خلال اجتماع وزراء التنمية ضمن فعاليات مجموعة الـ20 المنعقدة بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، كلمة مصر في الجلسة الرئيسية لمجموعة عمل التنمية، لمناقشة قضايا المياه كأحد ركائز تحقيق التنمية المستدامة، حيث يعد محور المياه أحد المحاور الثلاثة التي تعمل في إطارها "مجموعة عمل التنمية" التابعة لمجموعة الـ20، نظرًا لخصوصيته في دفع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز جهود التنمية في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.

وخلال كلمتها أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى التزام المجتمع الدولي منذ عام 2015 بتحقيق أجندة أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030، ، لضمان مستقبل مستدام ومنصف للجميع، مشيرة إلى قمة أهداف التنمية المستدامة التي جاءت في سبتمبر الماضي لتؤكد ذلك الالتزام وتسريع الإجراءات نحو تحقيق الأهداف في ظل الأزمات العالمية المتزايدة التي تحول دون تعزيز جهود التنمية.

وتابعت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: "أنه مع تعرض العالم لتغير المناخ وتدهور البيئة وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، فقد أصبح تحقيق الوصول المستدام إلى مياه الشرب الآمنة وميسورة التكلفة، أكثر إلحاحًا وتحديًا"؛ لافتةً إلى دعوة الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين للعمل على تعزيز خدمات مياه الشرب والتي جاءت لتؤكد أن الوصول إلى تلك الخدمات هو شرط أساسي للصحة والتغذية، إلى جانب نتائج التنمية المستدامة المهمة الأخرى.

واستعرضت «المشاط»، المبادرةالدولية لدعم مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه AWARe التي أطلقتها مصر خلال مؤتمر المناخ التي تستهدف معالجة التحديات المتعلقة بالمياه والمناخ على المستوى العالمي مع التركيز على الدول النامية التي تعد الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، من خلال دعم جهود تنفيذ المشروعات على أرض الواقع، مشددة على أهمية إتاحة التمويلات لمشروعات التكيف في قطاع المياه والتي تعد محورًا رئيسيًا لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف الدول.

ولفتت أيضًا إلى الجهود التي تقوم بها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في هذا الصدد، حيث تستحوذ مشروعات المياه في إطار الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة على نحو 19% من التمويلات التنموية الميسرة المتاحة من الشركاء الدوليين، ويتم في هذا الإطار تنفيذ العديد من المشروعات من بينها مشروع تعزيز القدرات الوطنية لمواجهة تحديات الأمن المائي، ومشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر، فضلًا عن مشروعات تحلية المياه، ومشروعات خدمات المياه والصرف في محافظات الجمهورية.

وأضافت الدكتورة رانيا المشاط، أن الهدف السادس للتنمية المستدامة "المياه النظيفة والنظافة الصحية" له تأثيرات مُتعددة الأبعاد ويتقاطع مع مختلف أهداف التنمية المستدامة ، بما في ذلك الهدف الثالث والمعني بالصحة والرفاهية، وكذلك الهدف الأول والمعني بالقضاء على الفقر، بالإضافة إلى الهدف العاشر والمتعلق بالحد من أوجه عدم المساواة.

وأكدت "المشاط"، على التحديات التي تواجه تمويل نظم المياه على نحو مرن ومستدام، مما يؤكد الحاجة إلى حشد مختلف الموارد المالية لنظم وبرامج تخطيط المياه والبنية التحتية.

وشددت على أهمية المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي سيعقد في إسبانيا في عام 2025، لمعالجة التحديات المالية التي تواجه تحقيق التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف السادس، لتنفيذ أجندة 2030، موضحة أن تلك التحديات تؤثر بشكل كبير على الدول النامية، مما يعيق قدرتها على القيام بالاستثمارات اللازمة في مجال التنمية المستدامة.

وأضافت "المشاط"، أنه على الرغم من العديد من التطورات، إلا أن قطاع كبير من المواطنين في العالم لا يزالون غير قادرين على الوصول لخدمات المياه، وهو ما يستدعي المزيد من الاستثمارات في خدمات المياه في قطاعات الصحة والتعليم وكذلك أماكن العمل، مؤكدة على ضرورة تشجيع المشاركة المجتمعية الشاملة، حيث يمثل تعزيز تلك الخدمات في إطار سياسات التعاون المحلي والدولي أمرًا حاسمًا لتسريع الإجراءات نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.

من جانب آخر ناقشت الجلسة آليات تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، من خلال الآليات المبتكرة التي تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاهتمام بالاستثمار في رأس المال البشري خصوصًا التركيز على قطاعي الصحة والتعليم.

