قبل أن تستيقظ الولايات المتحدة من صدمة محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، انسحب منافسه السابق الرئيس جو بايدن من السباق نحو البيت الأبيض، ليفسح المجال لمرشح آخر، في أسبوع انتخابي قل نظيره في الولايات المتحدة، خلافا للحملة الانتخابية التي انطلقت بشكل ممل باعتبار أنها كانت ستكون إعادة لمواجهة العام 2020 بين الرجلين.

وأعطى إعلان الرئيس بايدن انسحابه ودعم نائبته كامالا هاريس الحزب الديموقراطي فرصة جديدة، وإن متأخرة، لإعادة إطلاق حملة شابتها العثرات، لكنه يثير الكثير من المخاوف بشأن أسابيع من عدم اليقين إلى حين اختيار مرشح لمواجهة ترامب، ويدخل السباق الرئاسي مرحلة ضبابية ويعيد خلط الأوراق.

وقد بدأ الحزب الديموقراطي مداولات لتحديد ما إذا كانت هاريس تمثل الخيار الأمثل لمواجهة ترامب في نوفمبر، بعد أسابيع من تسريبات وضغط سياسي دخل على خطه كبار الداعمين الماليين للديموقراطيين، ما دفع بايدن البالغ 81 عاما لإعلان انسحابه.

وأكدت هاريس البالغة 59 عاما نيتها الترشح، وقالت في بيان «يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس ونيتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به. سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديموقراطي وتوحيد أمتنا لهزيمة دونالد ترامب».

وأتى إعلان بايدن في رسالة إلى الأميركيين نشرت عبر منصة «إكس»، علما بأن الرئيس الديموقراطي لم يظهر في العلن منذ إعلان إصابته بكوفيد-19 الأسبوع الماضي، وعزل نفسه في منزله الخاص بولاية ديلاوير.

وقال بايدن «أرى أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن انسحب، وأن أركز فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي».

غير أن ترشيح هاريس لا يحظى بالإجماع بعد داخل الحزب، فبعد تأييد أسماء بارزة في الحزب الديموقراطي، مثل الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، وحاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم الذي كان ينظر إليه كمنافس محتمل، إضافة إلى الكثير من المشرعين المنتخبين من التقدميين والمعتدلين، أحجم عدد آخر من رموز الحزب مثل الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، عن تأييد أول سيدة سوداء تتولى منصب نيابة الرئاسة في البلاد.

وأشاد أوباما في بيان بقرار بايدن الانسحاب، لكنه حذر من «آفاق مجهولة في الأيام المقبلة»، معربا في المقابل عن ثقته بقدرة قادة الحزب على «وضع مسار يمكن أن يفضي إلى مرشح بارز».

وقالت النائبة عن نيويورك ألكسندريا أوكازيو كورتيز في منشور على إكس «اليوم أكثر من أي وقت مضى، من المهم أن يتوحد حزبنا وبلادنا سريعا لهزيمة دونالد ترامب، والخطر الذي يمثله على الديموقراطية الأميركية».

وأثارت خطوة بايدن المفاجئة، رغم أنها كانت محور تكهنات على مدى الأيام الماضية، سلسلة من الأسئلة في أوساط الحزب الديموقراطي، منها ما اذا كان السيناتور جو مانشين، المنتسب سابقا إلى الحزب والمستقل حاليا، يعتزم السعي لخوض السباق الرئاسي. وكان السيناتور البارز انضم إلى الدعوات الموجهة لبايدن لإنهاء ترشيحه لصالح ديموقراطي أصغر سنا. وقد انعكس انسحاب بايدن إيجابا على الصعيد المالي، إذ أعلنت مجموعة «أكت بلو» المسؤولة عن جمع التبرعات لحملة الديموقراطيين أنها سجلت مساء أمس الأول بعد سحب الرئيس ترشحه ودعمه هاريس أكبر عملية جمع تبرعات ليوم واحد في 2024، وصلت إلى 46.7 مليون دولار.

ومن نيويورك إلى ولاية ميشيغان، أكد الكثير من الناخبين الديموقراطيين أنهم في حالة ترقب يشوبها القلق، ويشعرون بأنهم يقفزون في المجهول.

