كمالا هاريس والملفات الدولية.. أبرز المواقف
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
إذا أصبحت كمالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة، فإنها ستدخل بسجل حافل من المواقف بشأن السياسة الخارجية الأميركية، حددته فترة عملها عضوة في مجلس الشيوخ خلال رئاسة دونالد ترامب، وكنائبة للرئيس في إدارة جو بايدن.
ومن المتوقع أن تواصل هاريس دعمها القوي للجهود الحربية في أوكرانيا، وتستمر في تعزيز التحالفات في آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة الصعود الجيوسياسي للصين.
كما أنها ستواصل تقديم الدعم القوي لإسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
لكن في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قد تكون هاريس أكثر تعاطفا مع محنة الفلسطينيين، وهو ما يمكن أن يخفف من حدة الغضب لدى الناخبين العرب الأميركيين وغيرهم ممن ينتقدون الدعم القوي الذي قدمه بايدن للجهود الحربية الإسرائيلية في غزة.
قبل أن تصبح عضوة في مجلس الشيوخ، أمضت هاريس معظم حياتها المهنية مسؤولة عن إنفاذ القانون.
ووصلت هاريس إلى منصب نائبة الرئيس بخبرة قليلة نسبيا في السياسة الخارجية، مما جعلها تعتمد على مستشاريها، الذين هم تقليديون إلى حد كبير، وفقا لجيم تاونسند، المسؤول السابق في البنتاغون وحلف شمال الأطلسي، والذي تحدث إلى مجلة بوليتكو.
وقال تاونسند إن هاريس "لا تملك في الواقع خلفية في مجال الدفاع أو السياسة الخارجية، لذا فهي تعتمد حقا على مستشاريها".
وقال النائب عن واشنطن، آدم سميث، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، والذي أيد اختيار خليفة لبايدن، إن تمثيل هاريس لبايدن في ميونيخ يثبت أنها مستعدة للمسرح العالمي.
وقال سميث إن هاريس "كانت المتحدثة الرئيسية باسم الإدارة الأميركية في مؤتمر ميونيخ الأمني، حيث دافعت عن دورنا في أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي وفي العالم، وكانت قوية حقا".
ويقول المناصرون إن الوقت الذي قضته هاريس في عهد بايدن كان أيضا ميزة إضافية مكنتها من تعزيز قدراتها وفهمها للملفات الخارجية، إذ التقت بأكثر من 150 زعيما أجنبيا.
ويعتبر بايدن متمرسا في السياسة الخارجية، وكان حريصا على تمثيل الولايات المتحدة كقوة قائدة للعالم، وهو ما شكل فرصة لهاريس كي تكتسب بعض المهارات في التعامل مع الملفات الدولية.
كانت هاريس واضحة في دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكنها شددت على أهمية حماية المدنيين الأبرياء. هذا التوازن الحذر قد يكون مفتاحا لكسب دعم أوسع في الداخل والخارج.
وكعضوة في مجلس الشيوخ، أعربت هاريس عن مشاعر أقل تشددا من بايدن بشأن الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.
وقد تؤدي بعض مواقفها الصارمة، بما في ذلك تجاه السعودية والهند وتركيا، إلى تعقيد تفاعلاتها مع حلفائها في الشرق الأوسط وآسيا، وفق خبراء أميركيين.
وبشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أعربت هاريس، حين كانت عضوة في مجلس الشيوخ، عن دعمها لحل الدولتين، كما دعمت اتفاقيات إبراهيم.
وحين أصبحت نائبة لبايدن، أعربت هاريس سرا عن أن إدارة بايدن بحاجة إلى اتخاذ موقف أقوى ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بعد ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في حرب إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة.
وبرزت هاريس كواحدة من أوائل القادة البارزين في إدارة بايدن الذين دعوا إلى وقف مؤقت فوري لإطلاق النار في مارس.
ووجهت هاريس أشد توبيخ لطريقة تعامل إسرائيل مع تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، ووصفت الصراع بأنه "كارثة إنسانية" للمدنيين الأبرياء.
ومع ذلك، تتمتع هاريس أيضا بعلاقات قوية مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. وزوجها، دوغ إيمهوف، هو يهودي كان له دور بارز كحلقة وصل مع الجالية اليهودية الأميركية، وتحدث عن جهود إدارة بايدن في مكافحة معاداة السامية.