الجدير بالذكر أن مجموعة الـ20 تمثل المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي،وتؤدي دورًا مهمًا في تشكيل وتعزيز الهيكل العالمي والإدارة بشأن جميع القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية، وتعمل مجموعة عمل التنمية (DWG)، باعتبارها الجهة التنسيقية لسياسات التنمية لمجموعة العشرين، في إطار جهود المجموعة لدعم وتسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، بما يعزز النمو الاقتصادي، وحماية البيئة، وتعزيز الدمج الاجتماعي، وبما يضمن تحقيق الأهداف الأممية وعدم ترك أحد يتخلف عن ركب التنمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزراء التنمية مجموعة الـ20 ريو دي جانيرو بالبرازيل الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية التعاون الدولي التخطیط والتنمیة الاقتصادیة والتعاون الدولی أهداف التنمیة المستدامة الهدف السادس

إقرأ أيضاً:

عون ذياب يوجه مدراء الموارد المائية بوضع خطط عملية لتأمين المياه

بغداد اليوم - بغداد

وجه وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، اليوم الاحد (16 شباط 2025)، مدراء الموارد المائية بوضع خطط عملية لتأمين المياه خلال مناقشته الواقع المائي في البلاد بافتتاح ورشة العمل التي نظمت في الهيأة العامة لمشاريع الري والاستصلاح.

وأوضحت الوزارة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، ان "وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله افتتح ورشة العمل التي نظمت في الهيأة العامة لمشاريع الري والاستصلاح، لمناقشة مساحات المشاريع الإروائية في جميع المحافظات، وذلك لعرضها على استشاري تحديث الدراسة الاستراتيجية لتحديد الحصص المائية لهذه المشاريع، بالإضافة إلى ذلك مناقشة موقف بحيرات الأسماك المتجاوزة"، منوها على، ان "هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتحسين إدارة الموارد المائية وتحديد الحصص المائية بشكل عادل وفعال، بما يضمن الاستدامة المائية ودعم المشاريع الزراعية والتنموية في البلاد".

وأضاف، ان "الورشة افتتحت بكلمة للوزير أوضح خلالها التحديات التي تواجه إدارة الموارد المائية، والمتمثلة بالتغير المناخي وقلة الأمطار وانحسار الغطاء الثلجي وتأثيرها على المنطقة".

وأشار الوزير عبر البيان الى، انه "يتوجب علينا تحديث الدراسة الاستراتيجية والأخذ بنظر الاعتبار التغيرات التي حدثت في أعالي حوضي دجلة والفرات، والمتمثلة بالسدود والخزانات التي أثرت سلباً على الإيرادات المائية"، مشيرا الى "وجود الحلول المناسبة وكيفية استثمار المياه وبشكل صحيح وواقعي، إضافة لتوزيعها بشكل عادل، ووجود الكثير من الإيجابيات والسلبيات من جهة أخرى في بعض من المحافظات، مع الأخذ بنظر الاعتبار تحديد الأراضي التي تزرع وتحديد المياه والمساحات المزروعة بقدر مخطط له على ضوء المياه المتوفرة".

ووجه الوزير "مدراء الموارد المائية بوضع خطط عملية لتأمين كمية المياه وكيفية استخدامها، وتوزيعها على المستفردين وتحديد الأراضي التي يمكن أن تروى بالمياه السطحية أو المياه الجوفية"، مشيرا لـ"دعم المقدم من قبل رئيس الوزراء بالحد من ظاهرة التجاوزات وبمختلف أنواعها، وبضمنها الأبار المتدفقة والجهود المبذولة من قبل ملاكات الهيأة العامة للمياه الجوفية بغلقها وبالطرق الفنية الحديثة، إضافة لبحيرات الأسماك المتجاوزة".

ونوه الوزير ان "المهندس الناجح هو من يوصل المياه لأبعد نقطة في المشروع وبشكل عادل برغم كل التحديات".

واستعرض الوكيل الفني للوزارة حسب البيان "المشاكل والمعوقات التي واجهت الدراسة الاستراتيجية، أخذين بنظر الاعتبار التطور العمراني والتوسع السكاني، وإعادة رسم الخرائط بشكل صحيح ودقيق وتحديد المساحات الزراعية، ومعرفة كافة التطورات التي حدثت في السنوات السابقة، وذلك للوصول للمخرجات وضمن الواقع المائي في البلاد". 

وتابع، ان "الورشة استعرضت للمشاريع الإروائية والأراضي الزراعية المروية والتي يجب أن تؤمن لها المياه من قبل حيدر لفتة مدير قسم الدراسة الاستراتيجية، وكمية احتياجها وذلك من خلال المساحات المروية وما هو متثبت في الخطة، حيث تم فتح باب النقاش وطرح الاراء والمقترحات من خلال عدد من ذوي الاختصاص ومدراء الموارد المائية في المحافظات من أجل الوصول الى حلول ناجعة تخدم الواقع الإروائي والمائي في البلاد".

مقالات مشابهة

  • وكيلة مجلس الشيوخ تشيد بأهمية ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة
  • عون ذياب يوجه مدراء الموارد المائية بوضع خطط عملية لتأمين المياه
  • «المشاط» تشارك في اجتماع المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية «FfD4» التحضيري
  • المشاط: 50% ارتفاعا في تكلفة خدمة الدين للدول النامية خلال 3 سنوات
  • وزيرة التخطيط تشارك في الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية
  • الري: برامج تدريبية مكثفة لنقل الخبرات المصرية في مجال المياه إلى إفريقيا
  • جوتيريش: تحقيق التنمية المستدامة ضمن أولويات الأمم المتحدة فى إفريقيا
  • الأمم المتحدة.. إبراز مساعي الجزائر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • "الزراعة" تشارك في ورشة العمل الإقليمية "الإدارة المتكاملة للغابات الشجرية" بالرباط
  • الزراعة تكشف التحديات الكبيرة التي تواجه استدامة الغابات الشجرية بمصر