وتقول بارب كاتس المدرسة المتقاعدة لوكالة فرانس برس عندما ورد النبأ على الهواتف النقالة «أنا مذهولة وسعيدة لأن القرار اتخذ، ويمكن الآن للحزب الديموقراطي التقاط أنفاسه وإيجاد حل». أما زوجها سيث فتنتابه مشاعر متضاربة تتراوح بين «الحزن» و«الارتياح»، ويعرب عن أسفه لكون بايدن الذي وعد بأن يكون «جسرا» نحو جيل جديد من القادة لم يسلم الشعلة إلى جيل جديد.

بعيدا عن ذلك، تقول طيبة زهرة إن أداء بايدن خلال المناظرة التلفزيونية في 27 يونيو بمواجهة ترامب «كان كارثيا». وتابعت «أظن أن ما حصل يومها جعل الرأي العام متوترا جدا لفكرة أن يخوض السباق منافسا لدونالد ترامب رغم أن هذا الأخير متقدم بالسن أيضا».

وتحذر ماري بيغز المدرسة في نيويورك البالغة 58 عاما «يجب أن نصطف جميعا وراء (كامالا هاريس) وأن ندعهما». وتضيف «ثمة مصدر توتر كبير آخر، إذ لا أعرف إن كان هذا البلد مستعدا لانتخاب امرأة سوداء. لكن ينبغي علينا أن نستعد سريعا».

على الطرف الجمهوري، ستكون لانسحاب بايدن انعكاسات لا مفر منها على حملة الرئيس السابق ترامب، إذ سيضطر لإعادة رسم إستراتيجيته الانتخابية التي تمحورت بشكل كبير على وضع بايدن الصحي والذهني.

وكثف فريق الحملة في الآونة الأخيرة من المواد الدعائية التي تركز على بايدن وهو يرتكب الهفوات أو يتلعثم ويتعثر.

لكن يخشى أن ينقلب السحر على الساحر، ويصبح تركيز الدعاية على السن والقدرة الذهنية سلاحا للديموقراطيين بمواجهة ترامب البالغ 78 عاما، خصوصا في حال نالت هاريس التي تصغره بزهاء 20 عاما ترشيح الحزب.

بيد أن حملة ترامب تؤكد أن انسحاب بايدن لم يأخذها على حين غرة، وأن المسؤولين عنها أعدوا حملات دعائية موجهة ضد هاريس ستبث في عدد من الولايات المفتاحية بالسباق الانتخابي خلال الأيام القليلة المقبلة.

وسيستغل ترامب الوقت المستقطع إلى حين حسم الحزب الديموقراطي خيار الترشيح، ويمضي في حملته الانتخابية والتجمعات في ولايات عدة، بعد المؤتمر العام للحزب الجمهوري في ميلواكي الذي اختتم الخميس الماضي باختياره مرشحا رسميا لولاية ثانية في البيت الأبيض، بعد أولى بين 2017 و2021. ويعقد ترامب تجمعا لأنصاره الأربعاء في ولاية كارولاينا الشمالية.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: الحزب الدیموقراطی

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: مصر تحركت للأمام بخطى ثابتة ومدروسة خلال آخر 15 عاما

الرئيس السيسي:

مصر استطاعت التحرك بخطى ثابتة ومدروسة رغم التحديات

تكبدنا خسائر شهرية بـ 800 مليون دولار من إيرادات قناة السويس

الاقتصاد المصري يشهد مؤشرات إيجابية.. والأوضاع بدأت تتحسن بفضل الله

صندوق النقد الدولي وافق على شريحة جديدة

أدرك القلق الذي يعيشه المصريون بسبب الأحداث الراهنة

يجب تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة

توجيه للحكومة بـ المشاركة مع الإعلام لبناء المواطن المصري 

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل الإفطار السنوي الذي أقامته القوات المسلحة، تزامنا مع الاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان وذكرى يوم الشهيد والمحارب القديم.

