حرب غزة وأوكرانيا يرفعان فواتير الطاقة البريطانية
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
توقّع عدد من المحللين وخبراء الاقتصاد ارتفاع فواتير الطاقة البريطانية، خلال شهرين؛ بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة، وما تبعها من مشكلات في البحر الأحمر، وامتداد الصراع إلى لبنان واليمن، إضافة إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا على أرض الأخيرة.
وأطلق خبراء اقتصاد -مؤخرًا- تحذيرات بهذا الشأن، عقب قفزة في أسعار عقود الطاقة الآجلة، التي تشير إلى "أن أوكرانيا تخسر الحرب مع روسيا"، وفق مدير الاقتصاديين في شركة إدارة الأصول "كولومبيا ثريدنيدل إنفستمنت" Columbia Threadneedle Investments ستيفن بيل.
وقال: "هناك مخاوف من أن منشآت التخزين ووسائل نقل الغاز في أوكرانيا ستكون مهددة".
ورغم أن الحرب بين الدولتين بدأت في فبراير/شباط 2022، فإن الأشهر الأخيرة شهدت استهدافًا مكثفًا ومتبادلًا من روسيا وأوكرانيا لمنشآت الطاقة، وانعكس ذلك بانقطاع الكهرباء في كييف تارة، وتارة أخرى بوقف الصادرات بسبب الأضرار الهائلة.
ومستودعات تخزين الغاز في أوكرانيا هي الأكبر في أوروبا، وتبلغ قدرتها 31 مليار متر مكعب.
%12 زيادة متوقعة
يرى مدير الاقتصاديين في شركة إدارة الأصول "كولومبيا ثريدنيدل إنفستمنت" ستيفن بيل أن فواتير الطاقة البريطانية للأُسَر ستزيد بأكثر من 190 جنيهًا إسترلينيًا (245.1 دولارًا أميركيًا) في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقال، إن فواتير الطاقة البريطانية ستقفز من 1.568 ألف جنيه إسترليني حاليًا، إلى 1.762 ألف جنيه إسترليني في الشهر المذكور، أي بعد شهرين؛ ما يعني أن العائلات ستسدّد زيادة بنحو 194 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، حسبما ذكرت صحيفة "التليغراف"، أمس الأحد 21 يوليو/تموز 2024.
*(الجنيه الإسترليني = 1.29 دولارًا أميركيًا).
وأوضح أن المخاوف بشأن منشآت الطاقة الأوكرانية، ومدى سلامتها، دفعت إلى تحركات عنيفة من قبل مستثمري الأصول في السوق البريطانية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وزيادة سقف سعر فواتير الطاقة البريطانية من أقل من 1500 إلى 1762 جنيهًا إسترلينيًا.
ورغم أن هذه الزيادة لا تبدو كبيرة في الوقت الراهن، فإنها أعلى بنسبة 19% عن توقعات سابقة قبل أسابيع قليلة، و12% عن الأسعار الحالية، وفق المحلل الاقتصادي.
وقال: "إذا كنتم تبحثون عن مبرر لقرار رئيس الحكومة السابق ريشي سوناك بإجراء انتخابات مبكرة بدلًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فلن يخرج عن هذا الأمر وتوقعات ارتفاع الأسعار والفواتير".
وأجرت المملكة المتحدة انتخابات عامة مطلع الشهر الجاري، فاز فيها حزب العمال بقيادة كير ستارمر، بعد 14 عامًا من سيطرة حزب المحافظين.
رئيس الحكومة البريطانية السابق ريشي سوناك - الصورة من وكالة رويترز
توتر الشرق الأوسط
توقّع محللو "دويتش بنك" أن ترتفع فواتير الطاقة البريطانية بنسبة تتراوح بين 7% و10% بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2024، ما يزيد قيمتها من 1568 إلى 1709 جنيهات إسترلينية، لتستقر عند هذا المستوى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري.
وعلّق مدير الاقتصاديين في البنك سانجاي راجا قائلًا: "من المؤكد أن الحرب في أوكرانيا ضمن الأسباب التي تدفع الارتفاعات التي تشهدها سوق الطاقة مؤخرًا".
كما يرى راجا أن التوتر في الشرق الأوسط -أيضًا- يؤدّي دورًا في هذه المسألة، ويعني هذا التوتر أن إمدادات الطاقة من دول الخليج للأسواق العالمية قد تكون مهددة.
ويهدد ارتفاع فواتير الطاقة البريطانية المتوقع بصعود معدل التضخم مجددًا، عقب نجاح بنك إنجلترا المركزي في السيطرة عليه بعد 3 سنوات من الارتفاع، وتحقيق هدفه البالغ 2%.
وكان محللو بنك "نومورا" الياباني قد حذّروا من زيادات مرتقبة في معدلات التضخم؛ بسبب هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر، وزيادة تكاليف الشحن، وتوقّعوا أن ذلك قد يؤدي إلى صعود التضخم بنسبة 0.5%.
وقال البنك في مذكرة بحثية أرسلها لعملائه: "هناك خطر من أن سعر الشحن المرتفع لن ينخفض وفق توقعاتنا الحالية حتى 2025، كما أن هناك مخاطر أخرى متعلقة باحتمال عودة البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة مجددًا".
وترفع البنوك المركزية -عادة- أسعار الفائدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، وهي السياسات التي اتّبعَها معظم دول العالم منذ بدء حرب روسيا في أوكرانيا، والقفز بأسعار الطاقة التي دفعت أسعار السلع والخدمات إلى مستويات قياسية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی أوکرانیا جنیه ا
إقرأ أيضاً:
مجموعة السبع تبحث ضمانات اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا
ميونيخ"وكالات":
اتفق وزراء خارجية دول مجموعة السبع اليوم على مواصلة العمل المشترك للتوصل إلى اتفاق قوي للسلام في أوكرانيا مع ضمانات أمنية متينة، وربطوا فرض عقوبات في المستقبل على روسيا بانخراطها في مفاوضات بنية حسنة.
