لبنان ٢٤:
2025-01-17@07:33:12 GMT

لمصلحة مَن تفريغ الدولة؟

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

لمصلحة مَن تفريغ الدولة؟

الدولة بمؤسساتها الإدارية والمالية والعسكرية والقضائية خاوية أو تكاد. فلا رئيسًا للجمهورية، ولا حكومة تُترك تعمل لتسيير ما تيسّر من شؤون الناس، خصوصًا أن حاجاتهم كثيرة؛ ولا مجلسًا نيابيًا لا يحقّ له دستوريًا أن يشرّع لأنه هيئة انتخابية. وهذا الأمر محّل جدل سياسي لن ينتهي قبل أن يتمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية؛ ولا مؤسسات مالية منتظم عملها بعد الضجة التي أثيرت عقب الشائعة عن احتمال تقديم وزير المالية يوسف خليل استقالته لأسباب صحية وأخرى لها علاقة بما أصابه من قرف؛ وقد لا يكون وضع المؤسسات العسكرية أفضل حالٍ من المؤسسات المدنية من إدارية وتربوية وكل إدارة موكلة إليها مهمة الاهتمام بشؤون الناس الحياتية بدءًا من وزارة الاقتصاد مرورًا بوزارة الصناعة وصولًا إلى وزارة الزراعة ووزارة الطاقة، وما يتفرع عن كل هذه الوزارات من مشاكل لا عدّ لها ولا إحصاء، خصوصًا أن حاجة هؤلاء الناس إلى الأمن الاجتماعي يتزايد يومًا بعد يوم بفعل الضغط، الذي يتعرّضون له عند كل استحقاق وعند كل منعطف.


ولأن حاجة الناس إلى أدنى مقومات الصمود كثيرة وملحّة وضرورية ولا تحتمل التأجيل والتسويف والترقيع فإن الحاجة إلى ملء الشواغر تبدو أكثر من ضرورة في هذه الظروف العصيبة، التي يمر بها الوطن وأبناؤه المصرّون على ألا يفقدوا الأمل على رغم ما يعترضهم من صعوبات ومشقات وعثرات.
وإذا كان جميع الأفرقاء السياسيين يقرّون ويعترفون بأن البلاد "مكربجة" بفعل عدم توافقهم على أن يكون لديهم رئيس للجمهورية فلماذا لا يبادرون إلى تحقيق ولو خطوة إنقاذية صغيرة، إذ ليس المطلوب بطولات غير متوافرة لها ظروف النجاح في الوقت الراهن، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فنواب الأمة المعطّلة ارادتهم بدرجات متفاوتة غير قادرين على أن يجلسوا جنبًا إلى جنب ليبحثوا عن الطريقة الفضلى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. فالحوار الذي يدعو إليه الرئيس نبيه بري كشرط أساسي لفتح أبواب المجلس النيابي غير محقّق بفعل إصرار نواب "المعارضة" على تطبيق الدستور بحرفيته من دون زيادة حتى فاصلة واحدة على المواد، التي تحدّد آلية انتخاب رئيس للجمهورية، مع رفضها تكريس أعراف قد تصبح أقوى من الدستور والقوانين، مع ترحيبها بأي مشاورات خلال انعقاد الجلسات الانتخابية.
ولأن "المعارضة" ترفض حوار الرئيس بري فإن أي لقاء ثنائي بين نواب "الممانعة" ونواب الضفة الأخرى لن يحصل، وإن حصل، فلأجل الشكليات والصور فقط. وهذا ما كان يحصل في اللقاءات الحوارية في قصر بعبدا أو في عين التينة. وهذا ما يؤسف عليه، وإن كان الأسف لا يفيد في هكذا ظروف، التي تتطلب إرادة جامعة لتدبير شؤون البيت الداخلي قبل أن ينهار سقفه المتهالك على رؤوس الجميع.
 فالبلاد تعيش في الفراغ النصفي أو إذا صح التعبير في حال من الشلل النصفي. وإذا لم يُملأ الفراغ الرئاسي فإن الشلل سيتمدّد شيئًا فشيئًا إلى سائر المواقع الحسّاسة، سواء في قيادة الجيش، إذ أن التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون لسنة جديدة يبدو أصعب بكثير من المرّة السابقة لأسباب كثيرة، ومن بينها عدم التوافق بين "المعارضة" والرئيس بري، أو في المديرية العامة للأمن العام، أو في حاكمية مصرف لبنان بعد أن تنتهي ولاية الحاكم الحالي وسيم منصوري، الذي يتولى مسؤولية الحاكم بالإنابة، أو في المجلس العسكري، أو في مجلس القضاء الأعلى، أو على مستوى المديريات العامة في أكثر من وزارة.
ومتى ما وقع الشلل التام فإن المعالجة بالتداوي بالأعشاب والمسكنات لا تعود تنفع بشيء، لأن الشفاء في مثل هذه الحال المتفاقمة يصبح أمرًا ميؤوسًا منه. ونسأل مع السائلين، وإن كنا متأكدين من أن الجواب لن يأتينا لا اليوم ولا غدًا ولا بعده: لمصلحة مَن تُفرّغ الدولة ومؤسساتها؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الأولى منذ سقوط الأسد.. ما دلالات الغارة التي نفذها التحالف الدولي في إدلب؟

أثارت الغارة التي نفذتها طائرة تابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن الأربعاء في ريف إدلب، تساؤلات لجهة دلالاتها وتوقيتها، وخاصة أنها تعد الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وكانت مصادر سورية قد كشفت عن هوية الشخصين المستهدفين بالغارة على أطراف مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي.