وفي الملف الإيراني، دعمت هاريس اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 مع إيران لكبح جماح برنامج طهران النووي.
وأدانت هاريس الضربة العسكرية التي استهدفت الجنرال الإيراني الكبير، قاسم سليماني، في يناير 2020، وشاركت في رعاية تشريع غير ناجح لمنع مزيد من الأعمال العسكرية ضد القادة والأهداف الإيرانية.
Soleimani was an enemy of the U.S., but President Trump's actions put more American lives at risk and could lead to a new war in the Middle East — with no plan for what happens next. The Administration must fully brief and make its case to Congress ASAP.
— Vice President Kamala Harris (@VP) January 3, 2020وحين تعرضت إسرائيل لهجوم بالطائرات من دون طيار والصواريخ الإيرانية في أبريل، أكدت هاريس على دعم أميركا "الصارم" لأمن إسرائيل.
وقالت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "نقف مع شعب إسرائيل في الدفاع عن نفسه ضد هذه الهجمات".
وفي ما يتعلق بالسعودية، انضمت هاريس إلى التقدميين بشأن التشريع الذي يقيد مبيعات الأسلحة والمساعدات العسكرية للرياض بسبب دورها في الحرب الأهلية اليمنية ومقتل الصحفي السعودي وكاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست، جمال خاشقجي.
ودعمت هاريس التشريع لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، والتي كانت مصدرا للتوتر بين تركيا وأرمينيا العضوتين في الناتو لمدة قرن من الزمان.
الصين وآسيامن المتوقع أن تواصل هاريس سياسة إدارة بايدن الصارمة تجاه الصين، مع التركيز على تقليل الاعتماد الاقتصادي على بكين، وتعزيز حقوق الإنسان في هونغ كونغ. كما أنها عبرت عن دعمها الواضح لتايوان في مواجهة التهديدات الصينية.
وفي كلمة ألقتها خلال رحلة استغرقت سبعة أيام إلى سنغافورة وفيتنام في عام 2021، قالت هاريس: "نعلم أن بكين تواصل الإكراه والترهيب والمطالبة بالغالبية العظمى من بحر الصين الجنوبي".
وأضافت أن "تصرفات بكين تواصل تقويض النظام القائم على القواعد وتهدد سيادة الدول". وأكدت أن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب حلفائنا وشركائنا في مواجهة هذه التهديدات".
وجاءت زيارة هاريس إلى سنغافورة، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، والتي تضم قاعدة بحرية أميركية رئيسية في جنوب شرق آسيا، في أعقاب زيارات وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، إلى آسيا.
وكانت إدارة بايدن حريصة على طمأنة الحلفاء الآسيويين القلقين بشأن سياسات الصين الحازمة في المنطقة، خاصة في أعقاب الانسحاب العسكري الأميركي الفوضوي من أفغانستان.
وحين كانت عضوة في مجلس الشيوخ، انتقدت هاريس نهج ترامب تجاه بكين، وأخبرت نائب الرئيس، مايك بنس، خلال مناظرة نائب الرئيس في عام 2020 أن ترامب "خسر تلك الحرب التجارية".
وقالت حينها إن التعرفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب تضر بالاقتصاد الأميركي من دون إعادة التوازن إلى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
لكن هاريس كانت دائمة الداعية إلى مواجهة الخطر الصيني، مع التركيز على تقليل مدى اعتماد الاقتصادات الغربية على الصين.
ومن المرجح أن تواصل هاريس في حال فوزها بالرئاسة الأميركية الدعم غير الرسمي لتايوان، خاصة في أعقاب التهديدات العسكرية الصينية المتزايدة.
وفي سبتمبر 2022 أكدت هاريس أن الولايات المتحدة "ستواصل دعم الدفاع عن النفس لتايوان، بما يتوافق مع سياستنا طويلة الأمد".
منذ أن أصبحت نائبة للرئيس، تحدثت هاريس مع كل من الزعيم الصيني، شي جين بينغ، ورئيس تايوان، لاي تشينغ تي.
