاربر كولينز.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **مارثا نوسباوم (نهج القدرات والتنمية البشرية)**: في كتابها *خلق القدرات: النهج التنموي البشري*، تدعو نوسباوم إلى توسيع تدريجي للقدرات الإنسانية من خلال إصلاحات في التعليم والرعاية الصحية والحقوق القانونية. ترك ز على أهمية التغييرات التدريجية التي تعزز الوكالة الفردية والرفاهية، معتبرةً أن تحسين هذه الجوانب بشكل تدريجي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق تطورات كبيرة في حياة الأفراد والمجتمع ككل.
- *المرجع*: نوسباوم، م. س. (2011). *خلق القدرات: النهج التنموي البشري*. مطبعة جامعة هارفارد.

- **يورغن هابرماس (الديمقراطية التداولية)**: في كتابه *بين الحقائق والمعايير*، يدافع هابرماس عن الإصلاحات التدريجية لتعزيز العمليات الديمقراطية من خلال زيادة التداول العام والتواصل. يرى أن التغييرات الجذرية قد تقوض الهياكل التداولية الضرورية لتحقيق الديمقراطية الحقيقية، ولذلك يفضل تعزيز هذه الهياكل تدريجيًا لتحسين المشاركة السياسية والمجتمعية.
- *المرجع*: هابرماس، ي. (1996). *بين الحقائق والمعايير: إسهامات في نظرية التداولية في القانون والديمقراطية*. مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

### 2. **الخلاصة**

من خلال استعراض هذه المصادر الإضافية، نرى أن النقاش حول التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية يمتد عبر مجموعة واسعة من التخصصات، كل منها يقدم رؤى فريدة. إن وجهات نظر مفكرين مثل هربرت ماركوز، ماو تسي تونغ، جون ديوي، إسحاق برلين، دبليو. إي. بي. دو بوا، روزا لوكسمبورغ، ميشيل فوكو، تشارلز تايلور، ألسدير ماكنتاير، ومارثا نوسباوم تعمق فهمنا لتعقيدات وتحديات الاختيار بين هذه النهجين في التغيير الاجتماعي والسياسي والأخلاقي.

### 1. **مقارنة التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية عبر أفكار بعض المصادر الاخرى البارزة والمؤثرة في الفلسفة السياسية، علم الاجتماع، والتاريخ

### 1. **وجهات نظر فلسفية تأسيسية**

- **التغييرات الجذرية**:
- **كارل ماركس (الماركسية)**: تدعو أعمال ماركس، ولا سيما *البيان الشيوعي* و*رأس المال*، إلى التغيير الجذري من خلال الثورة. جادل ماركس بأن النظام الرأسمالي بطبيعته استغلالي ويجب الإطاحة به بالكامل لإنشاء مجتمع لا طبقي. انتقاده للإصلاحات التدريجية هو أنها تحافظ فقط على عدم المساواة الموجودة في النظام الحالي من خلال إجراء تغييرات سطحية.
- *المصدر المستشهد به*: ماركس، ك.، وإنجلز، ف. (1848). *البيان الشيوعي*. أرشيف ماركس-إنجلز.

- **فرانز فانون (إزالة الاستعمار)**: في كتابه *معذبو الأرض*، يجادل فانون بأن الاستعمار لا يمكن تفكيكه إلا من خلال التغيير العنيف والجذري. يؤكد أن الإصلاحات التدريجية داخل الأنظمة الاستعمارية غير فعالة لأنها لا تعالج اختلالات القوى الأساسية.
- *المصدر المستشهد به*: فانون، ف. (1961). *معذبو الأرض*. جروف برس.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **جون ستيوارت ميل (الليبرالية)**: يدافع ميل في كتابيه *عن الحرية* و*النفعية* عن الإصلاحات التدريجية داخل إطار ديمقراطي ليبرالي. يجادل بأن التقدم المجتمعي يتحقق بشكل أفضل من خلال التغييرات التدريجية التي تحترم الحريات الفردية والاستقرار الاجتماعي.
- *المصدر المستشهد به*: ميل، ج. س. (1859). *عن الحرية*. لونجمانز، غرين، ريدر، وداير.

- **إدموند بيرك (المحافظة)**: في كتابه *تأملات في الثورة في فرنسا*، ينتقد بيرك التغييرات الجذرية، خاصة الثورة الفرنسية، ويؤكد على أهمية التقاليد والإصلاح التدريجي. يبرز بيرك خطر التغيير السريع وقيمة الحفاظ على استمرارية المجتمع.
- *المصدر المستشهد به*: بيرك، إ. (1790). *تأملات في الثورة في فرنسا*. جي. دودسلي.

### 2. **التحليل السوسيولوجي والسياسي**

- **التغييرات الجذرية**:
- **أنطونيو غرامشي (الهيمنة والثورة الثقافية)**: في *دفاتر السجن*، يناقش غرامشي مفهوم الهيمنة الثقافية والحاجة إلى هيمنة مضادة لتحدي الوضع الراهن. يعتقد أن التغيير الجذري يتطلب تحولًا في الأعراف المجتمعية والوعي، والذي غالبًا ما يستدعي عملًا ثوريًا.
- *المصدر المستشهد به*: غرامشي، أ. (1971). *اختيارات من دفاتر السجن*. الناشرون الدوليون.