وبيت المصادر أن الطائرة استهدفت بصواريخ دقيقة شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، هما محمد فياض الذيبان، من بلدة الشيخ إدريس بريف سراقب شرقي إدلب، ونايف حمود عليوي، من بلدة العنكاوي في منطقة سهل الغاب شمال غربي حماة.

والذيبان الذي تعرض لإصابة قديمة أدت إلى بتر قدمه، وفق المصادر يرتبط بتنظيم الدولة، أما الشخص الثاني فهو مدني.


من جهته، أشار مصدر في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن الذيبان المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تلقى تعليمات لإعادة نشاط خلايا تتبع للتنظيم في إدلب، وكان يخضع للمراقبة من قبل "التحالف الدولي".

خطوة متقدمة ضد "داعش"
ويرى الباحث في الجماعات الإسلامية عرابي عرابي، أن الهجوم يهدف إلى منع خلايا تابعة لتنظيم الدولة من إعادة نشاطها وتجميع صفوفها، موضحا لـ"عربي21" أن "الضربة تعرقل بناء سلسلة القيادة للتنظيم".


وقال الباحث إن الضربة هي "خطوة متقدمة" من التحالف، وذلك بعد أيام من ظهور خلايا التنظيم عبر التخطيط لعملية تفجير داخل مقام السيدة زينب في دمشق، وهو الهجوم الذي أعلنت الأجهزة الاستخباراتية التابعة لـ"إدارة العمليات العسكرية" عن إحباطه الأسبوع الماضي.

وكان مصادر حقوقية سورية قد حذرت من استغلال أطراف إقليمية لخلايا تنظيم الدولة "داعش"، في تفجيرات هدفها إشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري.

ملاحقة المتشددين
يرى الخبير العسكري وعميد كلية العلوم السياسية في "الجامعة الأهلية" عبد الله الأسعد، أن الغارة الأولى من نوعها بعد سقوط النظام، تؤشر إلى استمرار "التحالف الدولي" بملاحقة المتشددين وخلايا التنظيم.

وقال الأسعد لـ"عربي21": يبدو أن هناك حالة من الإصرار من قبل "التحالف الدولي" على استهداف خلايا التنظيم، وعناصر الجماعات المتشددة، رغم التطورات التي حدثت في سوريا.

وأضاف أن "التحالف الدولي" يقول إن "لدينا معرفة واسعة بما يجري في إدلب وغيرها، واستهداف الذيبان المرتبط سابقاً بتنظيم الدولة، هو الدليل".

الفراغ في إدلب
أما المحلل السياسي فواز المفلح، يشير في حديثه لـ"عربي21" إلى المخاوف من استغلال خلايا التنظيم للفراغ في إدلب، بسبب انشغال "هيئة تحرير الشام" بإدارة كل سوريا، بعد تمكنها برفقة الفصائل من إسقاط النظام.


وأوضح أن إدلب من المناطق التي تتواجد بها خلايا تتبع للتنظيم، حيث قتل فيها أكثر من مسؤول بارز، مثل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وخليفته "القرشي".

ويعتقد المفلح أن "التحالف" زاد من مراقبة تحركات التنظيم في إدلب خاصة، وفي سوريا عامة بعد انهيار نظام الأسد.

ووفق مراكز أبحاث غربية، فقد منح انهيار نظام الأسد "المفاجئ" تنظيم الدولة "فرصة جديدة"، حيث استولى على مخزونات من الأسلحة والمعدات التي خلفها جيش النظام السوري والميليشيات الموالية له، بينما أكد خبراء أن "التنظيم يعمل حاليا على تدريب مجندين جدد وحشد قواته في الصحراء السورية، في محاولة لإحياء مشروعه".

مقالات مشابهة

  • الأولى منذ سقوط الأسد.. ما دلالات الغارة التي نفذها التحالف الدولي في إدلب؟
  • الخارجية السودانية: نرفض ونستنكر العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان
  • محمد بن زايد والسيسي: العمل من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة لمصلحة شعوبها
  • الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ
  • وكيل «أوقاف مطروح»: علم المواريث ينزع الخلاف بين الناس ويصل الأرحام
  • محمد بن زايد يؤكد دعم الدولة للاختراعات والابتكارات التي تخدم التنمية
  • أفراح في غزة| مصر تنجح في ملف المفاوضات.. وخبير: الدولة الوحيدة التي حافظت على القضية
  • تفريغ كاميرات المراقبة في واقعة مصرع مسعف وسائق بطريق الواحات
  • قنوات مغرضة
  • “فصل جديد”.. رئيس الحكومة اللبنانية المكلف يتحدث عن التحديات التي تواجهها البلاد