جاء ذلك بحضور المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء والمحافظين، وقادة الأفرع الرئيسية وقادة القوات المسلحة والشرطة المدنية، ولفيف من كبار رجال الدولة، وقدامى قادة القوات المسلحة، وعدد من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.

الرئيس السيسي يوجه الحكومة للمشاركة في الجهود الإعلامية لبناء مواطن متمسك بمبادئ المجتمع وثوابتهالرئيس السيسي: تحركنا بخطى ثابتة ومدروسة رغم التحديات خلال السنوات الخمس عشرة الماضيةمشيدًا ببرنامجه خلال شهر رمضان.. الرئيس السيسي يتبادل الحديث مع الفنان سامح حسينالرئيس السيسي: الدولة تتكبد خسائر شهرية تقدر بـ٨٠٠ مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب أوضاع المنطقةالرئيس السيسي 

صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استهلّ كلمته بتقديم التهنئة لرجال القوات المسلحة والشعب المصري بمناسبتي العاشر من رمضان ويوم الشهيد، مشيرًا إلى الظروف الصعبة التي يمر بها العالم ومنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن مصر استطاعت التحرك للأمام بخطى ثابتة ومدروسة على الرغم من التحديات التي واجهتها خلال السنوات الـ 15 الماضية، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية التي تأثر بها العالم أيضًا، حيث تتكبد الدولة خسائر شهرية تقدر بحوالي 800 مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب الأوضاع في المنطقة. 

وأكد الرئيس أن الاقتصاد المصري يشهد مؤشرات إيجابية، مشيرا إلى موافقة صندوق النقد الدولي مؤخرًا على صرف شريحة جديدة لمصر.

كما أشاد بدور الشعب المصري وتماسكه وقوة مؤسسات الدولة، وخصوصًا القوات المسلحة والشرطة المدنية، حيث تمثلان الركيزة الأساسية للدولة في هذه الأوقات الاستثنائية.

وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس وجه رسالة طمأنة للشعب المصري، مشيرًا إلى إدراكه للقلق الذي يعيشه المصريون بسبب الأحداث الراهنة، مما يعكس المسئولية الوطنية لديهم وحرصهم على استقرار البلاد.

وأكد الرئيس أن الأوضاع الاقتصادية بدأت تتحسن بفضل الله وعمل مؤسسات الدولة وجهود الشعب، مشدداً على أهمية تكثيف العمل والمضي قدمًا نحو تطوير المجتمع المصري وفق خطوات مدروسة.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس شدد على أهمية الإعلام الإيجابي المفيد، حيث تبادل الحديث مع الفنان سامح حسين، مشيدًا ببرنامجه خلال شهر رمضان.

وأكد الرئيس ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة، مشددًا على الدور الجوهري للإعلام المصري في هذا المجال، إلى جانب دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في بناء مجتمع قوي، ووجه سيادته الحكومة إلى المشاركة في هذه الجهود الإعلامية من أجل بناء مواطن مصري متمسك بمبادئ وثوابت المجتمع.

واختتم المتحدث الرسمي بأن الرئيس أثنى على جهود القوات المسلحة ودورها في دعم ركائز الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يلغي تدابير الحماية المخصصة لنجل بايدن وابنته
  • ترامب يلغي حماية جهاز الخدمة السرية لاثنين من أبناء بايدن
  • ترامب يلغي حماية جهاز الخدمة السرية لهانتر وآشلي بايدن
  • الرئيس السيسي: مصر تحركت للأمام بخطى ثابتة ومدروسة خلال آخر 15 عاما
  • باطل..ترامب يشكك في قانونية عفو بايدن عن معارضين للرئيس الأمريكي
  • استطلاعات: ترامب يتقدم والديمقراطيون في تراجع تاريخي
  • والتز: سياسة بايدن تجاه أوكرانيا كادت أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة
  • أسامة السعيد: ترامب يتبنى نهجًا استباقيًا ضد الحوثيين بعكس بايدن
  • خبير عسكري: استهداف صنعاء رسالة للحوثيين وإيران بأن ترامب ليس بايدن
  • مظاهرة رافضة لخطط ترامب في غرينلاند