- **حنة أرندت (الثورات والعنف)**: في كتابها *عن الثورة*، تستكشف أرندت طبيعة الثورات السياسية، مشيرة إلى أنها يمكن أن تحقق تغييرات كبيرة وضرورية. ومع ذلك، تحذر من أن الثورات قد تتحول إلى الطغيان إذا فشلت في تأسيس مؤسسات جديدة ومستقرة.
- *المصدر المستشهد به*: أرندت، ح. (1963). *عن الثورة*. دار فايكنج للنشر.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **ماكس فيبر (العقلنة والبيروقراطية)**: يشدد فيبر في كتابه *الاقتصاد والمجتمع* على دور البيروقراطية والسلطة العقلانية-القانونية في تسهيل التغيير الاجتماعي التدريجي. يجادل بأن الإصلاحات تكون أكثر فعالية عند تنفيذها من خلال المؤسسات القائمة التي توفر الاستقرار والنظام.
- *المصدر المستشهد به*: فيبر، م. (1922). *الاقتصاد والمجتمع*. مطبعة جامعة كاليفورنيا.

- **جون ماينارد كينز (الإصلاحات الاقتصادية)**: نظريات كينز الاقتصادية، خاصة تلك الموجودة في *النظرية العامة للتوظيف والفائدة والنقد*، تدعو إلى تدخلات تدريجية تقودها الدولة في الاقتصاد لمعالجة البطالة وتحفيز النمو. يرفض التغييرات الجذرية التي قد تزعزع استقرار الاقتصاد.
- *المصدر المستشهد به*: كينز، ج. م. (1936). *النظرية العامة للتوظيف والفائدة والنقد*. ماكميلان.

### 3. **السياق التاريخي والدراسات الميدانية**

- **التغييرات الجذرية**:
- **الثورة الفرنسية**: يصف مؤرخون مثل جورج لوفيفر في كتابه *بداية الثورة الفرنسية* كيف كانت الثورة الفرنسية انفصالًا جذريًا عن الماضي، مما غير المجتمع الفرنسي بشكل جذري وألهم الثورات اللاحقة في جميع أنحاء أوروبا.
- *المصدر المستشهد به*: لوفيفر، ج. (1939). *بداية الثورة الفرنسية*. مطبعة جامعة برينستون.

- **الثورة الروسية**: تعتبر الثورة البلشفية عام 1917، التي حللها علماء مثل شيلا فيتزباتريك في كتابها *الثورة الروسية*، مثالًا نموذجيًا على التغيير الجذري. أدت إلى الإطاحة الكاملة بالنظام القيصري وتأسيس دولة اشتراكية.
- *المصدر المستشهد به*: فيتزباتريك، ش. (1982). *الثورة الروسية*. مطبعة جامعة أكسفورد.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **دولة الرفاهية البريطانية**: يُعد تطور دولة الرفاهية البريطانية مثالًا رئيسيًا على الإصلاح التدريجي، كما وصفه ديريك فريزر في كتابه *تطور دولة الرفاهية البريطانية*. تم تنفيذ الإصلاحات بشكل تدريجي من أواخر القرن التاسع عشر وحتى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى توسيع الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية والتعليم.
- *المصدر المستشهد به*: فريزر، د. (2003). *تطور دولة الرفاهية البريطانية*. بالغرڤ ماكميلان.

- **حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة**: رغم أن بعض جوانب حركة الحقوق المدنية شملت نشاطًا جذريًا، فإن الكثير من نجاحاتها تحققت من خلال الإصلاحات القانونية التدريجية وقرارات المحاكم، كما تم استكشافها في كتاب *تقسيم المياه: أمريكا في سنوات الملك* لتايلور برانش. يركز برانش على كيفية نجاح حركة الحقوق المدنية في تحقيق تغييرات هامة في الحقوق القانونية والسياسية للأمريكيين من أصل أفريقي من خلال استراتيجيات إصلاحية تدريجية مثل المناصرة القانونية، والاحتجاجات السلمية، والتفاوض مع السلطات الحكومية.

- *المصدر المستشهد به*: برانش، ت. (1988). *تقسيم المياه: أمريكا في سنوات الملك 1954-1963*. سايمون وشوستر.

### 4. **التداعيات على النقاشات المعاصرة**

- **التغييرات الجذرية**:
- **نعوم تشومسكي (نقد معاصر)**: في أعمال مثل *تصنيع الموافقة*، ينتقد تشومسكي الهياكل الإعلامية والسياسية الحالية، داعيًا إلى تغيير جذري لتفكيك السلطة المؤسسية وتعزيز أشكال حكم أكثر ديمقراطية. يشير تشومسكي إلى أن التغييرات التدريجية غالبًا ما تكون غير كافية لمواجهة التحديات البنيوية العميقة التي تفرضها النظم القائمة.
- *المصدر المستشهد به*: تشومسكي، ن.، وهيرمان، إ. س. (1988). *تصنيع الموافقة: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام الجماهيرية*. بانتثيون بوكس.

