الهجوم الإسرائيلي على اليمن: محاولة لردع صنعاء عن مساندة غزة
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
الجديد برس:
لم تتبلور، إلى الآن، نتائج الهجوم الإسرائيلي على اليمن، ليس لناحية الخسائر البشرية والمادية فحسب، بل ما يتّصل بأهداف تل أبيب ورهاناتها على إمكان أن تُحدث الضربة تأثيراً، لجهة ردع صنعاء عن مساندة قطاع غزة، باعتبار «أنصار الله» واحداً من أهم مركّبات جبهات إسناد الفلسطينيين.
لكن هكذا نتائج يتعذّر من الآن حسمها، كونها تتحدّد وفقاً لمروحة عوامل وأفعال وردود أفعال، لا يمكن استخلاصها بمجرّد اعتداء واحد، إذ ينبغي انتظار ما سيترتّب على سلسلة الضربات المتبادلة، والتي يُقدّر أن يلجأ إليها الجانبان.
وتمتلك صنعاء مروحة واسعة من خيارات الرد، لا تقتصر فقط على الردّ المتناسب في المستوى والحجم على اعتداء الحديدة، بل تتعداه إلى ما يتناسب مع ما سيلي الجولة الحالية، سواء في القدرة المباشرة على استهداف إسرائيل في أصولها وبناها التحتية العسكرية والمدنية، أو أصولها وما يرتبط بمصالحها، ومنها الحيوي جداً، في الخارج.
وفي المقابل، تُعدّ الضربة الإسرائيلية رسالة موجّهة أيضاً إلى الشريك الأمريكي والأتباع في العالم والإقليم، بأن الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة صنعاء وهجماتها الإسنادية لقطاع غزة، باءت بالفشل، وبأن الرهان على هكذا استراتيجيات، تصفها تل أبيب بـ«الاحتوائية»، لن يجدي وسيتسبّب بتفاقم الهجمات، ما يوجب المبادرة إلى الهجوم وإيقاع إيذاء بمستويات تدفع صنعاء إلى الانكفاء، أو في حد أدنى، تحويل الإسناد إلى حدّه الأدنى الذي لا يجدي الفلسطينيين ولا يؤثّر في مسارات الحرب أو يدفع إلى قرار إنهائها.
ومع ذلك، لم يكن قرار إسرائيل بالردّ على استهداف تل أبيب سهلاً، على رغم أنه جاء بإجماع طاولة القرار، خاصة وأن الإدراك المسبق لدى مُبلور القرارات هو أن الانكفاء عن الرد، أو الرد المحدود والرمزي، أو مواصلة الاتكال على استراتيجية الصدّ والاحتواء الأمريكية التي ثبت فشلها، هو أخطر من الامتناع عن الرد، في مقابل التيقن من أن الهجوم سيجر هجوماً مقابلاً، وربما أيضاً مواجهة على مستوى تبادل ضربات لا يُقدّر أنها ستنتهي سريعاً. ويبدو أن تبادل الضربات، يزيد أيضاً من خطر اندلاع حرب متعدّدة الساحات، وبكثافة أكبر.
تُعدّ الضربة الإسرائيلية على الحديدة رسالة موجّهة أيضاً إلى الشريك الأمريكي والأتباع في العالم والإقليم
وتتمنّى تل أبيب أن تكون محصلة المواجهة مع اليمن، التي بدأت للتو، مشبعة بالفرص مقابل تقلص التهديدات التي ستتسبّب بها و/أو تزيدها، وإنْ كان من المبكر تقدير ما سيلي من نتائج، خاصة وأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرك أن فرص ردع صنعاء عن شن المزيد من الهجمات، ليست عالية.
وترى إسرائيل أن اختيار الحديدة قد يسهم في جلب على أكثر من مستوى، لاعتقادها بأن معظم الهجمات التي يشنّها اليمنيون على السفن في البحر الأحمر تنطلق من ميناء الحديدة. ومن هنا، ينبغي أن يؤدي الهجوم على الميناء، بحسبها، إلى تعطيل القدرة على تنفيذ مثل هذه الهجمات، وإنْ كان التقدير المقابل لا يغادر طاولة القرار: سيحرص اليمنيون على مواصلة الهجمات، بهذا الشكل أو ذاك، ومن هذه المنطقة أو تلك، لتظهير فشل ضربة الحديدة.
كذلك، فإن من فوائد الضربة، بالنسبة لإسرائيل، أنها تظهر لليمنيين ومركبات محور المقاومة، في لبنان والعراق وسوريا، وفي المقدمة رأس المحور إيران، أن لدى تل أبيب يداً طولى قادرة على الوصول إلى أيّ مكان تريده، وهو ما يفّسر تسمية الاعتداء بـ«اليد الطولى».
وكما ورد في تعليقات متواترة في الإعلام العبري، فإن «الهجوم على خزانات النفط بعث برسالة مدوية إلى الشرق الأوسط برمّته، وذلك من خلال صور ألسنة اللهب الهائلة، والتي بثّتها جميع شبكات الإعلام العربي، مطولاً».
والمقدّر، مع ترجيح عالي المستوى، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وصلت، في ظل التصعيد على الجبهة اليمنية، و«السخونة المرتفعة» على جبهات المساندة الأخرى، إلى مفصل مهم جداً في مسار التسبّب بمواجهة إقليمية شاملة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما سيأتي. وإذا كانت الحرب على غزة هي التي تسبّبت بهذا الوضع، فلم تَعُد هي فحسب العامل الوحيد الذي يحدّد نهايته، وينهي تبعاته في الإقليم.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية – يحيى دبوق
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
تحرك في الكونغرس لوقف الهجمات الأمريكية على اليمن
ذكر موقع ذا إنترسبت أن مشرعين تقدميين في الكونغرس الأميركي وجّهوا رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، يطالبونه فيها بتبرير الأساس القانوني للضربات العسكرية التي نفذتها إدارته على اليمن.
وحذر النواب في رسالة إلى البيت الأبيض من خطر انخراط الولايات المتحدة في “صراع غير دستوري” في الشرق الأوسط، حيث قتلت الضربات الأميركية عشرات الأشخاص في اليمن.
وجاء في الرسالة أن على الإدارة “التوقف الفوري” عن استخدام القوة العسكرية دون تفويض، والرجوع إلى الكونغرس قبل اتخاذ أي خطوات عسكرية إضافية، تهدد بتعريض أفراد الجيش الأميركي في المنطقة للخطر.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب غير ملزم قانونيا بالرد على الرسالة، في وقت تجاهلت فيه إدارته الانتقادات المتعلقة بالتخطيط للضربات، وواصلت الترويج للعملية العسكرية باعتبارها “انتصارا”، رغم فشلها في ردع الهجمات اليمنية المستمرة احتجاجا على الحرب في غزة.
الرسالة تقدم بها النواب براميلا جايابال، ورو خانا، وفال هويل، وانضم إليهم 30 نائبا آخر، ولم يُجب البيت الأبيض فورا على طلب التعليق، بحسب الموقع الأميركي.
وأوضح الموقع أن الرسالة قد تمهّد الطريق أمام تحرك ديمقراطي لإنهاء أو تقييد الضربات الأميركية المستقبلية في اليمن، خاصة بعدما وردت تقارير عن استهداف مناطق سكنية مكتظة.
وقامت اليوم باسناد مظلومية الشعب الفلسطيني وذلك باستهداف عمق الكيان وفرض حصار بحري على موانئه ومنع السفن المرتبطة بالكيان من المرور بالبحرين العربي والأحمر.
جدير ذكره تن الكيان الصهيوني يرتكب بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.