ما الذي يمكن أن يحمي عناصر "حزب الله" وقادته من الإغتيالات؟ السؤالُ هذا هو الأكثر طرحاً في أوساط الحزب والبيئة المحيطة به، باعتبار أنَّ إسرائيل تُصعّد عملياتها الإستخباراتية بهدف "ضرب "عقول التخطيط" الأساسية ضمن الحزب.
أبرزُ ما يقال في إطار "الحماية" التي قد يعتمدها "حزب الله" يتصلُ في جعل قواته أو فرقه منفصلة عن بعضها.

حتماً، من الممكن أن "يستنسخ" حزب الله تجارب من أعدائه في هذا الإطار، فتنظيم "داعش" الإرهابيّ كان يعتمدُ على "جماعات منفردة" لا علاقة لها بأي مجموعات أخرى، فيما طُرق تحركها واتصالاتها تكونُ منفصلة تماماً عن أي فصيلٍ آخر. الأمر الأخطر هو أن أفراد هذه المجموعة قد لا يكونون على "معرفة" ببعضهم البعض، ما يعني أنه في حال تم إلقاء القبض على واحدٍ منهم، سيكون من الصعب الإفشاء بأسرارٍ عن الآخرين أو الاعتراف بمعلومات عنهم.
الطريقة هذه تكون أسلوباً يمهد لفكرة "حماية" تساهم في تجنيب "حزب الله" الخرق إستخباراتياً. هنا، يقولُ أحد الخبراء العسكريين المعنيين بدراسة الحرب الأمنية بين لبنان وإسرائيل لـ"لبنان24"إنَّ أفضل طريقة حالياً لجعل مجموعات "حزب الله" محمية هي "قطع اتصالاتها مع بعضها البعض"، وبالتالي "فصل المجموعات" ليكون عملها مُستقلاً بالدرجة الأولى.
ما السبب وراء ذلك؟ الخبير نفسه يكشف أن المخاوف من خرق اتصالات "حزب الله" قائمة إلى حدّ كبير، وبالتالي فإن "إستقلالية المجموعات" واتخاذ قراراتٍ تخطيطية وتنفيذية ضمن نطاقاتٍ محددة ومعينة لها، قد يجعلها قادرة على تجنّب الخروقات باعتبار أنه قد لا تحتاج إلى اتصالات خارجية قد تكون مُخترقة، ما يجعلُ أمر وصول الإسرائيليين إليهم أكثر صعوبة.
مصدرٌ آخر معنيّ بالشأن العسكري تحدث أيضاً كاشفاً عن أساليب بدائية قد يعتمدها الحزبُ في عمليات التواصل، أبرزها استخدام أجهزة قديمة جداً من الصعب جداً ارتباطها بأي تكنولوجيا جديدة قد تساهم في عملية الخرق.
بحسب المصدر عينه، فإن الحزب يستخدم أجهزة تشويش معينة لتعطيل أي إشارات اتصالية تؤسس لعملية خرق معينة، محذراً من أن الخطوة التي يقوم بها عناصر وقادة الحزب والمتمثلة بـ"إطفاء الهواتف" خلال وقت واحد ضمن أي اجتماع أو على مسافة قريبة من مكانٍ يتحدد فيه لقاء عسكري، سيمثل بمثابة إشارة لإسرائيل بأن هناك هدفاً ما قد دخل دائرة الخطر والاستهداف.
إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن تفسير الحرب الأمنية بين "حزب الله" وإسرائيل بـ"المعقدة جداً"، ويقول مرجعٌ عسكري سابق لـ"لبنان24" إنّ مضمون ما يجري يجب أن يُدرّس في الجامعات ومراكز الأبحاث نظراً لوجود عناصر غير عادية بحاجة لتفسير وتحليل بغية فهمها وأقله شرحها ضمن الكليات العسكرية.
وبالعودة إلى ما يمكن أن يساهم في تعزيز "حزب الله" حماية قادته، فيقول الخبير الأول إنّ أفضل طريقة هي تجنّب عناصر وقادة الحزب الأماكن المحاطة بالسكان خصوصاً تلك يوجد فيها هواتف أو أجهزة اتصالات، ويضيف: "الأخطر هو أن بصمة الصوت تحت الرصد، وفي حال تم سماع تلك العائدة لقائدٍ معين عبر هاتف ما، فإنه سيجري تحليلها فوراً وتحديد مكانها وبالتالي إرسال الطائرة المسيرة  لتنفيذ الاغتيال".
وأكمل: "لذلك، فإنّ تجنب العناصر والقادة الكلام في محيط مليئ بالأجهزة الالكترونية هو الأكثر ضمانة لهم لأن البصمة الصوتية يمكن أن تكشف مكانهم أو تحركاتهم".
الأمور الاستخباراتية هذه برمّتها لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام على صعيد الحزب، فالإستفادة من الثغرات القائمة أمرٌ مطلوب وضروري، فيما معالجة الثغرات هي الأمر الأكثر أهمية. بالنسبة للمصدر، فإنّ تعاطي الحزب مع عملية التأهيل المقبلة ستكون استخباراتية بامتياز، وستغدو أيّ مواجهة مُقبلة مرتبطة بالحرب الأمنية التي يتبين حتى الآن أن إسرائيل تستغلها لعمليات التصفية بالدرجة الأولى.
عملياً، فإن الخطر سيكون كبيراً إن لم يتم تدارك هذه الحرب بحيثياتها، فيما الأنظار تتجه إلى محاولات الحزب مع الإيرانيين تطوير التكنولوجيا التي تؤسس لخوادم اتصالات جديدة جديدة وأجهزة متطورة يصعب اختراقها بسهولة من قبل إسرائيل. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

فرصة لمقاطعة إسرائيل.. هكذا علّق حزب مغربي على مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت

اعتبر حزب "العدالة والتنمية" المغربي، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق، يوآف غالانت، هو: "فرصة تاريخية للدولة المغربية ولكل الدول العربية والإسلامية لتصحيح ما يجب تصحيحه، وقطع كل العلاقات مع الكيان الغاصب ومع مسؤوليه مجرمي الحرب".