- **ديفيد هارفي (النيوليبرالية والحركات الاجتماعية)**: يجادل هارفي في كتابه *تاريخ موجز للنيوليبرالية* بأن الرأسمالية النيوليبرالية تتطلب معارضة وتحولًا جذريًا، حيث أن الإصلاحات التدريجية غالبًا ما يتم استيعابها من قبل النظام للحفاظ على سيطرته. يدعو هارفي إلى إعادة التفكير في هيكلية النظام الاقتصادي والاجتماعي بشكل جذري لمواجهة التحديات العالمية.
- *المصدر المستشهد به*: هارفي، د. (2005). *تاريخ موجز للنيوليبرالية*. مطبعة جامعة أكسفورد.

- **الإصلاحات التدريجية**:
- **أمارتيا سين (اقتصاديات التنمية)**: في كتابه *التنمية كحرية*، يجادل سين بأن الإصلاحات التدريجية في الدول النامية التي توسع الحريات الفردية والقدرات هي السبيل الأمثل لتحقيق التنمية. يشدد على أهمية العمليات الديمقراطية وتطوير المؤسسات بدلاً من اتباع نهج راديكالي من أعلى إلى أسفل.
- *المصدر المستشهد به*: سين، أ. (1999). *التنمية كحرية*. مطبعة جامعة أكسفورد.

- **فرانسيس فوكوياما (النظام السياسي)**: في كتابه *النظام السياسي والاضمحلال السياسي*، يجادل فوكوياما بأن التطور السياسي الناجح غالبًا ما يحدث من خلال إصلاحات تدريجية بدلاً من التغيير الجذري. يشير إلى أن استقرار المؤسسات هو مفتاح لتحقيق تقدم طويل الأمد.
- *المصدر المستشهد به*: فوكوياما، ف. (2014). *النظام السياسي والاضمحلال السياسي: من الثورة الصناعية إلى عولمة الديمقراطية*. فارار، ستراوس وجيرو.

### الخلاصة

إن المقارنة بين التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية متجذرة بعمق في النقاشات الفلسفية، السوسيولوجية، والتاريخية. تقدم المصادر والمفكرين البارزين وجهات نظر متنوعة، حيث يشدد البعض على ضرورة التحول السريع والجذري، بينما يدعو آخرون إلى الاستقرار والاستدامة التي توفرها التغييرات التدريجية. يبقى الاختيار بين هذين النهجين سؤالًا مركزيًا في النظرية السياسية والحكم العملي، ويتأثر بالسياق والأهداف المحددة لكل حالة.

### خاتمة

توضح المقارنة بين الإصلاح التدريجي والتغيير الجذري من خلال عدسة الفلسفة السياسية، الاقتصاد، الاجتماع، السياسة، الثقافة، والتاريخ أن هذين النهجين يعكسان رؤى متباينة حول كيفية تحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي. من منظور الفلسفة السياسية، يدافع البعض مثل كارل ماركس وفرانتز فانون عن التغيير الجذري كوسيلة ضرورية للتخلص من الهياكل الظالمة وإعادة بناء المجتمع على أسس جديدة. بالمقابل، يدعو مفكرون مثل جون ستيوارت ميل وإدموند بيرك إلى الإصلاح التدريجي الذي يحافظ على استقرار المجتمع مع معالجة مشاكله تدريجيًا.

في مجال الاقتصاد، يمثل جون ماينارد كينز وأمارتيا سين صوتًا قويًا للإصلاح التدريجي من خلال سياسات اقتصادية مدروسة تهدف إلى تحسين الظروف دون إثارة الفوضى، بينما يرى ناقدون مثل ديفيد هارفي أن النظام النيوليبرالي يتطلب تغييرات جذرية لمواجهة تحدياته.

أما في علم الاجتماع والسياسة، فتمثل أفكار أنطونيو غرامشي وهانا أرندت قوى محورية تدعم أهمية التحولات الجذرية في تحقيق تغييرات ثقافية وسياسية واسعة النطاق. في المقابل، تؤكد تحليلات ماكس فيبر وفرانسيس فوكوياما على أهمية استقرار المؤسسات وتطورها التدريجي لضمان استمرار التقدم.

عند وضع هذه الآراء في سياقها التاريخي، كما يظهر من خلال دراسات مثل الثورة الفرنسية والثورة الروسية مقارنةً مع تطور دولة الرفاه في بريطانيا وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، يظهر بوضوح أن السياق يلعب دورًا حاسمًا في تحديد ما إذا كان التغيير الجذري أو الإصلاح التدريجي هو النهج الأنسب.

في النهاية، يمكن القول إن كلا النهجين يحملان مزايا وتحديات، والاختيار بينهما يعتمد بشكل كبير على الأهداف المرجوة، والظروف الاجتماعية والسياسية السائدة، ومدى الحاجة إلى استقرار المؤسسات أو التغيير السريع في تلك اللحظة التاريخية. إن فهم هذه الفروقات من خلال المنظورات المتعددة التي تناولناها يمكن أن يسهم في توجيه الجهود نحو تحقيق تغييرات فعالة ومستدامة.

