الخانقاه الصلاحية في القدس.. معلمة صوفية أنشأها صلاح الدين الأيوبي
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
الخانقاه الصلاحية مدرسة وزاوية صوفية أنشأها السلطان صلاح الدين الأيوبي في مدينة القدس بعد تحريرها من الصليبيين ونسبت إليه، وأوقفها على الصوفية، وهي أول خانقاه أنشئت في القدس بعد تحريرها.
كان لهذه الخانقاه دور ملموس في الحركة الفكرية بالقدس، وهي عبارة عن مجمع معماري كامل مكون من غرف للسكن ومسجد ومرافق عامة، وخصصت لتعليم وقراءة القرآن الكريم والحديث الشريف.
الخانقاه هي كلمة معربة من الفارسية، وتعني المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة، ولذلك فبناؤها يكون ذا تصميم خاص لتجمع ما بين تصميم المسجد والمدرسة.
ويطلق على الغرف التي يختلي فيها المتصوفة في المدرسة اسم "الخلاوي"، ومن أشهر "الخوانق" التي عرفت عبر التاريخ الإسلامي خانقاه السلطان بيبرس.
التاريخ
تقع الخانقاه الصلاحية في حارة النصارى، وتحديدا خلف كنيسة القيامة. تنسب إلى صلاح الدين الأيوبي الذي أنشأها إثر تحرير القدس من الفرنجة في سنة (583هـ/1187م).
وبعد عامين أوقفها على الصوفية، وقد بنى شيخ الخانقاه الصلاحية برهان الدين بن غانم مئذنة جميلة لها في سنة (840هـ/1436م)، كما أنها عبارة عن مجمع معماري متكامل، يتألف من مسجد وغرف للسكن ومرافق عامة.
وتحفل سجلات محكمة القدس الشرعية بالحجج التي تتناول شؤونها الوقفية والإدارية والتعليمية، وشؤون موظفيها اليومية والاجتماعية.
ومن ذلك وقفيتها التي تفيد وقف صلاح الدين الأيوبي وحمام البطريك وبركته، وبركة ماملا وأراضي زراعية في البقعة، إضافة إلى مجموعة من الحواكير والدور والدكاكين. علاوة على وظائفها التي برزت فيها عائلات مقدسية مشهورة مثل العلمي وعناية الله الغزي وبني غانم والمهندس.
وتفيد المرويات التاريخية بأن صلاح الدين كان يتوجس مما يفعله الصليبيون في الكنيسة، إذ يقيمون اجتماعاتهم ويهربون الأسلحة، "لذلك جعل هذا البناء مركزا للمراقبة، ولا تزال مفاتيح أسطح الكنيسة مع عائلات مقدسية مسلمة".
وتشير بعض الروايات إلى أن "الخانقاه الصلاحية" سميت كذلك بـ"دار البطرك"، لأنها في الأساس كانت بيت بطرك الصليبيين اللاتين، وتحيط بالكنيسة من الجهتين الشمالية والغربية، وتتمتع بموقع إستراتيجي مميز.
يتاح الوصول إلى خانقاه الصلاحية عبر مدخل معقود يؤدي إلى ساحة ثم تقابل مسجدا صغيرا. وهناك سلم حجري يؤدي إلى الطابق الثاني الذي يقوم فيه مسجد كبير فُتح له محراب في جداره الجنوبي لطيف الشكل، وعلق فوقه نقش كتابي على لوح من الرخام يحمل اسم المتولي عيسى بن أحمد بن غانم يشير إلى تجديد المجمع في عهده وإلى سنة التجديد (741هـ/1340م).
أما الأجزاء الأخرى من الخانقاه، التي تستعمل مساكن، فهي غرف علوية كانت تستعمل لسكنى الصوفيين وشيخ الخانقاه.