وقالت هاريس إنها التقت مع شي على هامش اجتماع قادة أبيك في عام 2022 حيث حثته على "الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة لإدارة المنافسة بين بلدينا بشكل مسؤول".
وانتقدت هاريس مضايقات الصين المستمرة للسفن الفلبينية في مياه مانيلا في بحر الصين الجنوبي خلال زيارة للفلبين في عام 2022.
وخلال تلك الرحلة، زارت هاريس جزيرة مجاورة للمياه حيث يهدد خفر السواحل الصيني بانتظام بعثات الإمداد الفلبينية إلى موقعها العسكري.
وكعضوة في مجلس الشيوخ قدمت هاريس بانتظام أو شاركت في رعاية تشريعات للحزبين لتعزيز حقوق الإنسان في ميانمار.
وانتقدت هاريس إدارة ترامب لعدم بذلها ما يكفي لكبح جماح التهديدات النووية لكوريا الشمالية.
ورغم أن والدتها هندية الأصل، انتقدت هاريس الحكومة الهندية حين كانت عضوة في مجلس الشيوخ.
لكن يبدو أن العلاقات بين هاريس وحكومة ناريندرا مودي تحسنت، إذ أشاد مودي بهاريس خلال زيارة دولة لواشنطن عام 2023.
الناتو وحرب أوكرانياأكدت هاريس مرارا على التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه حلف شمال الأطلسي، ودعمت بقوة الجهود الأوكرانية لصد العدوان الروسي.
هذا الدعم من المتوقع أن يستمر تحت قيادتها إذا انتخبت رئيسة لأميركا، مع التركيز على تعزيز التحالفات التقليدية للولايات المتحدة في أوروبا وآسيا.
وفي وقت سابق من هذا العام، تعهدت بأن الولايات المتحدة ستدعم قتال أوكرانيا "مهما استغرق الأمر".
وفي مؤتمر ميونيخ الأمني لعام 2022، قالت هاريس إن الولايات المتحدة لديها "التزام ثابت تجاه حلف شمال الأطلسي والتحالف".
وجاء الاجتماع في الوقت الذي حشدت فيه روسيا مئات الآلاف من قواتها على طول الحدود الأوكرانية، قبل أيام فقط من شن غزوها الشامل.
وقالت هاريس في عام 2022 إن "التزام أميركا بالمادة الخامسة صارم"، في إشارة إلى بند الدفاع المشترك في ميثاق الناتو الذي يدعو إلى التعامل مع الهجوم على أي عضو على أنه هجوم على الجميع. وأكدت أن "هذا الالتزام مقدس بالنسبة لي وللرئيس بايدن ولأمتنا بأكملها".
مستقبل القيادة الأميركيةبصفتها نائبة للرئيس، استفادت هاريس من خبرة الرئيس بايدن في السياسة الخارجية، وبنت علاقات قوية مع القادة الأجانب.
إذا تم انتخابها، ستسعى هاريس إلى مواصلة هذه الجهود، مع التركيز على بناء تحالفات قوية وتعزيز دور الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
وتدخلت هاريس كبديل للرئيس في العديد من التجمعات العالمية. حضرت قمة الآسيان 2023 ومؤتمر ميونيخ الأمني السنوي في 2022 و2023، حيث أظهرت دعمها للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مواجهة العدوان الروسي.
هذا الدور المتميز عزز من مكانتها كقائدة عالمية مستعدة لتولي مزيد من المسؤوليات.
وكان بايدن أعلن الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي لانتخابات نوفمبر المقبل، بعد أن شكك قادة ديمقراطيون في قدراته الصحية، ودعوه للانسحاب، خشية الخسارة أمام المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.
وعقب انسحابه، أعلن بايدن دعمه وتأييده لترشيح هاريس، لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.
وقال في صفحته على موقع (أكس)، "أود أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا، لتكون مرشحة حزبنا هذا العام.. أيها الديمقراطيون، حان الوقت للعمل معا وهزيمة ترامب.. هيا بنا نقوم بذلك".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة مع الترکیز على شمال الأطلسی الشرق الأوسط إدارة بایدن هاریس إلى هاریس فی عام 2022 فی عام
إقرأ أيضاً:
بعد أقل من 12 ساعة.. "الشركة المشغلة" تقاضي أمانة الشرقية بعد إعلان "إدارة المواقف"
أعلنت الشركة المشغلة للمواقف بالدمام والخبر، إنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد أمانة المنطقة الشرقية، وذلك بعد أقل من 12 ساعة على قرارها بإعلان مجانية المواقف في الخبر والدمام، وتولي إدارتها.