### **تحليل SWOT للتغيير الجذري**

#### **عناصر القوة:**
- **إصلاح شامل للنظام**: يمكن للتغييرات الجذرية أن تقضي على الأنظمة المتجذرة في القمع والفساد وعدم المساواة، مما يتيح إنشاء هياكل جديدة تتماشى بشكل أفضل مع الاحتياجات والقيم الحالية.
- **تنفيذ سريع للأفكار الجديدة**: التغيير الجذري يمكن أن يقدم سياسات وهياكل مبتكرة بسرعة، مما يؤدي إلى تحسينات سريعة في مجالات مثل العدالة والاقتصاد والحكم.
- **تعبئة دعم جماهيري**: غالبًا ما تكتسب الحركات الجذرية دعمًا شعبيًا قويًا، خاصة من الفئات المهمشة أو المظلومة، مما يشكل قوة موحدة يمكنها دفع تغيير اجتماعي كبير.
- **كسر الدورات التاريخية**: التغييرات الجذرية يمكن أن تعطل الأنماط المتكررة من الظلم أو عدم الكفاءة، مما يوفر فرصة لإعادة توجيه مسارات المجتمع.

#### **عناصر الضعف:**
- **خطر عدم الاستقرار والفوضى**: التغييرات الجذرية غالبًا ما تؤدي إلى اضطرابات كبيرة، مما قد يزعزع استقرار المجتمع ويؤدي إلى انكماش اقتصادي أو اضطرابات اجتماعية أو حتى نزاع مدني.
- **احتمالية ظهور نظام استبدادي**: بدون وجود آليات رقابية، قد تؤدي التغييرات الجذرية إلى ظهور أنظمة استبدادية، كما حدث في بعض الثورات التاريخية حيث تحول القادة الجدد إلى طغاة.
- **فقدان التقاليد والمؤسسات القيمة**: في السعي لتحقيق التغيير الجذري، هناك خطر التخلص من التراث الثقافي أو الاجتماعي أو المؤسسي الذي له فوائد طويلة الأمد.
- **تكاليف التنفيذ المرتفعة**: تتطلب التغييرات الجذرية موارد كبيرة، سواء من حيث التمويل أو رأس المال البشري، مما قد يرهق اقتصاد الدولة ومجتمعها.

#### **الفرص:**
- **معالجة القضايا المتجذرة**: يقدم التغيير الجذري فرصة لمعالجة القضايا النظامية مثل الفساد وعدم المساواة والظلم بطريقة لا يمكن للإصلاحات التدريجية أن تحققها.
- **تغيير الهياكل الاجتماعية**: يسمح بإعادة تخيل الهياكل المجتمعية بشكل كامل، مما قد يؤدي إلى نظم أكثر عدلاً ومساواة.
- **جذب الدعم الدولي**: في بعض الحالات، يمكن أن يجذب التغيير الجذري الدعم الدولي من الكيانات التي تؤيد الحركات الديمقراطية أو التدخلات الإنسانية.
- **محفز للابتكار**: يمكن أن يؤدي إزالة الأنظمة القديمة إلى خلق مساحة للابتكار في مجالات مثل الحكم والتكنولوجيا وتنظيم المجتمع.

#### **التهديدات:**
- **المعارضة وردود الفعل**: غالبًا ما تثير التغييرات الجذرية معارضة قوية من أولئك الذين يستفيدون من الوضع الراهن، مما قد يؤدي إلى رد فعل عنيف أو ثورات مضادة عنيفة.
- **الانهيار الاقتصادي**: يمكن للاضطرابات الناجمة عن التغييرات الجذرية أن تؤدي إلى انهيار اقتصادي، خاصة إذا لم تتم إدارة الانتقال بشكل جيد أو إذا فشلت الأنظمة الجديدة في تحقيق النجاح.
- **العزلة الدولية**: اعتمادًا على طبيعة التغييرات، قد تؤدي التحولات الجذرية إلى فرض عقوبات دولية أو عزلة دولية، خاصة إذا كانت التغييرات تُعتبر تهديدًا من قبل دول أخرى.
- **العواقب غير المقصودة**: يمكن أن تؤدي الطبيعة السريعة والشاملة للتغييرات الجذرية إلى عواقب سلبية غير متوقعة، مثل ظهور أشكال جديدة من عدم المساواة أو التدهور البيئي.

### **تحليل SWOT للإصلاح التدريجي**

#### **عناصر القوة:**
- **الاستقرار والاستمرارية**: يسمح الإصلاح التدريجي بتنفيذ التغييرات دون الإخلال بالنظام الاجتماعي والاقتصادي القائم، مما يوفر الاستقرار والاستمرارية.
- **تعزيز المؤسسات**: غالبًا ما تركز الإصلاحات على تقوية المؤسسات القائمة، مما يجعلها أكثر كفاءة ومرونة بمرور الوقت.
- **التوافق الواسع**: من المرجح أن تحظى الإصلاحات التدريجية بدعم شريحة واسعة من المجتمع، بما في ذلك أصحاب المصالح الذين قد يقاومون التغييرات الجذرية، مما يؤدي إلى نتائج أكثر استدامة.
- **تقليل مخاطر ردود الفعل العنيفة**: نظرًا لأن التغييرات تدريجية، فإن هناك فرصة أقل لإثارة رد فعل عنيف شديد من المصالح الراسخة أو التسبب في اضطرابات اجتماعية واسعة.

