سلط كبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي.

في صحيفة "الجمهورية"، أكد رئيس التحرير عبد الرازق توفيق أن القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭.. ‬تطهير‭ ‬المنابر‭ ‬من‭ ‬أئمة‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭.. ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭.. ‬ترسيخ‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.

. ‬إنهاء‭ ‬الأزمات‭ ‬والمعاناة‭ ‬العميقة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭.. ‬معالجة‭ ‬فكرية‭.. ‬حولت‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬المحبة‭ ‬والتعايش‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والمواطنة.

وقال توفيق - في مقاله بعنوان "الرؤية‭ ‬الشاملة.. ‬ودولة‭ ‬التسامح"- "إنه لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتتحول‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والفتن‭ ‬والتعصب‭ ‬والتطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬إلى‭ ‬واحة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬ولكنه‭ ‬تحقق‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬أدركت‭ ‬أبعاد‭ ‬أزمة‭ ‬ومعاناة‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.. ‬تحركت‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المسارات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والفكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التنموية‭ ‬بل‭ ‬وبناء‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رسخ‭ ‬في‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسي»‬‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭.. ‬والحوار‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬عقيدة‭ ‬مصرية‭ ‬وسياسة‭ ‬تنتهجها‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬الخارجية‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭.‬

وأضاف توفيق أن مصر‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجا‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الفتن‭.. ‬والتعصب‭ ‬والتشدد‭ ‬والتطرف‭ ‬وكيفية‭ ‬اجتثاث‭ ‬جذور‭ ‬الإرهاب‭.. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬دولا‭ ‬تنشد‭ ‬وتتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الأخذ‭ ‬بالتجربة‭ ‬المصرية‭.. ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬الروح‭ ‬المصرية‭ ‬المتسامحة‭ ‬والطيبة‭ ‬والمنفتحة‭ ‬والوسطية‭ ‬التي‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬التعايش‭ ‬وهضم‭ ‬جميع‭ ‬الثقافات‭ ‬ولطالما‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجاليات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بمصر‭ ‬بتاريخ‭ ‬وذكريات‭ ‬عظيمة‭.. ‬ورصيد‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬مع‭ ‬المصريين‭ ‬وجاءت‭ ‬شهاداتهم‭ ‬صفحة‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬كرم‭ ‬وطيبة‭ ‬وتسامح‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭.‬

‭ ‬تجربة ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسي»

وأشار إلى أن‭ ‬تجربة ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسي»‬‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭.. ‬مثال‭ ‬ونموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬وهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬والمقاربة‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬محاور‭ ‬كثيرة‭.. ‬جديرة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬محطا‭ ‬وعلى‭ ‬طاولة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭.. ‬ومنذ‭ ‬تأسيس‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬نزع‭ ‬هوية‭ ‬المصريين‭.. ‬وتحريف‭ ‬ملامح‭ ‬وأبعاد‭ ‬ومكونات‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭.. ‬وسعت‭ ‬إلى‭ ‬زرع‭ ‬الفتن‭ ‬وترسيخ‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭.. ‬وتثبيت‭ ‬أقدام‭ ‬الفكر‭ ‬الإرهابي‭ ‬والإجرامي‭.. ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬الغريبة‭ ‬والشاذة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬تهديدا‭ ‬للوطن‭ ‬ووضعه‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الضياع‭.‬