وقالت شركة "باتك" للاستثمار والأعمال اللوجستية إنها تعلن إيضاح شركتها التابعة شركة حلول المدن الذكية للاتصالات وتقنية المعلومات بشأن البيان الصحفي الذي وصفته بـ"المفاجئ" من قبل أمانة المنطقة الشرقية، أمس، حول تولي أمانة المنطقة الشرقية إدارة وتشغيل المواقف بالدمام والخبر اعتبارًا من أمس.
أخبار متعلقة من ”أم صليم“ إلى ”الخلاص“.. 400 كجم يوميًا إنتاج القطيف من ”الكنار“ضبط 4 مقيمين لترويجهم 1.3 كيلوجرام من مادة الشبو المخدر بالشرقيةوأضافت أن لشركتها التابعة "حلول المدن الذكية للاتصالات وتقنية المعلومات"، عقودًا استثمارية مبرمة لإنشاء وتطوير وتشغيل المواقف للعقد الاستثماري للشركة في مدينة الدمام والممتد إلى العام 2045م والعقد الاستثماري في محافظتي الخبر والظهران والممتد إلى العام 2044م.
ونوهت باتخاذ شركتها التابعة جميع الإجراءات النظامية والقضائية التي تحفظ حقوق الشركة ومكتسباتها لدى المحكمة الإدارية والجهات الرسمية ذات العلاقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «اليوم» ترصد استمرار عمل أجهزة الدفع رغم مجانية مواقف الدمام والخبر
الأمانة تدير المواقف
وكانت أمانة المنطقة الشرقية، قد كشفت أن المواقف العامة في مدينتي الدمام والخبر ستكون مجانية، وذلك اعتبارًا من أمس 25 فبراير 2025، ولحين الانتهاء من عملية إعادة التنظيم الشاملة التي تعتزم الأمانة تطبيقها.
وأعلنت الأمانة، عن توليها إدارة وتشغيل هذه المواقف، موضحة أن الهدف من هذه الخطوة هو تنظيم عملية الوقوف، وإتاحة خيارات أكثر سهولة ومرونة للمستفيدين، بالإضافة إلى معالجة بعض الممارسات السلبية من أصحاب المركبات الذين يشغلون المواقف لفترات طويلة.
المواقف مجانية أم برسوم؟
ورغم رد الفعل الإيجابي للجمهور، تجاه قرار الأمانة، إلا أن ها الخلاف يضع المواطنين والمقيمين، في حيرة، ويطرح سؤالًا هل المواقف مجانية أم شركة "حلول" ستتقاضى الرسوم، خاصة أنها ذكرت أن ملتزمة بإدارة المواقف لأن عقدها ما زال ساري.
في المقابل قالت أمانة الشرقية، إن قرارها يأتي أيضًا استجابةً لما رصدته من عدم رضا بين المواطنين والمقيمين على النموذج السابق لإدارة المواقف.
وأكدت أنها تسعى من خلال هذا الإجراء إلى تقديم نموذج جديد لإدارة وتشغيل المواقف يتسم بالسهولة والمرونة ويتيح خيارات متعددة أمام المستفيدين، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من المواقف المتاحة ويساهم في انسيابية الحركة المرورية في المدينتين.
حيرة المواطنين
رصدت ”اليوم“، أمس، استمرار تحصيل رسوم الوقوف في المواقف العامة بمدينتي الدمام والخبر، على الرغم من دخول قرار أمانة المنطقة الشرقية حيز التنفيذ، والذي يقضي بمجانية الوقوف اعتبارًا من أمس.
وأثار هذا الوضع تساؤلات بين المواطنين والمقيمين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي يشهد عادةً زيادة كبيرة في الإقبال على الأسواق والمراكز التجارية. وتساءل الكثيرون عن مصير المبالغ التي تم دفعها بعد صدور قرار الأمانة، مطالبين بتوضيح رسمي حول هذا الأمر.