#### **عناصر الضعف:**
- **التقدم البطيء**: يعني الطابع التدريجي للإصلاحات أن التقدم يمكن أن يكون بطيئًا، وقد تظل بعض القضايا الملحة دون معالجة لفترات طويلة.
- **التغييرات السطحية**: هناك خطر أن تعالج الإصلاحات التدريجية الأعراض فقط دون معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات، مما يؤدي إلى تحسينات سطحية أو مؤقتة.
- **الحفاظ على الوضع الراهن**: قد تساهم الإصلاحات التدريجية عن غير قصد في الحفاظ على بعض جوانب الوضع الراهن التي يجب تفكيكها، مما يؤدي إلى استمرار عدم المساواة والظلم.
- **التأثير المحدود**: قد يكون تأثير الإصلاحات التدريجية ضعيفًا بمرور الوقت، خاصة إذا تم تنفيذها بشكل متقطع دون رؤية أو استراتيجية متماسكة.

#### **الفرص:**
- **بناء تحالفات واسعة**: يوفر الإصلاح التدريجي فرصة لبناء تحالفات واسعة عبر مختلف شرائح المجتمع، مما يعزز نهجًا أكثر شمولية في الحكم والتغيير.
- **التنمية المستدامة**: من خلال السماح بوقت كافٍ للتخطيط الدقيق والتكيف، يمكن للإصلاحات التدريجية تعزيز التنمية المستدامة، مما يضمن أن التغييرات متكاملة بشكل جيد مع النسيج الاجتماعي القائم.
- **التكيف والتعلم**: تتيح الإصلاحات التدريجية التقييم المستمر والتكيف، مما يجعل من الممكن تحسين السياسات وتطويرها بناءً على التغذية الراجعة والظروف المتغيرة.
- **الشراكات الدولية**: غالبًا ما تكون الإصلاحات التدريجية أكثر قبولًا من قبل المجتمع الدولي، مما يؤدي إلى شراكات أقوى ودعم مالي ومساعدة تقنية.

#### **التهديدات:**
- **ترسيخ النخب**: قد يتم اختطاف الإصلاحات التدريجية من قبل النخب التي تسعى إلى الحفاظ على قوتها، مما يؤدي إلى تغييرات تجميلية أو سطحية بدلاً من إصلاحات حقيقية.
- **خيبة أمل الجمهور**: يمكن أن يؤدي البطء في تنفيذ الإصلاحات التدريجية إلى خيبة أمل الجمهور، خاصة إذا لم تتحقق التغييرات الموعودة في الوقت المناسب، مما يقوض الثقة في عملية الإصلاح.
- **المقاومة للتغيير العميق**: قد تواجه الإصلاحات التدريجية مقاومة من أولئك الذين يستثمرون بعمق في الحفاظ على الوضع الراهن، مما يؤدي إلى تأخيرات أو تسويات أو نتائج ضعيفة.
- **الصدمات الخارجية**: تكون الإصلاحات التدريجية عرضة للصدمات الخارجية (مثل الأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية) التي قد تعطل عملية الإصلاح أو تتطلب التحول إلى إجراءات أكثر جذرية.

### **تحليل SWOT للتغييرات الجذرية في السودان**

#### **عناصر القوة (Strengths):**
1. **معالجة القضايا النظامية:** توفر التغييرات الجذرية إمكانية إصلاح الأنظمة المتجذرة في الفساد، وعدم المساواة، والظلم، مما يمهد الطريق لإنشاء هياكل حكم جديدة أكثر عدلاً ومساواة.

2. **التنفيذ السريع:** يمكن للتغييرات الجذرية أن تؤدي إلى إدخال الإصلاحات اللازمة بسرعة، مما يسمح بالاستجابة السريعة للقضايا الملحة مثل الأزمات الاقتصادية أو انتهاكات حقوق الإنسان.

3. **تعبئة الدعم الشعبي:** يمكن للتغيير الجذري أن يوحد الفئات المهمشة وأولئك الذين يشعرون بعدم الرضا عن الوضع الراهن، مما يشكل جبهة موحدة قوية لتحقيق التغيير.

4. **إمكانية إجراء إصلاح شامل:** يمكن للتغييرات الجذرية أن تفكك المؤسسات القديمة وتستبدلها بأنظمة أكثر حداثة وفعالية تلبي احتياجات المجتمع السوداني بشكل أفضل.

#### **عناصر الضعف (Weaknesses):**
1. **خطر عدم الاستقرار:** قد يؤدي الطابع السريع والشامل للتغييرات الجذرية إلى عدم استقرار اجتماعي وسياسي كبير، بما في ذلك احتمال حدوث اضطرابات أو صراعات مدنية.

2. **فقدان التراث الثقافي والمؤسسي:** قد تؤدي التغييرات المفاجئة إلى فقدان التقاليد الثقافية والمعرفة المؤسسية القيمة، مما قد يضعف التماسك الاجتماعي.

3. **خطر السلطوية:** هناك خطر أن تؤدي التغييرات الجذرية، إذا لم تُدار بعناية، إلى إقامة نظام استبدادي، كما حدث في بعض السياقات الثورية.

4. **تكاليف التنفيذ المرتفعة:** قد تكون الموارد المطلوبة لتنفيذ التغييرات الجذرية هائلة من حيث المالية ورأس المال البشري، مما قد يرهق الاقتصاد السوداني.