وتابع ‬أن‭ ‬إنجاز‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬واحة‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬ونبذ‭ ‬التعصب‭ ‬والتطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬المرتكز‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬حقيقي‭.. ‬ووعي‭ ‬وإدراك‭ ‬وفهم‭ ‬صحيح‭ ‬لأبعاد‭ ‬تحديات‭ ‬الوطن‭ ‬وأيضا‭ ‬إدراك‭ ‬جوهر‭ ‬الأديان‭ ‬المتسامح‭ ‬الذي‭ ‬يحض‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬وروحه‭ ‬وسلامته‭.. ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬له‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬حقيقي‭.. ‬ومحو‭ ‬مخلفات‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬الفكرية‭ ‬الفاسدة‭ ‬التي‭ ‬أغرقت‭ ‬دولا‭ ‬كثيرة‭ ‬بالانقسام‭ ‬والخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والقتل‭ ‬وراحت‭ ‬ضحيتها‭ ‬دول‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬الضياع‭ ‬والسقوط‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬اللاعودة‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ‬والأبرز‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬ترسيخ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭.. ‬كيف‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬والمتشدد‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬حقيقي‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬آفة‭ ‬الفتن‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬شركاء‭ ‬الدفاع‭ ‬والبناء‭ ‬عن‭ ‬وجوده‭ ‬وهويته‭.. ‬وتقدمه‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬والمستقبل‭ ‬الواعد؟.

وأوضح أن‭ ‬هناك‭ ‬جهودا‭ ‬خلاقة‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المحاور‭ ‬المهمة‭.. ‬لفرضها‭ ‬بمنتهى‭ ‬الموضوعية‭ ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬عظيمة‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬بالأمس‭ ‬سلطان‭ ‬البهرة‭ ‬خلال‭ ‬استقبال‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬له‭ ‬يجسد‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬حقائق‭ ‬ونجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.. ‬فالسلطان‭ ‬مفضل‭ ‬سيف‭ ‬الدين‭ ‬ثمن‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬للمواطنة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬للجميع‭ ‬مناخا‭ ‬مستقرا‭ ‬للسلام‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬مشيدا‭ ‬بإيمان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬بأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بمختلف‭ ‬مذاهبها‭ ‬وأعراقها‭ ‬وانفتاح‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأديان‭ ‬والطوائف‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬شعبها‭ ‬العريق‭ ‬وحضارته‭ ‬الفريدة‭ ‬وفهمه‭ ‬الصحيح‭ ‬للدين‭.‬

وأكد توفيق أن هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭.. ‬ولكنها‭ ‬تجسد‭ ‬حقيقة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬يلمسها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭.. ‬وصيت‭ ‬ذائع‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أسباب‭ ‬نجاح‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والإرهاب‭.. ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل‭.. ‬كالتالي‭:‬
أولا:‬‭ ‬وجود‭ ‬قيادة‭ ‬سياسية‭ ‬وطنية‭ ‬شريفة‭ ‬ومخلصة‭.. ‬أدركت‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬فتن‭.. ‬وتشدد‭ ‬وتطرف‭ ‬وإرهاب‭ ‬يراد‭ ‬به‭ ‬شر‭ ‬مستطير‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭.. ‬لذلك‭ ‬امتلك‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬والحسم‭.. ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬واقتلاع‭ ‬جذوره‭.. ‬فتصدي‭ ‬الجيش‭ ‬العظيم‭ ‬والشرطة‭ ‬الوطنية‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطهير‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬خاصة‭ ‬سيناء‭.. ‬ورغم‭ ‬التكلفة‭ ‬والثمن‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬أبطال‭ ‬مصر‭.. ‬من ‬‬رجال‭ ‬أوفياء‭ ‬جادوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬ودمائهم‭ ‬فداء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والكرامة‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬حيث‭ ‬استشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬بطل‭.. ‬وأصيب‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬12‭ ‬ألفا‭ ‬من‭ ‬أبطالنا‭ ‬الشرفاء‭.‬

ثانيا:‬‭ ‬إرادة‭ ‬التطهير‭.. ‬واقتلاع‭ ‬جذور‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬والمتشدد‭ ‬والمتاجرات‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬واتخاذه‭ ‬ستارا‭ ‬لتزييف‭ ‬الوعي‭.. ‬وإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭.. ‬لذلك‭ ‬حرصت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬تطهير‭ ‬مساجدها‭ ‬من‭ ‬أئمة‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬وإسناد‭ ‬الأمر‭ ‬للأئمة‭ ‬الذين‭ ‬تلقوا‭ ‬العلم‭ ‬الصحيح‭.. ‬وعلى‭ ‬إلمام‭ ‬ودراية‭ ‬بالدين‭ ‬الوسطي‭ ‬وفهم‭ ‬صحيح‭ ‬لغايات‭ ‬وأهداف‭ ‬الدين‭.. ‬ممن‭ ‬يمتلكون‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والتبحر‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الدين‭.‬