والخانقاه مجمع معماري كبير مقسم إلى 4 أقسام:
الطابق السفلي: ويضم غرفا لا يزال يسكنها المقدسيون. الطابق الثاني: ويضم مسجدا كبيرا وآخر صغيرا والخانقاه. الطابق الثالث: ويحتوي على المدرسة. الطابق الأخير: ويحتوي على بيت آخر لمتولي الوقف عبد المعطي العلمي، واليوم تسكنه ابنته.وفي الخانقاه كذلك مكان عام للجلوس وصالة للطعام، ومكان للتدريب العسكري، فكانت بذلك مركزا إسلاميا مهما في مدينة القدس، وقد أوقفها صلاح الدين للمسلمين وبقي منذ ذلك الوقت حتى عهد الاستعمار البريطاني لفلسطين.
تستخدم الخانقاه مدرسة تابعة للأوقاف الإسلامية، وتُدعى مدرسة "الخانقاه الأساسية الشرعية"، وتضم فصول التعليم الأساسي الابتدائي (من الأول إلى السادس)، ويدرس فيها 140 طالبا وطالبة المنهاج الشرعي، وكل الإصلاحات والنفقات التي تجري فيها تتم بتبرعات تصل إلى الأوقاف الإسلامية.
وأدت الخانقاه دورا تعليميا ودينيا لفترة طويلة، وأضيف إليها في فترات من الزمن مسكن وفرن ومتاجر وبركة عرفت ببركة السلطان أو البطرك.
وقد خصصت الخانقاه لتعليم قراءة القرآن الكريم وتجويده، وحفظ الحديث النبوي الشريف. وتتم قراءة القرآن فيها بعد صلاة العصر كل يوم، كما كان قراؤها يقرؤونه في المسجد الأقصى المبارك كل يوم جمعة بعد طلوع الشمس.
ومع مرور السنوات تبدلت وظيفتها، حيث إن مسجدها استمر عامرا بإقامة الصلوات الخمس فيه، لكن غرفها الأخرى صارت دورا للسكن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات صلاح الدین الأیوبی
إقرأ أيضاً:
مواقع التواصل تنقذ معلمة تركية من خطر القتل
وكالات
لجأت معلمة تركية شابة إلى مواقع التواصل الاجتماعي طلبًا للنجدة، خشية تعرضها للقتل على يد حبيبها السابق، في واقعة أثارت تعاطفًا واسعًا انتهى بتدخل الشرطة.
ونشرت المعلمة، عائشة، مقطع فيديو مؤثرًا وهي تبكي بحرقة، مرددة عبارة “لا أريد أن أموت”، مشيرة إلى تهديدات قاتلة من حبيبها السابق، قبل أن تتحرك الشرطة سريعًا وتوقفه عقب انتشار الفيديو على نطاق واسع.
وقالت عائشة، التي تعمل في إحدى المدارس الثانوية بولاية مرسين جنوب تركيا، “لم أعد أحتمل، لقد فعل بي كل ما يستطيع منذ أن انفصلت عنه قبل سنوات، كان خطئي الوحيد هو إقامة علاقة معه، والآن لا أريد أن أموت، أريد أن أعيش حياة سعيدة وأن أتنقل وأنا مطمئنة”.
وأضافت أنها تعاني من القلق طوال سنوات، وأن تدابير الحماية التي طبقتها الشرطة في الماضي، مثل تقييد حركة حبيبها المتهم عبر سوار إلكتروني، والتي تمنعه من الاقتراب منها ومن منزلها ومكان عملها، لم توفر لها الحماية.
وبعد انتشار الفيديو، ألقت الشرطة القبض على المتهم مصطفى (40 عامًا) في ولاية أضنة، حيث كشفت التحقيقات عن امتلاكه 49 سجلًا جنائيًا في قضايا متعددة، بينها الاحتيال، والتهديد، والتسبب في إصابة، بالإضافة إلى صدور حكم نهائي بحقه بالسجن 16 عامًا و5 أشهر و15 يومًا.
وتثير حوادث العنف ضد النساء في تركيا غضبًا واسعًا بسبب تكرارها، وسط مطالبات متزايدة بتعزيز إجراءات الحماية للنساء المهددات بالخطر.