أصبح جو بايدن، أول رئيس أميركي منذ نحو 56 عاما، يقرر عدم الترشح لولاية رئاسية ثانية، إلا أن المرة الأخيرة التي وقع فيها مثل هذا الحدث، وتحديدا مع الرئيس الأسبق ليندون جونسون، شهدت البلاد "اضطرابات"، حسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وكان بايدن يخطط للترشح في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل، غير أن الضغوط بشأن سنه وقدرته على القيام بمهامه دفعت إلى الانسحاب، وتأييد نائبة الرئيس كمالا هاريس، لتكون خليفته كمرشحة رئاسية ديمقراطية.

وأعلن بايدن قراره في بيان نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد، بعد أسابيع من التكهنات، مما جعله واحدا من عدد قليل من رؤساء الولايات المتحدة الذين قرروا الانسحاب بدلا من السعي لإعادة انتخابهم، وفق الشبكة.

إثر إعلانه الانسحاب.. قرار بايدن بين "التاريخي والصادم" في الإعلام الأميركي حظي إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، باهتمام واسع من وسائل الإعلام الأميركية التي وصفت القرار بـ"التاريخي" و"الصادم"، مسلطة الضوء على تداعياته على الحزب الديمقراطي والمشهد السياسي الأميركي ككل. انسحاب جونسون

في عام 1968، صدم جونسون البلاد عندما أعلن بشكل مفاجئ أنه لن يترشح لولاية ثانية، في خطاب ألقاه بالمكتب البيضاوي حول خطته للحد من العمليات العسكرية الأميركية في فيتنام.

وجاء في الخطاب "الرائع" حينها وفق "سي إن إن": "في ظل وجود أبناء أميركا في الحقول البعيدة، وفي ظل التحديات التي تواجه مستقبل أميركا هنا في الوطن، وفي ظل آمالنا وآمال العالم في السلام التي تتضاءل كل يوم، لا أعتقد أنه ينبغي لي أن أخصص ساعة أو يوم من وقتي لأية قضايا حزبية شخصية أو لأية واجبات أخرى غير الواجبات العظيمة التي يفرضها هذا المنصب (رئاسة بلادكم). وعلى هذا فإنني لن أسعى، ولن أقبل، ترشيح حزبي لفترة أخرى كرئيس لكم".

صورة للرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون (أرشيفية)

وكان جونسون حينما أعلن الانسحاب من السباق الرئاسية يبلغ من العمر نحو 60 عاما، لكنه بدا أكبر سنا، وفق الشبكة، التي أشارت إلى أنه توفي عام 1973 بأزمة قلبية مفاجئة.

ووفق "سي إن إن"، فإنه بحلول الوقت الذي انسحب فيه من السباق، كان جونسون، على عكس بايدن، "يواجه تحديات متعددة للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في ربيع عام 1968"، حيث "أضر الصراع العنصري في الولايات المتحدة، وانقسام البلاد بسبب الحرب في فيتنام، بشعبية جونسون".

وأدت حرب فيتنام إلى انقسام الحزب الديمقراطي، لكن الخلاف المتزايد بين الديمقراطيين بشأنها لم يكن السبب الوحيد وراء انسحاب جونسون من السباق، وفقا للمؤرخ الرئاسي والمدير التنفيذي لمؤسسة جونسون، مارك أبديغروف.

وأضاف: "يوجد اعتقاد خاطئ بأن جونسون اختار عدم الترشح مرة أخرى بسبب الجدل المتزايد والانقسامات حول حرب فيتنام. ربما كان هذا جزءا من الأمر، لكن اهتمامه الرئيسي كان بصحته".

وقال أبديغروف في مقابلة سابقة مع "سي إن إن" أجريت عام 2022 حول الأسباب التي قد تدفع الرؤساء إلى عدم الترشح لإعادة انتخابهم، إن بايدن، مثل جونسون، "يجب أن يأخذ في الاعتبار صحته قبل السعي للحصول على ولاية ثانية مدتها 4 سنوات في البيت الأبيض".