#### **الفرص (Opportunities):**
1. **خلق عقد اجتماعي جديد:** توفر التغييرات الجذرية فرصة لوضع عقد اجتماعي جديد يلبي احتياجات وتطلعات جميع السودانيين، وخاصة أولئك الذين تم تهميشهم تاريخياً.

2. **الدعم الدولي للديمقراطية:** قد يقدم المجتمع الدولي دعمًا دبلوماسيًا وماليًا من أجل التحول الجذري نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان.

3. **إلهام التغيير الإقليمي:** قد تلهم الإصلاحات الجذرية الناجحة في السودان حركات مماثلة في البلدان المجاورة، مما يؤدي إلى استقرار وتنمية إقليميين أوسع.

4. **نماذج حوكمة مبتكرة:** يمكن أن توفر التغييرات الجذرية فرصة لإدخال نماذج حوكمة مبتكرة، بما في ذلك تلك التي تركز على الشفافية والمساءلة ومشاركة المواطنين.

#### **التهديدات (Threats):**
1. **رد فعل من النخب:** قد تقاوم الفئات المستفيدة من النظام الحالي التغييرات الجذرية، مما قد يؤدي إلى صراعات عنيفة أو انقلابات.

2. **الانهيار الاقتصادي:** قد يؤدي الاضطراب المرتبط بالتغييرات الجذرية إلى زعزعة استقرار الاقتصاد السوداني، مما يؤدي إلى التضخم المفرط، والبطالة، وفقدان الاستثمارات الأجنبية.

3. **أزمات إنسانية:** قد تؤدي الاضطرابات الناجمة عن التغييرات الجذرية إلى تفاقم الأزمات الإنسانية الحالية، مثل نقص الغذاء، والنزوح، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية.

4. **التدخل الخارجي:** قد تتدخل القوى الأجنبية التي لديها مصالح في السودان لمنع التغييرات الجذرية، إما من خلال التدخل المباشر أو بدعم الجماعات المعارضة.

### **تحليل SWOT للإصلاحات التدريجية في السودان**

#### **عناصر القوة (Strengths):**
1. **الاستقرار والاستمرارية:** تسمح الإصلاحات التدريجية بإدخال التغيير دون التسبب في اضطرابات اجتماعية أو سياسية كبيرة، مما يساعد على الحفاظ على الاستقرار في سياق هش مثل السودان.

2. **تعزيز المؤسسات:** من خلال تحسين المؤسسات القائمة تدريجياً، يمكن للإصلاحات أن تخلق هياكل حكم أقوى وأكثر مرونة يمكنها إدارة التحديات المستقبلية بشكل أفضل.

3. **دعم واسع النطاق:** من المرجح أن تحظى الإصلاحات التدريجية بقبول مجموعة أوسع من أصحاب المصلحة، بما في ذلك النخب والجمهور والمجتمع الدولي، مما يؤدي إلى نتائج أكثر استدامة.

4. **انخفاض خطر الصراع:** نظرًا لأن الإصلاحات التدريجية تتجنب التغييرات المفاجئة، فإنها تقلل من احتمالية إثارة مقاومة عنيفة أو انقسامات مجتمعية.

#### **عناصر الضعف (Weaknesses):**
1. **التقدم البطيء:** يعني الطابع التدريجي للإصلاحات أن التقدم قد يكون بطيئًا، مما قد يفشل في معالجة القضايا الملحة في الوقت المناسب.

2. **تغييرات سطحية:** قد تقتصر الإصلاحات التدريجية على معالجة الأعراض بدلاً من الأسباب الجذرية للقضايا النظامية، مما يؤدي إلى تحسينات سطحية أو مؤقتة.

3. **الإبقاء على الوضع الراهن:** هناك خطر أن تؤدي الإصلاحات التدريجية إلى تعزيز الهياكل واللامساواة القائمة بدلاً من تفكيكها.

4. **تأثير محدود:** قد يتضاءل تأثير الإصلاحات التدريجية مع مرور الوقت، خاصة إذا قوبلت بالمقاومة أو لم تحظَ بالتزام سياسي قوي.

#### **الفرص (Opportunities):**
1. **بناء التوافق:** توفر الإصلاحات التدريجية فرصة لبناء توافق بين مختلف الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مما يؤدي إلى حوكمة أكثر شمولية ومشاركة.

2. **الشراكات الدولية:** غالبًا ما تكون الإصلاحات التدريجية أكثر قبولاً للشركاء الدوليين، الذين قد يقدمون المساعدة التقنية، والتمويل، والدعم الدبلوماسي لعملية تحول تدريجي.

3. **التنمية طويلة الأمد:** من خلال التركيز على الاستدامة، يمكن للإصلاحات التدريجية أن تضع الأساس للتنمية طويلة الأمد، وخاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.

4. **التكيف مع التغذية الراجعة:** تسمح الإصلاحات التدريجية بالتقييم المستمر والتكيف، مما يسهل تحسين السياسات والاستراتيجيات بناءً على النتائج الواقعية وردود الفعل.

#### **التهديدات (Threats):**
1. **المصالح الراسخة:** قد يستخدم المستفيدون من النظام الحالي نفوذهم لتخفيف أو عرقلة الإصلاحات التدريجية، مما يقلل من فعاليتها.