ثالثا:‬‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الرؤية‭ ‬مرتكزة‭ ‬على‭ ‬الأبعاد‭ ‬التنموية‭ ‬والاقتصادية‭.. ‬ولذلك‭ ‬قاد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬متزامن‭ ‬للحرب‭ ‬على‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والإرهاب‭.. ‬وإصلاح‭ ‬شامل‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬والمجالات‭.. ‬أحدثت‭ ‬تطورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الزراعة‭ ‬والصناعة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭.. ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭.. ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬كثيرة‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭.. ‬وتوسعت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬حماية‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجا‭.. ‬أو‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬الكسب‭.. ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وأصبحت‭ ‬هناك‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى.. ‬وأيضا‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬خلاقة‭ ‬للحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬سواء‭ ‬مؤسسة‭ ‬ ‮«‬حياة‭ ‬كريمة»‬‭ ‬وجهود‭ ‬التحالف‭ ‬الوطني‭ ‬للعمل‭ ‬الأهلي‭ ‬والتنموي.. ‬ومشروع‭ ‬مصر‭ ‬الأعظم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭.

رابعا:‬‭ ‬إنهاء‭ ‬عقود‭ ‬المعاناة‭ ‬والأزمات‭.. ‬والارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين‭.. ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬سي‮»‬‭ ‬والعشوائيات‭ ‬وقوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬واتباع‭ ‬سياسة‭ ‬المصارحة‭ ‬والمكاشفة‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬لإحاطتهم‭ ‬بالتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وجهودها‭ ‬الخلاقة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭.. ‬وإبراز‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العوائد‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬المواطن‭ ‬وغيرت‭ ‬حياته‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬وأنهت‭ ‬عقود‭ ‬المعاناة‭.. ‬خاصة‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬وتوفير‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.. ‬وإنهاء‭ ‬الطوابير‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭.‬

خامسا:‬‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬المواطنة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬والتفرقة‭.. ‬ودعم‭ ‬مبادئ‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬بلا‭ ‬تمييز‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ديني‭ ‬ولا‭ ‬تفرقة‭ ‬بين‭ ‬مواطن‭ ‬وآخر‭ ‬سوى‭ ‬بالجدارة‭.. ‬وإنهاء‭ ‬عقود‭ ‬الفساد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬التي‭ ‬أشعرت‭ ‬المواطن‭ ‬بأجواء‭ ‬الظلم‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬أبنائها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.. ‬فالمسجد‭ ‬والكنيسة‭ ‬متجاوران‭.. ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬وفي‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭.. ‬والاستشهاد‭ ‬من‭ ‬أجله‭.. ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬ملحمة‭ ‬البناء‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬ومسيحي‭.. ‬الجميع‭ ‬مصريون‭.. ‬إنها‭ ‬عقيدة‭ ‬مصرية‭ ‬لشركاء‭ ‬الوطن‭.. ‬واختفت‭ ‬طيور‭ ‬الفتن‭ ‬والظلام‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬الوقيعة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مناخ‭ ‬فكري‭ ‬وثقافي‭ ‬وخطاب‭ ‬إعلامي‭ ‬وطني‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭.. ‬فالجميع‭ ‬متساوون‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭.‬

وأوضح عبد الرازق توفيق أنه من‭ ‬هنا‭ ‬أصبحت‭ ‬مصر‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والمواطنة‭.. ‬وباتت‭ ‬نموذجا‭ ‬فريدا‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬وقبلة‭ ‬للباحثين‭ ‬عن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬والتشدد‭ ‬والتطرف‭.. ‬ولديها‭ ‬تجربة‭ ‬ملهمة‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭.. ‬وبناء‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الشامل‭.. ‬إنها‭ ‬رؤية‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭.. ‬أنهت‭ ‬معاناة‭ ‬وفتن‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.. ‬وبات‭ ‬المصريون‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.‬

