حين أقبل الليل ، وخلد الناس إلى النوم والراحة ، رغبت السيدة ايميلي وهي مستلقية على سريرها ،أن تدخن سيجارة تعدل مزاجها ، وبعد أن أحست بنشوة النيكوتين ومتعة الدوبامين، رقدت إلى جانب طفليها ناسية أن تطفئ عقب سيجارتها ، وحينها وقع المحظور الذي فطر القلوب وأدمى العيون ، فقد تسلل صوب ذاك العقب تيار هوائي أرعن ، أزاحه عن موضعه ليحتك بما هو هشّ وقابل للاشتعال ، ويُحدث حريقاً امتدت نيرانه إلى كافة أرجاء الغرفة حصد فيها الأرواح والتهم الأثاث .
هذه قصة مأساوية حدثت في بريطانية بمدينة ستافورد قبل أربعة أعوام وأودت بحياة عائلة بكاملها نتيجة التسيب والاستهتار بأدنى شروط السلامة وآداب التدخين.
يعتبر التدخين في حضرة الأطفال جريمة اجتماعية وانتهاكاً صارخاً لحقوقهم في الحياة الآمنة ، فالذي يتسبب بموتهم نتيجة الأسلوب الخاطئ في تعامله مع عادة التدخين ، هو قاتل ويجب أن يقام عليه الحدّ ، وإن الذي يدخن في وجودهم هو أيضاً قاتل لصحتهم لأن التدخين السلبي يزيد من خطورة إصابتهم بالربو ويعيق تطور جهازهم المناعي وقد يحدث تشوهات جنينية لدى المرأة الحامل .
هناك من يدخن في الأماكن العامة والمتنزهات ويعتبرها حرية شخصية ، فيرمي بأعقاب سجائره على الأرض وهي مشتعلة الأمر الذي يغري الأطفال بالتقاطها وتجريب تدخينها ، وهناك من يرمي بعقب سيجارته المشتعل من نافذة سيارته غير مبال بنظافة الطرقات ولا بسلامة المشاة ولا سلامة المركبات، لتتطاير تلك السيجارة اللعنة وتحط فوق رأس طفل برئ إو تطال عين انسان لا ذنب له. وهناك من يجاهر بالتدخين أمام الآخرين من رضع وصغار ومسنين، وهو حتماً سيضرهم صحياً أو سيؤذيهم بالروائح الخبيثة التي تعكر صفو الهواء وبهجة المجالس .
إنها مسألة ذوق وأخلاق وتربية ، وإذا كنت عزيزي المدخن عازما على المضي في مشروعك الخاسر هذا ، فيتوجب عليك احترام القوانين والالتزام بقواعد الاتيكيت والذوق العام ، عليك أن تعزل نفسك كلية وأنت تهمّ بالتدخين ، وأن لا تنسى أن تصبغات اللثة والأسنان وروائح الفم الكريهة هي بسبب الدخان ، وأن القلق والاكتئاب هي بسبب الدخان.
صحيح ليس كل مدخن هو مصاب بالسرطان ،ولكن بالتأكيد فإن كل مصاب بسرطان الرئة هو مدخن . وسعياً نحو حياة صحية خالية من الملوثات وبعيدة عن المخاطر ، أنصحك بالإقلاع عن التدخين نهائياً ، فلا ضرر ولا ضرار ولا إرهاق للنفس ولا استنزاف للميزانية .
يقول سبحانه تعالى :
“ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ” .
صدق الله العظيم.
bahirahalabi@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
5 أشياء عليك فعلها قبل بداية 2025.. «ابدأ عاما جديدا دون سلبيات»
قبل بدء العام الجديد 2025، عادة ما يتجه البعض لحصر أخطاء السنة الماضية، بالإضافة إلى التفكير في كل الأشياء التي قد حدثت، لعيش سنة جديدة تملأها السعادة والإنجازات، ما يتطلب قبل الغوص في خطط العام المقبل التفكير جيدا فيما حدث خلال العام الماضي، من خلال وضع أهداف تساعدك على العيش بشكل أفضل.
أشياء عليك فعلها قبل بداية 2025وضع الأهداف يمنحك أساسًا متينًا لسنة ناجحة في المستقبل، ويمكن اتباع 6 نصائح مهمة أشارت إليهم الدكتورة إيناس علي، إخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، خلال حديثها لـ«الوطن»، منها:
الحديث مع النفسأوضحت «علي» أنه يجب التحدث مع نفسك وتقبل كل الأخطاء التي وقعت فيها، وتذكر أن لديك 24 ساعة فقط في اليوم، فكن لطيفّا مع نفسك ولا تقسو عليها وعليك أن تبدأ كل يوم في التخطيط من جديد، ومسامحة نفسك على ما مضى.
تحديد الأنشطة الشخصيةونصحت بضرورة تنظيم جدولا زمنيا لتحقيق التوازن في ما تريده بالحياة، وأن تحدد ما الأنشطة التي يجب عليك فعلها، والابتعاد عن أي عمل ضار كنت تفعله.
اتخاذ قرارات جديدة مع صحتكوأكدت أنه لتحسين الحالة النفسية يجب تحسين الحالة الصحية، وعليك تنظيم وقتك، وتفحص صحتك والنوم في مواعيد منتظمة.
تمارين الشكر والتأملوأوضحت أن تمارين الشكر والتأمل تساعد على حالة نفسية أفضل وبدء عام جديد دون أي تشتت، مع اتخاذ خطوات للتقرب إلى الله.
ترك العادات السلبيةتعتبر من أهم الأشياء التي يجب عليك فعلها قبل بداية العام الجديد هي ترك العادات السلبية، لأن اتخاذ قرار صارم بشأن عاداتك السلبية من الأشياء الضرورية التي تساعدك قضاء عام أفضل.