سواليف:
2025-04-11@12:29:02 GMT

الدولة الفلسطينية بين قرارين

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

#الدولة_الفلسطينية بين قرارين د. #منذر_الحوارات

قالت #محكمة_العدل_الدولية إن وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني ودعت إلى إنهائه ووقف بناء المستوطنات على الفور، وأصدرت إدانة غير مسبوقة وشاملة للاحتلال، ومن جهة أخرى صوّت الكنيست الإسرائيلي بالأغلبية على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن باعتبار أن مثل هذه الدولة ستشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها بحسب نص القرار، هذان نصان لقرارين متناقضين الأول تقوله منظمة أممية والثاني تصدره قوة محتلة، والسؤال أي القرارين يمكن تنفيذه؟

ليس من الصعوبة الإجابة على هذا السؤال فقد أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً سابقاً في العام 2004 يتعلق بالجدار العازل، واعتبرته ينتهك القانون الدولي ودعت إسرائيل إلى هدمه وتعويض السكان، ومنذ ذلك الوقت بقي الجدار والاحتلال ولم يعوض أحد، واصطف القرار إلى جانب عشرات القرارات الأممية التي لا تجد طريقها للتنفيذ، أما قرارات الكنيست فقد أصدرت هذه الأخيرة قرارات بضم القدس والجولان واستمرار الاحتلال وكل هذه القرارات طبقت بحذافيرها رغم أنف المجتمع الدولي وكل قراراته منذ التقسيم في العام 1947 وحتى الآن، بالتالي فمن المجازفة تعليق آمال كبيرة على القرارات الأممية ما لم تكن هناك قوة جادة قادرة على مساندتها، والقوة الوحيدة القادرة على التأثير هي الولايات المتحدة وهذه لم تتخلَ أبداً عن دعم الموقف الإسرائيلي في أي زمن، والآن ونحن على أعتاب دونالد ترامب فإن القرار الأول المتوقع هو معاقبة محكمة العدل الدولية وكذلك الجنايات الدولية.

بالتالي فإن التعويل كثيراً على مثل هذه القرارات ليس أمراً مثمراً في الوقت الحاضر، رغم أهميتها الشديدة كمرجعيّة قانونية يمكن الاستناد إليها في لحظة قوة عادلة ما يزال العالم في انتظارها، ومرد ذلك إلى أن (إسرائيل) هي مشروع محكم الصياغة يجيد استخدام الأدوات المتوفرة لديه ببراعة، فمنذ انطلاقه وبناء أول مستعمرة صهيونية في فلسطين في العام 1978م (بتاح تكفا) لم نعرف عن هذا المشروع سوى التقدم للأمام برغم المحاولات المستميتة لإيقافه، إلا أنه استمرّ في التطور إلى أن انتزع قرار إنشاء الدولة في العام 1947 بقرار دولي، ومنذ ذلك الحين استمرّ بالتقدم باستثناء بعض الانتكاسات أهمها التنازل عن سيناء والتنازل عن بعض أراضي الضفة الغربية، والتي سرعان ما تراجع عنها وبدأ بفرض إجراءات على الأرض تجعل من المستحيل تجاوزها في المستقبل، مما يثبت أنه سائر في مخطط يهدف إلى قطع الطريق على أي فرصة لتحقيق الحلم الفلسطيني.

مقالات ذات صلة الشباب إلى أين ؟ 2024/07/22

وإن اعتُبر تصويت الكنيست قراراً وليس قانوناً كما هو الحال بالنسبة لقانون القدس في العام 1980 ولا قانون ضم الجولان عام 1981، إلا أنه مهم من الناحية الإستراتيجية لأنه يفضح التوجهات المستقبلية لدولة الاحتلال بالذات إن من طرح مشروع القرار ليس اليمين المتطرف بل المسمى معتدلاً، وهذا يمثل صفعة باتجاهين للمعتدلين العرب الذين راهنوا على هذا اليمين، وللمحاربين العرب الذين لم تثمر خطواتهم التصعيدية حتى الآن، وربما يحاجج البعض أن قرار وجود فلسطين من عدمه هو في عهدة المجموعة الدولية، وهذا صحيح لكن كل هؤلاء لم يستطيعوا ترجمة عشرات القرارات الدولية السابقة والتي بات الغبار يعلوها برغم كل التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق بعضها.