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

كيف صاغ حكام مصر ومفكروها هويتها الوطنية؟ قراءة في كتاب

الكتاب: مصر الثقافة والهوية
المؤلف: خالد زيادة
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات


يقدم خالد زيادة، الباحث في التاريخ الاجتماعي والثقافي، دراسة حول تطور السياسة في مصر، وتطور دور وعلاقة المثقف بالسياسة منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى اليوم، عبر طرح أسئلة محورية تدور حولها فصول الكتاب من نوع: ما مدى مساهمة المثقف في بناء الدولة، ومساهمته في بلورة الفكرة الوطنية؟ وهل هو الذي صاغ الهوية الوطنية أم شارك قوى أخرى في صوغها؟. وهل المثقف مستقل حقيقة عن الدولة وقادر على أن يحدد بنفسه دوره ووظيفته بمعزل عن السلطة القائمة؟  وهل يبقى دور المثقف ثابتا دون تبديل حتى مع تبدل الظروف والتطورات التي تشهدها الدولة؟ وهل تصاعد دوره السياسي أو الاجتماعي يطغى على وظيفته الأساسية، أم أن انحسار هذا الدور يخفض من شأنه؟.

ويحاول زيادة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها باستعراض أبرز محطات التحول التاريخية التي عرفتها مصر، وما رافقها بناء الوطنية المصرية، وصراعات الهوية، وصعود دور المثقف وتحولاته وتراجعه واندثاره أمام الدولة والنظام الذي استحوذ على دور المثقف عبر إسكاته أو احتوائه، على حد وصفه.

الدولة الحديثة

يركز زيادة منهجيا على ثلاث حقبات كبرى مر بها العالم العربي وتحديدا مصر: الأولى هي مرحلة الإصلاح أو النهضة، التي شملت معظم سنوات النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والثانية هي المرحلة التي شهدت السعي إلى الاستقلال وبروز الوطنيات مع هيمنة نسبية للأفكار الليبرالية، والثالثة هي المرحلة التي استتبت فيها الأنظمة الوطنية.

ونظرا إلى كون هذه المراحل الثلاث كانت قصيرة لا يتجاوز كل منها سوى بضعة عقود، فإن الكثير من ال"المثقفين" أو من كانوا يمارسون المهن الفكرية عايشوا أكثر من مرحلة وتأثرت مواقفهم وآراءهم بهذه الحقب وبالانتقال من واحدة إلى أخرى، تبعا لما سمحت به كل واحدة من أدوار، وما وضعته من عوائق.

خلال العقدين الأخيرين من هذا القرن، نشأ مثقف غير مرتبط بخدمة الدولة، ولا هو موظف في إداراتها، وتكون رأي عام يناقض رأي الحاكم، حيث أدى كل ذلك إلى نشوء السياسة التي عبرت عن نفسها في أحزاب أو تيارات ليبرالية وإصلاحية.في مرحلة النهضة كانت الأدوار متاحة لأولئك الذين تلقوا تدريبا غربيا وأخذوا بعض علوم أوروبا حيث كانوا شركاء في مشروع الحاكم، وساهموا في بناء مؤسسات الدولة الحديثة. وخلال سنوات قليلة حدثت تطورات أنهت هذه الحقبة كان أبرزها إعلان الدستور في اسطنبول عام 1876، ثم تعليق العمل به، وقيام ثورة أحمد عرابي التي تلاها احتلال الانجليز لمصر عام 1882. وأدى ذلك إلى ظهور رأي عام يطالب بإعادة العمل بالدستور ومجابهة الاحتلال الأجنبي.