وأضاف الحزب المغربي، عبر بيان له، أن هذه أيضا "فرصة لكل دول العالم للاصطفاف في الجانب الصحيح من التاريخ والوقوف في وجه هذا الكيان العنصري الاستيطاني الذي أصبح مسؤولوه مطلوبون كمجرمي حرب لدى المحاكم الدولية".

وأردف الحزب، في البيان نفسه، الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية، فرصة أيضا لـ"التعجيل بإيقاف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وتمكينه من حقه المشروع في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وفيما نوّه الحزب بالدول التي أعلنت أنها ستنفذ قرار المحكمة وستعتقل مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت؛ دعا جميع دول العالم وخصوصا منها المصادِقة على "ميثاق روما"، لتحمل مسؤولياتها القانونية والالتزام بتعهداتها وذلك بمتابعة تنفيذ القرار لإعادة الاعتبار للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني والانتصار للعدالة الجنائية، بما يحقق مبدأ عدم الإفلات من العقاب، وأن لا أحد فوق القانون.

وأكد الحزب الذي يتزعّمه رئيس الحكومة المغربية الأسبق، عبد الإله بن كيران، أنه تلقّى بارتياح كبير مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، أمس الخميس، في حق مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت، وذلك بسبب وجود ما اعتبرته المحكمة "أسبابا منطقية للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة".


كذلك، أتى قرار الجنائية الدولية، بسبب أنهما: "أشرفا على هجمات على السكان المدنيين في قطاع غزة، وعلى استخدام التجويع كسلاح حرب، والقتل والاضطهاد، وغيرها من الأفعال غير الإنسانية".

وتابع البيان نفسه، أن حزب العدالة والتنمية يجدّد مواقفه الثابتة الداعمة للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني، فيما دعا إلى "قطع كل العلاقات وإلغاء كل الاتفاقيات مع هذا الكيان الغاصب".

وأعلن الحزب المغربي: "انتصار العدالة الجنائية الدولية بالرغم من كل الضغوطات الظاهرة والمستترة التي واجهتها المحكمة، وإصدارها مذكرة باعتقال أكبر مسؤولي الكيان الصهيوني، وإدراجهما بذلك في سجل مجرمي الحرب، يؤكد أن هذا الكيان كيان محتل وغاصب وهمجي، وأن الشعب الفلسطيني يتعرض لعملية إبادة جماعية وهو يقاوم من أجل تحرير أرضه من نير الاستعمار الصهيوني".

واسترسل: "مقاومته المشروعة وتضحياته الجسيمة كسرت كل الحصانات التي طالما استأثر بها الكيان الصهيوني بدعم من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، والتي سمحت له بمواصلة جرائمه تحت عناوين مضللة من مثل الدفاع عن النفس، ومواجهة معاداة السامية، وهي عناوين جعلته يسمو فوق جميع المواثيق والمؤسسات الأممية والشرائع السماوية، ويفلت في كل مرة من العقاب، وهو ما لم يعد ممكنا اليوم".


وأكد: "هذا القرار الجنائي الدولي يمثل إدانة قانونية وأخلاقية تاريخية وغير مسبوقة للكيان الصهيوني، وهو في نفس الوقت إدانة لكل الدول الغربية التي زرعت هذا الكيان في قلب الأمة العربية والإسلامية، والتي ما زالت ترعاه وتمده بأعتى الأسلحة وبالدعم الاستخباراتي والمالي والدبلوماسي والسياسي، وهي بذلك شريكة بطريقة مباشرة قانونيا وأخلاقيا في جرائم القتل والتهجير والاغتيالات والتطهير العرقي وجرائم الإبادة الجماعية".

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • برمة ناصر: بيان مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي غير شرعي والقرار الذي اتخذ في مواجهة إسماعيل كتر جاء بعد مخالفات واضحة، تتجاوز صلاحياته كمساعد الرئيس
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • ذي نيويوركر: لبنان يدفع ثمنا باهظا للحرب مع إسرائيل وأنصار حزب الله ثابتون
  • فرصة لمقاطعة إسرائيل.. هكذا علّق حزب مغربي على مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
  • العوادي: العراق يواجه تهديدات أمنية خطيرة من قبل إسرائيل
  • لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
  • في خطوة مفاجئة.. ”عيدروس الزبيدي” يلتقي قيادات حزب ”التجمع اليمني الإصلاح” ويتعهد بتعزيز التعاون مع الحزب!
  • النيابة العامة الإسرائيلية تقدم لائحة اتهام بحق المتحدث باسم نتنياهو بتهمة تسريب معلومات أمنية بهدف المس بأمن إسرائيل
  • توم بيرييلو: تأهل المنتخب السوداني لأمم إفريقيا مثال آخر على الروح السودانية التي لا تقهر في مواجهة الشدائد