لذلك يبدو من الأجدى النظر إلى هذا القرار واستثماره بطريقة مختلفة وغير تقليدية تستمد كنهها من القواعد التي قامت عليها عملية السلام بين إسرائيل والدول العربية والتي اتكأت جميعها على مبادلة الأرض بالسلام والاعتراف بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة، بالتالي فإن نسف هذه القاعد ينسف بالضرورة الركن الأساسي الذي قامت عليه بقية الاتفاقيات، لأن الحروب وجولات السلام العربية مع هذه الدولة لم تكن لأجل أراضي تلك الدُول بل كانت لأجل فلسطين، وعندما تسقط فلسطين من معادلة الصراع فإن ذلك يسقط كل شيء، بالتالي فإن مجرد التلويح الجماعي بأن هذه الاتفاقيات ستكون باطلة في حال استمرار هذا التوجه الإسرائيلي سيكون له تأثير كبير ليس لمصلحة الفلسطينيين بل لمصلحة تلك الدول، لأن إسرائيل تتجه لأن تكون شرطي المنطقة وبعد قليل ستهدد سيادة جميع الدول العربية وستمارس العنجهية والتغول عليها واحدة تلو الأخرى، وفي ذلك الوقت، والذي بات قريباً جداً، سنغض الطرف عن مستقبل فلسطين وسنبدأ بالتفكير بمستقبل كل دولة واستقرارها وتلك طامّة كبرى.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الدولة الفلسطينية محكمة العدل الدولية فی العام

إقرأ أيضاً:

حزب الإصلاح والنهضة: المصريون يرفضون تصفية القضية الفلسطينية بأي شكل

شدد الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، على أن القيادة السياسية الحالية تملك شرعية تاريخية وشعبية، وتتمتع بدعم غير مسبوق من الأحزاب والنقابات وكافة مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن "كل مواطن مصري ملتف اليوم حول خيارات الدولة المصرية والإرادة السياسية التي أعلنت منذ البداية رفضها لكل محاولات التهجير أو العبث بالحقوق الفلسطينية."


وأشاد في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  بالموقف الثابت والتاريخي الذي يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الموقف يعكس بوضوح المبادئ الراسخة للدولة المصرية، ويمثل امتدادًا طبيعيًا لحماية الأمن القومي المصري والعربي.

تصفية القضية الفلسطينيةقصف متواصل.. 22 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزةالمهندسين تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان رؤيتها العاجلة بشأن إعمار غزةالصحة العالمية: إسرائيل تفرض حصارا شاملا على غزة وتمنع دخول الغذاء والأدويةترامب: نحقق تقدما بشأن استعادة المحتجزين في غزةالمحكمة العليا الإسرائيلية ترفض التماس عائلات المحتجزين لإمداد غزة بالكهرباء


وأضاف: "ما نشهده الآن هو موقف عروبي وإنساني بامتياز، يعبّر عن قيم الدولة المصرية، ويتسق مع ضمير الأمة، ويأتي في لحظة فارقة تتقاطع فيها الإرادة الشعبية مع الإرادة السياسية الممثلة في شخص الرئيس والمؤسسات السيادية وعلى رأسها القوات المسلحة المصرية."
وأضاف: "اليوم يمكننا القول إن الشعب المصري يتمتع بدرجة عالية من الوعي، وهذا ما تجلى بوضوح بعد أحداث 2011. أصبحنا وطنًا موحدًا، هدفنا واحد، ورؤيتنا واضحة، والجميع يلتف حول القيادة السياسية الوطنية، التي تعبر بالفعل عن الوجدان العميق للمصريين وتتشبث بالمبادئ الأصيلة التي نشأ عليها هذا الشعب."


وتابع رئيس حزب الإصلاح والنهضة قائلاً: "خروج الشعب المصري في المشهد الأخير يؤكد رفضه القاطع لأي مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري والعربي، وهو ما رأيناه جليًا في صور وحدة الصف التي برزت في صلاة العيد، وفي الفعاليات السياسية والشعبية على حد سواء."


واعتبر الدكتور هشام أن ما يحدث الآن لحظة فارقة في مسار الشعوب، وأنها "بداية انطلاقة كبيرة لحلم مصري قومي"، مضيفًا: "مصر، من خلال تحركاتها في الملف الفلسطيني، تخوض الآن مواجهة شرسة أمام مخطط التهجير الذي تسعى إليه إسرائيل بدعم أمريكي غير محدود، لكنها تقف بثبات وبوصلة واضحة لصالح القيم والحقوق العربية."

مقالات مشابهة

  • حزب الإصلاح والنهضة: المصريون يرفضون تصفية القضية الفلسطينية بأي شكل
  • كيف أعطت المحكمة ضربة قوية لنتنياهو؟
  • شحادة: القرار اتخذ بحصر السلاح بالدولة
  • اليوم يُحسم القرار.. إما عام دراسي طبيعي أو على العام السلام
  • ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد اليونسكو قرارين لصالح فلسطين
  • محكمة العدل الدولية تبدأ قريباً جلسات حول “التزامات إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية
  • القاهرة الإخبارية ترصد تفاصيل خطة إسرائيل لجعل رفح الفلسطينية منطقة عازلة
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بإجراءات دولية لوقف اقتطاع إسرائيل عائدات الضرائب
  • برلماني: قمة القاهرة الثلاثية تعيد التأكيد على الثوابت الدولية بشأن القضية الفلسطينية