 يقول زيادة أنه خلال العقدين الأخيرين من هذا القرن، نشأ مثقف غير مرتبط بخدمة الدولة، ولا هو موظف في إداراتها، وتكون رأي عام يناقض رأي الحاكم، حيث أدى كل ذلك إلى نشوء السياسة التي عبرت عن نفسها في أحزاب أو تيارات ليبرالية وإصلاحية. لكن قبل ذلك يشير زيادة إلى ثلاثة عوامل مهدت أو أفضت إلى بناء الدولة الوطنية المصرية هي أولا بناء الجيش من المصريين في عهد محمد علي، وإنشاء جهاز إداري متخصص أصبحت العربية هي لغته الرسمية، والقوانين التي أصدرها محمد علي المتعلقة بملكية الأراضي، التي تم تطويرها بعد ذلك في عهد سعيد باشا، ومن بعده في عهد الخديوي إسماعيل، علما أن نظام الملكية العقارية، الذي كون فئة من المالكين كانوا جزءا من البيروقراطية الحكومية، هو الذي أفضي إلى تبلور الوطنية المصرية التي أخذت شكلها الدستوري في نهاية عهد اسماعيل ، و بروز خطابات الوطنية والدعوة إلى اعتماد دستور لمصر. ي

شير زيادة إلى أن بناء الدولة الحديثة كان لا بد أن يمر عبر تقليص الهيئات التقليدية أو تفكيكها التي كانت معروفة في الدولة السلطانية، ومنذ بداية الحملة الفرنسية على مصر وحتى نهاية عهد اسماعيل تغيرت مصر تغيرا كبيرا، فحل مكان العالم الأزهري الخبير المتخصص الذي يرتبط علمه بأهداف محددة مرتبطة بوظائف تتعلق بمصالح عامة. وحل مكان العسكر الذي يؤتى به من مناطق بعيدة جيش نظامي من أبناء مصر، وحل مكان المحاسبين الأقباط إداريون لا يقتصر عملهم على المحاسبة المالية وجمع أرقام الضرائب، بل تلقى على كواهلهم مهمات متعددة تتطلب معارف في الهندسة والطب والمالية، وغير ذلك.

يلفت زيادة إلى النهضة العلمية التي شهدتها مصر في عهد الخديوي إسماعيل، فيقول إن إنشاء مدرسة الحقوق ودار العلوم كان له أثر كبير في تخريج نخبة سيكون لها دورا بارزا لاحقا في الحياة السياسية والفكرية. فضلا عن افتتاح مدارس حربية وصناعية وثانوية وابتدائية، ومدارس للبنات ومدارس أوروبية، وجمعيات علمية مثل الجمعية الجغرافية الخديوية. ومن أبرز ملامح هذه النهضة نشوء الصحافة السياسية والأدبية، وقد شارك في تأسيسها مصريون ولبنانيون. ومن رواد تلك المرحلة فكريا الشيخ علي مبارك، ورفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، وجمال الدين الأفغاني. ويوضح زيادة أن "الطهطاوي ساهم مع مجايليه، وهو أبرزهم على الإطلاق، في بناء نموذج المثقف الذي يعمل في مؤسسات الدولة ويخدمها وينطق بمشروعها. ويعود ذلك إلى أن الدولة هي التي أوجدت هذا المثقف وأوجدت الوظائف التي يشغلها"، لكن ذلك لم يمنع من وجود نماذج أخرى لكتاب وصحفيين مستقلين عبروا عن وجهات نظر معارضة للحكم.

مصر الليبرالية

شكلت ثورة 1919فاصلا في تاريخ مصر الحديث، وقد عبرت عن التطور الذي أحرزته مصر خلال قرن من الزمان في المجتمع والسياسة والثقافة، بحسب زيادة. وبينما كانت الثورة على الفرنسيين قد اقتصرت على مجموعة من أبناء الأحياء القاهرية، وبقيت ثورة عرابي موضع نزاع ولم تحصد أي إجماع، فإن ثورة 1919 وحدت المصريين في المدن والأرياف وصاغت الوطنية المصرية، وشكلت الزعامة الشعبية. أما النخبة التي أخذت على عاتقها المطالبة بالاستقلال فقد تكونت من مجموعة كان معظم أعضائها من خريجي مدرسة الحقوق، وذوي باع في الحياة العامة وأعضاء في الجمعية التشريعية.