2. **خيبة أمل الجمهور:** إذا اعتُبرت الإصلاحات بطيئة جدًا أو غير فعالة، هناك خطر من خيبة أمل الجمهور، مما قد يؤدي إلى احتجاجات أو اضطرابات أو مطالب بحلول أكثر جذرية.

3. **الضغوط الخارجية:** قد تكون الإصلاحات التدريجية عرضة للضغوط الخارجية، مثل العقوبات الاقتصادية أو الصراعات الإقليمية أو التقلبات في الأسواق العالمية، مما قد يعطل عملية الإصلاح.

4. **القيود في الاستجابة للأزمات:** قد تكون الإصلاحات التدريجية بطيئة جدًا في معالجة الأزمات المفاجئة، مثل الركود الاقتصادي أو الكوارث البيئية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع قبل أن تؤتي الإصلاحات ثمارها.

### **الخاتمة**

لكل من التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية في السودان مزايا وعيوب فريدة، تتشكل من خلال السياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي الفريد للبلاد. يجب أن تأخذ الاختيار بين هذين النهجين في الاعتبار الحاجة إلى الاستقرار، وضرورة معالجة القضايا النظامية بسرعة، وقدرة المؤسسات السودانية على إدارة التغيير. في بعض الحالات، قد يكون النهج الهجين الذي يجمع بين نقاط القوة في كلا الاستراتيجيتين هو الطريق الأكثر فعالية إلى الأمام، مما يسمح للسودان بالتغلب على تحدياته وبناء مجتمع أكثر عدلاً وازدهاراً.

### **توصيات مخصصة للسودان**

بالنظر إلى المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي الحالي في السودان، يبدو أن النهج المتوازن الذي يجمع بين عناصر التغييرات الجذرية والإصلاحات التدريجية هو الأنسب. فيما يلي بعض التوصيات المحددة التي تناسب السياق الفريد للسودان:

#### **1. إعطاء الأولوية للمجالات الرئيسية للتغيير الجذري الفوري**
- **مكافحة الفساد**: تنفيذ إصلاح شامل وجذري لإطار مكافحة الفساد لتفكيك شبكات الفساد المتجذرة. إنشاء هيئات مستقلة تتمتع بصلاحيات رقابية قوية، بما في ذلك مراقبون دوليون إذا لزم الأمر، لضمان الشفافية والمساءلة.
- **العدالة وحقوق الإنسان**: إصلاح النظام القضائي وأجهزة إنفاذ القانون بسرعة لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان الماضية والمستمرة. تعد التغييرات الجذرية هنا ضرورية لاستعادة ثقة الجمهور وضمان العدالة لضحايا العنف والاضطهاد.
- **الإصلاحات الدستورية**: القيام بإصلاحات دستورية جذرية لتحقيق توزيع أكثر عدالة للسلطة بين المناطق والمجموعات العرقية والجنسين. ينبغي أن تتضمن هذه الإصلاحات أحكامًا تمنع تركيز السلطة وتضمن شمولية أكبر في الحكم.

#### **2. تنفيذ إصلاحات تدريجية لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل**
- **تنويع الاقتصاد**: اتباع إصلاحات اقتصادية تدريجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد السوداني بعيدًا عن الاعتماد على الذهب والنفط. الاستثمار في الزراعة والتكنولوجيا والمشاريع الصغيرة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام. تسمح الإصلاحات التدريجية هنا ببناء القدرات وتطوير البنية التحتية الضرورية بمرور الوقت.
- **أنظمة التعليم والصحة**: إصلاح قطاعات التعليم والرعاية الصحية بشكل تدريجي، مع التركيز على تحسين الوصول والجودة. يجب أن يشمل ذلك استثمارات طويلة الأمد في تدريب المعلمين، وتطوير المناهج الدراسية، والبنية التحتية للرعاية الصحية، لضمان استدامة هذه التغييرات وتأثيرها على المدى الطويل.
- **الاستدامة البيئية**: تقديم إصلاحات بيئية تدريجية لمكافحة التصحر، وإدارة الموارد المائية بشكل فعال، وتشجيع الممارسات الزراعية والرعوية المستدامة. يجب أن تصاحب هذه الإصلاحات برامج توعية مجتمعية وشراكات دولية للحصول على المساعدة الفنية.

#### **3. تعزيز الحوار الوطني والمشاركة الشاملة**
- **عملية المصالحة الوطنية**: إطلاق مبادرة للحوار الوطني تشمل جميع الفصائل السياسية والمجتمع المدني والمجتمعات المهمشة. ينبغي أن يركز هذا الحوار على بناء توافق حول القضايا الرئيسية مثل الحوكمة والسياسة الاقتصادية والهوية الوطنية، لضمان سماع جميع الأصوات.
- **نهج قائم على المجتمع**: إشراك المجتمعات المحلية في عملية الإصلاح من خلال تعزيز اللامركزية وتمكين الحكومات الإقليمية. يمكن أن تساعد الإصلاحات السياسية التدريجية في بناء قدرات المؤسسات المحلية وتعزيز شكل أكثر مشاركة للحكم.