وأضاف: "لقد أصيب جونسون بأزمة قلبية كادت أن تودي بحياته عام 1955، وكان لعائلته تاريخ من أمراض القلب القاتلة. ولم يكن يريد أن يضع البلاد في نفس النوع من الأزمة التي مرت بها مع وفاة فرانكلين روزفلت المفاجئة عام 1945، وإصابة وودرو ويلسون بالسكتة الدماغية في 1919، التي تركته عاجزا".

تفاصيل "الساعات الأخيرة" قبل قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي كشفت صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر. عام من عدم اليقين

أصبح عام 1968 عام "سيئ السمعة" في تاريخ الولايات المتحدة، حيث كان إعلان جونسون بالانسحاب في 31 مارس بمثابة بداية فترة من العنف وعدم اليقين، وفق "سي إن إن".

وتعرض الناشط المناهض للتمييز العنصري مارتن لوثر كينغ جونيور، بعد أقل من أسبوع من إعلان جونسون عن قراره بعدم الترشح لإعادة انتخابه، للاغتيال في الرابع من أبريل، وهو الحدث الذي أشعل موجة من العنف والشغب دمرت العديد من المدن الأميركية، بما في ذلك واشنطن العاصمة وبالتيمور وشيكاغو.

وجراء موجة العنف هذه، نشر جونسون 58 ألف جندي من الحرس الوطني وقوات الجيش في المدن الأميركية.

كما تلا ذلك، وتحديدا في يونيو من ذات العام، اغتيال السناتور روبرت كينيدي في كاليفورنيا، مما أثار المزيد من الاضطرابات.

وحاول الديمقراطيون تجاوز يوجين مكارثي، الذي استغل المشاعر المناهضة للحرب، وقاموا بمنح نائب الرئيس وقتها هيوبرت همفري تذكرة الترشح عن الحزب في السباق الرئاسي، مما أدى أيضا إلى اندلاع أعمال شغب في الشوارع.

وفي نوفمبر من ذات العام، لم يتمكن همفري من الفوز على المرشح الجمهوري وقتها ريتشارد نيكسون (الفائز بالانتخابات)، حيث انتزع المرشح المستقل والديمقراطي السابق جورج والاس، الفوز بولايات جنوبية متعددة، والمزيد من الأصوات في ولايات رئيسية.

ورغم كل ما حدث خلال ذلك العام، يظل جونسون، حسب "سي إن إن"، واحدا من أكثر الرؤساء الذين أحدثوا تحولا في الولايات المتحدة، حيث استغل فترة الوحدة التي أعقبت وفاة الرئيس الأسبق جون كينيدي، لتمرير تشريع تاريخي في مجال الحقوق المدنية.

وفاز جونسون بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي جرت عام 1964، حيث استخدم هذا الزخم لسن سلسلة من القوانين تشمل الرعاية الصحية وقانون حقوق التصويت ومكافحة الفقر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة السباق الرئاسی عدم الترشح من السباق سی إن إن

إقرأ أيضاً:

ترامب يرث مخاطر أعلى للحرب.. ماذا يعني قرار بايدن لأوكرانيا بضرب عمق روسيا؟

شكّل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا، باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى، في روسيا وتحديدًا منطقة كورسك تصعيدًا في النزاع.

ورغم أن البيت الأبيض رفض لأشهر طلب أوكرانيا بمنحها تلك الأسلحة، خوفا من أن يكون ذلك تصعيدا، إلا أن هذه المرة الأولى التي يأذن فيها بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة لضرب العمق الروسي، وذلك قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب رئيسًا للبلاد.

ووفقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، كان طلب أوكرانيا للحصول على صواريخ هيمارس ودبابات أبرامز وطائرات إف-16 - كلها تتبع نمطا مشابها من الرفض والمماطلة، ثم منحها، تقريبا في اللحظة التي فات الأوان فيها.