وجاء في بيان شارك فيه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعد اجتماع على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن "أي عقوبات إضافية جديدة بعد فبراير ينبغي أن تكون مرتبطة بما إذا كانت روسيا الاتحادية ستنخرط في جهود حقيقية وحسنة النية لإنهاء الحرب على أوكرانيا بشكل دائم يوفر لأوكرانيا الأمن والاستقرار على المدى الطويل كدولة مستقلة ذات سيادة".
وأكدت مجموعة السبع، التي تضم أيضا فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، التزامها بالعمل المشترك للمساعدة في تحقيق سلام دائم، و"ضرورة التوصل لضمانات أمنية قوية تضمن عدم اندلاع الحرب مجددا".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن كييف لن تقبل أبدا أي اتفاقيات سلام يجري التوصل إليها دون علمها أو مشاركتها، في رسالة ضمنية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يسعى لإنهاء الحرب مع روسيا.
وفي كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، دعا زيلينسكي أوروبا أيضا إلى إنشاء قوات مسلحة خاصة بها، وحث زعماء القارة على تقرير مستقبلهم بأنفسهم وقال إن القوات المسلحة الأوكرانية لا تكفي وحدها لتحقيق أمنهم.
وقالت أوكرانيا مرارا إنها تريد التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا لوضع استراتيجية مشتركة قبل أي اجتماع بين ترامب وبوتين.
وقال زيلينسكي في المؤتمر إنه يعتقد أنه سيكون أمرا "خطيرا" إذا التقى ترامب ببوتين قبل أن يلتقي هو وترامب.
ووجه زيلينسكي تحذيرات إلى زعماء أوروبا، متسائلا عما إذا كانت جيوشهم ستكون مستعدة إذا شنت موسكو هجوما مفتوحا أو "مفتعلا"، في إشارة إلى هجمات يبدو وكأنها من تنفيذ جهة أخرى غير الجهة الحقيقية المسؤولة عنها.
وقال "إذا انتهت هذه الحرب بطريقة خاطئة، فسيكون لدى (بوتين) فائض من الجنود الذين تم اختبارهم خلال المعارك والذين لا يعرفون شيئا سوى القتل والنهب"، وأشار إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن روسيا سترسل قوات إلى روسيا البيضاء هذا الصيف.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده تعتقد أن جميع الأطراف المعنية بالصراع بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تشارك في محادثات السلام، مشددا على دور أوروبا في المحادثات بعد موجة من الرسائل الأمريكية حول كيفية إنهاء الحرب.
وفي حديثه في مؤتمر ميونيخ للأمن قال وانغ "نأمل أن تشارك جميع أطراف (الصراع) والمعنيون به بشكل مباشر في محادثات السلام في الوقت المناسب".
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله "تنظر الصين إلى جميع الجهود المكرسة للسلام بشكل إيجابي، ومنها أي إجماع توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا بشأن محادثات السلام".
وأضاف "نظرا لأن الحرب دائرة على أراض أوروبية، فمن الضروري أن تلعب أوروبا دورها من أجل السلام ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة بشكل مشترك وإيجاد إطار أمني متوازن وفعال ومستدام وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في أوروبا".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن فرص أوكرانيا في النجاة من الهجوم الروسي دون دعم الولايات المتحدة ضئيلة، وذلك بعد مكالمات هاتفية في الأسبوع الماضي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع برنامج "ميت ذا برس" على قناة (إن بي سي نيوز) "ربما يكون الأمر صعبا جدا جدا جدا. بالطبع، في كل المواقف الصعبة، لديك فرصة. لكن فرصتنا ستكون ضئيلة، فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة بدون دعم الولايات المتحدة".
وقال زيلينسكي في المقابلة إن بوتين أراد الجلوس إلى طاولة المفاوضات ليس لإنهاء الحرب ولكن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لرفع بعض العقوبات العالمية على روسيا والسماح للجيش الروسي بإعادة تنظيم صفوفه.
وقال زيلينسكي "هذا ما يريده حقا. يريد التوقف والاستعداد والتدريب ورفع بعض العقوبات من أجل وقف إطلاق النار".
في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن القوات الروسية سيطرت على بلدة بيريزيفكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قواتها استولت على قرية بيريزيفكا الواقعة قرب طريق يربط مركز التعدين المهم في بوكروفسك ببلدة رئيسية أخرى هي كوستيانتينيفكا.
ورغم تكبده خسائر فادحة في ساحة المعركة يتقدم الجيش الروسي في شرق أوكرانيا منذ أكثر من عام ساعيا إلى قطع الوصول إلى بوكوفسك.وبحسب موقع ديب ستايت المقرب من الجيش الأوكراني، وصلت القوات الروسية إلى تقاطع على الطريق تي 0504 بين بوكروفسك وكوسيانتينيفكا.
وتسبب تقدم موسكو على طول الطريق الرئيسي بتحديات لوجستية للجيش الأوكراني في المنطقة حيث يتطلع إلى إمداد تلك المحاور الرئيسية، مع استهداف مسيرات روسية القوافل بشكل متكرر .
وتقترب قوات موسكو أيضا من كوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي رئيسي آخر كان يسكنه 67 ألف نسمة قبل بدء الحرب في فبراير 2022.
فيما قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم إن الدفاعات الجوية دمرت 33 من أصل 70 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال أحدث غارة ليلية.وأضافت أن 37 طائرة مسيرة أخرى "فُقدت" دون أن تصيب أهدافها، في إشارة عادة إلى التشويش عليها إلكترونيا.