#### **4. تعزيز مرونة المؤسسات**
- **بناء القدرات**: الاستثمار في تعزيز قدرات المؤسسات الحكومية تدريجياً، لضمان قدرتها على تنفيذ الإصلاحات والحفاظ عليها. التركيز على بناء القدرات الإدارية، وتحسين ممارسات الحوكمة، وتعزيز تقديم الخدمات العامة.
- **آليات إدارة الأزمات**: إنشاء آليات قوية لإدارة الأزمات يمكنها الاستجابة للتحديات الاقتصادية والسياسية والبيئية المفاجئة. يجب أن تشمل هذه الآليات أنظمة الإنذار المبكر، والتخطيط للطوارئ، والتنسيق مع الشركاء الدوليين.

#### **5. الاستفادة من الدعم الدولي**
- **السعي لتكوين شراكات دولية**: بناء شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية والدول المانحة والمنظمات غير الحكومية لدعم كل من الإصلاحات الجذرية والتدريجية. الاستفادة من هذه الشراكات للحصول على الخبرة الفنية، والتمويل، والدعم الدبلوماسي، مع ضمان أن تظل الإصلاحات محلية القيادة وملائمة للسياق.
- **إعفاء الديون والمساعدات الاقتصادية**: السعي للحصول على مبادرات إعفاء من الديون وطلب المساعدة الاقتصادية الدولية لتحقيق استقرار الاقتصاد. يمكن للإصلاحات الاقتصادية التدريجية، المدعومة من المؤسسات المالية الدولية، أن تساعد السودان على استعادة الاستقرار الاقتصادي والنمو.

#### **6. مراقبة عملية الإصلاح وتكييفها**
- **إنشاء آليات للرصد**: تطوير آليات قوية لمراقبة تنفيذ كل من الإصلاحات الجذرية والتدريجية. يجب أن تشمل هذه الآليات تقييمات منتظمة، ودوائر للتغذية الراجعة، والمرونة لتعديل الاستراتيجيات استجابة للظروف المتغيرة.
- **المساءلة العامة**: تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال إطلاع الجمهور بانتظام على تقدم الإصلاحات. تشجيع مشاركة المواطنين في عمليات المراقبة والتقييم لبناء الثقة وضمان تلبية الإصلاحات لاحتياجات الشعب.

### **الخاتمة**

يتطلب طريق السودان إلى الأمام نهجًا مدروسًا يوازن بين الحاجة إلى التغيير السريع والتحولي والاستقرار الذي توفره الإصلاحات التدريجية. من خلال إعطاء الأولوية للمجالات الرئيسية للتدخل الجذري مع السماح بالتطور التدريجي في قطاعات أخرى، يمكن للسودان مواجهة تحدياته المعقدة والعمل نحو مستقبل أكثر عدلاً واستقرارًا وازدهارًا. يعتمد نجاح هذه الإصلاحات على الحكم الشامل، والمؤسسات القوية، والمشاركة المستمرة مع كل من الشعب السوداني والمجتمع الدولي.

خلال مرحلة الانتقال المدني والتحول الديمقراطي، التي ستأتي لا محالة بعد الحرب الأهلية المستعرة على أجسادنا، يجب أن نذكر أنفسنا باستمرار بما يلي: *الطريق نحو العدالة الحقيقية والتنمية المستدامة يكمن في تحقيق توازن دقيق بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي، حيث يتطلب الأمر الجمع بين الجرأة في الرؤية والحكمة في التنفيذ. لتحقيق الاستقرار والعدالة، علينا أن نمتلك الشجاعة للقيام بتغييرات جذرية عندما تستدعي الحاجة، وأن نتحلى بالحكمة في اعتماد إصلاحات تدريجية تضمن استمرار التنمية. في سعينا نحو مستقبل أفضل، يجمع النهج المتوازن بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي بين روح الثورة وحكمة التدرج، مما يوفر الأساس الأمثل لتحقيق استقرار دائم وعدالة شاملة. لا يتحقق الاستقرار والتنمية إلا عندما يلتقي التغيير الجذري مع الإصلاح التدريجي في مسار متكامل، حيث يخلق كل منهما الظروف اللازمة لنجاح الآخر. إن النهج الذي يجمع بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي ليس مجرد حل وسط، بل هو السبيل الأمثل لتحقيق تنمية مستدامة وعدالة اجتماعية في عالم معقد ومتغير.*  

مقالات مشابهة

  • خبراء الضرائب: رد ضريبة القيمة المضافة يزيد صادرات الصناعات الكيماوية
  • اتحاد الغرف السياحية: استمرار التعاون بين «المالية والقطاع السياحي»
  • العراق أمام أزمة ضريبية: سوق رمادية تلتهم 70% من النشاط الاقتصادي
  • خبراء: زيارة الرئيس السيسي إلي تركيا تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي
  • صندوق النقد الدولي: أجندة الإصلاحات المالية والتنظيمية ساهمت بنمو متسارع للاقتصاد السعودي
  • حنون: لدينا في قضية سرقة الأمانات الضريبية أكثر من 30 متهماً
  • بـ5 إجراءات.. «الضرائب» تدعم الممولين لتسهيل تقديم الإقرارات الضريبية
  • النهج المتوازن بين التغيير الجذري والإصلاح التدريجي
  • أضرار التصفح عبر الهاتف فور الاستيقاظ من النوم| تأثيرات صحية ونفسية
  • وزير المالية و التخطيط الاقتصادي يلتقي بنائب رئيس المفوضية الصينية للتعاون الانمائي الدولي