بينما كانت الثورة على الفرنسيين قد اقتصرت على مجموعة من أبناء الأحياء القاهرية، وبقيت ثورة عرابي موضع نزاع ولم تحصد أي إجماع، فإن ثورة 1919 وحدت المصريين في المدن والأرياف وصاغت الوطنية المصرية، وشكلت الزعامة الشعبية.اعتبرت العقود الثلاثة التي أعقبت ثورة 1919 بمنزلة المرحلة الليبرالية في تاريخ مصر الحديث، وقد شملت نطاقات قانونية ودستورية وثقافية وفنية. وحفزت الثورة الكتابة التاريخية المستندة إلى مصادر ومراجع ووثائق، وبرز في هذا الحقل كتاب مثل محمد صبري وعبدالرحمن الرافعي وشفيق غربال، تبعهم جيل آخر من المؤرخين، وقد اهتموا جميعا بتاريخ مصرالقديم والحديث، وساهمت كتاباتهم بإرساء أسس القومية المصرية. وقد نشأت في هذه الفترة أحزاب تعبر عن اتجاهات متباينة تحت سقف المواطنة، وتؤمن أن تقدم المصريين يكون عبر التربية وعبر الممارسة الدستورية. لكن هذه المرحلة لم تستمر طويلا، إذ شهدت الثلاثينيات تحولات اجتماعية وسياسية وأيديولوجية، تمثلت في صعود الطبقة الوسطى، وبروز جيل جديد من طلاب المدارس الذين تشكل وعيهم بعد مرور أكثر من عقد على الثورة، فكانوا أقل تأثرا بالأيديولجيا الوطنية، وما عادوا متأثرين بأفكار الأمة المصرية ذات التاريخ الفرعوني، خصوصا أن النزعة الفرعونية كانت قد أخذت في التراجع أمام صعود التيارات التي تقول بانتماء مصر إلى رابطة شرقية إسلامية وعربية.

إعادة النظر بالتاريخ

ينتقل زيادة بعد ذلك للبحث في علاقة النظام الناصري بالمثقفين، ويرى أنه لا يمكن اختصار هذه العلاقة ،فقط، بإخضاع المثقفين من خلال تأميم جميع وسائل التعبير، من صحف ومجلات إلى دور نشر، وصولا إلى فرض الرقابة على المقررات الجامعية، وتحديد مجالات الكتابة التاريخية، بل أن هذه العلاقة تمثلت كذلك بانتزاع أي نفوذ للمثقف، وأي حرية في التعبير عن فهمه ووعيه لدور مصر وهويتها، فقد كان على المثقفين أن يصمتوا حين يتعلق الأمر بدور الدولة وهوية مصر، لأن الدولة في نظام يوليو هي التي تحدد هوية مصر، على حد قول زيادة. ويضيف إن جمال عبدالناصر لم يكن معاديا لليبرالية السياسية فحسب، بل كان معارضا للأفكار الليبرالية أيضا، فالحرية هي فقط حرية الوطن من الاستعمار، والمساواة تعني أن المواطنين كلهم سواسية من دون أحزاب وجماعات وفرق. وبالإضافة إلى ذلك فقد نظر إلى تجربة مصر الحديثة منذ مطلع القرن التاسع عشر باعتبارها تجربة مليئة بالأخطاء والإخفاقات.