هل فات الأوان؟

وتساءل تحليل للشبكة الأمريكية عن "هل فات الأوان على الصواريخ التكتيكية الأمريكية "أتاكمز" لإحداث فرق إذا ضربت أوكرانيا أهدافا في عمق روسيا؟.

وكشف التحليل أن "الإجابة معقدة وربما تفسر بعض تردد إدارة بايدن في منح الإذن، مسلطًا الضوء على عدد من الأسباب وهي:

أولا، هناك إمداد محدود من الصواريخ "أتاكمز" يمكن لأوكرانيا الحصول عليه، ولذا فإن قدرة كييف على الضرب في عمق روسيا- والمدى الأطول لتلك الصواريخ هو 100 كيلومتر أو 62 ميلاً - لن يؤدي إلى تغيير بين عشية وضحاها في ساحة المعركة.

ووضع المحللون حجم الأهداف الروسية التي تقع في نطاق هذه الصواريخ - حيث أدرج معهد دراسة الحرب مئات الأهداف- بعد أن أطلعت إدارة بايدن على ما يبدو أن المطارات الروسية في نطاق "أتاكمز" شهدت إخلاء من طائراتها الهجومية في عمق روسيا.

لكن في الحقيقة، لن تحصل أوكرانيا على ما يكفي من الصواريخ "أتاكمز" لتغيير مسار الحرب.

ثانيا، تمكنت أوكرانيا من اختراق عمق روسيا باستخدام طائرات بدون طيار مصنعة محليا وأرخص.

سبب موافقة بايدن على ضرب عمق روسيا

وكشف مصدر لـ"سي إن إن" أن سبب موافقة بايدن على استخدام أوكرانيا لأسلحة أمريكية في عمق روسيا.

ووافقت الولايات المتحدة على المساعدة في تمويل تطوير هذه الطائرات، التي يبدو أنها تسببت في دمار حول مطارات موسكو والبنية التحتية للطاقة في روسيا.

ثالثا، إن الإذن باستخدام الصواريخ الدقيقة الأمريكية لضرب عمق روسيا، كما يبدو، استفزازي للغاية.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، فصحيح أن موسكو ضعيفة عسكريا الآن، ومن غير المرجح أن تسعى إلى صراع كامل مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الولايات المتحدة، ولكن في مرحلة ما، سيسعى الكرملين إلى استعادة قوته الرادعة.

وقد تم إلقاء اللوم على أجهزة الاستخبارات الروسية في تخريب أهداف مدنية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك التقارير الأخيرة التي تفيد بزرع عبوات ناسفة على طائرات شحن داخل أوروبا.

ورغم أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يعتقد أنه يستطيع التحدث عن السلام، لكنه سيرث حربا أصبحت المخاطر فيها أعلى بكثير.

مقالات مشابهة

  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟
  • بعد الإعصارين هيلين وميلتون.. بايدن يطلب من الكونجرس مساعدات كوارث طارئة
  • بايدن يطالب الكونجرس بـ 100 مليار دولار مساعدات كوارث بعد الإعصارين هيلين وميلتون
  • الفنان حسين محب يصرح عن لقائه الرئيس العليمي .. ماذا قال؟
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • ابن ترامب يتهم بايدن بتصعيد الحرب في أوكرانيا قبل 2025.. ماذا حدث؟
  • ترامب يرث مخاطر أعلى للحرب.. ماذا يعني قرار بايدن لأوكرانيا بضرب عمق روسيا؟
  • رويترز: بايدن يرفع الحظر على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية لضرب عمق روسيا
  • بايدن يرفع الحظر على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية لشن هجمات داخل روسيا
  • رئيس مجلس النواب الأمريكي: ترامب لديه بعض الأفكار لتنمية الاقتصاد وخفض تكلفة المعيشة