يقول زيادة بسبب كل ما سبق لا يمكننا اعتبار ثورة يوليو امتدادا لتجربة مصر التحديثية، ولا امتدادا لثورات شعب مصر، من عمر مكرم إلى أحمد عرابي إلى سعد زغلول، وقد عمدت إلى تصفية الإرث التحديثي، وقضت على التعددية التربوية والثقافية والسياسية، أي كل ما منح مصر دورها الريادي في العالم العربي خلال ثلاثة أرباع قرن سابقة على ثورة يوليو. يشير زيادة إلى أن كتابة التاريخ بعد نهاية الحقبة الناصرية عبرت عن الحاجة إلى إعادة النظر بتاريخ الحقبات والثورات والشخصيات التي حجبها نظام يوليو. ولم تعد هويات مصر التاريخية المتخيلة(الفرعونية ، والمتوسطية، أو الهويات ذات الصفة الأيديولوجية، عربية أم إسلامية) الشغل الشاغل للمؤرخين، فهوية مصر الواقعية هي نتاج التحديث ونظام الدولة المركزية.

في الفصلين الأخيرين من الكتاب يتناول زيادة أبرز التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها مصر في عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وصولا إلى ثورة يناير. ويسجل ملاحظة حول غياب دراسات اجتماعية، ماقبل ثورة يناير، تتعرض للمشكلات العميقة في المجتمع ـ مع استثناءات محدودة ـ إذ غلب على ما توافر منها طابع وصفي وإحصائي، بينما تناولت العديد من الأعمال الأدبية هذه التحولات وإفرازاتها بشكل لافت، فكان الروائي، كما يقول زيادة، بمثابة الشاهد على مجتمعه. ويضيف:" ربما يكون جلال أمين الشخص الوحيد الذي درس التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، خلال فترة زمنية تمتد عقودا، واستطاع أن يفسر أسس السياسات الحكومية الاقتصادية على الحراك الاجتماعي والطبقي."

وقد واصل أمين هذا النهج عندما أصدر كتابه "ماذا حدث للثورة المصرية" في العام 2012 الذي تناول فيه أحوال المصريين قبل الثورة، وأحوال أبرز الأحزاب السياسية في مصر، منتقدا صمت المثقفين على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومشيرا إلى أن أغلبيتهم تحول إلى أدوات في يد السلطة، فلا يعوّل على مواقفهم قبل الثورة أو بعدها. كما يستعرض زيادة مواقف كتاب ومثقفين آخرين من أحداث الثورة مثل طارق البشري والسيد ياسين، ويشير إلى أنه بالرغم من الحماسة والتفاؤل الذين أباهما المثقفون بشكل عام في بداية الثورة فإن التطورات المتلاحقة أظهرت انقساما واضحا بينهم، فوجدوا أنفسهم "عاجزين عن التأثير في الأحداث، فآثر بعضهم الانسحاب والصمت، واكتفى بعضهم الآخر بإبداء النصائح بينما انحازت الغالبية إلى النظام خوفا من الفوضى".

مقالات مشابهة

  • اختصاص الجنايات بنظر الجنح التي تقع بواسطة الصحف عدا المضرة بآحاد الناس لا يخالف أي حكم دستوري
  • الأبحاث ما بعد الكولونيالية وتأثيراتها على المجتمعات المستعمرة.. كتاب جديد (1 من 2)
  • القديس أباهور وأمه القديسة ديودورة.. قصة مُلهمة تفتخر بها الكنيسة المصرية
  • اختصاص الجنايات بنظر جنح الصحف لا يخالف أي حكم دستوري
  • محافظ الأقصر الجديد: أولوياتنا حل مشكلات المواطنين وتحقيق التنمية الشاملة
  • كيف صاغ حكام مصر ومفكروها هويتها الوطنية؟ قراءة في كتاب
  • الاخوان المسلمون ودولة الأمارات العربية المتحدة (٢)
  • ملك ماليزيا يستقبل شيخ الأزهر ويؤكدان أهمية تعزيز التعاون لترسيخ قيم الحوار والتعايش
  • دعم المفكرين والمبدعين وتعزيز دور النخب.. أبرز مطالب اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا من وزير الثقافة
  • فنيش من شقراء: احتمالات الحرب الشاملة قد خفتت